سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله

سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله هو حكمة من الله يجب اتباعها، تُعد الصلاة من أركان الإسلام الخمسة ولا يجب على أي مسلم التهاون في الصلاة، حيث قيل عن الصلاة إنها عماد الإسلام والعماد هو الأساس لبناء أي شيء، لذا سنعرض لكم من خلال موقع زيادة سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله.

سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله

تُعد الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام ولا يمكن التهاون فيه، وأمر الله بتقديم الصلاة على البر والجهاد حيث إن الصلاة هي ثاني ركن من أركان الإسلام وهي أحب الطاعات إلى الله، وتُعد الصلاة هي العبادة التي تفرق بين الكافر والمسلم بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأجر الصلاة عند الله عظيم ومضاعفة الأجر لمن يصليها.

قدم الله الصلاة على البر والجهاد لأنها ثاني ركن من أركان الإسلام وتُعد أول شيء يُسأل عنه الإنسان يوم الحساب، فقد جاء حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه، أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، وقال: قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.

يجب أن يكون المسلم حريص على أداء الصلاة خاصةً في وقتها حيث أمر الله عز وجل في كتابه الشريف بإقامة الصلاة، وإقامة الصلاة في وقتها فضل عظيم (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سورة البقرة الآية 110) وجاءت إقامة الصلاة في الآية قبل فعل أي شيء آخر.

قال الله عز وجل عن الصلاة أيضًا في القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) (سورة البقرة الآية 153) حيث يأمر الله المؤمنين أن يستعينوا بالصبر والصلاة على مواجهة صعاب الدنيا وأن الصلاة هي من تقرب العبد من الله.

كما ذكر الله تعالى في (فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) (سورة النساء الآية 102) حيث يأمر الله النبي محمد أن يُقيم الصلاة حتى في الحرب والجهاد في سبيل الله، حيث أمر أن تصلي فئة مع رسول الله ويقف الباقيين لحمايتهم من هجوم العدو، ثم تقوم الفئة التي أدت الصلاة بحماية الفئة الأخرى، ومن هذه الآية نتعرف إلى فضل الصلاة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر

مكانة الصلاة في الإسلام

تتبعًا لذكر سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا ذكر مكانة الصلاة في الإسلام، للصلاة في الدين الإسلامي لها مكانة تميزها عن باقي العبادات، وتنحصر مكانة الصلاة في الدين الإسلامي في الآتي:

  • تعتبر الصلاة عماد الدين فلا يقوم الدين الإسلامي ولا يكتمل إلا بها.
  • هي أعظم أركان الإسلام وثانيها بعد شهادة أن لا إله إلا الله.
  • تُعد الصلاة هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.
  • فُرضت الصلاة على رسول الله في السماء في رحلة الإسراء والمعراج، على عكس سائر العبادات التي فرضها الله على المسلمين بواسطة نزول سيدنا جبريل بالوحي على رسول الله.
  • لا تسقط الصلاة عن أي مسلم في أي حال ولكن تُخفف في أحكام معينة نظرًا لأهميتها الشديدة.
  • قيل عن الصلاة في القرآن الكريم أنها هي سبب نجاح وفلاح المسلم بشكل رئيسي في الآية (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (سورة المؤمنون الآية 1 و2)
  • وردت الصلاة في جميع الأديان السماوية فلم تقتصر على الدين الإسلامي فقط، حيث يوجد الكثير من الأدلة على ورود الصلاة في جميع الأديان السماوية فقد جاء في القرآن عن دعاء سيدنا إبراهيم (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) (سورة إبراهيم الآية 40).
  • واهتم الأنبياء ببناء المساجد فالمسجد الحرام بناه سيدنا إبراهيم وإسماعيل والمسجد النبوي بناها سيدنا محمد والمسجد الأقصى بناه سيدنا داود، وفي هذا تعظيم لشأن الصلاة.
  • الأدلة على تعظيم شأن الصلاة عديدة ولا حصر لها فقد جاء عن رسول الله “أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا”.

