الكتاب الذي أنزل على موسى

الكتاب الذي أنزل على موسى هو ترتيبه الثالث بالنسبة لتعداد الكتب السماوية كما جاء عن بعض الفقهاء والعلماء، وقد أنزله الله حينها ليكون هدى ونور لقومه، ودعوة للإيمان بالله، فما هو الكتاب الذي أنزل على موسى؟ وكيف أُنزل؟ فهذا ما سنتعرف إليه من خلال موقع زيادة، وسنوافيكم بجميع المعلومات اللازمة.

الكتاب الذي أنزل على موسى

من شروط تحقيق أركان الإيمان هو الإيمان بما أنزله الله – عز وجل- من الكتب السماوية على أنبيائه ورسله، وذلك كما جاء في قوله تعالى (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [آل عمران، 84].

فالإيمان بالكتب الإلهية هو أبرز مطالب الإيمان بالله، فإنها من عند الله، والاعتراف بها أمر لازم، فهناك العديد من الكتب السماوية والتي منها المعروف ومنها الغير معروف، ومن أبرز الكتب التي تبدو غير معروفة هي الكتاب الذي أنزل على موسى.

فدعونا نسلط الضوء اليوم في موضوعنا هذا على الكتاب الذي أنزل على موسى، فإن هذا الكتاب هو التوراة.

فلقد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز التوراة في قوله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة، 44].

فالتوراة والتي أشرنا إلى أنها الكتاب الذي أنزل على موسى كلمة عبرانية في الأساس وتعني الشريعة وكذلك الناموس، بينما بالنسبة لأهل الكتاب أي اليهود فإنهم يعتقدون أن التوراة هي أسفار سيدنا موسى – عليه السلام- الخمسة التي كتبها بيده.

فكتاب التوراة ينقسم إلى عدة أجزاء وفصول يكون اسم الواحد منها هو السّفر، وإلى جانب أجزاء السفر هنا ما يسمى الإصحاحات وهو جمع كلمة إصحاح، ولقد قال الإمام القرطبي أن سبب تسمية التوراة بذلك الاسم هو تفسيره للآيات بأنها تعني الضياء والنور.

كما قيل إن التوراة مأخوذة من كلمة التورية أي تعريض الشيء وكتمانه في آن واحد، ولكن الأرجح بأن التوراة كما قال الإمام القرطبي وذلك لقوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ) [الأنبياء، 48].

اقرأ أيضًا: واذكر في الكتاب اسماعيل تفسير الآية

أسفار التوراة

سوف نتطرق بشكل أكثر في حديثنا عن الكتاب الذي أنزل على موسى وهو التوراة، فإن للتوراة خمسة أسفار اعتقد بني إسرائيل كما أسلفنا الذكر بأن سيدنا موسى – عليه السلام- هو من قام بكتابتهم بيده، وسموا هذه الأسفار باسم بنتاتوك.

ففي النقاط التالية سوف نتعرف معًا إلى أسفار الكتاب الذي أنزل على موسى الخمسة لكي تكونوا أكثر إلمامًا المعلومات المفيدة عنه:

  • سفر التكوين في التوراة: وهو يتحدث بشكل مخصص عن خلق السماوات، إلى جانب خلق سيدنا آدم – عليه السلام- كما يعرض وقت وأحداث موت سيدنا يوسف – عليه السلام- أيضًا.
  • سفر الخروج في التوراة: هذا السفر يعرض قصة بني إسرائيل التي بدأت عقب موت سيدنا يوسف – عليه السلام إلى جانب كيفية خروجهم من مصر وما بعد ذلك من أحداث.
  • سفر اللاويين في التوراة: فهو يعرض الأمور المتعلقة باليهود وكذلك ما تتضمنه شعائرهم الدينية.
  • سفر العدد في التوراة: وهذا السفر يعني بعد اليهود أي بني إسرائيل، ويشمل التوجيهات والأحداث التي دارت مع هؤلاء القوم عقب خروجهم.
  • سفر التثنية في التوراة: يرمز هذا السفر إلى تكرير الشريعة، وكذلك تكرير كلًا من الأوامر والنواهي، إلى جانب أنه يعرض موت سيدنا موسى – عليه السلام وأيضًا قبره.

موقف الإسلام من التوراة

لقد وقف الدين الإسلامي مع الكتاب الذي أنزل على موسى أي التوراة كما وقف مع الكتب الإلهية الأخرى موقفًا يحمل كامل الإجلال والإكبار، وذلك لكون هذا الكتاب واحدًا من الكتب التي جاءت من عند الله وأنزلها على أنبيائه.

حيث إنه أمر بالإيمان وتصديق ما جاء فيه وجعل هذا الأمر بمثابة ركن أساسي من الأركان الستة في الإيمان، فلن يكتمل إيمان العبد ما دام لم يؤمن بجميع الكتب السماوية.

