فضائل حفظ اللسان

فليقل خيرا أو ليصمت يعتبر حفظ اللسان من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علي الإنسان، فإن في استقامة الأفراد والعمل بالغاية المحمودة خير في الدنيا وفي الآخرة، فإن الإنسان يوحد الله سبحانه وتعالى باللسان ويدعو الناس إلى عبادته، ويكون لهذا سبب في إسلام الكثير، بينما يكون لسان أشخاص أخرى سبباً في هلاكه وخسارته، بسبب توظيف لسانه في الحرام والكفر. 

فليقل خيرا أو ليصمت

  • إن اللسان هي نعمة الله تعالى على الإنسان فأحياناً يوظفها الإنسان في الأشياء الجيدة وفي الخير ونصح الأفراد وفي أحيان أخرى يوظف الإنسان لسانه في الكفر والحرام وبالتالي يكون لسانه هو السبب في هلاكه وخسارته، كما أن في أحيان أخرى يكون ضرر وشر اللسان على الإنسان أكثر من ضرر يده. 
  • ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده”، فقد قدم الرسول عليه الصلاة والسلام اللسان على اليد بسبب شر اللسان وعظيم سوءه، فيمكن للسان الشخص أن يكون نافع، فيؤدي إلى رفع مكانة ومنزلة الأفراد، ويمكن أن يكون ضار، فيتسبب في إلحاق الأذى والضرر والسوء إلى صاحبه، ولهذا السبب أولاه الإسلام أهمية كبيرة وخاصة، وقد جاءت الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية متحدثة عن كيفية حفظ اللسان. 

ومن هنا نتعرف على احاديث نبوية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة والكريمة : احاديث نبوية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة والكريمة

فضائل حفظ اللسان 

  1. قال الله تعالى “والذينَ هُم عَنِ اللغوِ مُعْرضون”، فإن في الصمت والابتعاد عن اللغو الكثير من حفظ اللسان، فيكون حفظ اللسان من خلال الامتناع عن التحدث بالكلام القبيح والفواحش، وأيضاً يكون من خلال ترك الثرثرة والإكثار من الكلام الفارغ، الغير مفيد، الذي لا خير فيه ولا فائدة، وتلك الصفة من العلماء والمعلمين، فإنهم كانوا يكرهون فضول الحديث 
  2. قد ذكر العلماء في فضل حفظ اللسان أن صاحبه يجني رضا الله عز وجل من خلاله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن العبدَ ليتكلَم بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ، لا يُلقي لها بالا، يرفعُه الله بها درجات”. 

شرح حديث فليقل خيراً أو ليصمت 

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت”، فقد أخرج هذا الحديث بخاري ومسلم، والمقصود بالحديث ما يلى:
  • “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر”، معنى الإيمان، أي الإيمان الكامل، فإن الشخص يستقيم بالصمت وقول الخير، لصحة الإيمان، ولكن عدم الصمت وقول الأقوال الغير لائقة تتنافى مع كمال الإيمان. 
  • فقد قيل بعض الأقاويل بشأن تفسير هذا الحديث الشريف ولكن ما إجتمع عليه الفقهاء والعلماء أن معنى الحديث هو الإيمان الكامل، فإن الشخص لا يخرج عن إيمانه أو يتم نعته بالكافر إذا تلفظ بالأشياء الغير جيدة، ولهذا وصف العلماء أن الرسول قصد بالحديث الإيمان الكامل أي بعيداً عن الزلات الخفيفة التي يمكن أن يقع بها الأشخاص. 
  • فهذه الفقرة “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً” يقصد بها أن كل الذي يخرج من لسان الشخص سواء كان هذا قولاً أو فعلاً عن طريق تقديم الخير والمنفعة للآخرين أو إلى نفسه، أو الأمور التي عن طريقها يستطيع توجيه الأفراد ونصحهم، إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن خلال القيام بالتوجيه والدعوة عن طريق بين الحق والهدى، فإن من دل على الهدى فإن له مثل أجر الفاعل، بينما تتمثل الأمور التي تقال باللسان وتعود عليه بالنفع لنفسه في قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى. 

