زواج الرسول من خديجة

زواج الرسول من خديجة ، هو أول زواج للنبي، وسوف أتحدث من خلال هذا المقال حول السيدة خديجة، حياتها قبل الزواج من الرسول، ثم حياتها مع سيدنا مُحمد، وأهم الصفات الحميدة التي تمتلكها السيدة خديجة، مع الكثير من المعلومات حول تجارتها، وأولادها من الرسول، ومساندتها للنبي في جميع المواقف التي مرت عليهما، وغيرها من التفاصيل حول حياة أم المؤمنين السيدة خديجة.

نبذة حول السيدة خديجة

قبل الحديث حول زواج الرسول من خديجة فيما يلي، نبذة مختصرة حول أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها:

اسمها ونسبها

هي خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، وكان كنيتها أم القاسم، وفي الجاهلية كان لقبها هو الطاهرة، والسيدة خديجة هي أول زوجات الرسول، وهي أم أولاده، وهي أم المؤمنين، وهي أول من آمن بالرسول عند نزول الوحي.

مولد ونشأة السيدة خديجة

ولدت السيدة خديجة في مكة عام 68 قبل الهجرة، وكانت من أشراف قريش حيث نشأت في أسرة ميسورة، وكانت السيدة خديجة تختار كل عام الرجال، الذين يمكن ائتمانها على تجارتها، وتقوم بإرسالها بالتجارة إلى بلاد الشام.

وكانت تمتلك نظرة ثاقبة، وتختار من هم مشهورين بالنزاهة والخبرة، والأمانة، ثم سمعت عن الرسول وعن صدقه، وأمانته، وعرضت عليه أن يخرج بتجارتها ووافق، ثم عاد وهو غانم، ولفت نظر السيدة خديجة أمانته وأخلاقه الكريمة.

يمكن التعرف على معلومات عن كم مدة حمل السيدة مريم بين اختلاف جمهور العلماء وتفاسير القرطبي وابن كثير أضغط هنا: كم مدة حمل السيدة مريم بين اختلاف جمهور العلماء وتفاسير القرطبي وابن كثير

أزواج السيدة خديجة وأولادها قبل زواجها من النبي

تزوجت السيدة خديجة مرتين قبل زواجها من الرسول، حيث تزوجت من عُتيق بن عابد بن مخزوم، وأنجبت منه ابنة تُسمى هند، وأدركت الإسلام وآمنت بالرسول.

وتزوجت من أبو هالة بن زرارة الأسيدي التميمي، وأنجبت منه ثلاثة ذكور، وبعد وفاة زوجها الثاني ظلت السيدة خديجة، ترفض جميع من تقدم إليها لخطبتها، ولقد تقدم إليها الكثير من أشراف قريش.

زواج الرسول من خديجة

تزوجت السيدة خديجة من الرسول، وكانت أكبر منه بخمسة عشر عام، حيث تزوجها النبي وهو في عُمر الخامسة والعشرين، بينما كان عُمرها أربعون عام، وكان زواج الرسول من خديجة نتيجة لما علمته عن أخلاق وأمانة الرسول.

لأن السيدة خديجة حينما أرسلت النبي بتجارتها، وكان الرسول يجلب لها أرباح كثيرة، وكانت تسمع عن أخلاقه الفاضلة، وأمانته، وغيرها من مكارم الأخلاق، وهو ما دعاها إلى عرض الزواج من النبي عليه، ووافق الرسول، وأخبر أعمامه وذهبوا عم السيدة خديجة، وقاموا بخطبتها للرسول ثم تزوجها.

إسلام السيدة خديجة ومساندتها للرسول

بعد زواج الرسول من خديجة وعند نزول الوحي على الرسول، لأول مرة عاد من الغار وهو يرتجف، وكانت السيدة خديجة هي أول من لجأ إليه الرسول بعد نزول الوحي عليه، وذهب إليها وهو في هذه الحالة، وقامت السيدة خديجة بتهدئة الرسول، وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان نصراني.

وقام ابن عمها تبشيره أنه رسول الله، وقامت السيدة خديجة بمساندته، وظلت تقف إلى جواره، وهي أول من آمن بالرسول وصدقه، ودخلت السيدة خديجة في الإسلام، وتوالت السنوات، وقامت ببذل كل ما هو غالي ونفيس من أجل الإسلام.

وظلت نعم الزوجة للرسول طوال حياتها وتحملت معه الكثير من أذي قريش، ولم تتركه أبدًا، بل على العكس ظلت تعمل على مساندته بكل ما تملك من مال، ومساندة معنوية.

