معلومات عن صلاح الدين الأيوبي طارد الصليبيين

معلومات عن صلاح الدين الأيوبي القائد المسلم الذي يُعد تاريخه محل اهتمام فئة واسعة على المستوى الإسلامي وحتى الغربي، وقد أثار هذا القائد التساؤلات ونال الإعجاب لما حققه من إنجاز لم يكن سهلًا على الإطلاق في فترة عُرفت بضعف قوة الدول الإسلامية فيها وتشتتها، فإذ به يوحّد بلاد مصر والشام ويطرد الصليبيين من الأراضي الإسلامية، وليستعيد القدس بعد انتصارٍ لم تستطع المصادر الغربية إلا الاعتراف به.

كما أن ما جعله قائدًا مميزًا هو أخلاقه الحربية وعفوه عند المقدرة، ليحفر اسمه في سجلات التاريخ وليصبح أحد أشهر القادة المسلمين، وهنا في موقع زيادة نعرض لكم أهم المعلومات عن صلاح الدين الايوبي.

نشأة صلاح الدين الأيوبي

  • اسمه الحقيقي يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي، وقد وُلد “يوسف” سنة 1138م في مدينة تكريت بالعراق التي كانت تُسمى آنذاك بلاد ما بين النهرين، لكن سرعان ما انتقلت أسرته إلى حلب المزدهرة، ثم إلى بعلبك لأن والده “أيوب” كان واليًا عليها، ثم إلى دمشق، ليحصل صلاح الدين بهذه الانتقالات على خبرة معرفة كل بلد، وقد اهتم أبوه بتربيته ليتلقى تعاليم الدين الإسلامي، والتدريبات العسكرية.
  • بسبب علاقة والده بملك الزنكيين -نسبةً إلى اسمهم- والموالي للخلافة العباسية “نور الدين محمود زنكي” فقد نشأ صلاح الدين في بلاط الملك بدمشق، ليلاحظ نور الدين ذكاءه السياسي والعسكري بعدما شارك في عدة معارك تحت قيادته.
  • كباحث في معلومات عن صلاح الدين الأيوبي، فيجدر معرفة أن المهمة التي بدأ يذيع فيها صيت صلاح الدين كانت عندما أرسله نور الدين زنكي مع عمه أسد الدين شيركوه إلى مصر الخاضعة للحكم الفاطمي آنذاك للقضاء على الخلافات التي كادت تسبب حربًا أهلية.

أحوال الدول الإسلامية في هذه الفترة

كانت الدولة الإسلامية المتمثلة في الخلافة العباسية آنذاك تعاني من الضعف والتفتت، فقد تحولت الدولة العباسية التي كانت تسيطر على جميع الأراضي الإسلامية إلى عدة أقسام، وهي كالآتي:

  • الخلافة العباسية وعاصمتها بغداد بالعراق.
  • دولة الأتابكة (الزنكيون) في بلاد الشام والموصل تحت حكم الملك نور الدين زنكي.
  • الدولة الفاطمية الشيعية في مصر بقيادة الخليفة العاضد، والجدير بالذكر أنها لم تعترف بالخلافة العباسية واعتبرت نفسها خلافة مستقلة.

على الرغم من اعتراف الملك “نور الدين زنكي” بولائه وتحالفه مع الدولة العباسية وخليفتها، إلا أن قوته المستقلة كانت تسمح له باتخاذ القرارات وتوسيع دولته، وهذا ما دفعه لإرسال أسد الدين شيركون مع ابن أخيه صلاح الدين للقضاء على الفتنة الداخلية والتفكير في ضمها لمملكته.

وبخصوص فترة ضعف الدولة العباسية، فننصحك بقراءة مقال أسباب سقوط الدولة العباسية والأحوال الاقتصادية التي مرت بها.


حملة بقيادة أسد الدين وصلاح الدين إلى مصر

وصل أسد الدين مع صلاح الدين مصر، وقد استطاع أسد الدين توطيد الأمور والقضاء على الخلافات وضمن للوزير الفاطمي الذي كان يملك مقاليد السلطة “شاور” استقرار الحكم، لكن “شاور” قد غدر به وقرر الاستعانة بالصليبيين خشية سيطرة أسد الدين على مصر وضمها لمملكة نور الدين زنكي.

  • على الفور، قرر أسد الدين بمعاونة ابن أخيه صلاح الدين القضاء على “شاور” وبذلك استولى أسد الدين شيركوه ليصبح وزير الدولة الفاطمية مع الخليفة “العاضد” الذي كان يحكم بشكل اسمي فقط.
  • تولى أسد الدين الحكم بصلاحياته، وقرب إليه ابن أخيه صلاح الدين بعدما أثبت عبقريته السياسية والعسكرية ورجاحة عقله في المشورة  واتخاذ القرارات، فقد اشتهر بين أهل مصر وعُرف بحسن تدبير شئون الدولة.
  • بعد وفاة أسد الدين، عين الخليفة العاضد صلاح الدين وزيرًا، وقد تعرض صلاح الدين إلى محاولات اغتيال من الأمراء الفاطميين، ليتخذ صلاح الدين الأيوبي قراره بإنهاء الخلافة الفاطمية الشيعية للأبد.

اقرأ أيضًا: صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس وتأسيس الدولة الأيوبية.


حُكم مصر والقضاء على الدولة الفاطمية

  • أخذ صلاح الدين العزم على إنهاء الدولة الفاطمية الشيعية، وقد أصدر أوامره بوقف الدعاء للخليفة العاضد، وعزل كل الوزراء الفاطميين، وإغلاق المدارس التي تقوم بنشر المذهب الشيعي، وإعادة المدارس السنية.
  • علم الفرنج بخبر سيطرة صلاح الدين على مصر، وقد شعروا بخطر على أراضيهم ونفوذهم، ليقوموا بجمع حملة صليبية اتجهت إلى دمياط، لكن استطاع صلاح الدين وجيش المسلمين ردهم وهزيمتهم بشكل ساحق.
  • استقر الحكم لصلاح الدين في مصر، ولُقب بالملك الناصر، وعلى الرغم من ظهور بعض الخلافات الباطنية بينه وبين “نور الدين زنكي” إلا أنه استطاع تقوية البلاد، وقد علم أن الخطر لن يزول إلا بالتخلص من الوجود الصليبي في الأراضي الإسلامية، وأن التخلص من الصليبين لن يتم إلا بتوحيد الدول الإسلامية.

اقرأ أيضًا: الدولة الفاطمية في مصر التاريخ والنشأة


صلاح الدين الأيوبي وحروبه مع الصليبيين

معلومات عن صلاح الدين الأيوبي

  • اكتسب صلاح الدين سمعة بين أهل مصر بسبب عدله، حيث عمل أيضًا على فرض الاستقرار ورفع الحالة الاقتصادية للبلاد وتحسين أحوال الناس، كما اهتم بشكل واضح بتقوية جيشه لتحقيق الهدف المنشود.
  • وكما هو مُتوقع، فقد شهدت هذه الفترة مناوشات بين الجيشين الإسلامي والصليبي، فمن ناحية يقوم صلاح الدين بشن هجمات على المعاقل الصليبية، ومن ناحية أخرى يقوم الصليبيون بعمليات استفزازية أشهرها نهب قافلة حجاج مسلمين سنة 1185م.

عندما نبحث في معلومات عن صلاح الدين الأيوبي، نجد أنه في عام 1187م وبعد حادثة نهب قافلة الحجاج، خرج صلاح الدين بجيش ضخم لملاقاة الصليبيين الذي يقودهم ملك القدس “غي دي لوزينيان”، وملك طرابلس ريموند الثالث، لتحدث معركة فاصلة في تاريخ الحروب الصليبية وهي معركة “حطين” الشهيرة التي استطاع بها الجيش الإسلامي القضاء على الصليبيين وقد مهدت الطريق بشكل مباشر نحو تحرير القدس.


