حديث الرسول عن الديوث

حديث الرسول عن الديوث صحيح ومعترف به من أهل العلم، ونحن من خلال موقع زيادة سوف نتحدث عن حديث الرسول عن الديوث بالشرح المستفيض.

سنتحدث عن تفسيره وعن أراء أهل العلم وحكم الشرع، وعقابه في الدار الآخرة، استنادًا إلى النصوص الدينية الموثوق فيها والواردة بخصوص هذا الشأن.

حديث الرسول عن الديوث

ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا النوع من الرجال، فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:

(ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهِم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالدَيه ومُدمِنُ الخمرِ والمَنَّانُ عطاءَه وثلاثةٌ لا يَدخُلونَ الجنةَ: العاقُّ لوالدَيه والدَّيُّوثُ والرَّجِلَةُ منَ النساءِ) صحيح الجامع

هذا كان حديث الرسول عن الديوث حيث إنه لا يدخل الجنة، والديوث هو الرجل الذي لا يغار على عرضه ولا نسائه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز كره الأب

هل الديوث يدخل الجنة؟

قال في حديث الرسول عن الديوث إن الديوث لا يدخل الجنة؛ وهذا لأن الشريعة نصت على حتمية الغيرة على أهل المنزل؛ حرصًا على مكارم الأخلاق والحياء لحفظ النفس والأهل من الوقوع في المعاصي.

كما رفعت الشريعة الإسلامية من شأن الحفاظ على العرض، حتى أنها جعلت من مات حفاظًا على عرضه يحتسب عند الله شهيدًا، كما رفع من شأن الغيرة على الأهل حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “أَتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ منه، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِن أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، ما ظَهَرَ منها، وَما بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ بَعَثَ اللَّهُ المُرْسَلِينَ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ وَعَدَ اللَّهُ الجَنَّةَ. [وفي رواية]: وَقالَ: غيرَ مُصْفِحٍ وَلَمْ يَقُلْ عنْه ” صحيح مسلم.

هل يشم الديوث رائحة الجنة؟

أشارت الأحاديث النبوية الشريفة إلى أن المسلم مصيره هو الجنة، ربما يدخل النار بشكل مؤقت من أجل حساب بعض الذنوب التي ارتكبها في الحياة الدنيا، وهذا من رحمة الله وفضله.

لكن في أمر حديث الرسول عن الديوث فقد أختلف بعض العلماء فمنهم من قال إن الديوث هو خارج عن الدين؛ مما يجعله يدخل النار ولا يخرج منها أبدًا، باعتباره من غير المسلمين.

كما أن هناك من قال إن الجنة قد حرمت عليه بشكل جزئي فقط، وأنه سوف يدخل النار ويعاقب على ذنبه، ثم ينظر الله له بعين الرحمة ويدخله الجنة في نهاية المطاف.

في جميع الأحوال نجد أن المتفق عليه بين أهل العلم أن أحاديث الرسول في أمر الدياثة تحث على كونها ذنب عظيم، ومن المنافي لسلوك الإسلام الذي يحث على حفظ مكارم الأخلاق.

أنواع الغيرة في الشريعة الإسلامية

بعدما تحدثنا عن حديث الرسول عن الديوث وعرفنا من هو الديوث، علينا أيضا أن نعلم ما هي الغيرة التي يريد الله ورسوله أن نعملها؛ لأن الغيرة أنواع وكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-

إنَّ مِن الغَيرةِ ما يُحِبُّ اللهُ ومنها ما يُبغِضُ اللهُ فأمَّا الغَيرةُ الَّتي يُحِبُّ اللهُ فالغَيرةُ في اللهِ وأمَّا الغَيرةُ الَّتي يُبغِضُ اللهُ فالغَيرةُ في غيرِ اللهِ وإنَّ مِن الخُيلاءِ ما يُحِبُّ اللهُ ومنها ما يُبغِضُ اللهُ فأمَّا الخُيلاءُ الَّتي يُحِبُّ اللهُ أنْ يتخيَّلَ العبدُ بنفسِه عندَ القتالِ وأنْ يتخيَّلَ عندَ الصَّدقةِ وأمَّا الخُيلاءُ الَّتي يُبغِضُ اللهُ فالخُيلاءُ لغيرِ الدِّينِ(صحيح ابن حبان).

من هنا نشير إلى أنه نه وجب على المؤمن أن يحب ما يحبه الله ويكره ما يبغضه الله، كما يجب أن نعرف ما هي الغيرة التي يحبها الله، وهي كالآتي:

1- الغيرة في الله

هي الغيرة على العرض والنفس والدين وحمايتهم من التعرض لأي أذى خارجي بأي شكل من الأشكال.

2- الغيرة التي يبغضها الله

هي الاختيال على النفس بمعنى التكبر على الغير، وكثرة الشكر في نفسه دون الله.

أفعال الديوث من الناحية النفسية

الدياثة هي عبارة عن غياب غيرة الرجل على محارمه، مثل أخوته وزوجته وغيرهم، وحاول الباحثون الكشف عن هذا السلوك وتحديد أسبابه النفسية، لكن تعددت الحالات المختلفة في هذا الأمر حيث تم تقسيمهم الى عدة أنواع وهم كالتالي:

1- انعدام الغيرة الجنسية على الزوجة

يعتبر انعدام الغيرة الجنسية من الزوج تجاه زوجته من الأسباب لكن الأغلب انتشارًا هو عدم قدرة الزوج على إشباع زوجته من الناحية الجنسية، وهذا ما يجعله يتشوق لرؤيتها وهي متشبعة ولو برفقة رجل آخر.