وندعوكم لقراءة موضوع خواطر محمد متولي الشعراوي وتفسير خواطر محمد متولي الشعراوي : خواطر محمد متولي الشعراوي وتفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

شرح كلمة أو ليصمت 

  • إن مفهوم السكوت يأتي في قوله تعالى أو ليصمت، فإن من الضروري على الأفراد أن يتأملوا حديثهم قبل التحدث به فإن كان الكلام خير يقوله ويتلفظ به، كما أن ضروري أن يكتشف ما يستطيع الحصول عليه وما الذي سيستفيد به إذا تحدث، فإن الكلام في الخير يكون أفضل من السكوت.
  • والمهم أن يكون الحديث خالص لوجه الله عز وجل، لا يكون الحديث بقصد الإستعلاء أو بقصد التباهي، ولكن الشخص لا يستطيع أن يتلفظ الا بالكلام الشر والحديث السيئ، فإن السكوت يكون أفضل في هذه الحالة، فإن الشخص الذي يكون دائم السكوت ولا يتحدث يكون أخرس، والذي يتكلم بالحق وفي الوقت المناسب يكون شخص حكيم. 

فوائد حديث فليقل خيراً أو ليصمت 

  • يحث الحديث عن حفظ اللسان واستعماله في قول الخير والحق فقط، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ويكون تحت هذه العبارة بعض الأمور التي تتمثل في الحكمة، وذلك لأن اللسان يكون من أكثر المعاصي من ناحية العدد وأيسرها من ناحية الفعل، فقد قيل أن آفات اللسان تزيد بعشرين آفة.
  • كذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإمساك حتى عن الأشياء المباحة، وقد اختلف العلماء على وجهين في قول الله تعالى “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيد”، فهل يكتب الملك كل الأشياء حتى التي تكون مباحة، أم أن الملك يكتب الأشياء بما فيه جزاء وثواب فقط؟. 

ونرشح لكم قراءة موضوعأجمل أقوال الامام على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه : أجمل أقوال الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه

حث الرسول على قول الخير أو الصمت 

  • كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرشد إلى قول الخير أو الصمت والسكوت إذا كان مباح، فالحكمة من هذا أن الكلام في الأقوال المباحة يجر أكثر إلى المنهيات، لهذا أرشد النبي أن يكون الإنسان ناظراً إلى أقواله، فإن رآها خيراً تكلم بها وإن كانت أقوال سيئة أمسك علي لسانه، وبهذا ينال الإنسان الكمال في الإيمان، والذي يتأمل في هذه الوصية النبوية سوف يجد أنها تحث على حفظ النفس من إظهار الكثير من الشرور وأيضاً المباحات، فإن كل هذا يصقل القلب ويعمل علي حفظه ويزيد من إيمانه. 

والعكس بالعكس، فهناك الكثير من الأفراد جرَّه لسانه للعديد من المهالك، لأنه استعمله إما في التخاصم والمشاكل أو في السب والكذب والغيبة وشهادة الزور، أو في قول الأشياء المنكرة والفواحش، أو مثل هذا حيث الكثير من الآفات، وحتي لو سلم الشخص من أكثر هذه الآفات، فإنه لن يسلم من الإسترسال في الكلام المباح، فإنه يفسد القلب. 

نصوص من الكتاب والسنة تؤكد ضرورة حفظ اللسان 

جاءت الكثير من النصوص التي توضح أهمية حفظ اللسان والحفاظ علي هذا الأمر ومن هذه الأقوال ما يلى:

  • قول الله تعالى في كتابه العزيز “مَا يَلْفِظ مِن قَوْل إِلَّا لَدَيهِ رَقِيب عَتِيد”. 
  • وجاء أيضاً في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما “المسلِم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. 
  • وحديث ابن عمر عن الترمذي قال “من صمت نجا”. 
  • كما ظهر أيضاً أهمية حفظ اللسان في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ، عن أحمد والترمذي والنسائي “لا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ كُف عليك هذا))، وأشار إلى لسانه، وقال: ((وهل يكب الناسَ على مَناخِرهم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم”. 

ومن هنا يمكنكم التعرف على أقوال الحكماء عن الصمت ستعجبك : أقوال الحكماء عن الصمت ستعجبك

وبعد أن تحدثنا في المقال الذي تناول قول الرسول فليقل خيرا أو ليصمت، نكون قد إنتهينا من تقديم جميع المعلومات التي تحتاجون إليها بشأن تفسير الحديث الشريف الذي ذكرت فيه تلك العبارة، فإن حفظ اللسان من أفضل الآداب التي من الضروري اكتساب كل الأفراد لها، كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة التحلي بهذه الصفة. 

قد يعجبك أيضًا