شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي توصف مدى أهمية العلم في الحياة، ويشكر الشاعر كل من هم فنوا حياتهم من أجل العلم والتعليم ونشر الدين الإسلامي في العالم بكل بساطة دون تعقيدات، وهذا بطريقة سهلة وبسيطة يوضحها الشاعر في قصيدته، لذا سنقدم لكم من خلال موقع زيادة شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي.

شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

تتضمن هذه القصيدة الكثير من المشاعر الطيبة في قلب الشاعر لمعلمه الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.

حيث كتب هذه القصيدة رثاءً له يوضع في كلماتها مدى اعتزازه وامتنانه له ولعلمه ومعرفته التي نشرها في العالم بأكمله، وتوارثته الأجيال كما هو موضح في الأبيات القادمة:

شرح الأبيات من 1-3

عظيمًا في تواضعكم حليمًا … بسطت لكل معضلة جوابًا

أبا العلماء والفقراء إنا    …    نكاد نعيش دنيانا اغترابًا

رحل وفي القلوب هواك يسري …  وحبك نبتة طابت وطابا

يوضح الشاعر في تلك الأبيات مدى عظمة وتفوق وتواضع الشيخ في حياته وفي مسيرته التعليمية، بالإضافة لفضله في تبسيط أمور الدين وتوصيلها للمتلقي بكل سهولة ووضوح.

كما يوضح نظرته للشيخ حيث إن الشاعر يراه أب العلوم والفقه وملجأ لكل فقير المال والعلم، كما دل على أن حبه يسري في دمائه ولا يتوقف أبدًا، حتى بعد رحيله عن عالمنا وشبه حبه بالنبتة الطيبة المزروعة بقلبه.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد (البُردة)

شرح الأبيات من 4-6

أرى كرسي فتواك استجاشت … به العبرات ينتظر الإيابا

وطلاب تحروك اشتاقًا … تعلمهم وتلقيهم خطابا

كأنهم إلى لقياك ساروا … لتسمعهم من التشريع بابا

أكمل الشاعر حديثه مضيفًا نوع من الخيال بأنه يرى كرسي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فارغًا، وهذا ما جعل الناس تنفر من المجلس بعد غيابه ينتظرون مجيئه وحديثه الطيب المليء بالمعرفة والنصائح الجليلة.

حتى أن طلابه مشتاقين لوجوده في حلقات العلم والابتسامات ووجه البشوش يشتاقون لحديثه وخطاباته وكأنهم يسيروا نحوه باحثين عنه في كل مكان مما يدل على عدم استيعابهم فكرة رحيله تيمنًا لسماع صوته مرة أخرى وهو يشرح لهم باب من شريعة الدين الإسلامي.

شرح الأبيات من 7-9

يتاماك المنابر مُطرقات… ومن عشقوا إلى العلم الكِتابا

قٌلوب المسلمين تزف نعشا… إلى من لا يخيب من أنابا

لئِن رفعوا على الأكتاف نعشا… فقد حملت قلوبهم المُصابا

يصف الشاعر في تلك الأبيات شعور المسلمين عند سماعهم خبر وفاة أعظم شيخ جاء لأمة الإسلام، ومدى الصاعقة التي وقعت عليهم وشدة الألم الذي سكن قلوبهم وهم يرفعون نعشه ويجلسون داخل المساجد أمام المنبر ويتخيلون وقوفه عليه يلقي خطاباته، مما يدل على شدة حزن الشاعر وطلاب الشيخ بن باز رحمه الله.

شرح الأبيات من 10-12

وأن له إلى الرحمن وفدا …  -بإذن الله- لن يخشى الحِسابا

وداعُك في النفوس له أورا … وفقدك هز من حُزنِ شبابا

أرى (الحرم الشريف) يموج خلقًا … كأن هديرهم عجب عجابا

تدل كلمات الشاعر عن مدى ثقته وإيمانه بالله وعدم خوفه على الشيخ من الحساب، وأنه سيجتازه بسهولة لقوة إيمانه وعقيدته وأن الله سيرحمه، لأن أفعاله في الدنيا توحي أنه رجل من رجال الجنة، وهذا يعتبر جزء من شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي.

كما أنه وصف فراق الشيخ بالشمس الحارقة، مما يدل على مدى الحزن والمشقة والعذاب لفراقه وأنه يرى الحرم هو أعظم مكان على وجه الأرض لاتساعه، لأنها بضم المسلمين من بقاع الأرض وبلد الأنبياء والرسل.

شرح الأبيات من 13-15

قلوبهم إذا يحثون تُربا … لتغبط في محبته الترابا

إمام العلم والرأي المُجلي … لك العتبى ولم تأتِ العِتابا

وداعًا يا حبيب الناس إنا … بفقدك نسأل الله الثوابا

يرثي الشاعر الشيخ في آخر الأبيات موضحًا قيمته في قلوب محبيه من مختلف دول العالم من شيوخ وعلماء دين وطلاب ومسلمين فقراء وأغنياء، وأن حبه لا ينتهي بل يزيد بعد الفراق.

