سورة تقرب من الله

سورة تقرب من الله من شأنها أن تزيد صلة العبد بربه، حيث تلاوة القرآن الكريم من أفضل سُبل التقرب إلى الله وتعزيز الإيمان به، فيمكن القول أن جميع السور القرآنية لها فضائلها في التقرب من الله والاهتداء بحكمه، لذا من خلال موقع زيادة سنقدم سور تُعزز من هدى العبد وتوجهه للصراط المستقيم.

سورة تقرب من الله

مما لا شك فيه إن تلاوة القرآن الكريم لها العديد من الانعكاسات الإيجابية على المرء، أهمها الشعور بالرضا والراحة النفسية، فعند قراءة كلام الله ومواعظه الحسنة تتعجب من عظمة الله القادر على كل شيء، بالإضافة إلى كم الحسنات التي ستُصيب في ميزان العبد عند امتثاله لآيات الله، وفيما يلي سورة تقرب من الله وتُعزز شدة الإيمان:

1-سورة البقرة

هي من السور المدنية، وتعتبر أول سورة نزلت على المدينة المنورة، بالإضافة إلى كونها آخر آية نزلت من السماء في حجة الوداع، لها العديد من الفضائل الجليلة، وفيما يلي أبرز فضائلها وسور منها تقرب من الله:

تلاوة سورة البقرة تحمي البيوت والإنسان من وسوسة الشيطان وغواياه، من خلال تحطيم خططه وفشله في أذى العبد وفساده، طبقًا لصحيح مسلم، عن أبي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:

(لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).

قراءة آيات من سورة البقرة وحفظها والاستماع إليها تجلب البركة والخير للإنسان وتحفظه من كل سوء.

ينال العبد الشفاعة يوم القيامة عند قراءة سورة البقرة وآل عمران، حيث وُرد عن صحيح مسلم عن الصحابي النواس بن سمعان رضي الله عنه قال:

يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما)

تلاوة البقرة تحفظ الإنسان من شياطين الأنس والجن خاصة سورة الكرسي، لما وُرد عن أبو هريرة رضي الله عنه عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قال:

(إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ). لذلك فهي من سورة تقرب من الله.

كما تُكمن فضائل خواتيم سورة البقرة الإرشاد والهدى إلى الصراط المستقيم، حيث ورد عن الإمام المسلم من صحيح السنة النبوية عن أبي عباس رضي الله عنهما قال:

(بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).

كما ترجع فضائل حفظ سورة البقرة إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتمثلوا بها ويعظمون حفظ سورة البقرة، كما وُرد بحديثين عن النبي عليه السلام، ينص على أسبقية حافظي سورة البقرة وآل عمران عن غيرهم حيث قال:

اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ)، [١٥] وروى أنس بن مالك في حديثٍ آخرٍ: (كان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا)

تلاوة سورة البقرة أثناء قيام الليل، لها عظيم الفضل والأجر عند الله سبحانه وتعالى، وسورة تقرب من الله، حيث رتب الله عز وجل الثواب الوفير عند تلاوة آيات من القرآن الكريم بقيام الليل، حيث وُرد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

(من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).

وفيما يلي سلسلة آيات من سورة البقرة تندرج تحت سور تقرب من الله:

  • وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ. (البقرة 165)
  • وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ. (البقرة 207)
  • اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. (البقرة 255)
  • آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. (البقرة 285)
  • لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ
  • تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (284البقرة)
  • آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة 285)
  • لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. (البقرة 286).

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة يس 21 مرة

2- سورة آل عمران

نزلت بعد سورة الأنفال، بعد غزوة أحد ثلاثة هجريًا، وتُسمي بهذا الاسم نسبًا إلى ذكر الله عز وجل قصة آل عمران، تبلغ من الآيات 200 آية، وهي من السور المدنية، كما إنها سورة تقرب من الله ويطلق عليها ذلك لأن البيت المبارك كان دليل على الصلاح كما أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه السورة بالزهراء، حيث تأتي تدافع عن عباد المسلمين يوم القيامة، نسبًا إلى قول رسول الله عليه الصلاة والسلام:

(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما)

