قصة قابيل وهابيل من المنظور الأسلامي والمسيحي

قصة قابيل وهابيل أبناء سيدنا آدم أول الرسل وأول من خلقه الله سبحانه وتعالى تختلف في كثير من الروايات، حيث تختلف روايتها في الديانتين المسيحية واليهودية عن الرواية المذكورة في الدين الإسلامي، وكذلك هناك رواية أخرى عن الإمام جعفر الصادق تم ذكر القصة خلالها، وخلال مقالنا الآن عبر موقع زيادة سنتعرف على تلك الروايات بالاختلافات الموجودة بينهم.

قصة قابيل وهابيل

قصة قابيل وهابيل تمثل أول جريمة قتل لنفس بشرية منذ بداية الخلق، حيث كان قابيل وهابيل أخوة، وهم أبناء آدم وحواء، وخلالها تعلم الإنسان كيف يقوم بالدفن للتخلص من جثة المتوفي، واختلفت الرواية في بعض تفاصيلها ما بين الديانات وبعضها.

تابع معنا قصة الملكة بلقيس مختصرة والدروس المستفادة منها

قصة قابيل وهابيل في الدين الإسلامي

ذكر القرآن الكريم قصة قابيل وهابيل دون ذكر أسمائهم بشكل صريح، واكتفى فقط بأن تم وصفهما على أنهما ابني آدم، حيث قال الله سبحانه وتعالى:

“وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۝ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ۝ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” [سورة المائدة:27-31].

تقول القصة التي ذكرت في كتاب القرآن الكريم أن قابيل وهابيل قاما بتقديم قرابين لله سبحانه وتعالى، وتقبل الله من هابيل القرابين التي قام بتقديمها، وذلك نظرًا لإخلاصه وصدقه نحو الله، في حين لم يتقبل القرابين التي قام قابيل بتقديمها، وذلك نظرًا لنيته السيئة، وأنه كان شنص غير تقي.

حين حدث ذلك قال قابيل لأخيه هابيل حاسدًا إياه:{لأقتلنك}، وذلك بسبب قبول الله سبحانه وتعالى لقرابينك بينما رفض قرابيني، رد هابيل عليه قائلًا:{ إنما ينقبل الله من المتقين}، وقد كان رد هابيل على أخيه قابيل يتضمن إرشاده ونصحه من خلال توضيحه له للطريقة التي تجعل من القرابين صدقة يتقبلها الله سبحانه وتعالى.

بعد ذلك بدأ هابيل بعظة أخيه ونصحه بأن يطهر قلبه من الحسد الموجود بداخله، وحاول أن يذكره أنهما أخوة وأن لتلك الرابطة ضرورة تقتضي به أن يسامحه، وذلك من خلال قوله:{ لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلنك إني أخاف الله رب العالمين}.

كان هابيل يرغب من قوله هذا أن يخبر أخيه أنه حتى وإن قام بقتله بدافع الحسد والظلم فإنه لن يقوم بنفس الفعل للرد عليه، وذلك لأنه يخاف الله، ويكره أن يراه الله سبحانه وتعالى وهو يقتل أخيه.

انتقل هابيل بعد ذلك لاستخدام أسلوب آخر محاولًا من خلاله إرشاد أخيه وعظته، حيث قام بتحذيره من المصير السيء الذي سيلقاه في حالة تنفيذه لقتله لأخيه، حيث قال له:{ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين}.

لكن قابيل لم يتقبل نصائح أخيه له، وكأنه لم يسمعه أبدًا، واتبع ما تهويه نفسه، وجملت نفسه له قتله لأخيه، وبالفعل قام بتنفيذ الجريمة وقتله لأخيه.

لم يكتف قابيل بقتله لأخيه، بل لم يجد حرج في تركه لأخيه وهو ملقى وحده في العراء، تاركًا إياه معرض لهجوم الوحوش والهوام عليه، ولذلك أرسل الله له غراب يقوم بالحفر في الأرض لعمل حفرة يدفن بها جثة هابيل.

عندما رأى قابيل الغراب يفعل ذلك بدأ بتوجيه اللوم لنفسه على ما قام بفعله، وعاتب نفسه على أن الغراب فعل ما لم يقم هو به، وشعر بالندم الشديد، وحين ذلك قال قابيل:{ يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي}، بعد ذلك قام بفعل ما رأى الغراب يقوم به، وقام بدفن أخيه أسفل التراب.

تابع معنا قصة مريم عليها السلام مختصرة وكيف تم اختيار راعي مريم؟ وكم استغرق جملها؟

قصة قابيل وهابيل في الديانتين المسيحية واليهودية

ذكر في الديانتين أن قابيل وهابيل كانا شخصيتان موجودتان في العهد القديم، وأنهما أول أبناء آدم وحواء، وتضمنت القصة أن قابيل كان يعمل بالأرض، بينما كان هابيل يعمل كراعي للغنم، وفي أحد الأيام قرر كلًا منهما أن يتعبدا إلى الله فقاما بتقديم القرابين له.