فضل المحافظة على الصلاة في وقتها

في إطار الحديث عن سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا الحديث عن فضل المحافظة على الصلاة في وقتها، للصلاة شأن عظيم في الدين الإسلامي ويُعتبر الالتزام بها وأداء الصلاة في وقتها ضرورة على كل مسلم، ويُعد هذا الأمر من أبسط طرق تقرب العبد من الله.

هناك بعض الأمور التي تحدث للمسلم عند إقامة الصلاة في وقتها، ومن هذه الأمور الآتي:

  • تُعتبر الصلاة كالنور للمسلم يوم القيامة كما أنها نور للمسلم في حياته ولتسهيل أموره.
  • تمحو الصلاة خطايا المسلم وتطهر النفس من الذنوب والآثام، فبالصلاة يغفر الله عز وجل ذنوب العبد الذي يصلي ويكفر عن الذنوب التي قبلها.
  • يجب أن يترك العبد أي شيء يشغله عن الصلاة في حالة رُفع الآذان.

اقرأ أيضًا: حكم الصلاة قبل الأذان

أثر الصلاة على المسلم والمجتمع

بينما نحن بصدد الحديث عن سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا الحديث عن أثر الصلاة على المسلم والمجتمع، ويوجد العديد من الآثار للصلاة على الشخص المسلم وعلى المجتمع المحيط به، وتشمل هذه الآثار الآتي:

  • تقرب الصلاة العبد من ربه بدون وجود وسيط، حيث يمكن أن يتقرب العبد من ربه عن طريق الصلاة، وتشعر الصلاة المسلم بالفخر فمن خلال الصلاة يتحرر الإنسان من قيوده ويعود إلى استقامته واستقامة قلبه مرة أخرى.
  • الصلاة هي العبادة المرتبطة بالمسلم في أي وقت وفي كل حال سواء كان الشخص مريض أو مسافر أو مجاهد.
  • تكفر الصلاة من ذنوب وخطايا الشخص المسلم وقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث عن الصلاة.
  • ترفع الصلاة من مستوى الشخص المسلم الخلقي والفكري، فقد ورد في القرآن الكريم (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (سورة العنكبوت الآية 45) حيث قال الله عز وجل إن الصلاة تنهى المسلم عن فعل الأشياء السيئة أو الفواحش.
  • تُحث الصلاة الشخص المسلم على التفكير والتدبر في الأمور الدنيوية والصبر على مواجهة مصاعب الحياة
  • تكسب الصلاة المسلم الاطمئنان والسكينة لنفسه، وتجعل الصلاة المسلم قادر على عيش كل لحظة من حياته دون استعجال بل تعلمه أن يتأنى في كل خطوات حياته.
  • توحد الصلاة صفوف المسلمين وتثبت قلوب الأشخاص الضعفاء المسلمين وتطمئنهم بأن كل المسلمين أخوة ووحدة واحدة.
  • تمحى الصلاة الفروق بين الناس حيث يصطف الفقير بجانب الغني في الصلاة، ويقف العالم بجانب الجاهل فلا يوجد فرق بينهم إلا في الأعمال عند الله.
  • يخالط المسلمين بعضهم البعض عند الصلاة فتعمل الصلاة على توطيد العلاقات الاجتماعية بين المسلمين.

صلاة النوافل وأهميتها

بمقتضى ما ذكرنا عن سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا ذكر صلاة النوافل وأهميتها، صلاة النافلة وهي المفرد من كلمة نوافل وهي الصلاة الزائدة عن الصلوات التي فرضها الله على المسلمين، وحكم صلاة النوافل ليس كحكم الصلوات الخمسة، ولا يوجد لهذه الصلاة آذان أو إقامة.

اقرأ أيضًا: كم عدد أركان الصلاة

أهمية صلاة النوافل

في سياق ذكر سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا ذكر أهمية صلاة النوافل، تعددت فوائد وأهمية صلاة النوافل فقد قال الله عز وجل عنها في الحديث القدسي (ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أفضل من أداء ما افترضتُ عليْهِ، وما يزالُ يتقرَّبُ عبدي إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ) ونتعرف من هذا إلى فائدة صلاة النوافل ومدى أهميتها في زيادة تقرب العبد من ربه.

