استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل

استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل أحد الأمور الواردة عن الرسول، حيث حثنا على الدعاء، فهو من العبادات العظيمة التي تعود علينا بفضل كبير، وهُناك أوقات خاصة ذكرها لنا النبي للدعاء؛ تكون الاستجابة فيها واقعة بإذن الله، والتي منها الثلث الأخير من الليل، فمتى يكون؟ وما أفضل الدعاء فيها؟ هذا ما حرص موقع زيادة على توفيره لكم.

استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل جربها

نلجأ إلى الدعاء عند الرغبة في تحقق أمر ما، فهو من أسمى الوسائل والعبادات التي تُقربنا من الله، وتُحقق لنا مُرادنا، فقد قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني استجب لكم” (سورة غافر60)، وهُناك أوقات يُستحب الدعاء فيها؛ فإن العبد أقرب ما يكون إلى ربه فيها، فإن احتمالية استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل كبيرة.

فهو من أفضل الأوقات التي أخبرنا بها النبي، حيث يكون الجميع غافلًا ونائمًا، إلا الحريص على الصلاة وعبادة الله، فيُجازيه الله على ذلك باستجابة دعائه وقبول توبته، فقد جاء في كتاب الله تعالى وسُنة رسوله ما يدل على ذلك.

  • قال -تعالى-: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
  • روى أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ له) “صحيح البخاري”
  • حديث جابر -رضي الله عنه- سمعتُ رسول الله يقول: (إنَّ في الليلِ لَساعةٌ، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ، إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ) “صحيح مسلم”.

اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب مجرب يأتي بها الله إن الله لطيف خبير

أوقات استجابة الدعاء

لا تقتصر استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل فقط، بل إن هُناك الكثير من الأوقات التي أخبرنا عنها النبي أنها أوقات استجابة، لذا يُستحب تحري تلك الأوقات والتضرع إلى الله فيها بالدعاء والاستغفار.

  • يقبل الله الدعاء في الوقت الفارق بين الأذان والإقامة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.
  • الدعاء في الصلاة وخاصةً في السجود، فيكون العبد في السجود قريبًا من الله تعالى، لحديث الرسول:أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء“.
  • بعد التشهد الأخير قبل التسليم، فبعد أن علم الرسول قومه التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو”.
  • يوم الجُمعة وخاصةً في الوقت الذي بين صلاة العصر والمغرب، وأثناء انتظار الصلاة، لما روي عن الرسول أنه قال: في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه“.
  • عند الاستيقاظ في الليل وترديد الدُعاء، لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ تَعَارَّ -أي: استيقظ- مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ) “رواه البخاري”.
  • كما أن الدُعاء أثناء الأذان مُستجابًا بإذن الله، وفي الحروب والتحام الصفوف، وعند نزول المطر، لحديث الرسول: (ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر).
  • في أيام التشريق الثلاثة ويوم عرفة.
  • في حالة سماع صياح الديك يكون الدُعاء مُستحبًا، لما ورد عن الرسول أنه قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا) “رواه البخاري”.
  • عند التعرض للظلم، فللمظلوم عند الله دعوة لا تُرد، (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) “رواه البخاري”

اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب في نفس اللحظة

شروط استجابة الدعاء في ثلث الليل الأخير

إن الدعاء يُظهر حقيقة الإنسان وافتقاره إلى الله تعالى، فهو يتبرأ من حوله إلى حول الله وقوته، ففيه أسمى معاني العبودية والطاعة، وامتثال لأوامر الله، وتتوقف استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل على بعض الشروط، حتى يُحققه الله لنّا، فهو من العبادات التي يجب التأني فيها والالتزام بشروطها.

