علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء

كثرت الأقاويل عن وجود علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، فهل هذا صحيح؟ وما هي هذه العلامات إذا صح الأمر؟ في الواقع هناك العديد من الرموز التي يستبشر بها البعض ويظنها من صور علامات اقتراب زوال الهموم وتحقيق ما تمناه المرء ودعا به العبد ربه، وجئنا اليوم عبر موقع زيادة لنستعرض لكم علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء.

علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء

في العديد من التجارب الحياتية لاحظ الناس ظهور بعض العلامات التي تسبق الفرج ورفع الغم والبلاء، وتكرار هذه العلامات ومشاركة التجارب بين الناس وبعضهم البعض جعلهم يصبون اهتمامهم على هذه العلامات بشكل كبير، فهل هي محض صدفة؟ أم أنه هناك علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء يبشر الله بها عبده بالفعل؟

في بداية الأمر يعتقد الناس أن هذه العلامات مصادفة، ولكن تكرار هذه العلامات وكثرة الحالات التي تمر بالمثل خلق بعض الاعتقادات التي ربطت واستبشرت بهذه العلامات على الرغم من كون بعضها علامات سلبية في حال ما تم التفكير فيها وحدها دون ربط الأمور ببعضها البعض.

على الرغم من كون أبواب الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، والأقاويل تكثر وتتزاحم الآراء بين مؤيدٍ لكون هذه العلامات تعبر عن اقتراب الفرج بالفعل وبين مُعارض لهذا الاحتمال جُملةً وتفصيلا، هناك حقيقة واحدة ثابتة في هذا الأمر لا يمكن إنكارها ولا إخفاؤها.

هذه الحقيقة هي وعد الله، ولا يخلف الله وعده، فقد قال الله تبارك اسمه وصفاته وتعالى جده في كتابة العزيز: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [سورة الشرح: الآيات رقم 5، 6] هذه الآية العظيمة يجد فيها الكثير الأمل والنجاة في مواجهة صعاب الحياة اليومية، فكلما ضاق الخناق كانت رحمة الله بنا أكبر، فهو خالقنا وعالم ما بنا من ضعف، ولا يحملنا إلا ما نستطيع تحمله حتى وإن خال لنا غير ذلك.

تتعدد وتتمايز صور علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء التي يستبشر الناس بها، ومن أمثلة هذه العلامات على سبيل الذكر لا الحصر كل ما يلي ذكره:

  • الشعور براحة البال من أكثر ما يربط الناس بينه وبين اقتراب تفريج الهم والغم ورفع البلاء، كما أن الكثير يدعون براحة البال، فتعد من صور استجابة الدعاء أيضًا والله أعلم.
  • الهدوء والسكينة اللتان تعتريان المرء، فالإيمان يولد الشعور بأن الله لن يضيع المرء قط، ولن يتركه يصارع الحياة وحده، فالذي يسمع أنينك وشكواك إن أعلنتها أو أسررتها قادرٌ على أن يبث فيك السكينة في أحلك المواقف وأكثرها شدة وسوء.
  • النجاة من أحد المخاطر والكوارث تعتبر من علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، فالله يُعلمك أنه بجوارك يرعاك ولم ينساك قط، فحاشى لله أن يترك عبدًا لجأ إليه وحده، فنعم السند ونعم الوكيل.

فيما يلي من سطور مقالنا هذا سنستعرض لكم المزيد من علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، كما أننا سنتناول بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي من دورها أن تُطمئن فؤادك، وغيرها من الآيات والسور القرآنية، فهل هناك ما هو أجمل من قول الله لتطمئن به القلوب؟

اقرأ أيضًا: حديث شريف عن الصبر مفتاح الفرج

كل شيءٍ في الكون حولنا قد يُبشرنا باقتراب فرج خالق الكون

يطول الحديث عن علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، وفي الواقع لا يُدرك المرء كافة هذه العلامات، فنحن نرى العلامات الواضحة والظاهرة، ولكن ما أكثر ما بين السطور، وما أعظم الأمور التي ننساها ولا نُدركها بصورتها الصحيحة وشكلها الحقيقي، والجدير بالذكر أن نفس العلامة قد يختف تأويلها وتفسيرها بين الناس تبعًا لاختلاف المعتقدات وتغير الظنون.