فالتوراة آتية من كلام الله – عز وجل- وقد أنزلها بواسطة سيدنا جبريل – عليه السلام- على الأنبياء لا سيما سيدنا موسى – عليه السلام- قبل مجيء سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-.

إنزال الله التوراة على سيدنا موسى

سوف نتعرف معًا في السطور التالية إلى قصة الكتاب الذي أنزل على موسى ومتى تم نزوله:

بعد أن قام الله – عز وجل- بمساعدة سيدنا موسى – رضى الله عنه- ومن معه من قوم بني إسرائيل في مجاوزة البحر والنجاة من فرعون عدو الله، فإنه سبحانه وتعالى واعد موسى – عليه السلام- أن يلاقيه عند جبل الطور.

ذلك كما جاء في قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف، 142].

حيث خلف سيدنا موسى – عليه السلام- أخوه هارون مع قومه، وانطلق موسى – عليه السلام- من أجل لقاء ربه ولكنه لم يكن يعلم أي شيئًا عما سوف يدور في اللقاء، وحينها كلم الله – عز وجل- نبيه موسى عليه السلام.

فقال لربه إنه يشتاق لرؤية وجه، ولكن في حقيقة الأمر رؤية الله لا يستطيع عليها أي بشر مهما كانوا من قوة، وجاءت هذه الأحداث في قوله تعالى (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) [الأعراف، 143].

لم يستطع سيدنا موسى – عليه السلام- أن يتحمل رؤية الجبل عندما أصبح دكًا، حيث إنه من هول المنظر والموقف خر الرسول موسى مغشيًا عليه، وعندما أفاق توسل إلى الله بأن يتوب عليه عما طلبه.

فهنا أخبره الله – عز وجل- أنه اصطفاه على الناس بأمرين وهما الرسالة والنبوة، كما أمره أن يبلغ رسالاته لقومه، وذلك في قوله تعالى (قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف، 144].

ثم أنزل الله تعالى التوراة على سيدنا موسى – عليه السلام- وكانت مكتوبة حينها على ألواح تحمل مواعظ عديدة وآداب وأحكام كانت مفصلة لكي يبلغها لقومه.

ذلك كما في قوله تعالى (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ) [الأعراف، 145].

اقرأ أيضًا: ما هي الكتب السماوية التي أنزلها الله

التوراة قبل وبعد

إن الكتاب الذي أنزل على موسى كما أسلفنا الذكر كان مكتوبًا على ألواح وأمر الله رسوله موسى أن يبلغه لقومه أي بني إسرائيل، لكن من المؤسف وبمرور الزمن تم تحريف هذا الكتاب.

لهذا سوف نعرض لكم بيانًا في السطور التالية عن التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى – عليه السلام، وعن تلك التي أصبحت موجود الآن بين أيدي أهل الكتاب، فلقد عمل اليهود وبعضًا من أهل الكاتب على تحريف التوراة.

حيث إنهم قاموا بخلطها بالأكاذيب افتراءً على ما أنزله الله – عز وجل- من سلطان، فعملوا على جمع كلًا من التوراة القديمة والإنجيل وكذلك الزبور ووضعوهم في كتاب واحد أسموه بالعهد القديم، ولكنه بالطبع كان لا يحمل من الكتب الإلهية إلا اسمها فقط.

كما جاء في قوله تعالى (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة، 75].

كذلك في قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة، 79].

يرجع السبب وراء تحريف أحبار اليهود للتوراة هو خوفهم من اتباع قوم اليهود لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- لذلك عملوا على تغيير صفة التوراة ومحتواه.

فهناك العديد من الآيات القرآنية التي تدل على تحريف اليهود للتوراة على الرغم من معرفتهم أنه كلام الله – عز وجل- فلقد قست قلوبهم وهذا الأمر جعلهم يحيدون الحق وكان مصيرهم العذاب وبئس المصير.

قال تعالى (.. وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة، 41].

صفات التوراة المنزلة على موسى في القرآن الكريم

لقد ذكرت بعض الآيات القرآنية صفات الكتاب الذي أنزل على موسى، حيث إننا سوف نعرضها لكم بوضوح في النقاط التالية:

  • التوراة هي الكتاب المفصل لشريعة الله التي أمر بها قوم بنى إسرائيل والحامل للعديد من المواعظ، وذلك في قوله تعالى (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ..) [الأعراف، 145].
  • التوراة هي النور والهدى، وذلك في قوله تعالى (.. قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ..) [الأنعام، 91]

أيضًا في قوله (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ..) [المائدة، 44].

  • التوراة هي الفرقان، وكذلك الضياء والذكر كما جاء في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ) [الأنبياء، 48].