فقرر قابيل أن يقدم قربانه للرب من الثمار الموجودة في أرضه، بينما أختار هابيل أسمن أغنامه وأبكرها ليقدمها كقربان إلى الله، وعند ذلك نظر الرب نحو قربان هابيل، بينما لما ينظر نحو قربان قابيل، وهو ما أثار غيظ قابيل بشكل شديد.

ذكر الكتاب أن الرب لم ينظر نحو القربان الذي قدمه قابيل بسبب مخالفته للقربان الذي طلبه الرب وهو تقديم أحد الذبائح الدموية، بينما قام هابيل بفعل ذلك.

قال الكتاب أيضًا أن هابيل قدم قربانه بالإيمان بينما لم يفعل ذلك قابيل، وشهد الله لهابيل بأنه بار، بينما قابيل قام بادعاء الإيمان بالرب بينما هو لم يؤمن من داخله، ولذلك لم يقبل الرب قرابينه، ولذلك اتجه قابيل لأخيه هابيل وقام بقتله في الحقل.

بعدما قام بقتله سأله الرب أين أخيك هابيل؟، فرد قابيل لا أدري هل أنا حارس لأخي، فقال له الرب: ماذا فعلت؟، فإن دم أخيك يصرخ من الأرض، فأنت الآن ملعون من الأرض التي تقبلت دم أخيك الذي سقط من يدك، ومهما عملت لن تعطيك الأرض من قوتها مرة أخرى، وستظل في الأرض هارب وتائه.

تابع معنا قصة ملك الموت من هو وما هو شعوره عند قبض روح الإنسان والرسُل؟

قصة قابيل وهابيل في رواية عن الإمام جعفر الصادق

تختلف قصة قابيل وهابيل في تلك الرواية عن ما سبق، حيث تحتوي على الطريقة المتبعة في زواج أبناء آدم وبداية تكوين النسل البشري، وتنص القصة على أن معاوية بن عمار سأل الإمام جعفر الصادق إذا قام سيدنا آدم بالزواج ما بين ابنه وابنته؟.

رد الإمام جعفر عليه بمعاذ الله، وأكد أن إذا قام سيدنا آدم بهذا الفعل فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تقبل ذلك، حيث كان يرفض ذلك الفعل، وأن دينهما واحد، ووضح له حقيقة الأمر بأن الله سبحانه وتعالى عندما أهبط آدم وحواء إلى الأرض ولدت حواء بنت فقام بتسميتها عناق.

مارست عناق البغي، وهي أول امرأة بغت في الأرض، وسلط عليها الله شخص قتلها، بعد ذلك رزقه الله بقابيل ثم رزقه هابيل، بعد ما بلغ قابيل أظهر له الله سبحانه وتعالى أحد الجنيات كانت تعرف باسم عمالة، وجعلها الله تظهر في صورة إنسانة، وخلق الله رحمًا بداخلها، ثم أوحى الله سبحانه وتعالى لآدم أن يقوم بتزويج قابيل لها، وهو ما قام به آدم بالفعل.

بعد ما بلغ هابيل أيضًا أهبط الله له حورية من الجنة على هيئة إنسانة، وخلق بداخلها رحم، وكانت تعرف باسم تركة، وعندما نظر هابيل إليها، أوحى الله لآدم بأن يتزوجها هابيل، وبالفعل تزوجها هابيل.

عندما علم قابيل قال لأبيه: ألست أنا يا أبي الأكبر سنًا وأنا الأحق منه بالزواج منها؟، فرد عليه أبيه: إن الله يؤتي الفضل لمن يشاء، فقال له قابيل: بل أنك من فضلته بهواك علي، فقال له أبيه إذا كنت تريد أن تتأكد فقوما بتقديم قربان إلى الله، ومن يتقبل الله قربانه فهو الأولى بها.

ملخص المقال في 5 نقاط

  1. قصة قابيل وهابيل تمثل أول جريمة قتل حدثت في الإنسانية.
  2. تختلف القصة في الديانة الإسلامية عن الديانتين المسيحية واليهودية.
  3. ذكر الإمام جعفر الصادق رواية أخرى عن قصة قابيل وهابيل وضح من خلالها كيفية بداية النسل البشري.
  4. سبب قتل قابيل لأخيه هابيل هو غيظه منه لتقبل الله قربان هابيل بينما لم يتقبل قربانه.
  5. تقبل الله قربان هابيل لأنه كان مؤمن به، بينما كان قابيل يدعي ذلك.
قد يعجبك أيضًا