هل الإفرازات تنقض الوضوء 

هل الإفرازات تنقض الوضوء، الحديث هنا عن تلك الإفرازات الخاصة بالنساء بشكل عام والتي يطلق عليها الإفرازات المهبلية، وللإجابة السليمة على هذا التساؤل لابد في البداية على الأنواع المختلفة لها لتحديد الحكم المناسب لكل منها، وعليه نسرد فيما يلي عبر موقع زيادة نواقض الوضوء بشكل عام وبالأخص التعرض لكل ما يتعلق بهذه الإفرازات ومدى مشروعيتها لدى أغلب الآراء الفقهية.

نواقض الوضوء المتفق عليها

يتم تعريف نواقض على أنها كل فعل من شأنه إفساد الوضوء، وللْتعرف على هل الإفرازات تنقض الوضوء أم لا، لابد من الدراية بدايةً بما هي نواقض الوضوء المتفق عليها فيما يلي:

كل ما يخرج من السبيلين

  • البول والغائط، ولا يتم تحديد كمية معينة منهم لنقض الوضوء، فيكتفي فقط هنا بعملية الخروج.
  • الريح، وهو المتعارف عليه من رائحة أو صدور صوت.
  • المذي، هو السائل ذو اللون الأبيض والقوام اللزج المتعارف على خروجه في حالة الرغبة في الجماع أو التفكير فيه.
  • المني، هو السائل ذو اللون الأبيض والقَوام الغليظ بالنسبة للرجال أو السائل ذو اللون الأصفر الرقيق بالنسبة للنساء، يخرج من غير الشعور بالشهوة نتيجة البرد أو الحر،، ويجب هنا تحديد أن هذا الرأي يخص جمهور الفقهاء، أما المذهب الشافعي فيوجب الغسل.

زوال العقل أو غيابه

يتأتى ذلك بذهاب العقل إما في حالة حدوث إغماء أو نتيجة لتعاطي بعض أنواع المخدرات أو المسكرات، أو الإصابة بمرض الصرع أو الجنون أو النوم،وذلك لما قد يخرج من السبيلين خلال هذه الفترة دون شعور الشخص به.

يحتمل النوم بالأخص كونه أحد نواقض الوضوء العديد من الآراء الفقهية نذكر منها التالي:

رأي فقهاء الحنفية والشافعية

قاموا بتعريف النوم الناقض للوضوء على أنه هو التمكن من النوم بالاتكاء أو الإضجاع مع عدم تمكن المقعدة من الأرض، حيث يسهل ذلك من إمكانية خروج أي شيء من السبيلين، بعكس النوم الذي يتمكن فيه الشخص من الجلوس على الأرض.

هذا بالإضافة إلى قول الحنفية بعدم نقض الوضوء في حالة النوم على أحد هيئات الصلاة مثل السجود والركوع، لعدم زوال قدرة الشخص في التحكم والسيطرة.

رأي فقهاء المالكية والحنابلة

يختلف الرأي عندهم عن غيرهم في تحديدهم للنوم بالنوع الخفيف أو الثقيل، حيث لا ينقض الخفيف الذي يشعر فيه الشخص بمن حوله الوضوء، في حين ينقض الثقيل منه وهو الذي لا يستطيع الشخص خلاله سماع ما حوله من أصوات أو سقوط الأشياء.

اقرأ أيضًا: خروج ماء من المهبل هل ينقض الوضوء؟

نواقض الوضوء الغير متفق عليها

إضافة إلى ما سبق من نواقض للوضوء يوجد عدد منها ولكن تختلف الآراء الفقهية فيها، وفيما يلي توضيح لها لتحديد هل الإفرازات تنقض الوضوء:

مس الفرج باليد بدون حائل

يقصد بالفرج الدبر أو القُبُل أو من الدُّبر، وكان رأي المذهب المالكي بأنه لا ينقض الوضوء إلا في حالة مس الرجل ذكره، سواء كان لشهوة أو غير ذلك، أما بالنسبة للمرأة فلا ينقض لمسها للفرج الوضوء.

