أبيات شعرية عن كتمان الحب

أبيات شعرية عن كتمان الحب على مر السنين استطاعت أن تترك في النفوس أثر، فالحب هو الإحساس الوحيد الذي يتميز عن كل المشاعر فعلى الرغم من أنه في معناه الحقيقي صعب من البداية للنهاية إلا أنه يجعل الإنسان أسعد من في الأرض، لذلك نعرض أجمل ما قاله الشعراء بموقع زيادة.

أبيات شعرية عن كتمان الحب

لا يوجد شيء سهل في الدنيا فالحب في البداية يواجه بعض التحديات أهمها هي القدرة على الإفصاح عنه، فالفرد يكون حذرًا قبل أن يبوح بمشاعره الغالية حتى يعطيها لمن يقدرها أو خوفًا من أن الظروف تكون غير مناسبة فيُقابل بالرفض، والشعراء أمهر من وصف ما في داخل القلب، فقالوا في الكتمان الآتي:

1- قصيدة أرجو وصلكم

هي للشاعر العباس ابن الأحنف هو من شعراء الغزل الرقيق فقد قال عليه البحتري أنه أغزل الناس، ولد في اليمامة ونشأ في بغداد وتوفى فيها، كان له طريق خاص في الشعر فلم يشابه أحد في طرق المدح ولم يسعَ للهجاء، ويقول:

قَد كُنتُ أَرجُـو وَصلَكُم.. فَظَلَلتُ مُنقَطِعَ الـرَّجاءِ

أَنتِ الَّتِي وَكَّلتِ عَيـنِي.. بالسُّهادِ وَبِالبُكاءِ

إِنَّ الهَوَى لَو كَانَ يَنفُذُ.. فِيهِ حُكمِي أَو قَضائِي

لَطَلَبتُهُ وَجَمَعتُهُ.. مِن كُلِّ أَرض أَو سَماءِ

فَقَـسَمتُهُ بَينِي وَبَينَ.. حَبيبِ نَفسِي بِالسَّواءِ

فَنَعيشَ مَا عِشنا عَلَى.. مَحضِ المَوَدَةِ وَالصَّفاءِ

حَتَّى إِذَا مُتنَا جَميعا.. والأُمورُ إلى فَناءِ

مَاتَ الهَوَى مِن بَعدِنا.. أَو عَاشَ فِي أَهل الوَفاءِ

يصف الشاعر في قصيدته ما بداخله بسلاسة ويقول لحبيبته أنه كان يتمنى قربها لكن ككل شيء في الدنيا يقف معه ظل بعيد عنها وفي حالة سيئة لا يسودها إلا الحزن والدموع التي ملئت عيناه كل يوم.

وعلى الرغم من أنه يرضى بالمكتوب له لكنه لو كان بيده الاختيار لكان أصر على طلب الوصول الذي يوجد بين أضلعه ثم أدخل السماء والأرض في صورة شعرية مبهرة ليشير إلى مدى تعلقه ورغبته في الود وصفاء العيش.

ويوضح لنا في أبيات شعرية عن كتمان الحب أن الحب الأصيل يموت مع أهله الذين عاشوا يقدروه ولا يمكن أن يوجد لدى أي أحد إلا إذا كان وفي له ولشريك حياته الذي يرغبه.

اقرأ أيضًا: شعر عن غياب الحبيب

2- قصيدة مُهَفهَفَةٌ والسحر

ما زلنا نتحدث عن أبيات شعرية عن كتمان الحب وهذه القصيدة للشاعر عنترة ابن شداد من أشهر شعراء في تاريخ الشعر بأكمله، فكان من الفرسان في الجاهلية ومن أشجع الرجال في عصره فقد دافع عن قومه وعاش يحب ابنة عمه وهي الحسناء عبلة، وهو أحد أبرز شعراء المعلقات، ويقول:

وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظـتُ عُهودَهُـم.. فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي

وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ.. لَمَا اختَرتُ قُربَ الدار يَوماً عَلى البعد

مُهَفهَفَةٌ والسحر مِـن لَحَظاتِهـا.. إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِنـدَ غُروبِهـا.. تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ ألا اسفِـري.. فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ

فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا.. وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا.. فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ النَـدِّ

وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا.. فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت.. مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

شَكا نَحرُهـا مِن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً.. فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يا ابنَـةَ مـالِكٍ.. بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ.

يبدأ الشاعر قصيدته بالذم في كل الأفراد الذي فعل معهم الخير لكنه لم يحصل على مقابل لهذا غير نكران الجميل، وعلى الرغم من كونه أهون عليه أن يكون بعيدًا عنهم ليكون مرتاح البال إلا أن ما يصبره على البقاء هو وجود حبيبته في هذا المكان فتلك الوسيلة التي يراها بها حتى لو كانت لا تعلم.

ثم يعرض لنا في أبياته جمالها ومحاسنها المتعددة في صور شعرية متميزة ومنفردة بألفاظ اللغة العربية الأصيلة، فيقول إنها قادرة وبجدارة أن تأخذ مكان البدر الذي ينير لهم الليل بعد الشمس وأنها هي من قالت لها هذا لأنها أحق الفتيات.

