اختبار الذكاء للأطفال

اختبار الذكاء للأطفال هو أحد الاختبارات التي يتم إجراؤها على الأطفال في سن معين، للتعرف إلى قدراتهم الذهنية والعقلية، إذ إن اختبار مستوى الذكاء قد يتم من خلال بعض الأسئلة المختارة من مجموعة متخصصين في تربية الطفل وسلوكه، والتي سوف نوضحها لكم عبر موقع زيادة بشكل من التفصيل.

اختبار الذكاء للأطفال

قد يظن الكثير من الآباء والأمهات أن مستوى الذكاء لدى أبنائهم يمكن قياسه من خلال درجات تحصيلهم الدراسي، إذ إنهم يكتفون بتلك الاختبارات للحكم على قدرات أبنائهم العقلية والذهنية، مما لا شك فيه أن ذلك يعد أمر خاطئ، فقد يكون لدى بعض الأطفال ميول أخرى وقدرات إبداعية بعيدًا عن تلك التي يقومون بها في مجالاتهم الدراسية بالمدرسة، فليس الناتج الدراسي هو المحدد لمستوى قدراتهم من الذكاء.

إذ إن هناك بعض الآباء قد تظن أن أبنائهم المتأخرين دراسيًا هم أطفال ذات قدرات عقلية وذهنية منخفضة عن باقي الأطفال الذين في أعمارهم، إلا أنه قد يكون السبب في ذلك هو عدم توظيف إبداعات الطفل في الأشياء الصحيحة التي تتناسب مع ميوله العقلي والفكري، فلكل طفل ميوله وسلوكه واتجاهاته التي تختلف عن الطفل الآخر.

حيث يعرف اختبار الذكاء بأنه مقياس يتم من خلاله تحديد مستوى ذكاء الطفل، من خلال إجراء بعض الاختبارات المكونة من أسئلة تعمل على قياس القدرات العقلية والفكرية للطفل طبقًا للمرحلة العمرية التي هو بها.

يرجع ابتكار اختبار الذكاء للأطفال على العالم النفسي الفريد بينيه في عام 1905، الذي تم عمله كوسيلة يمكن بها تحديد استعداد الطفل للتعلم، بجانب التعرف إلى أسباب عدم تركيزه الدراسي، والتعرف إلى المسار التعليمي المناسب للطفل، والذي يمكن توظيف عقله فيه بشكل يجني ثمار ناجحة.

اقرأ أيضًا: اختبار الذكاء للأطفال وأهميته

الهدف من اختبار الذكاء للأطفال

يعد هذا الاختبار هو أحد الاختبارات التي تجرى للتعرف إلى إن كان الطفل موهوبًا أو عبقريًا، حيث إنه:

  • قد يتم إجراؤه للتعرف إلى قدرات الطفل الفكرية إن كان يعاني من إعاقة ويحتاج إلى طرق تعليم خاصة، تختلف عن تلك التي تدرس في المدارس، وهذه الأمور قد لا تبدو على الطفل في هيئته، ولكن يمكن أن نتعرف إليها من خلال اختبار الذكاء المخصص للأطفال
  • يستطيع اختبار الذكاء تحديد إن كان الطفل مصاب بأحد الأمراض العقلية أم لا، إذ إن هناك بعض الأسئلة التي تعد أحد المقاييس التي تحدد ذلك.
  • بجانب ذلك يهدف اختبار الذكاء إلى معرفة ميول الطفل منذ الصغر، للتنبؤ بمستقبله وما يستطيع تحقيقه من إنجازات دراسية في المستقبل.
  • كذلك الهدف من عمل اختبار الذكاء للأطفال هو قياس السلوك حتى يتم تحديد الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل بما يتيح له تحقيق أفضل النتائج، خاصةً مع الأطفال ذوي الذكاء المنخفض.
  • نستطيع من خلال إجراء اختبارات الذكاء للأطفال التعرف إلى القدرات الرياضية واللفظية والمكانية، وجميع التفاصيل التي تحدد نقاط قوة وضعف الطفل، مما يتيح الفرصة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للعمل على معالجة نقاط الضعف وتحسين نقاط القوة بشكل أفضل مما هي عليه.