اقرأ أيضًا: بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

موقف أحبار اليهود مع التوراة

لم يحفظ أحبار اليهود أي علماء اليهود الكتاب الذي أنزل على موسى حيث إنهم لم يكونوا في الأساس أهلًا لتلك الأمانة العظيمة التي كلّفهم بها الله – عز وجل- ونستدل على ذلك من الآتي:

1- أحبار اليهود لم يحملوا التوراة فأصبحوا كالحمار

قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [الجمعة، 5].

في هذه الآية يخبرنا الله تعالى أن من يؤتيه بكتابٍ لكي يتدبره ويؤمن به ثم يقوم بإلقاء ما فيه من حكم ومواعظ جليلة وراء ظهره يكون كالحمار الذي يحمل فوق ظهره كتبًا لن يقدر على فهم أي شيء منها، وهذا كان وصفه لأحبار اليهود.

2- أحبار اليهود حرفوا التوراة

كما أسلفنا الذكر بأن أحبار اليهود عملوا على تحريف مواعظ التوراة خشيةً من إيمان بعضًا منهم بالنبي – صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة، 79].

فالإمام الشعراوي – رحمة الله علي- فسره هذه الآية قائلًا بأن الله – عز وجل- يتوعد أحبار اليهود الذين قاموا بتحريف التوراة بأن لهم العقاب الشديد والعذاب الأليم، وذلك لكتابتهم كلامًا من عندهم ثم نسبه إلى الله تعالى زورًا وبهتانًا.

الإيمان بالتوراة

يجب أن نفرق جيدًا بالتوراة المحرفة والتوراة الربانية، فنكفر بالأولى، ونؤمن بالثانية، فلقد أمرنا الله – عز وجل- في دينه الإسلامي أنه ينبغي تأدية أركان الإيمان والتي منها الإيمان بكتبه ورسله، وإلا إيمان المسلم لن يكتمل.

ذلك في قوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) [البقرة، 285].

من الجدير بالذكر قول إن التوراة الربانية هي التي جاءت من عند الله، ولم يتبقى منها أي شيء اليوم، بل إن التوراة المحرفة من قِبل اليهود هي التي سيطرت على عصرنا الحالي.

فالإيمان يكون بالكتب التي أنزلها الله، وليس بالأكاذيب التي وضعها أحبار اليهود لكي يصدوا أتباعهم من القوم عن إتباع الإيمان بالله – عز وجل-، وكذلك عن اتباع النهج السليم والقويم، وهو الدين الإسلامي.

اقرأ أيضًا: أسماء الكتب السماوية وعلى من أنزلت

الكتب السماوية

من الجدير بالذكر وكما تعرفنا إلى الكتاب الذي أنزله الله على سيدنا موسى – عليه السلام- أن نتعرف إلى الكتب السماوية الأخرى التي ينبغي أن نؤمن بها، وإليكم بها:

  • صحف إدريس: أنزلت على سيدنا إدريس – عليه السلام- فهي كانت عبارة عن ألواح سماوية تشير إلى جميع أعمال البشر، وتحتوي على بعض أسرار الكون، وهذا ما جاء في روايات اليهود.
  • الزبور: وهو كتاب أنزله الله على سيدنا دواد عليه السلام، حيث إنه يحمل 150 سورة كما روى قتادة – رحمة الله عليه- تشمل جميعها حكم ومواعظ، وتتحدث عن الأحكام الشرعية.
  • صحف إبراهيم: وهي التي أنزلها الله – عز وجل- على سيدنا إبراهيم – عليه السلام- ولكن لم يصلنا منها أي شيء سوى أن النبي إبراهيم كان دائم التوحيد والسير على الملة المستقيمة.

ذلك في قوله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121)) [النحل].

  • التوراة: وأسلفنا الذكر بأنها أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام، وهي تحمل 5 أسفار بهم حكم ومواعظ، ودعوة لعبادة الله وحده لا شريك له.
  • الإنجيل: وهو الكتاب الذي أنزله الله – سبحانه وتعالى- على نبيه عيسى – عليه السلام-، ومن سماته أنه جاء لإتمام كتاب التوراة، وغايته هي هداية الناس إلى الطريق المستقيم حيث طريق الحق وتوحيد الله عز وجل وألا يتم عبادة غيره.
  • القرآن الكريم: لقد أوحى الله – عز وجل- إلى سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- بالقرآن الكريم والذي أنزل عليه بواسطة سيدنا جبريل – عليه السلام-.

أنزل الله – عز وجل- الكتب الإلهية على رسله لإرشاد الناس لعبادته وحده، ولكن بعضًا منها تم تحريفه كالكتاب الذي أنزل على موسى – عليه السلام- وهو التوراة.

قد يعجبك أيضًا