اقرأ أيضًا: ثلاثة لا يدخلون الجنة بالأحاديث وشرحها

2- انعدام احترام الذات

يعتبر عدم احترام الذات هو من أهم أسباب الدياثة لدى الرجال، وليس بالضرورة ملاحظة هذا من الخارج، ربما يكون شخصية ذات قدر كبير، لكنه في داخله لا يحترم ذاته أو مجتمعه ويعمل على كسر المحظور؛ مما يكسبه متعة قوية.

3- إدمان الأفلام الإباحية

يعد إدمان الأفلام الإباحية من أهم العناصر التي تؤدي الي الدياثة، حيث تقوم بعمل نشوة قوية للرجل؛ مما يجعله يستمتع برؤية أحد محارمه في علاقة مع شخص آخر.

الأسباب الاجتماعية والتربوية التي تجعل الرجل ديوثاً

التربية في بيئة منحدرة فكريًا وأخلاقيًا تؤثر وبشكل واضح في سلوك الأطفال، فعلى سبيل المثال إن وجود كثير من الأصدقاء الشباب للأخت البنت، أو ممارسة الوالدين للعلاقة الجنسية أمام الأبناء، أو تحرش الأب بأبنته.

كما أن هناك غيرها من الأسباب الغير أخلاقية التي تجعل الطفل مشتت جنسيًا، فربما يتحول إلى مثلي الميول الجنسية، أو إلى ديوث، أو مجرم خطير وربما لمريض نفسي، وغيرها من الأمثلة الوارد حدوثها للأطفال التي تعيش في مثل هذه البيئة المنحلة.

الديوث وتبادل الزوجات

يوجد فرق كبير بين الدياثة عمومًا وبين عملية تبادل الزوجات، فإن تبادل الزوجات ربما يتم رفض الزوج أن تمارس زوجته الجنس مع عازب، ويكون بالنسبة له من باب التجربة فقط.

لكن بالنسبة للديوث فهو لا يهتم بمن سوف يقيم العلاقة مع زوجته أو غيرها من محارمه، فهو فقط يريد أن يشاهد هذه العلاقة إذا كان من مدمني الأفلام الإباحية، أو لا يهتم لأمر محارمه أطلاقًا؛ لأنه لا يحمل ذرة غيرة عليهم تمامًا.

وسائل الإعلام وأفعال الديوث

من المفترض أن تكون وسائل الإعلام من العناصر التي تساعد على نشأة جيل من المثقفين والمفكرين، لكن على العكس تمامًا فإن وسائل الإعلام الحالية اغلبها يساهم وبقوة في تعميم مفهوم الدياثة.

يتم ذلك عن طريق نشر الصور والأغاني الهابطة والأفلام ذات المشاهد الفاضحة، وتجد الكثير من الفتيات والنساء المتزوجات يقومون بالتعبير عن عشقهم لأحد المطربين أو الممثلين دون الخوف من محارمها، أو لتأكدها من عدم وجود أي رد فعل من أحدهم تجاه ما تقول.

هذا كله بسبب البُعد عن الدين وعدم التقرب الى الله وإلى سنة الرسول فهم يجهلون هذه الأحاديث، مثل حديث الرسول عن الديوث أو غيره من الأحاديث الواردة عن الرسول اللازم أتباعها في شؤن حياتنا.

اقرأ أيضًا: شرح حديث الحب في الله والبغض في الله

كيف تتعامل الزوجة مع زوجها الديوث؟

كما ذكرنا مسبقًا أن الرسول تكلم عن الديوث في الأحاديث الشريفة، وذكرنا كل شيء عن الرجل الديوث، لا بد أن نتحدث عن الزوجة التي في أغلب الأحيان تكون رافضة لهذه الأفكار المريضة من زوجها، فما هو الحل الأمثل لها؟

ليس من الصحيح أن أقوم بمحاولة أقناعك بالوقوف بجانبه وعدم تركه وأنه ربما يكون مريض نفسي وهذا الكلام الذي لا يؤدي إلى نتيجة فعلية، لكن كل ما سأقوله إن الانفصال التام أي الطلاق هو الحل الأمثل في هذه المشكلة؛ حتى تقي نفسك من هذه الفتنة.

حيث إن المشاكل والصعوبات التي سوف تحدث نتيجة للطلاق لن تكون في مقدار المشكلات التي سوف تتعرضين لها في حالة استمرارك في هذه العلاقة، فتخيلي على سبيل المثال بعض الافتراضات الآتية:

زوجك يعود من الخارج وهو مصطحب معه رجل غريب من أجل إقامة علاقة جنسية معك، أو يقوم أحد بالتحرش بك جنسيًا وهو بجانبك ولا يبدي أي رد فعل عما حدث، وغيرها من المشاكل التي سوف تتعرضين لها في حالة استمرارك في هذه العلاقة.

الدياثة من الأفعال التي توازى الكفر والخروج عن الدين، وللأسف انتشرت بشكل كبير فلا عجب من تعري النساء، لكن كل العجب أنهم قد خرجوا من بيوت بها رجال.

قد يعجبك أيضًا