كما بين مدى أهمية الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى، وودعه بقول يا حبيب الناس ويدعو أمة الإسلام بأن يدعوا للشيخ حتى يزيد الثواب.

من هو مؤلف قصيدة إمام العلم والرأي المجلي وما أثرها في النفوس؟

مؤلف قصية إمام العلم والرأي المجلي هو الشاعر السعودي أحمد صالح الصالح بعد وفاة شيخه الجليل عبد العزيز بن عب الله بن باز من قبل 22 عامًا حيث توفي الشيخ عن عمر يناهز 89 عام.

كان يذكر في رثائه حبه للشيخ وتأثره به وتأثير الشيخ في علوم الدين وإنجازاته، ومدى تأثر كثير من الناس بعد فقدانه، بالإضافة لعلمه الوفير الذي نقله للعالم وتوارثه الأجيال، كما أنه يُدرس حتى الآن وينهي قصيدته بشكره للشيخ على ما قدمه للإسلام وللشعب السعودي وللأمة أجمع.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة وصف الطبيعة للشاعر احمد شوقي

معلومات عن الشاعر السعودي أحمد صالح الصالح

بعدما تعرفنا إلى شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي علينا أن نذكر بعض المعلومات عن مؤلف القصيدة، ولد أحمد صالح عام 1362ه بمدينة عنيزة وتعلم في تلك المدينة.

حتى أتم دراسة السنة الأولى من الصف الثانوي، ثم أنتقل على مدينة الرياض واستكمل حياته بشكل طبيعي ودراسته.

فحصل على شهادة البكالوريوس في مجال التاريخ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما أنه درس في مجال التخطيط والإدارة في إحدى المعاهد بالرياض للإدارة العامة.

بدأ مسيرته العملية عام 1383 ه في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في المملكة العربية السعودية حتى أن تقاعد في عام 1418هـ كما أنه توظف في مرتبة مدير إدارة التخطيط بوكالة الضمان الاجتماعي.

لم ينسَ الشاعر هوايته المفضلة وحبه في كتابة الأشعار بجانب عمله حيث أصدر أربعة دواوين داخل مجموعة شعرية كانت تضم الأشعار التالية وهي:

  • عيناك يتجلى فيها الوطن.
  • عندما يسقط العراف.
  • انتقضي أيتها المليحة.
  • قصائد في زمن السفر.

بالإضافة للعديد من الدواوين التي سوف تصدر ويعيد نشرها التي كان يلقيها على الحاضرين في أمسيات الشعر داخل المملكة وقام بتأليف وشرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي ومن بعض كتاباته ما يلي:

  • الأرض أشلاءها.
  • تورقين البأساء.
  • ولديك يحتفل الجسد.
  • تشرقين في سماء القلب.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة العيد للمتنبي

الرثاء في الشعر العربي

في صدد عرضنا لشرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي علينا ذكر أهمية الرثاء ووصفه بشكل تفصيلي، فهو يعتبر من أحد الفنون الشعرية التي كان يمارسوها منذ القدم، لأنه نابع عن تجربة قاسية بها الكثير من المعاني ومشاعر الفقد والصدق والدقة في وصف حالة الحزن.

كما أن الشعراء يحاولون توصيل الأحاسيس التي يشعرون بها إلى المُتلقي والقارئ والمستمع، كما أن الأدب العربي به كمية هائلة وتراث من شعر الرثاء أو المراثي، مما قدمه شعراء الجاهلية حتى وقتنا الحالي.

حيث ينقسم هذا النوع من أنواع الشعر العربي إلى ثلاثة أجزاء وهم العزاء والتابين والندب، ويأتي معنى الندب هنا يدل على بكاء الشاعر وقت فقدان الشخص وبكاء الأهل والأصدقاء على من فارقهم وتدل أيضًا على المحنة القاسية التي تنتاب الفرد بعد الفراق والشعور بالوحدة.

أما التأبين يختلف عن الندب فهو لا يضم معاني النواح والبكاء ولكنه يحتوي على الصفات الحسنة والخصال الطيبة والشخصية والمرموقة والإرشادات الصحيحة التي يقوم بها الشخص بعد سماعه خبر الوفاة أو الموت، مما يدل على رقي الفرد في المجتمع.

بينما الرثاء يتمثل في عزاء وهو في مرتبة عالية أعلى من مرتبة التأبين، وهي عبارة عن محاولة شاعرية هادئة للنفاذ والقناعة بما هو وراء الموت، وغلبة العقل والمنطق على المشاعر والانفعالات التي تصدر من العاطفة والقناعة بمسلمات الحياة وهي العدم والحياة والموت.

تبين القصيدة مدى تأثير الشخصيات العظيمة العلمية في حياة من حولها وأثرها في العالم أجمع، بالإضافة لأهمية الاقتداء بها والتعلم من مسيرتها.

قد يعجبك أيضًا