  • ذًكر بالآية اسم الله الواحد القهار، وهذا ما يجعلها سورة تقرب من الله، والذي يجيب سبحانه وتعالى إذا دعي به، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اسمُ اللهِ الأعظمُ الَّذي إذا دُعِي به أجاب في سورٍ ثلاثٍ البقرةُ وآلُ عمرانَ وطه)
  • سورة آل عمران هي السورة التي كرمها النبي من السبع الطوال مكان التوراة، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ)
  • هناك الكثير من المقاصد في السورة، أبرزها الثناء على الصحابة وشهادة التوحيد.
  • بيان أهمية الحج ونهيها عن الكافرين ومخالفي الدين الإسلامي.
  • تكلمت السورة عن مريم العذراء، كما وُرد بها ولادة سيدنا عيسى عليه السلام.
  • مدح الصحابة وسرد أعمالهم واجتهادهم المتنوع في نشر الرسالة والإسلام وحضور الغزوات مبتغاه لرضا الله سبحانه وتعالى.
  • التكلم عن وحدانية الله سبحانه وتعالى، والإشارة إلى المُتقين وسماتهم، مثل الصبر على البلاء، الصدق، القرب من الله.
  • ذكرت السورة الكافرين وأفعالهم التي لا تنفع إليهم يوم القيامة.

وفيما يلي آيات من سورة آل عمران ينطبق عليها سمة سورة تقرب من الله، حيث كما ذكرنا فضائلها المتعددة في هداية العبد وتوجهه إلى طريق الصلاح:

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2)

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26 آل عمران)

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27 آل عمران)

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ( 190،191،192،193،194 آل عمران)

3- سورة الشرح

قال الله تعالى:

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وإلى رَبِّكَ فَارْغَب (8)”.

من السور الغنية بالعديد من الفضائل الكريمة، حيث الفضل الأساسي لها إن الله سبحان الله وعد المؤمنين بفيض من الحسنات والثواب لمن يتلو القرآن الكريم وهي واحدة من سوره، بالإضافة إلى كونها سورة تقرب من الله حيث إن تلاوتها تزيد من الدرجات لما وًرد بالأحاديث:

منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).

  • نزلت سورة الشرح مساندة ودعم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومؤانسته لما كان يتلقاه من أذى من قريش، حيث عند قراءة سورة الشرح يتأكد المؤمن أن الدعوة في سبيل الله مهما كانت قوية الدليل ولينة الأسلوب بالتأكيد ستواجه صعاب عدة وجفاء، لذلك يحتاج المؤمن لتجديد الإرادة وسعة الصدر في نشر تعاليم الدين الإسلامي.
  • وُرد بالسورة وأشارت أن الله سبحانه وتعالى في عون العبد ولا ينساه ولم يترك نبيه كما قال كفار مكة.
  • أشارت سورة الشرح إلى أن الله عز وجل وعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالخير والبركة، كما يُذكر الله النبي بالنعم التي أنعم بها عليه، كما ذًكر بسورة الشرح طلب الله من النبي أن يذهب إليه بالطاعة والعبادة والغفران فهي سورة تقرب من الله.
  • من أفضل فوائد سورة الشرح أنها أشارت إلى أن أكبر نعم الإنسان بعد الإيمان، هو انشراح الصدر، لأن هذا العبد لا يحزن على متع الدنيا ولا يهتم بها لذلك فهي سورة تقرب من الله.
  • أشارت السورة تأثير الذنب على النفس وما يٌسببه من هم وحزن.
  • وُرد بالسورة مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن قدره عليًا حتى مع تعامل أعدائه له.

اقرأ أيضًا: تجارب سورة البقرة لتحقيق الأمنيات

سور أخرى تهدي إلى الله عز وجل

الهدايا وصلاح الأحوال من الأمور التي تحتاج إلى العزيمة والمقدرة على محاربة شهوات الدنيا، حيث يُكمن القرب من الله في تأدية العبادات المختلفة والتحلي بالصفات الكريمة، وتُعد تلاوة القرآن الكريم من أجمل سُبل التودد إلى الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي آيات من سورة تقرب من الله:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 54 – 56].

وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف: 56].

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24].

﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَنَْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 51].

﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: 5].

﴿فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الروم: 38]. 

 ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 15 – 17].

 ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].

  ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]. 

  ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18]. 

  ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29]. 

 ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الممتحنة: 6]. 

