هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز؟ وبمَ نستدل عليها؟ حيث نرى في الوقت الراهن أحداثًا جللة في القدس الشريف عاصمة فلسطين، ضجّت بين الناس في مواقع التواصل وفي الإعلام، لذا يتساءل البعض هل ذلك يعتبر من علامات الساعة أم لا؟ وعليه فمن خلال موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز؟

هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز

إن فلسطين من أهم الدول الإسلامية العربية، التي عانت من الاحتلال والاضطهاد كثيرًا، وربما تكن هي الدولة الوحيدة التي لم تنل استقلالها بعد من الدول العربية.

علاوةً على كونها دولة عربية، فإن لها مكانة دينية خاصة لكل الأديان السماوية، ففيها القبلة الأولى للمسلمين، المسجد الأقصى وهو من أكثر المساجد حرمه بعد المسجد الحرام والمسجد النبويّ.

فهل كان تأجيل خلاصها من الاحتلال لحكمة بالغة؟ حتى تصبح علامةً مميزة ينتبه إليها العالم عند حصولها على حريتها واستقلالها، فتصبح بذلك إحدى علامات الساعة، هذا ما سنتطرق إليه في توضيح الإجابة عن سؤال هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز.

رد ابن باز

إنه من علامات الساعة أن تكون نهاية اليهود على يد المسلمين، وذلك استنادًا إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ” (صحيح البخاري)، وفي الحديث دلالة على انتصار الدين الإسلامي على أعدائه، وبقاءه إلى يوم القيامة.

استكمالًا للحديث يقول رسول الله: “إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ”، فهي الشجرة التي تختص باليهود فقط، فلا تكون في عون ونصرة المؤمنين، وعندما علم اليهود بأمر هذه الشجرة، شرعوا في بناءها، ولكن لا يُغني هذا من أمر الله شيئًا فهو نافذٌ لا محالة.

حيث إن حقد اليهود على المسلمين قائمٌ منذ زمن وسيظل إلى وقت الساعة، فيكون انتهاء اليهود علامة من علامات الساعة، بأن تقوم حربًا بين المسلمين واليهود، فليس في نصوص الحديث ما يدل على أن مسلمي فلسطين فقط هم المُشار إليهم، بل كان الحديث شاملًا كل المسلمين وكل اليهود، فالأمر عام وشامل، لذا فهو أوسع من كونه تحريرًا لمنطقة بعينها، لكنه انتصارًا ورفعةً للدين الإسلامي.

إن الساعة آتية لا محالة، لكن لا يعلمها إلا الله، استنادًا إلى الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ” (صحيح مسلم).

لا يُمكن تحديد وقت الساعة، فلا هي بالقريبة ولا بالبعيدة، فقد جعل الله موعد قيام الساعة في علم الغيب، حتى يستعد الناس لاستقبالها، فلا يغفلون عن الطاعات والعبادات، مسارعين إلى التوبة، فلا يعلم أحدًا ما موعد قيام الساعة بالتحديد، ولا حتى الأنبياء.

لكننا نشير إلى أنه من أهم علاماتها أن يرجع المسلمون إلى دينهم متمسكين بعقيدتهم، فنصرهم على اليهود سيتحقق جراء ذلك، يجب أن يلتفوا حول ما أمرنا به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس

موعد حرب المسلمين مع اليهود

إذا نظرنا إلى إشارة الحديث الشريف إلى حرب المسلمين مع اليهود التي هي إحدى علامات الساعة، نشير أن ذلك سيحدث بعد نزول المسيح عيسى عليه السلام، حيث سيكون المسلمون معه، وتحت قيادته.

بينما سيصبح اليهود في جيش المسيخ الدجال، وستكون نتيجة الحرب بإذن الله تعالى وكرمه انتصار المسلمين على اليهود، لدرجة تعاون كل شيء مع المسلمين، فالحجر والجماد والشجر سيصبحون من أدوات الحرب التي تقف بجوار المسلمين.

حتى أنه إذا اختبأ اليهوديّ وراء شيء جماد، تكلم الجماد ونادى على المسلم ليقول له بأن اليهوديّ وراءه ليقتله، وهذا من تجليّ عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.

الإمام ابن عثيمين وقضية فلسطين

عند الحديث عن إجابة هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز، نشير إلى قول أئمة آخرين في هذا الشأن، فالناس حين اختلفوا في أمرهم رجعوا لأقوال الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم ورحمهم، حتى يتبينوا الأمر بدقة.

يشير الإمام أنه في عهد الإسلام الساطع، امتلك المسلمون أرض فلسطين بإسلامهم وليس بعروبتهم، فلا يُمكن تحقيق النصر إلا بالإسلام، وهو ما أكد عليه الحديث الشريف، أن القتال سيكون بين المسلمين واليهود، فلم يقل العرب أو يختص منهم عددًا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  أجمل ما قيل عن فلسطين الحبيبة

من علامات الساعة

إن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى هي علامات سابقة ليوم القيامة وتدل على قرب حدوثه، وعند الإشارة إلى إجابة هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز، نشير أنها من الأمور التي يجب تناولها بالأدلة لتكون موعظةً للناس، وتحذيرًا من غفلتهم عن وقوع العذاب عليهم نتيجة عصيانهم الخالق.

كما أن الإيمان بقيام الساعة والإيمان بوجود علامات يوم القيامة ركنًا من أركان الإيمان، وقد وُجدت بعض الدلائل في الآيات القرآنية وفي السنة النبوية الشريفة على علامات يوم القيامة، فقد قال الله تعالى في سورة الأنبياء: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ” (الآية 1).

علاوةً على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ، فيغْدرون، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا” (صحيح).

أما عن علامات الساعة الكبرى فهي آخر العلامات التي نشهدها، وهي غير مألوفة، تٌسبب الفزع والدهشة، وعند ظهورها يُغلق باب التوبة، فينفع يومئذ الصادقين مع الله صدقهم، وينال الكافرين جزاء ما كانوا فيه من غفلة من أمرهم.

لم يتفق الفقهاء على ترتيب حدوثها، لكن المتفق عليه أنها جميعًا ستحدث، وبعد آخر علامة منها يكون يوم الفزع الأكبر، ونذكرها إيجازًا فيما يأتي:

  • ظهور المهدي المنتظر.
  • خروج المسيخ الدجال.
  • نزول عيسى عليه السلام.
  • حرب المسلمين مع اليهود.
  • خروج يأجوج ومأجوج.
  • هدم الكعبة وظهور الدخان.
  • خروج دابة الأرض تكلم الناس.
  • رفع القرآن.
  • طلوع الشمس من مغربها.
  • إرسال الرياح الباردة وخروج النار.

لقد أخبرنا الله بعلامات يوم القيامة، لكي نتعظ وندرك أن الإيمان بالله هو سبيل النجاة، فلا أحد ينجو من يوم الفزع الأكبر سوى من آمن بصدق وإخلاص، لذا قمنا بالحديث عن القضية الشائكة المُثارة في الوقت الحالي الخاصة بتحرير فلسطين من خلال الإجابة على سؤال هل تحرير فلسطين من علامات الساعة عند ابن باز، ونتمنى أن نكون أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا