حوار بين الماضي والحاضر

حوار بين الماضي والحاضر يعيد تجديد الماضي في قلوبنا، حيث يحيا الإنسان كافة حياته متأثراً بأحداث الماضي، فيستمر في التفكير فيما سيقع له في المستقبل، ولكن هذه من الأمور الخاطئة التي يقع بها كل إنسان، أنه لا يتمكن من العيش اللحظة ويظل قلقاً بما آتي، فالحياة ما هي إلا تسلسل تمر داخل حلقات زمنية متسلسلة، حيث يترك الماضي علامات جيدة يقوم الحاضر بتطويرها حتى يسلمها للمستقبل، ونعرض حوار بين الماضي والحاضر خلال المقال التالي عبر موقع زيادة .

اقرأ للمزيد: حوار بين مصلي وغير مصلي وشروط الصلاة والأدلة على حكمها

حوار بين الماضي والحاضر

في إحدى الأيام كان الحاضر يقف يتأمل كل ما يحيط به، وهو يشعر بالسعادة فإذا بالماضي يمر به وألقى السلام عليه، ليبدأ حوار بين الماضي والحاضر كالتالي:

  • الماضي: أهلا والسلام عليك أيها الحاضر.
  • الحاضر: يقف صامتاً ولم يقوم برد السلام.
  • شعر الماضي بالغضب بشدة من الحاضر وقام بسؤاله: لماذا لم تقوم برد السلام؟
  • الحاضر: نظر باستغراب إلى الماضي ولم يقوم بالرد عليه مرة ثانية.
  • الماضي سأل: لماذا لم تقوم برد السلام علي مرة أخرى؟
  • ابتسم الحاضر وقال: معذرة أيها الشيخ من أنت؟
  • الماضي: ألم تعرف أيها الحاضر من أكون أنا؟ ألم يخبرك أحداً عن الذي قضى عمره ببوابة الزمن، يقوم بتدوين كل ما يسمعه ويراه؟
  • الحاضر: أنا أسف لكني لا أعرفك؟
  • يقاطع الماضي حديث الحاضر وهو فخوراً بذاته ويقول: أنا التاريخ الذي مضى، أنا المكتوب داخل سجل الزمن، الذي يعبر عن الأحداث الماضية، فبدوني لن يتمكن الأحفاد من معرفة عراقة الأجداد.
  • الحاضر: كفاك تفاخراً أيها الماضي، فأنت اندثرت حتى أنه لم يبقى لك أي أثر.
  • الماضي: أنا موجود إلى يومنا هذا، فأنا يتم تدريسي داخل كتب المدارس من البداية وإلى النهاية، فأنا لن أنتهي إلى الأبد.
  • الحاضر بغضب: وما الفائدة منك، في كافة الأحداث بك كانت مثل الكابوس، حيث كان البشر غير مستقرين، يشعروا بالخوف، ويعانوا من الجهل والفقر، لكن أنا الحاضر أتيت وأتى معي التكنولوجيا والتقدم، في كافة الأشياء بي سهلة، مريحة، وبسيطة.
  • الحاضر: فبرفقتي بلمسة زر أستطيع أن أجوب بالفرد العالم، وبواسطة اتصال واحد أحجز للفرد في الطائرة ليذهب لأي مكان بالعالم.
  • الماضي: أحسنت يا حاضر أن لا أنكر ذلك، مع ذلك فأنت نسيت أمر هام، فقد نسيت الحب والتكافل والتعاون الذي ضاع في زمنك، وقد اختفى الود وأصبح الكل أغراب، ولكن في زمني كان يسود الحب بين الناس، فعند غياب فرد كان الجميع يتساءل عنه.
  • الحاضر: حسناً أنا لم أنكر ذلك الأمر أيضاً، مع ذلك في الحاضر يظل أفضل بكثير منك، بواسطة الازدهار والتقدم في التعامل، المآكل، والملبس.
  • الماضي: أنا لا أوافق على نفس الرأي، لأن بالماضي كان يوجد سمات جميلة، التي بدأت في الاختفاء تدريجياً في الحاضر، مثل: الكرم، الشجاعة، حب الخير، والعطاء.
  • الحاضر: معك حق أيها الماضي، فبدون وجودك لن يكون الحاضر والمستقبل موجودين، وبمرور الأيام سوف نصبح ماضي، وسنظل نتباهى بأنفسنا مثلك، فبدون التاريخ لن يتمكن الأحفاد من معرفة عراقنا وعراقة الأجداد.

مناقشة بين الماضي والحاضر

بدأ الـ حوار بين الماضي والحاضر كما يلي:

  • الماضي يتباهى بقوته: أيها الحاضر ألن تقوم بالانتحار، فأنا أشاهدك وأنت تحتضر، فقيامك بالانتحار سوف يقوم بسمح العار منك، فهو سوف يكون الطريق الأقصر لنجاتك.
  • شعر الحاضر بالخجل وبدأ يبكي وقال: أيها الماضي لماذا تتحدث هكذا، أخبرني ما هو الذي يجعلك مميز عني؟ ألست مثلك؟ فأنا أقوم بعبادة الله ربي، وأقول بصوتٍ عالياً الله أكبر.
  • يقف الماضي بشموخ واعتزاز ويقاطع الحاضر فيقول له: لا أنت لست مثلي ولن تكون، في عصري كان لونه أخضر، بينما عصرك فلونه أحمر، في عصري عشق قيس ليلى بالرغم من معارضة كافة البشر، وذبح جميل من أجل عشقه لبثينة، فلم يضيعه إلا القدر.
  • الماضي: بينما في عصرك يموت الحب بنفس اللحظة التي ولد بها، ويتم رجم الأحبة بالحجر، في عصري قام نيرون بحرق بلاد روما، والزير قاتل 40 سنة من أجل أخيه، حتى أن نصف الأرض أصبحت ملكاً للقيصر.
  • الماضي: لكن في عصرك احتكر اليهود الأرض، والمسلمون أصبحوا بكماً، عمياً، وصماً، وحسابك فقط سنبلتين داخل الحقل، وفي البيدر سنبلة واحدة.
  • الماضي: فليس هناك مقارنة أبداً بينك وبيني، فعصري لا يقهر، وزمانك ذل لا أكثر.