  • إخلاص النية لله -سبحانه وتعالى-، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) “رواه الترمذي”.
  • التضرع إلى الله والتذلل إليه في الدعاء، بشرط استخدام أحد وسائل التذلل المشروعة.
  • التحلي بالصبر، فمن أحد الأسباب التي تؤخر من استجابة الدعاء، التي حذرنا منها النبي الاستعجال في الإجابة، لحديث: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي) “رواه البخاري”.
  • ألا يكون الدُعاء فيما نهى الله عنه، أو في قطع الأرحام، فقد نهى الرسول عن ذلك، في قوله: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يتعجل، قيل يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) “صحيح مسلم”.
  • إحسان الظن بالله تعالى والتيقن من الإجابة، فهو القار على أن يقول لمرادنا كُن فيكون، فقد روى أبو هريرة عن الرسول أنه قال: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) “رواه الترمذي“.
  • حضور النية والقلب، مُستشعرين قُدرة الله وعظمته، لحديث الرسول: (واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاهٍ) “رواه الترمذي”.
  • ألا يكون الدُعاء يشغله عن أحد الفروض.
  • بدء الدعاء بالحمد والثناء والصلاة على النبي.
  • الإلحاح في الدعاء دون تكلف، وأن يكون الدُعاء سرًا.
  • أن يكون رزق الداعي حلالًا.. وأن يحاول قدر المُستطاع تجنب المعاصي والذنوب.

فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل

تتعدد الحاجة من الدعاء؛ فقد يكون للعبادة والقُرب من الله “الدعاء للآخرة”، وقد يكون لطلب قضاء حاجة “مطالب دنيوية”، فتكون استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل من رحمة الله بعباده، وكلا الحالتين مشروعًا، بل مُستحبًا، فمن لنا سوى الله ليُجيب حاجاتنا، كما يعود الدُعاء بالكثير من الفضل والأجر علينا.

  • استشعار القُرب من الله تعالى، فهو من العبادات العظيمة التي تدل على صدق النية وإخلاص العبودية لله، فلا يدعو معه أحدًا.
  • الاستعانة بالله في كافة أمور حياتنا، فنشعر دائمًا أننا مُحاطين به من كل جهة.
  • قضاء الحاجات والحصول على المُراد؛ فمهما كانت نسبة تحققه مُستحيلة، فالله تعالى قادر على إجابة وتحقيق أي شيء.
  • تزداد فُرص استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل، إذ أنه من أفضل الأوقات التي يظهر فيها مدى صدق العبد وإخلاصه لله.
  • يكون سببًا في البركة والخير في الحياة، وبه تُرفع المحن وتكفير للذنوب، ونيل أعظم الأجر.

اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب من اول مرة بشرط تقوله 3 مرات

دعاء الرسول في الثلث الأخير من الليل

حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الدُعاء، فهو من أفضل العبادات التي تعود علينا بالكثير من الخير والفضل، وتكون استجابة الدعاء في ثلث الأخير من الليل أفضل في حالة الدعاء بما ورد عن الرسول.

  • “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اغفر لي اللهم استجب”.
  • “اللهم يا قاضي الحاجات اقضى حاجتي وفرج كربتي وارزقني رزقا حلالا من حيث لا احتسب، واجعل لي نصيبًا من جنات النعيم، واصرف عني شرور الدنيا”.
  • “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذل والمسكن، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام”.
  • “اللهم إني أسألك سؤال الخاضعين الخاشعين المتذللين، اللهم ارحمني وتجعلني بقسمك راضيًا قانعًا اللهم ارزقني التواضع، اللهم ارزقني البر، اللهم ارزقني رزقًا وافرًا”.
  • “اللهم إني أسألك رزقا حلالا طيبًا، اللهم إني أسألك البركة في الصحة والذرية، والمال وكل ما وهبتني إياه يا أرحم الراحمين.”
  • “اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار”.
  • “اللهم اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا اللهم الطف بنا في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير، اللهم إني أسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة اللهم رحمتك أرجو”.
  • “اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وجسدا على البلاء صابرا، اللهم نقي قلبي وطهر نفسي، اللهم جنبني الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارزقني زوجة صالحة تقر بها عيني وتسعد بها نفسي”.
  • “اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل، اللهم إني أعوذ بك من الصديق الذي يظهر حسن النية وفي باطنه الشر كله، اللهم فرج كربي وأزل الهم من قلبي”.

يُعد الدعاء من العبادات المُستحبة التي أمرنا الرسول بالمُحافظة عليها؛ لما لها من فضل عظيم في الدُنيا والأخرة.

قد يعجبك أيضًا