أدعية تقرب من الله

في نطاق الحديث عن سورة تقرب من الله، لابد من قول إن الإيمان بالله من الأمور التي تُسبب الأمان والراحة النفسية للإنسان، كما تنعم عليه بالرضا والتوفيق في جميع أوقاته وخطاه، والبعد عن الله عز وجل خسارة كبيرة لكل إنسان، لذلك استغلال كل وقت للتوجه لله هو مكسب غنى لكل مسلم، وفيما يلي أهم ادعية القرب من المولى عز وجل:

  • اللهم اسألك بركاتك في الدعاء والخشوع، من خلالك تطهر قلبي، وتكشف عن ألمي، وتغفر لي ذنوبي، وتصحح أموري، وتثري فقري، وتزيل شرّي، وتكشف أحزاني وضعفي، وتداوي مرضي.
  • اللهم إني أمد إليك، وفيك العظمة التي أرغب فيها، فتقبل توبتي، وارحم ضعفي، واغفر ذنوبي، وتقبل أعذاري، وامنحني البركة في كل خير، وبرحمتك خير للجميع أيها الرحمان الرحيم.
  • اللهم لا تحرمني من رحمة واسعة، نعمة واسعة، صحة شاملة، وتفاني كبير، لا تحرمني من رضاك لسوء ما عندي، لا تحرمني من الهبة، جازيني على قبح عملي، ولا تزيح وجهك الكريم عني بلطفك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم لا رادع لما تعطيه، لا تأخير لما أعطيته، اللهم لا تحرمني من رحمتك الواسعة، نعمك الوفيرة، ارزقني الصحة والعافية، ولا تزيح وجهك الكريم عني بلطفك يا أرحم الراحمين، اللهم عندما أصلي لك لا تحرمني من قُربك، لا تخيبني وانا أرجوك اللهم إني أسألك يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مستجيب لنداء الفقير، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك، لأنه لا يوجد رحمة إلا أنت، لا إله الا انت لا إله الا انت المجد لك. اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وصلى الله على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم.
  • اللهمَّ حَبِب خَير خلقِك فينا، ومن حوضِ نبيك أسقينا، وفي جنتِكَ أوينا، وبرحمتِكَ احتوينا، وأمنياتنا أعطينا، وبفضلِكَ أغننا ولطاعتِكَ اهدنا، ومن عذابِ النارِ احمنا، ومن شرِ كُلِ حاسدٍ اكفنا”
  • للهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين، بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، الحمد لله الذي لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
  • اللهم أنى أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها امري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها غمي وهمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني.

اقرأ أيضًا: ما هي السورة التي تجلب الرزق والبركة

طرق التقرب إلى الله

في صدد عرضنا إلى سورة تقرب من الله، يتمكن المسلم من القرب لله بإتباع عدة أمور من شأنها أن تزيد صلته بالمولى عز وجل، حيث يُكمن الإيمان في محاربة أفكار الشياطين وعدم الاستسلام لها، والعزم على فعل الخير لطالما يُقربه من المولى، وفيما يلي بعض العادات الكريمة لابد الاقتضاء بها لنيل شرف القرب من الله:

  • لابد من الصلاة في وقتها بعد الأذان وكن متواضعاً في الصلاة، وهذا من أحب الأشياء عند الله عز وجل، وإذا كان بإمكان المرء أن يفعل ذلك فالأفضل أن يصلي في جماعة لأنه يؤتي ثوابه 27 ضعفًا للصلاة وحدها.
  • ذكر الله المستمر على اللسان من أجمل سُبل القرب إلى الله، ومن فضائل الذكر أنه يُغنيك عن قول الكلام القبيح والمقدرة على التحكم بالانفعال وتذكر الله أينما كنت وبكل مكان.
  • الخشوع في الدعاء إلى الله، حيث التضرع عند طلب الدعاء والصبر في تحقيقه من أجمل العبادات، كمية دعاء الأخ لأخيه اجعل الملائكة تدعو له بالمثل.
  • قراءة القرآن الكريم تدريجيًا، حيث يمكنك البدء بصفحة واحدة يوميًا، إلى أن تعتاد على التلاوة ومن ثم تصبح عادة تتمسك بها.
  • القُرب إلى الله عز وجل يتطلب الأعمال الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الصبر عند الشدائد من شيم الإيمان والرضا بما كتبه الله، فإن الله مع الصابرين.
  • احرص على اقتناء الصُحبة الصالحة، المشجعين لتأدية العبادات.
  • للتقرب إلى الله عز وجل أحرص على تواضعك لله ولمن حولك، فإن الله لا يحب كل مُختال فخور.

القرب من الله طاعة لا يشعر بلذتها إلا المؤمنين، وذلك من خلال عمل الصالحات والانصياع عن الشهوات والملذات، والتفكير بالآخرة وصالح الأعمال.

قد يعجبك أيضًا