أهمية اختبار الذكاء للأطفال

تكمن أهمية إجراء اختبار الذكاء للأطفال في التعرف إلى درجة ذكاء الطفل حتى يمكن توظيفها في المسار الصحيح

إلا أن البعض قد يظن أن لهذه الاختبارات أهمية، وذلك شيء خاطئ فهي لها دور كبير بما تعكسه من نتائج على مستقبل الطفل والتعرف إلى ميوله منذ الصغر، حيث ترجع أهمية اختبار الذكاء المخصص للأطفال لعدة أسباب منها:

  • يمكن من خلاله التعرف إلى نقاط القوة والضعف للطفل منذ الصغر، وبالتالي يمكن العمل عليها ودعمها وعلاج ما بها من سلبيات، من خلال اكتساب بعض المهارات الجديدة.
  • التعرف إلى مواهب الطفل وميوله العقلي والفكري منذ مرحلة مبكرة من عمره، مما يساعد ذلك في تنميتها، وتحديد التخصص الأنسب له في مراحل مبكرة من عمره.
  • توقع الإنجازات الدراسية للطفل في المستقبل من خلال بعض الاختبارات في شكل أسئلة يتم من خلالها التعرف إلى قدرات الطفل وتحديد مستوياته العقلية، بما يتيح للطفل تحقيق أفضل النتائج في المستقبل.
  • تحديد وتشخيص حالات الإعاقة لدى الأطفال ذات الإعاقات العقلية وحالات التوحد واضطرابات الأطياف التوحدية.
  • البدء في وقت مبكر مع حالات صعوبات التعلم، والتي قد تكون في تعسر القراءة أو صعوبة التهجئة أو عدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية، وبالتالي يتم اكتشافها في وقت مبكر للعمل على علاجها، مما يتسبب وجودها في تأخر الطفل دراسيًا.

اقرأ أيضًا: ما هو ال IQ معدل الذكاء الطبيعي

العمر المناسب لإجراء اختبار الذكاء للطفل

صرح الكثير من المتخصصين بعلم النفس للطفل بأن الوقت المناسب لبدء القيام باختبارات الذكاء للطفل تبدأ من بعد عمر أربعة سنوات، إلا أن أفضل عمر مناسب لإجراء الاختبار هو ما بين عمر خمسة سنوات إلى ثمانية سنوات.

كذلك قد أشار بعض علماء النفس والمتخصصون في سلوكيات الطفل أن اختبار الذكاء في سن قبل أربعة سنوات قد يعطى نتائج غير موثوق بها، حيث إن عمر الطفل غير قابل للتنبؤ بميوله وقدراته.

من الممكن أن يكتشف الآباء خصائص الطفل الموهوب في سن مبكر قبل التحاقهم بالصفوف المدرسية في المنزل، من خلال:

  • قدرته على تعلم الحروف والقراءة إن كان من الأطفال الموهوبين لفظيًا.
  • التفاعل مع الأرقام والرياضيات إن كان موهوب رياضيًا.
  • إن كان يحب زيارة بعض الأماكن الأثرية والعلمية، حيث إنه من الموهوبين علميًا.

كذلك في بعض الأحيان قد يؤدى اختبار الذكاء للأطفال نتائج غير موثوق بها بعد سن الثامنة، مما قد يتسبب في فقدان الطفل للفرصة في حالة انخفاض تحصيله، حيث إن الموهبة متغيرة لدى بعض الأطفال بتقدم أعمارهم.

أنواع اختبارات الذكاء للطفل

هناك نوعان من اختبارات الذكاء التي يمكن إجراؤها على الطفل، للتعرف إلى مستوى ذكائهم، وهما: اختبار الذكاء واختبار التحصيل.

أولا: اختبار الذكاء

هو عبارة عن اختبار يتم من خلاله قياس القدرات العقلية للطفل، حيث يتفرع من هذا الاختبار عدة اختبارات فرعية منها:

  • WISC-IV
  • Stanford-Binet
  • Weschler
  • Intelligence Scalefor Children

في حالة التعرف إلى درجة تحديد مستوى الذكاء للطفل، فقد تجدر الإشارة إلى أنه:

  • إذا كان درجة الطفل من 85 – 114 يعنى أن ذلك الطفل متوسط الذكاء.
  • إذا كان درجة الطفل في ذلك الاختبار أقل من 70 فهو يؤول إلى أن الطفل يعاني من صعوبات في التعلم.

ثانياً: اختبار الإنجاز أو اختبار التحصيل

تقوم تلك الاختبارات بقياس أفعال الطفل وسلوكياته، لمعرفة أن هذا الطفل موهوب، والذي يصل درجته في ذلك الاختبار إلى 95% فأكثر.

اقرأ أيضًا: أسئلة ذكاء للأطفال مع أجوبتها

بعض الأمراض والإعاقات التي يتم التعرف إليها باختبار الذكاء للأطفال

قد يساعد اختبار الذكاء للأطفال في التعرف إلى بعض الحالات المرضية أو الإعاقات الذهنية، ومن هذه الحالات التالي:

الإعاقة الذهنية

تعتبر تلك الحالات هي أحد الحالات التي تعاني فيها الأطفال من صعوبات كبيرة جدًّا في التعلم، كذلك قد يجدوا الكثير من المشكلات وعدم القدرة على حلها، بجانب افتقارهم للمهارات الاجتماعية، أو اتماهم العمليات الروتينية.

في هذه الحالة قد يطلب الطبيب إجراء اختبار الذكاء لمعرفة درجة الحالة والمستوى الذي توصل له الطفل من قدرات عقلية وذهنية، إذ إن هناك بعض الحالات التي لا يجدي معها العلاج إلا بنتائج طفيفة جدًّا نتيجة بعض الأمراض كضمور في العقل أو في الغدد المخية أو بعض الحالات المتأثرة بشلل في النخاع الشوكي أو العمود الفقري، ومن هذه الإعاقات الذهنية ما يلي:

1- صعوبات التعلم  

هي مرحلة أقل من حالات الإعاقات الذهنية، فقد يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في تذكر المعلومات أو عدم القدرة على الاستيعاب بشكل سريع، مما يتطلب طريقة خاصة للتعليم تتناسب مع قدراتهم العقلية.

2- مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه 

يمكن التعرف إلى هذا المرض من خلال إجراء اختبار الذكاء المخصص للأطفال، إذ إن هذا النوع من الأطفال يحتاج إلى عمل هذا الاختبار عدة مرات، وذلك بسبب صعوبة القدرة على تحصيل مستوياته من الذكاء نسبةٍ لحالتهم.

اقرأ أيضًا: أسئلة للأطفال الصغار 4 سنوات

3- مرض التوحد

يعد مرض التوحد أحد الأمراض التي يمكن التعرف إليها عند إجراء اختبار الذكاء، إلا أنه لا يفضل إجراؤه في حالة أن الطفل بالفعل يعاني من حالة التوحد لأن اختبار الذكاء لهذه الحالات من الأطفال يتطلب ثلاثة أشياء ضرورية جدًّا لنجاحه وهذه الأشياء هي:

  • التفاعل الاجتماعي حيث إنه من الضروري أن يقوم الشخص المختبر للطفل بالتفاعل معه، والذي يكون شخصًا غريباً على الطفل مما يجعل إجراء الاختبار صعب للغاية.
  • التواصل: وفى هذه المرحلة يجب أن يجيب الطفل عن جميع الأسئلة التي يتم من خلالها الفحص لمعرفة درجة الذكاء، إلا أن حالات التوحد قد تجد صعوبة في القدرة على التواصل، مما يجعل اجتياز تلك الأسئلة أمر صعب للغاية.
  • التعاون السلوكي: حيث يعتمد اختبار الذكاء على حد أدنى من التعاون بين الطبيب والحالة، فقد نجد في بعض الحالات لا تميل ولا تتفاعل مع التعاون السلوكي، إذ إن أغلب سلوكياتهم وأنشطتهم تكون نمطية وتكرارية، مما يجعل اختبار الذكاء أمرًا غير مُجدي.

بذلك نجد أن اختبار الذكاء للطفل هو أحد الطرق التي يمكن من خلالها التعرف إلى ميوله واتجاهاته في عمر مبكر بما يساعده في تحقيق إنجازات ونتائج أفضل بالمستقبل.

قد يعجبك أيضًا