يمكن أن تكمن فوائد صلاة النافلة في الآتي:

  • اكتساب محبة الله عز وجل.
  • تعويض النقص الذي من الممكن أن يطرأ على الصلوات المفروضة.
  • محو الذنوب والسيئات.
  • علو منزلة المسلم في الدنيا والآخرة.
  • تُعد النوافل حافز للمسلم حتى يعمل على إقامة صلوات الفروض في وقتها.
  • تطهر الروح وتنقيها بجانب دور الصلوات المفروضة.
  • تُضاعف الأجر والثواب لمن يؤديها.

ما هي مبطلات الصلاة

تتبعًا لذكر سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكننا ذكر ما هي مبطلات الصلاة، مبطلات الصلاة هي الأمور التي نهى عنها الدين وحرمها أثناء أداء الصلاة، وتنحصر هذه الأمور في الآتي:

  • تعددت آراء الفقهاء في حكم الكلام أثناء الصلاة فهناك بعض الفقهاء الذين قالوا إن الكلام عن نسيان أو عن طريق الخطأ أو إكراه فقال الحنفية إن هذا يبطل الصلاة واتفق معهم الحنابلة، بينما قال الشافعية عن هذا لا يبطل الصلاة طبقًا إلى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) (سورة الأحزاب الآية 5).
  • جاء عن جميع الفقهاء أن الضحك بصوت عالِ من مبطلات الصلاة، بينما الابتسام لا حرج فيه.
  • اتفق الفقهاء على إن الحركة في الصلاة من أحد مبطلاتها، فإذا اقتصرت الحركة على تحريك الأصابع أو الحكة فلا تبطل الصلاة، بينما إذا تحرك الشخص لخطوات كبيرة فهذا يبطل الصلاة.
  • ترك ركن أو شرط من شروط الصلاة مثل عدم الوضوء أو الصلاة عن عمد في اتجاه خاطئ للقبلة.
  • الأكل أو الشرب أثناء الصلاة هو من مبطلات الصلاة باتفاق جميع الفقهاء، فإذا أكل الشخص المصلي أو شرب يجب إعادته الصلاة مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة التوبة

مكروهات الصلاة

بعد أن تعرفنا إلى سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله يمكن التعرف إلى مكروهات الصلاة، ويُعرف المكروه على إنه هو ما لم ينه عن الشرع نهي جازم، وهو حكم بين المُباح والحرام، وتركه أفضل من فعله، لكن لا يأثم فاعله ويؤجر تاركه، وتنحصر مكروهات الصلاة في الآتي:

  • الإشارة بالعين أو الحاجب دون وجود حاجة ضرورية إلى ذلك.
  • رفع الرأس خلال الصلاة إلى السماء أو إغماض العيون بلا سبب.
  • إبعاد أي جزء من أجزاء الملابس أو الشعر عند السجود.
  • التكاسل في الصلاة وكثرة التثاؤب فيها، ويُعد التثاؤب من مكروهات الصلاة حيث إنها من الشيطان فعلى المسلم أن يتحكم فيه أثناء الصلاة.
  • الجهر في الصلاة إذا كانت في حالة الإسرار والعكس صحيح.
  • تُكره الصلاة بوجود لثام على وجه الرجل أو نقاب على وجه المرأة.
  • التنكيس في قراءة القرآن والمقصود به قراءة القرآن بغير ترتيب السور في المصحف.
  • الصلاة بمكان يتواجد به شخص نائم أو شخص يتحدث، حيث من الممكن أن ينقطع خشوع الشخص الذي يصلي بسبب حديث الشخص.

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأهم أسباب تقرب العبد من الله، وأمر الله بأداء الصلاة أولًا ثم الذهاب للجهاد لما لها من أهمية في حياة الشخص المسلم ولا يمكن التهاون بها، فلا يكتمل الدين عند المسلم دون أدائه للصلاة، فيمكن لأي شخص أدائها.

قد يعجبك أيضًا