حديث الرسول عن البطيخ وما صحته

حديث الرسول عن البطيخ نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه هناك أصناف عدة ومختلفة من الفواكه، يختلف الناس فيما يفضلونه منها، ولكنهم يتفقون بالطبع على أهمية الفاكهة للجسم وما تحتوي عليه من عناصر مغذية وفيتامينات ضرورية للإنسان يجب أن يحصل على كفايته منها لكي يكون في صحة جيدة ويحافظ على معدلات نموه الطبيعية.

حديث الرسول عن البطيخ

ويعتبر البطيخ من أنواع الفاكهة التي يحبها الناس على مختلف أعمارهم وأذواقهم وفئاتهم، حيث يعتبر البطيخ فاكهة الصيف الأشهر، لأنه يحتوي على كمية كبيرة من الماء، وعندما يأكلها الإنسان ينتعش ويجدد طاقته، وهذا هو ما يطلبه الناس في ظل درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.

وفي ظل درجات الحرارة العالية التي يعاني منها الناس، انتشرت الكثير من الصور على شبكات التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” تتناول أهمية الفاكهة والخضار لتعويض تبخر السوائل من جسم الإنسان في فصل الصيف، وتداول البعض من المتواجدين على هذه الشبكات صورة جاء فيها بضعة أحاديث قيل أنها منقولة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، تؤكد على مزايا فاكهة البطيخ وأهميته.

وتساءل الكثيرين من الناس بالطبع حول حقيقة هذا القول، واهتمت أيضًا دار الإفتاء ببيان مدى صحة ذلك أو عدم صحته، وفي هذا المقال سوف نقدم صورة مفصلة عن حقيقة حديث الرسول عن البطيخ.

ويمكن التعرف على المزيد من المعلومات من خلال: تفسير البطيخ في المنام للشيخ سيد حمدي وتفسيرات أخرى لجميع أحلام البطيخ

وللمزيد من التفاصيل عن البطيخ أيضًا اقرأ: تفسير رؤية أكل البطيخ في المنام

أولًا: حقيقة حديث الرسول عن البطيخ

يجب أن نعلم أن ليس كل ما ينقله الناس على أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو كلام صحيح قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل.

فلقد امتلأت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من الإسرائيليات، وكذلك يوجد العديد من الأحاديث التي وضعها الناس وادعوا أنها منسوبة له صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة أنها لا أساس لها من الصحة.

ومن الأقاويل التي تم تداولها بصورة واسعة في الآونة الأخيرة هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البطيخ، فلقد نسب البعض إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” عليكم بالبطيخ، فإن فيه عشر خصال: طعام وشراب وريحان وأشنان، ويغسل البطن والمثانة، ويقطع البرودة ويكثر ماء الظهر وينقي البشرة”، وكذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” تفكهوا بالبطيخ فإنها فاكهة الجنة وفيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كل داء”، وأيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من امرأة حامل أكلت البطيخ إلا ويكون مولودها حسن الوجه والخلق”، وكذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” عض البطيخ ولا تقطعها قطعًا، فهي فاكهة طيبة مباركة، مقدسة للقلب ومطهرة للفم وتبيض الأسنان، وترضى الرحمن، ماؤها من الكوثر وريحها من العنبر ولحمها من الفردوس ولذتها من الجنة، وأكلها من العبادة”

فما مدى صحة هذه الأقاويل ونسبتها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

أفاد الكثير من الفقهاء بعدم صحة هذه الحديث وأنها لم ترد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أيضًا ما أكدته دار الإفتاء المصرية.

حيث إن القول الصحيح الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص البطيخ، هو ما نقل عن أم المؤمنين، السيدة عائشة عليها رضوان الله: ” أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ الرطب”، وهو مروي عن الترمذي، حيث أفاد بأنه “حسن غريب”، وقام العالم الألباني بتصحيحه في مؤلف صحيح الترمذي.

وهو ما أكده الإمام أحمد بن حنبل عليه رحمة الله عن قول العالم الكبير ابن القيم في كتابه “المنار المنيف”، حيث وضح بأنه ليس هناك أساس لأي من فوائد البطيخ التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يعرف عنه سوى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتناوله.

وقد أفاد ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله في مؤلفه ” زاد المعاد”، أن الكثير من الأقاويل التي نسبت للرسول صلى الله عليه وسلم عن البطيخ غير صحيحة، إلا قول السيدة عائشة رضي الله عنها أنه كان يأكله.

وهو أيضًا رأي السخاوي عليه رحمة الله، فقد نقل عن النووي من كتابه المقاصد الحسنة، أنه لا صحة له، ونقل عن أبو القاسم التيمي قوله أنه حديث ضعيف وكل ما يرد عنه يضعفه.

ويتضح مما سبق أن جميع هذه الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم عن البطيخ باطلة في رأي أهل العلم، فلم يتفق أحد منهم على صحتها وإنما هي في رأيهم من قبيل الأقاويل الموضوعة والتي تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم، ويتعين على كل إنسان تداول هذه الأقاويل أن يتوب مما فعل، وأن يخبر الناس بأنها باطلة وغير صحيحة.

وقد قامت دار الإفتاء المصرية بالرد على هذه الأقاويل بأنها من قبيل ما نسب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أساس له من الصحة، وقد نوهت على أن هذه الصورة المتداولة لحديث الرسول عن البطيخ لا أساس لها من الصحة وهي من قبيل الأكاذيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبغض النظر عن صحة ما ذكر فيها من البعد الطبي، فتلك ليست قضية دار الإفتاء، وإنما قضيتها هو بيان مدى حقيقة أو بطلان مثل هذه الأحاديث.

كما أننا نرشح لك المزيد من خلال: أضرار حمض الفوليك 5 ملجم وأسباب نقص حمض الفوليك والأطعمة الغنية به

ثانيًا: ما هو رأي الإسلام في تناول البطيخ؟

من المعروف أن الشريعة الإسلامية وضحت بعض المعايير فيما يخص أنواع من المأكولات والمشروبات، ولذلك يسعى الإنسان المسلم دومًا لمعرفة ما أباحه الله تعالى وما نهى عنه.

والأصل في الإسلام هو السماح، طالما لم يذكر قول شرعي يحظرها، ووفقًا لهذا المبدأ، نجد أنه ليس هناك أي نص قرآن أو نبوي ينهى عن أكل البطيخ أو حتى يأمر بأكله، فهو من المباحات، وكل إنسان حر في تناوله وتفضيله أو عدم تفضيله.

ثالثًا: إليك فوائد فاكهة البطيخ

لم يتحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية البطيخ، ولكن هناك الكثير من الدراسات العلمية التي تناولت أهميته، حيث:-

  • يساعد البطيخ على تقوية المناعة: حيث يحتوي على مضادات الأكسدة، كفيتامين C، والكاروتين واللكيتين، وهي تدعم مكافحة جسد الإنسان للمرض.
  • يساعد البطيخ في التخلص من الإمساك: حيث إن ما يساوي 90% من ثقل البطيخ هو مياه، مما يسهم في دعم حركة المعدة والأمعاء والتخلص من التلبك.
  • يساعد البطيخ في الحفاظ على صحة القلب، حيث يعمل على توسعة الشرايين.
  • يساعد البطيخ في دعم وظائف الكلى: حيث يقوم بغسل الكليتين وتنقيتهم من البقايا المسممة.
  • يعتبر البطيخ من المصادر الطبيعية الغنية بحمض الفوليك، وهو الحمض الذي يحتاجه الجسم لاسيما خلال الحمل، حيث يقي الجنين من التشوه.
  • يساعد البطيخ على ترطيب بشرة الوجه، والحفاظ على صحة الشعر وبريقه وتقويته وتغذيته، كما يساعد على حماية الجلد من الجفاف، ويوفر له النضارة والحيوية والنعومة المرغوبة.
  • يساعد البطيخ في تقليل وزن الجسم: حيث يوفر للإنسان الإحساس بالشبع ويوفر له عناصر مغذية دون أن يزيد من حجمه، وهو من العناصر الهامة والمغذية في العديد من وصفات إنقاص الوزن.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم حديث الرسول عن البطيخ وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا