هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء سبب نزول الآية الكريمة

هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم ذكرت هذه الآية الكريمة في القرآن الكريم في سورة آل عمران، فهي الآية السادسة من سورة آل عمران، وسورة آل عمران هي السورة الثالثة في القرآن الكريم، فهي تأتي بعد سورتي الفاتحة والبقرة، عدد آياتها ٢٠٠ آية، وهي سورة مدنية، وذلك لأن بعض آياتها نزلت في وفد النصارى الذي زار رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد الهجرة، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة.

سبب نزول الآية الكريمة (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء)

  • إن الله سبحانه وتعالى عندما بعث الأنبياء والمرسلين لدعوة الناس للإيمان بالله الواحد الأحد أيد كل نبي وكل رسول بمعجزة من المعجزات التي تعزز موقفه، وتذهب الشك في قلوب المدعوين إلى عبادة الله الواحد القهار.
  • وقد كانت معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين هي معجزة القرآن الكريم، وقد نزلت الآيات على محمد صلى الله عليه وسلم تباعا، وقد كان لكل آية سببًا في نزولها، إما ردًا على المشككين في صدق الرسول والرسالة، وإما توضيحًا لأحكام الفقه والشريعة، وإما تعليمًا وشرحًا للعبادات والفروض التي فرضها الله على عبادة، وإما قصص وأخبار قوم سابقين تحمل في طياتها العظة والعبرة.
  • ونحن اليوم سنذكر سبب نزول الآية الكريمة (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، فقد ورد في العديد من كتب المفسرين أن هذه الآية الكريمة نزلت عندما جاء وفد من نصارى نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلونه في عيسى أبن مريم، ويدعون أن عيسى عليه السلام أبن الله وانه إله مثله.
  • لذلك نزلت تلك الآية الكريمة لكي توضح أن زعم النصارى أن المسيح عيسى بن مريم هو أبن الله، ولذلك رد الله عليهم بهذه الآية، فكيف يكون هو أبن الله وقد خلقه الله وصور هيئته البشرية في رحم أمه السيدة مريم.
  • أن عيسى أبن مريم يحمل جميع الصفات البشرية من حسن الخلق والتصوير، (وأن أحدًا من القائلين إن عيسى بن مريم هو إله وأبن إله لم يستطع أن يشكك كون المسيح عيسى بن مريم عليه السلام خلق وصور في رحم أمه)، وإن عيسى بن مريم لو كان إله أو أبن الله ما كان ليخلق ويصور في رحم أمه بأمر الله، بل عيسى أبن مريم بشر خلقه الله، بأمر منه، قال له كن فكان.
  • واختتم الله الآية الكريمة بقوله عز وجل (لا إله هو العزيز الحكيم) لينزه الله نفسه عز وجل أن يكون هناك إله غيره، فهو الإله الواحد المتفرد بالألوهية والربوبية.

كما يمكنك التعرف على أول سورة نزلت كاملة والأسماء التي أطلقت عليها والمواضيع التي تناولتها، عبر مقال: أول سورة نزلت كاملة والأسماء التي أطلقت عليها والمواضيع التي تناولتها

معاني المفردات التي اشتملت عليها الآية الكريمة

  • يصوركم: التصوير وهو إقامة الصورة التي سيكون عليها الجنين بعد ذلك، سواء إن كان ذكر أم أنثى، أبيض أم أحمر، جميل أم قبيح، طويل أم قصير.
  • في الأرحام: الرحم مشتق من الرحمة، والرحم هو القرار المكين الذي يحفظ فيه الجنين حتى تمام الاكتمال.
  • كيف يشاء: أي مثلما يريد الله وحده بالصورة التي يراها لحكمة لا يعلمها إلا هو.
  • لا إله إلا هو: تنزيه لله عز وجل عن وجود إله غيره، فهو الله الواحد الأحد الذي ليس له شريك له، هو الخالق والمصور
  • العزيز: اسم من أسماء الله الحسنى ويعني ذو العزة الذي يمنح العزة للمؤمنين به، ويذل من يعصى أوامره، ولا ملجأ من العزيز إلا إليه.
  • الحكيم: اسم من أسماء الله الحسنى ويعني أنه صاحب الحكمة في تصريف شئون عباده، وله وحده الحكمة في تصوير عباده عند الخلقة كيفما يشاء، فهو الذي يصور الجنين في الرحم ذكر أو أنثى، أبيض أو أحمر، ناقص الخلقة أو مكتمل، جميل أو قبيح ويكون اختياره لحكمة يعلمها وحده.

تفسير الآية الكريمة (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء)

  • أجمع كبار علماء المفسرين نقلًا عن السلف الصالح من أصحاب رسول الله، أن التفسير الوجيز للآية الكريمة (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله هو العزيز الحكيم) هو أن الله وحده هو المختص بالخلقة، وهو الذي يخلق ويصور الخلق في أرحام الأمهات بالصورة التي بريدها، فيخلق في الأرحام الذكر، أو الأنثى، ويجعل من يشاء أبيض اللون، ومن يشاء أسود اللون، ويجعل من يشاء تام الخلق، ومن يشاء غير مكتمل خلقه.
  • كما يهب لمن يشاء الجمال، وينزع ممن يشاء الجمال ويجعله قبيحًا، كل هذا موكل لله وحده لا شريك له ليس لأحد سواه القدرة على الخلق والتصوير، وأن كل فرد من أفراد الجنس البشري له صورته التي خلقها الله عليها، وله ملامحه الخاصة من لون الشعر ولون العينين وشكل الوجه وطول القامة وغيرها من الصفات، فسبحان من خلق فأبدع.
  • وذكر المفسرون عن أبي مالك، وعن أبي صالح، وعن أبن عباس، وعن أبن مسعود، وعن غيرهم من أصحاب رسول الله من السلف الصالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تفسير هذه الآية الكريمة: إذا وقعت النطفة في الأرحام طارت في الجسد أربعين يومًا، ثم تكون علقة أربعين يومًا، ثم تكون مضغة أربعين يومًا، فإذا بلغ أن يخلق بعث الله ملكا يصورها، فيأتي الملك بتراب بين إصبعيه فيخلطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصورها كما يؤمر، فيقول أذكر أم أنثى؟ فيقول الله فيكتب الملك، أشقي أم سعيد فيقول الله ويكتب الملك، وما رزقه؟ وما عمره، وما أثره؟ وما مصائبه، فيقول الله فيكتب الملك، حتى إذا مات ذلك الجسد دفن في الموضع الذي أخذ منه الملك التراب.

ومن هنا يمكنكم قراءة موضوع سبب نزول سورة الرحمن وما هو فضل سورة الرحمن: سبب نزول سورة الرحمن وما هو فضل سورة الرحمن

الإعراب اللغوي والنحوي لمفردات الآية الكريمة

  • هو: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.
  • الذي: اسم موصول مبني في محل رفع خبر
  • يصوركم: (يصور) فعل مضارع مرفوع، والضمير (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • في الأرحام: (في) حرف جار، (الأرحام) اسم مجرور بالكسرة.
  • كيف: اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب حال.
  • يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، أما المفعول محذوف لفهمه من السياق فتقدير الجملة (يشاء تصويركم).

ومن هنا سنتعرف علي موضوع من هم الضالون الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة؟ تعرف عليهم: من هم الضالون الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة؟ تعرف عليهم

وفي النهاية نود أن نكون قد وفقنا في عرض تفسير الآية الكريمة (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء)، واستطعنا أن نوضح ما اشتملت عليه الآية الكريمة من معاني ورسائل وتوضيح لقدرة الخالق العظيم الذي خلق فأبدع وأحسن، طالبين من الله عز وجل أن يعزنا بكتابه القرآن الكريم، ويجعله شفيعا لنا.

قد يعجبك أيضًا