بسبب اختلاف التفكير والتفسير وتفاوت قدرة الناس على الملاحظة، يتم إهمال العديد من علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، فمن صور العلامات الأكثر شيوعًا والأقل ملاحظة كل ما يلي:

  • تملك الراحة والسكينة من قلب المرء بعد الدعاء من أكثر العلامات التي تُشير إلى اقتراب الفرج واستجابة هذه الدعاء بإذن الله وفضله، والجدير بالذكر أن الاستجابة قد لا تكون بصورتها المباشرة، فرفع البلاء استجابة، الستر ومنع الشر استجابة، منع ما دعوت به عنك استجابة، فالله أعلم بما هو أصلح لعباده.
  • تزاحم بعض الأدعية على ذهن ولسان المرء تعد من أهم علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، فالله يوحي لك بالدعاء الصالح في إشارة إلى حثك على الدعاء بهذه الصيغة، فهناك صور أدعية يحبها الله عن غيرها، والإخلاص في الدعاء مع الإيمان بكون الله سيحقق لك ما دعوت أو يمنعه عنك إن لم يكن لك فيه خير من أسباب استجابة الدعاء.
  • التيقن من كون الله سيحقق لك ما تدعو به يعد من العلامات التي تُشير إلى اقتراب الفرج وانحلال المشكلات التي تؤرق ذهنك، وشعورك بالسعادة والرضا بعد الانتهاء من الدعاء من أهم الدلائل على استجابة الله لك، فالشعور الذي تواجد في فؤادك لم يأتِ عبثًا ولن يذهب سُدى.

تذكر دائمًا أن الله قادر على استجابة دُعائك في التو واللحظة، وكُن على يقين بكون الله تبارك وتعالى يُدبر لك الأمور ويهيئ لك أسباب الاستجابة في ترتيب يتعجب منه أهل السموات والأرض جميعًا، ومن الضروري شكر الله وحمد نعمته بعد تحقيق الحلم الذي سعيت له، فالنجاح ما كان ليصبح حليفك لولا قدرة الله.

اقرأ أيضًا: دعاء الرزق بالمال الحلال والفرج

استجابة الدعاء بين عظيم الآيات ودرر السنة

جاء في الدين الإسلامي العديد من السور والآيات القرآنية التي تحدثت عن استجابة الدعاء وتناولت بشكل مُفصل اختبارات البلاء وخيرات الدعاء، والجدير بالذكر أن جميعها أجمع على كون الإيمان بالله وعدم القنوط من روحه ونصرته لعبادة السبب الأول والرئيس في الإجابة.

الجدير بالذكر أن هذا الشعور الطيب لا يزرعه الله إلا في قلب من أحب، فهو من علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، والجدير بالذكر أن لفظ يستجيب ومشتقاته ورد في القرآن الكريم وقول الله العزيز ما يزيد عن الخمسين مرة.

ففي سورة الأنبياء وحدها جاء هذا اللفظ 4 مرات في اشتقاق من أجمل مشتقات هذه الكلمة ألا وهو {فاستجبنا}، ومن صور آيات الدعاء والبلاء ما يلي:

  • {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [سورة البقرة: الآية رقم 186]

  • {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء: الآية رقم 35]

  • {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأنبياء: الآية رقم 88]

  • {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين} [سورة آل عمران: الآية رقم 171]

ما تم ذكره أعلاه من آيات يعتبر أمثلة بسيطة على كلام الله فيما يخص البشرى، استجابة الدعاء وإصابة العبد بالبلاء، والجدير بالذكر أن كلام الله لا ينتهي ولا ينضب، وذكره لهذا الأمر بتكرارٍ مهول في القرآن الكريم لا بُد وأن يكون سبب الطمأنينة والشعور بسكينة القلب.

كما حثنا الله جلَّ جلاله ورسوله الكريم محمد بن عبد الله على الصبر لمواجهة الابتلاءات، الضيق وغيرها من الأزمات الحياتية، وقد جاء على لسان أنس بن مالك بتحديث الألباني في صحيح الترمذي أن رسول الله نبينا العدنان والهادي البشير قال:

” إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ” فالله لم يبتليك إلا لكونه يحبك ويريد منك ان تقترح، ويختبرك لكشف معدنك الحقيقي تجاه نفسك، فالرضا في وجه هذه المصاعب سيُهيئ لك من علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء الكثير، أما الساخط فلن ينال إلا السوء والله أعلم.

اقرأ أيضًا: دعاء الفرج مكتوب

بعد أن قمنا بتعرفكم على صور علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء ننصحكم بالصبر على المحن، فهذا هو نهج الحياة الدنيا، ومسك الختام قول الله تبارك وتعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

قد يعجبك أيضًا