أبناء السيدة خديجة من الرسول

بعد زواج الرسول من خديجة قامت السيدة خديجة بإنجاب جميع أبناء، وبنات الرسول، إلا إبراهيم الذي قامت بإنجاب مارية القبطية، وأبناء الرسول من السيدة خديجة هم:

  • القاسم، وهو الذي كان يُلقب به الرسول حيث كان لقبه أبو القاسم، والقاسم هو أول أولاد الرسول من حيث الولادة، وهو أولهم في الوفاة أيضًا حيث توفى وهو طفل.
  • عبد الله، ولد عقب البعثة، وكان يُلقب بالطاهر، وتوفى أيضًا وهو صغير.
  • زينب، وهي أكبر بنات الرسول، وآمنت به وهاجرت معه إلى المدينة، وتوفت في العام الثامن من الهجرة.
  • رقية، ولقد أنجبها الرسول وهو في عُمر الثالثة والثلاثين، وتزوجت من سيدنا عثمان بن عفان، وهاجرت إلى المدينة وتوفت بعد مرور 17 شهر على الهجرة.
  • أم كلثوم، أسلمت بعد إسلام والدتها السيدة خديجة، وهاجرت إلى المدينة، وتزوجت من سيدنا عثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية، وتوفت في العام التاسع من الهجرة.
  • فاطمة، والتي تزوجت من سيدنا علي بن أبي طالب، وأنجبت منه الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب، وكانت هي أول أهلها وفاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

لا يفوتكم التعرف على معلومات عن قصة ابراهيم عليه السلام وما الدروس المستفادة منها أضغط هنا: قصة ابراهيم عليه السلام وما الدروس المستفادة منها

صفات السيدة خديجة

بعد التحدث عن زواج الرسول من خديجة وأبنائهم، نتحدث الآن حول أهم صفات السيدة خديجة، وهي من أهم النساء المؤمنين، وتمتلك الكثير من الصفات الحميدة، والتي من أهمها ما يلي:

  • من أهم الصفات التي كانت تشتهر بها السيدة خديجة، منذ أيام الجاهلية العفة والطهارة، وعلى الرغم من انتشار الفواحش من حولها، وجميع الظروف التي مرت عليها في حياتها، إلا أنها من أطهر النساء، وتم تلقيبها بـ الطاهرة.
  • من أشهر صفاتها العقل والحكمة، حيث كانت تشتهر برجاحة العقل، وظهرت حكمتها في الكثير من المواقف، ومنها اختيار من يمكنه استئماني على تجارتها، وحكمتها في التعامل مع نزول الوحي على الرسول، وغيرها من مواقف متعددة.
  • كانت تتصف بالصبر، ونُصرة الرسول في جميع المواقف التي تعرض إليها، حيث آمنت به وصدقته، وساندته في جميع الظروف التي مرت عليهم، وظلت بجواره في حصار مكة الذي استمر ثلاث سنوات على الرغم من كبر عمرها.

فضل السيدة خديجة وقدرها

السيدة خديجة من أشرف نساء العالمين، ولقد فازت رضي الله عنها بحُب الرسول صلى الله عليه وسلم لها، كما بشرها جبريل عليه السلام بسلام خاص بها من الله تعالى، وبشرها بقصر لها في الجنة.

وظل الرسول صلى الله عليه وسلم، يتحدث حول السيدة خديجة طوال حياته، حيث ضحت بمالها ونفسها في سبيل الإسلام، وتحملت معه الجوع والعطش خلال الحصار، وتحملت معه الكثير من المواقف طوال حياتها.

فضلها الله تعالى عن غيرها من النساء، لأن السيدة خديجة من خير نساء الجنة، أي أنها سوف تمتلك مكانة مرتفعة بين نساء الجنة.

وفاة السيدة خديجة

توفيت السيدة خديجة في العام العاشر من البعثة، وكان عُمرها خمسة وستون عام، وقبل وفاتها توفى أبو طالب عم الرسول، ولذلك سُمي هذا العام بعام الحُزن، لتوالي الأحزان على الرسول به، حيث توفى عمه، ثم توفيت السيدة خديجة في نفس العام.

ومن شدة حب الرسول ووفائه لها، كان الرسول دائم الذكر للسيدة خديجة، ودائم الثناء عليها ومدحها، وكان يذكر جميع مواقفها أمام زوجاته بصورة مستمرة.

يمكن التعرف على معلومات عن لقب علي بن ابي طالب ونشأته وإسلامه وصفاته وزواجه أضغط هنا: لقب علي بن ابي طالب ونشأته وإسلامه وصفاته وزواجه

وفاء الرسول للسيدة خديجة

ظل الرسول صلى الله يُحب السيدة خديجة، حتى بعد وفاتها وكان دائم الذكر لها، حيث عاشت وتحملت معه الكثير من الظروف الصعبة التي مرت عليه في حياته، وظلت تُسانده طوال عمرها.

وكان الرسول كلما يذبح شاة، يأمر أن يتم إرسال قدر من لحم الشاة إلى صاحبات السيدة خديجة كنوع من الوفاء لها، ولم تغار السيدة عائشة على الرسول من أحد من النساء، بقدر ما كانت تغار من السيدة خديجة وحبه لها، على الرغم من عدم رؤيتها لها.

بعد زواج الرسول من خديجة لم يتزوج عليها أي امرأة أخرى طوال حياتها، وهو الأمر الذي انفردت به عن غيرها من أمهات المؤمنين، رضي الله عنها.

قد يعجبك أيضًا