في حين يأتي رأي المذهب الحنفي بأن مس الفرج غير ناقض للوضوء، أما بالنسبة للمذهب الحنبلي فإن مس الفرج بشهوة فقط هو ما ينقض الوضوء.

تغسيل الميت

عموم جمهور الفقهاء يتوجهوا إلى كون تغسيل الميت لا يوجب الوضوء على المُغسل، وانفرد بعكس ذلك الإمام أحمد حيث أقر ينقض الوضوء المغسل.

لمس المرأة

توجد ثلاث آراء فقهية حول كون لمس المرأة الأجنبية ينقض الوضوء أم لا، حيث يتمثل قول المذهب الحنفي في أنه لا ينقض الوضوء إلا عند التقاء الفرجِين بالمباشرة بين الرجل والمرأة.

في حين ذهب أصحاب المذهب المالكي والحنبلي إلى أنه ينقض الوضوء ولكن في حالة الشعور بِشهوة فقط.

أما بالنسبة للمذهب المالكي فيرى أنه ينقض الوضوء في كل الحالات.

تناول لحم الإبل

اجتمع أهل الجمهور على أن تناول لحوم الأبل لا ينقض الوضوء سواء كان نيئًا أو مطهوهًا، واختلف الإمام أحمد فقط كونه ينقض الوضوء.

هل الإفرازات تنقض الوضوء

هل الإفرازات تنقض الوضوء؟ يأتي الدور على تحديد الحكم الخاص بها بعد ما تم التعرف على أنواع نواقض الوضوء، وهو الآتي:

  • حالة كون هذه الإفرازات عادية أي أنها أمر عرضي غير متكرر ولا يصاحب الشعور بالشهوة، فهي تعد ناقضة للوضوء، حيث يجب غسل مكانها وتغيير الملابس فقط.
  • أما في حالة كونها متكررة فهي تعامل معاملة سلس البول من حيث الحكم، حيث يتَوجب الوضوء عند كل صلاة، ولا يتحتم تغيير الثياب أو غسلها.

بعض الأحكام المرتبطة بنواقض الوضوء

قد يوُجب على الشخص بعد نقض وضوئه لأحد الأسباب السابقة وبعد تحديد حكم هل الإفرازات تنقض الوضوء أن يقوم بتجديد الوضوء، وهذه هي بعض القواعد الملزمة لذلك:

  • تجديد الوضوء هو سنة مستحبة عند أداء صلاة الفريضة أو السنة أو النفل، هذا بالإضافة إلى وجوبه عند طواف الفرض وطواف السنة.

كما يوجد عدد من الأعمال التي يجب أن يتجنبها كل من نقض وضوئه أو المحدث ومنها التالي:

  • لا تصح صلاة من أحدث بدون تجديد الوضوء.
  • الطواف، وتختلف فيه الآراء من حيث وجوب الوضوء له وهذا هو مذهب الحنابلة والشافعية، في حين يرى الحنفية وجوب الطهارة فقط طالما لا يوجد دم من حيض أو نفاس.
  • لمس المصحف، اجتمع أهل العلم على القراءة منه بدون مس، ويقاس على ذلك كل ما يحتوي على آيات قرآنية.

اقرأ أيضًا: ما هي مبطلات الوضوء ومكروهات الوضوء؟

أنواع الإفرازات المهبلية

حتى يتسنى لنا التأكيد على هل الإفرازات تنقض الوضوء، يجب توضيح الأنواع المختلفة لها، حيث أنها في العادة ظاهرة طبيعية تزداد خلال فترة خروج البويضة أو عند الشعور بشهوة أو أثناء الرضاعة الطبيعية، كما أنها قد تكون عرض لأحد الأمراض، وفيما يلي بيان بأنواعها المختلفة:

الإفرازات المهبلية الطبيعية

هي التي تحدث بصورة طبيعية لدى غالبية النساء ومنها الآتي:

  • الإفرازات المهبلية بيضاء اللون تظهر عند بداية الدورة الشهرية وعند نهايتها، ولا يصاحبها أي عرض من الأعراض الغير مرغوب فيها مثل الحكة أو الألم.
  • الإفرازات المهبلية الشفافة والمالية تحدث خلال أوقات متفرقة أثناء فترة الدورة الشهرية، ويمكن أن تكون مصاحبة للقيام ببعض التمارين الرياضية.
  • الإفرازات المهبلية الشفافة والمطاطية، تسمى أيضًا بالمخاط الخاص بالخصوبة حيث ترافق فترة انطلاق البويضة.
  • الإفرازات المهبلية البنية هي ذات لون بني داكن عادةً ما تحدث بعد انتهاء فترة نزول الدورة الشهرية لضرورة تنظيف المهبل من آثار الدم، وتعتبر ظاهرة غير طبيعية عند حدوثها في فترات متفرقة في الشهر.

الإفرازات المهبلية غير الطبيعية

عند ظهور الإفرازات المهبلية في غير أوقاتها تعد من الأمور غير الطبيعية، ومن أنواعها التالي:

  • الإفرازات المهبلية البيضاء وسميكة القوام، في الأغلب يصاحبها الشعور بالحرقة والحكة والتهيج، ولذلك لابد من رؤية الطبيب المعالج لاحتمال الإصابة بعدوى الخميرة.
  • الإفرازات المهبلية خضراء اللون تدل على الإصابة بعدوى تسببها أحد أنواع البكتيريا وتأتي نتيجة الاتصال الجنسي المباشر، يجب الذهاب إلى الطبيب المختص فور رؤيتها لكتابة نوع المضاد الحيوي المناسب لها.
  • الإفرازات المهبلية صفراء اللون إذا ظهرت مصاحبة لرَائحة كريهة فهي علامة وجود إصابة بعدوى بكتيرية تم نقلها من خلال الاتصال الجنسي.
  • الإفرازات المهبلية الدموية أو بنية اللون يظهر معها الدم أو الشعور بألم في الحوض مع عدم انتظام موعد نزول الدورة الشهرية، لابد من الاهتمام بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أو سرطان عنق الرحم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر

طرق الوقاية من الإفرازات المهبلية غير الطبيعية

عند التعرف على أحد الإفرازات المهبلية على كونها غير طبيعية يجب سرعة التوجه إلى الطبيب المختص لتشخيصها بطريقة سليمة، نظرًا لكونه معظمها دليل على وجود مرض أو إصابة بعدوى ما، ومن أهم الحالات التي يجب استشارة الطبيب عند ظهورها مصاحبة لبعض الأعراض هي:

  • نزول إفرازات مهبلية ذات لون اخضر أو اصفر أو رمادي.
  • الرغبة في الهرش أو مصاحبة حرقة عند نزول بعض الإفرازات المهبلية.
  • حالة تشابه هذه الإفرازات المهبلية مع شكل الجبن أو تكون ذات قوام رغوي.
  • مصاحبة هذه الإفراَزات لراَئحة كريهة.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض خلال نزول الإفرازات.

الاحتياطات اللازمة مع حدوث الإفرازات المهبلية

توجد عدة احتياطات لابد من العمل بها لتجنب التعرض لهذه الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، ومنها التالي:

  • القيام بشطف وَغسيل الجيد لمنطقة المهبل والفرج بعد الدخول إلى الحمام بصفة دورية.
  • تغيير الملابس الداخلية بشكل يومي.
  • تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة مع الحرص على أن تكون مصنوعة من القطن الخالص الذي لا تخالطه الألياف الصناعية.

هل الإفرازات تنقض الوضوء، يتوقف ذلك على أنواعها المتعددة والآراء الفقهية المختلفة حولها، مع العلم بأسبابها والحرص على الاهتمام بتجنب الأنواع الغير طبيعية منها لمنع ظهور أي آثار جانبية ضارة.

قد يعجبك أيضًا