صلاح الدين الأيوبي يحرر بيت المقدس

بعد انتصار حطين، لم يتسرع صلاح الدين في التوجه للقدس، إذ رغب أولًا في السيطرة على الأماكن المحيطة بالقدس لجعل الأمور لصالح جيشه بشكل أكبر، وبعدما حقق ما أراد اتجه لحصار القدس الذي كان شديدًا، حيث شهد مناوشات بين جيش صلاح الدين والصليبيين المُحاصرين داخل القدس، لكن ضعف الجيش الصليبي بالداخل وقلت أقواتهم واتجهت مؤشرات النصر لصلاح الدين وجيشه، حتى أعلنوا التسليم وانتهى الحصار بعقد “صلح الرملة” بين المسلمين والصليبيين وقد قضى بعودة “القدس” للحكم العربي الإسلامي، وخروج الصليبيين آمنين مع قائدهم “باليان”.


ماذا بعد تحرير القدس؟

معلومات عن صلاح الدين الأيوبي

قد يظن بعضنا أن مهمة صلاح الدين الأيوبي كانت تقتصر في توحيد مصر والشام وأراضي الحجاز، وتحرير القدس فقط، لكن الحقيقة أن يوجد ما بعد ذلك، فقد تواجدت بعض الأراضي التي لا زالت تحت السيطرة الصليبية وقد ضمت الهاربين من القدس، فواصل صلاح الدين وجيشه فتحها حتى خضعت له جميعًا، ولم يعد للصليبيين ووجود في الأراضي الشامية.

قرر الصليبيون الانتقام خاصةً بعد معركة حطين وتحرير القدس، فقام البابا غريغوري الثامن بالنداء لخروج حملة صليبية كبرى لاستعادة بيت المقدس ضمت أباطرة ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، وعلى الرغم من فشل الحملة في تحقيق الهدف الرئيسي لها وغرق الإمبراطور الألماني، إلا أن ملك إنجلترا “ريتشارد الأول” ومعه ملك فرنسا “فيليب” قد استطاعا السيطرة على “عكا” وقاما بمجزرة لم يسلم منها الأطفال والنساء.

لم تستطع الحملة الصليبية تحقيق أكثر من ذلك بسبب الصمود القوي للجيش الإسلامي، وقد انتهت هذه الحروب بمعاهدة صلح سُميت ب”صلح الرملة” يكون بموجبها بقاء ما وقع في أيدي الصليبيين لهم وتظل باقي الأراضي بما فيها القدس تحت الحكم الإسلامي.

اقرأ أيضًا: لقب اطلق على صلاح الدين الايوبي وإنجازاته وكيف وقعت وفاته؟


وفاة الملك الناصر صلاح الدين الايوبي

لم يمر وقت طويل بعد معاهدة الرملة حتى مرض صلاح الدين الايوبي بمرض يشار إلى أنه الحمى الصفراوية وكان ذلك في فبراير عام 1193م، وبمجيء 4 مارس 1993م تُوفي الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي موحّد مصر والشام ومحرر المسجد الأقصى، وقد حزن عليه المسلمون حزنًا شديدًا، حتى أن الفرنج أنفسهم قد تأسفوا عليه لما رأوا فيه من صدقٍ واحترام.

هكذا نكون قد قمنا بذكر معلومات عن صلاح الدين الأيوبي، فإن هذا القائد المسلم قد ترك بصمته في التاريخ لأجل دينه والأمة الإسلامية، كما لا يزال يُنظر إليه كقائد أعطى الأمل بعودة أرض القدس للمسلمين ولو طال الزمان.

للمعرفة أكثر وللحصول على معلومات عن صلاح الدين الأيوبي من موقع زيادة، ننصحك بقراءة مقال بحث عن صلاح الدين الأيوبي للتعرف على إنجازاته وميلاده ووفاته

قد يعجبك أيضًا