كيف تكون مراقبة الله في السر والعلن؟ وما هي ثمارها؟

كيف تكون مراقبة الله في السر والعلن؟ وما هي ثمارها؟ يمكنك التعرف عليها عبر موقع زيادة، حيث أنه ما أحوجنا جميعًا إلى أن نستشعر مراقبة الله في السر والعلن، وهذه هي إحدى الأخلاق العظيمة التي حث ديننا الحنيف على التخلق بها، فبهذا الخلق يقبل الإنسان على عبادة ربه ويخشاه ويأتي ما أمره به وينهى عما نهاه عنه، ولما يحدث ذلك يعم السلام والسعادة على الأرض في الدنيا وننال جنة الآخرة.

كما يمكنكم الاطلاع على: أسماء الله الحسنى ومعانيها وفضلها

كيف تكون مراقبة الله في السر والعلن؟

كيف تكون مراقبة الله في السر والعلن؟

حقيقة مراقبة الله في السر والعلن هي أن يشعر العبد بأن الله يرى كل ما يفعل ويعلم به، ويكون على يقين بأنه ينظر إليه طوال الوقت ويطلع على كل ما ظهر منه وما بطن، ولا يغيب عنه أي من أفعاله أو أقواله وخواطره وأحواله، فكما ورد في الآية: “يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها.”

مكانة مراقبة الله في السر والعلن ومنزلتها

تعد مراقبة الله خير دليلٍ على قوة إيمان المرء، فكلما آمن بالله وباسمه الرقيب الذي يدل على عظمته وكماله وجلاله كلما كان أكثر خشيةً منه ومن اقتراف ما يغضبه، كذلك فإن الله حفيظٌ يعلم كل شيء ولا ينسى ولا يغفل عن عباده، وعليمٌ يرى أعمال العباد ويحصيها ولا يعزب عنه شيء.

هذا الإله الرقيب السميع العليم الحفيظ لا فرق عنده بين الظواهر والبواطن، فكلها عنده سواء، يعلمها ويطلع عليها ولا يخفى عليه شيءٌ منها، كما قال في كتابه الكريم: :وما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبينٍ.”

كيف تستشعر مراقبة الله في السر والعلن؟

إن مراقبة الله في كل ما تأتي وتذر لهي أعلى درجات الإحسان وروح العبادة وأساسها، ويمكنك الوصول إليها عندما تعبد الله وكأنك تراه وتذكر نفسك بأنه يراك، حتى ولو لم تكن تراه، فقد جاء في حديث جبريل أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال عن الإحسان: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.”

نعم، تتخيل دومًا أن الله مطلعٌ عليك وعلى جميع ما يبدر منك، تتخيله وهو ينظر إليه في كل وقتٍ وحينٍ، فتكون دومًا فارغ النفس وحاضر الذهن ومستجمع القلب عند كل عبادة، وتستحضر دومًا أنك في أمس الحاجة لرحمته وغفرانه وكرمه وعفوه، وأنك بدونه لا شيء وبه تنال كل شيء.

كما يمكنكم التعرف على: عبارات عن التأمل والتفكر في خلق الله

ما هي ثمار مراقبة الله في السر والعلن؟

المنافع التي تعود على المسلم الذي يستشعر مراقبة الله ي كل وقتٍ وحينٍ هي كثيرةٌ، ويكفي أنها طريقنا إلى السعادة في الدارين وإلى نيل رضا الله- عز وجل، وهي طريقٌ إلى الإحسان في العمل وإتقانه، والله- سبحانه وتعالى- يحب كل من يتقن عمله ويؤديه على أكمل وجه.

ففي الحديث الشريف الذي ورد عن عائشة- رضي الله عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه،” ومن هنا، فإن من يستحضر مراقبة الله لا يغش في عمله ولا يقصر في وظيفته، بل يطمع فيما عند الله بالإتقان، ويخشاه ويستحي منه فلا يغش أبدًا.

1- بعض المنافع الأخرى لمراقبة الله في السر والعلن

إلى جانب ما ذكرنا من ثمارٍ لاستشعار مراقبة الله في كل ما نأتي ونذر، هناك بعض المنافع الأخرى التي تعود على المؤمن الحيي الذي يخشى الله ويأبى إغضابه بالإتيان بما نهى عنه وترك ما أمر به، وهذه المنافع هي كالتالي:

  • تدفع المؤمن إلى الجد والاجتهاد في طاعة الله والتقرب منه، وتقيه من الوقوع في الفواحش والمنكرات.
  • تحيي القلب الميت وتوقظ الضمير من سباته وتحرك دواعي الخير في الإنسان.
  • تجعل المسلم لا يقصر في حق الله، فيحافظ على فرائضه وواجباته.
  • تمنع المسلم من التجرأ على محارم الله والإسراف في معصيته، فهو يخشاه لأنه يعلم أنه يراه.

اقرأ أيضا من هنا: تجربتي مع لاحول ولا قوة إلا بالله وعجائبها وفضلها وأحاديث عنها

أهم الآيات القرآنية في مراقبة الله سرًا وعلانيةً

بعض الآيات القرآنية في مراقبة الله سرًا وعلانيةً

هناك الكثير من الآيات التي وردت فيها مراقبة الله وحثت المسلم على استشعارها والعمل بمقتضاها، اقرأ قوله- تعالى:

“وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن وما تعملون من عملٍ إلا كنا عليكم شهودًا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبينٍ.”

اقرأ كذلك قول الله- عز وجل “وكان الله على كل شيءٍ رقيبًا،” وقوله عن نبيه عيسى- عليه السلام: “وكنت شهيدًا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد،” وقوله- تعالى- “وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليمٌ بذات الصدور.”

أهم الأحاديث في مراقبة الله في السر والعلن

روي أن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مر براع غنم:

فقال له: “بعني شاةً من هذا الغنم،” فقال: إني مملوك وهذا الغنم لسيدي، فقال عمر- اختبارًا له- قل لسيدك أكلها الذئب، فقال الراعي: إذا قلت لسيدي هذا فماذا أقول لربي يوم القيامة؟ عندها بكى عمر واشترى هذا العبد من سيده وأعتقه لوجه الله.

في حديثٍ آخر قال- صلى الله عليه وسلم: “لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله- عز وجل- هباءً منتثورًا.

قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، قال: “أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.”

هل ترغب في التعرف على: أفضل الأعمال للتقرب إلي الله وأهمية القرب من الله

نهايةً نقول بأن من يخشى الله لا يخشاه الناس، ومن يستحضر مراقبة الله في السر والعلن لا يحتاج لمن يراقبه من الناس، فبالنسبة إليه، الله- تعالى- أجدر وأحق بالخشية منه ومراقبته، ومن أجله هو يجب إتقان العمل وتجنب الغش فيه والخديعة بكل صورها وأشكالها، وهذا هو المسلم المحسن الذي يحب الله أن يراه.

قد يعجبك أيضًا