اقرأ من هنا: حوار بين شخصين عن الحجاب ومواصفات الحجاب الصحيح في الشرع

مناظرة علمية بين الماضي والحاضر والمستقبل

داخل قاعة العصر للمحاورات، حدثت مناظرة علمية بين المستقبل والحاضر والماضي، وكان يوجد عدد هائل من الجماهير، على رأسهم الليل والنهار والشيخ الدهر، ودار حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل، كالتالي:

  • الماضي: أنا هذا الزمن المتأصل، الذي حدث منذ أن قام الله، بخلق الأرض وكل ما يوجد عليها، وقد مررت بكافة الدهور وجميع العصور وكل الحضارات، حتى وقتنا الحالي، وأنا أشعر بالشرف لكوني أب لكافة الأوقات والأزمان.
  • الماضي: وأنا أريد أن أنصح البشر، بأن يتقوا الله بكافة الأشياء، فقد شاهدت أمور عديدة منها الفرح والشقاء، ومنها السعيد والتعيس، ومنها الرحمة والعذاب.
  • الحاضر: أنا العصر الحالي الذي يحيا به البشر، وبمرور الوقت سوف أصبح ماضي وذكرى، مع ذلك فأنا أرغب أن أنصح البشر، بأن يخافوا الله ويتقوه بكافة الأمور، فأنا حالياً أمر بريعان شبابي، ولكن قريباً سأهرم، وألا تغرهم الحياة الدنيا والشيطان الرجيم.
  • المستقبل: أما أنا فأنا أكون قنوع وسأحدث مثلما قدر الخالق العظيم، كما أني لست عجل مما سيقع، ولكن أصبح البشر متشائمون مني، ولا يرغبون في سماع أسمي، وأنا ليس بيدي شيء فيما يجري حالياً، فالله هو المدبر لكافة الأمور.
  • الدهر: أنا أسف لمقاطعتي لكم، ولكن أرغب في طرح سؤال عليكم، لماذا يسبني البشر ويتهموني في حدوث كافة الأشياء، وقد قام رسول الله بتبرئتي في حديثه الشريف، وأنا أكون مأمور.
  • الماضي: أسمع أيها الدهر، نحن جميعاً نكون بين حرفان وهما الكاف والنون، فنجن نحدث بأمر الله، لا دخل لنا فيما يحدث، فالبشر هم الذين يقومون بجني ما يحصدون ويجنون على ذاتهم.
  • الماضي: فهم من يقومون بارتكاب المعاصي والذنوب، ويثيرون مقت وغضب الله، فيقوم الله بمعاقبتهم بسبب ذنوبهم.
  • الماضي: إن الدنيا تكون السبب في جعل البشر يرتكبون المعاصي، فهي من تزيين للناس حب الشهوات والذنوب، والتمتع بكافة الأمور المحرمة، كما تكون السبب في حثهم على ارتكاب الخطأ، إذ أنها المسؤولة عن حدوث كل تلك الأحداث.
  • الحياة الدنيا وهي غاضبة بشدة: اسمع أيها الماضي، لولا إجباري على مخالطتك لما خطبتك من الأساس، ولكن الله قد خلقني فتنة للبشر، فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء.
  • الحياة الدنيا: حيث أن المسلمين لا تنبهروا أو يغتروا بي، بينما التعساء هم من يكونوا حريصين على التمتع بي بكافة الأمور التي توجد بي، وتلك حكمة الله التي جعلها بي حتى يرى الزاهدين في، والمفتونين بي.
  • أكملت الحياة الدنيا: فيجازي الله الزاهدين في بدخول جنته في الآخرة، ويعذب المفتونين بي بدخول النار في الآخرة.
  • وافق الجميع على ما قالته الحياة الدنيا، وقالوا: ففي كل زمان من المهم اتقاء الله والخوف منه، والحرص على الزهد في الحياة الدنيا، واستثمارها في عبادة الله وفعل الخيرات والابتعاد عن فعل المنكرات.

اقرأ في هذا المقال: حوار بين الشمس والقمر والكواكب ومناقشة بينهم

وفي النهاية نكون بذلك عرضنا حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويجب أن يعرف كافة البشر أنه برغم محاولتنا من المقارنة بين أحداث الماضي والحاضر، فإننا لن نتمكن من الإحاطة بكافة الجوانب، مع ذلك فمن المهم أن نعرف أن لكل عصر إيجابيات  ومميزات وسلبيات وعيوب، وأنه لا يمكن إنكار فائدة التطور لكل البشر، فالحياة الماضية كانت مليئة بالصعاب، ولكن أقل ازدحاماً.

قد يعجبك أيضًا