واستمر عنترة في التشبيهات الحسنة ليحدثنا عن رائحتها التي تشبه المسك وشعرها وحتى عندما يراها تبتسم من بعيد تخطف قلبه الولهان الذي لا يطولها أبدًا ليختم أبياته بالتمني والرجاء في أن يحصل يومًا على فرصة الوصل ليرتاح باله وروحه وقلبه الذي يشبه المريض المجروح.

 3- قصيدة أَرَى كُلّ مَعشُوقَينِ

هي للشاعر جميل بن عبد الله بن معمر العذري، الذي كان من الشعراء العاشقين وافتتن بفتاة من قومه، قيل عنه إن شعره أقل ما يوجد فيه هو المدح وأكثر ما به هو الغزل الرقيق والفخر، ويقول في قصيدته:

أَرَى كُلّ مَعشُوقَينِ، غَيرِي وَغيرَهَا.. يَلَـذّانِ فِـي الدنيا ويَغْتَبِطَـانِ

وَأَمشِي، وَتَمشِي فِي البِلاَدِ، كَأنّنَـا..  أَسِيـرَان، للأَعـدَاءِ، مُـرتَهَنَـانِ

أُصَلِّي فَأَبكِي فِي الصَّـلاةِ لذِكرِهَـا.. لِيَ الوَّيـلُ مِمَّـا يَكتُـبُ المَلَكَـانِ

ضَمِنْتُ لَهَـا أَنْ لاَ أَهِيـمَ بِغَيرِهَـا.. وَقَدْ وَثِقَـتْ مِنِّـي بِغَيـرِ ضَمَـانِ.

يسرد الشاعر في الأبيات المأساة التي توجد في قلبه ورغبته في تغيير الوضع الذي يوجد فيه بذكر حبيبته فهو يشعر بالأسى كلما رأى العاشقين مجتمعين جميعهم وهو والفتاة التي تسكن قلبه ليسوا معًا.

ثم يكمل الشاعر ويشبه ما هو فيه بالأسر في الحرب من الأعداء ويشير إلى أنه ما يتذكرها في كل وقت رغم البعد والكتمان فهو يبكي في صلاته إلى الله شوقًا لها ويؤكد أنها ستظل في قلبه ولن يسمح لروحه أن تذهب في يوم لغيرها لتحمل هذه القصيدة أجمل أبيات شعرية عن كتمان الحب.

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى

 قصائد عن كتمان الحب بعد الفراق

من خلال كلامنا عن أبيات شعرية عن كتمان الحب نعرض لكم في هذه الفقرة أجمل القصائد التي تكلمت عن كتمان المشاعر بعد الفراق، فالحب يمكن أن يدوم بعد أن يحدث ما لا يسر في الحياة والخلافات التي لا تنتهي، ويعد الشعراء من أكثر الأفراد التي تتأثر بشدة ولا يمكنها أن تنسى بسهولة، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

 1-  قصيدة قلبي يُحَدّثني

هي لابن الفارض واسمه الحقيقي عمر بن علي بن مرشد ولد وعاش ومات في مصر، أخذ لقب سلطان العاشقين قيل عنه الكثير من الكلام الحسن في عشرته وأخلاقه ويقول:

قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي.. روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي.. لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ.. في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني.. يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي.. ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفا على رَمقي وما أبقَيتَ لي.. منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي.. والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ.. سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى..  جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها.. عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

يسرد الشاعر في أبيات قصيدته مشاعره المتداخلة ليقول للحبيب أنه هو الذي يسكن بين الأضلع ولا أحد سواه ثم يتمنى أن يعرض روحه في صورة شعرية خلابة وكأنها يمكن أن تكون الهدية التي يثبت بها بقاء الحب بداخله فهو الذي أكرمه.

ويكمل كلامه ويشير إلى أنه من دون هذا الحب يشعر وكأنه الهزيل الضعيف الذي لا يقدر على مقاومة أي شيء ثم يذكر حسد العاشقين الذين لا يحبون أن يكون غيرهم مثلهم ويتمنى الرضا والرغبة في الرجوع بسبب شعوره بالأسى والحزن الذي لا ينتهي.

 2-  قصيدة ماذا أقول له

 بحديثنا أبيات شعرية عن كتمان الحب نقدم هذه القصيدة وهي للشاعر نزار قباني من أمهر الشعراء التي جاءت على مر التاريخ وهذا بسبب صدق قلمه وقربه من قلوب الناس، ولد في عام 1923م بدمشق القديمة، تخرج في كلية الحقوق وعمل بالسلك الدبلوماسي، وله العديد من الكتب والمؤلفات الشعرية ويقول:

ماذا أقول له لو جاء يسألني..

إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟

ماذا أقول، إذا راحت أصابعه

تلملم الليل عن شعري وترعاه؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟

حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟

وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟

أما انتهت من سنين قصتي معه؟

ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

فكيف نبكي على كأس كسرناه؟

رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني

فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

هنا جريدته في الركن مهملة

هنا كتاب معا.. كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره

وفي الزوايا.. بقايا من بقاياه..

ما لي أحدق في المرآة.. أسألها

بأي ثوب من الأثواب ألقاه

يسرد الشاعر حالة فريدة من الحديث مع الذات ليسأل نفسه في استنكار عن الكلام الذي يمكن أن يقوله لحبيبته بعد حدوث الفراق ثم يكون في حيرة هل مشاعره ما زالت باقية أم تحولت إلى كره، ويذهب بخياله أنها لو جاءت في الليل ولمست شعره بالفؤاد هل سيسمح لها.

يكمل ليخبر ذاته أنه يحبها رغم كل ما حدث وحبه المكتوم والآلام التي يتذكرها معها فهي كانت مثل الشمس الواضحة في السماء، ويلوم نفسه لماذا يبكي الآن على الرغم من كونهم هم من جعلوا شكل العلاقة يصل لهذا.

ثم يبحث عن النجاة مما هو فيه ويتذكر التفاصيل الصغيرة التي كانت بينهم ويتمنى أن يقف في يوم أمام مرآته لعله يراها مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب قصيرة

شعر عن كتمان الحب بالعامية

في ذكرنا أبيات شعرية عن كتمان الحب نشير إلى أن قصائد العامية استطاعت أن تعبر بشدة عن الكثير من المشاعر المختلفة كما استطاعت أن تصل إلى القلب بسرعة وهذا لسلاسة فهمها دون تعقيد بسطاء الثقافة ونعرض أفضل ما قيل بعيدًا عن العامية الركيكة في التالي:

قصيدة إيزيس

هي للشاعر هشام الجخ من أبرز شعراء العامية ولد في 1978م وهو من محافظة سوهاج حافظ على أصالته وتقاليده، حصل على بكالوريوس التجارة ثم أنهى الدراسات العليا، رفض العيش كموظف وترك نفسه للشعر ليثبت نفسه وبالفعل حصد الكثير من الجوائز على مستوى العربي، بالإضافة إلى براعته على خشبة المسرح ويقول:

كُلِّ الْالَمْ فِيَّا وْمُشْ قَادِرْ اتْأَلِّمْ

وَبَتصَّعْبيّ عَلَيَّا وَمِشْ بِقَدَر اتَكَلَّمَ

أنَا نَفْسِيْ بَسّ افْهَمْ

كُلِّ الْبَلَاوِيِّ دِيَا ازّايْ مابَعَدوْكِيش

سَامِحِينِيْ لِمَا اغْلِطُ

وَأنَا تَانِّي رَايِحْ اغْلِطُ لَجَلٍ تِسَامِحْيْنِيّ

أحْلَى مَا فِيْ التَّوَهَانْ

 أوَّلَ مَا بَاجِيْ اوْصَلْ

وَأحْلَىْ مَا فِيْ الْاحْزَانِ انَّكَ تِضِّمَيْنِيَّ

يَا مَسْكِنَانِيّ ضُلُوْعِ

جُوَّاكَيْ رَاحَ وَبَرَاحِ

مَا بَيَنَلُهَاشِيّ رُجُوْعِ

شَكْلِيّ حامُوّتِ سَوَّاحْ

كَانَ نَفْسِيْ فِيْكِيْ زَمَانٌ أَيَّاميّهَا كَانَ لِيَ قَلْبٌ.  

ما زال قلم الجخ يسرد الكلام وكأنه يخرج من الجمهور نفسه، فهو وصف حال كثير من الشباب ليسرد في قصيدته مشاعر الألم التي لا يستطيع أن يبوح بها، فهو مر بالكثير من التجارب التي جعلت ثقته في الحياة تنتهي ويضر من يحب دون قصد بسبب ما اكتسبه من الحياة.

يتخيل الشاعر حبيبته أنها توجد أمامه ليبدأ بالحديث معها ويطلب السماح بالرحمة بحاله ويعترف أنه إنسان كثير الخطأ لكنه يعلم ما مقداره في قلبها وما حجم حنانها الذي يشبه الأم.

ثم يقول في ذاته أنها هي الوحيدة التي استطاعت أن تملك ما به في صورة شعرية خلابة فهو شببها بالمكان الواسع الذي يجد فيه الراحة والأمان لكنه يتذكر مرة أخرى أنه بعيد عنها ليكون أمام واقع شروده وتمني عودة قلبه له مرة أخرى ليترك لنا أبيات شعرية عن كتمان الحب لا تنسى.

إن للشعر إحساس خاص لا يمكن أن يعرفه إلا من عاش بين كلماته العميقة ليصل إلى ما يقصده الشعراء، فكل زمن كان له تعبيراته الخاصة لكنها ظلت صامدة وباقية بعد السنوات لتصل إلينا وتعرفنا عن مدى رقيها.

قد يعجبك أيضًا