قصة اسلام عمر بن الخطاب

قصة اسلام عمر بن الخطاب ومتي اسلم ومتى ولد، من أجمل قصص الدخول في الإسلام هي قصة دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من أخذ لقب أمير المؤمنين، حيث أن بعد وفاة رسول الله وتولى أبو بكر الخلافة نادى الصحابة أبا بكر بخليفة رسول الله وبعد تولى عمر بن الخطاب الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله، فأعترض عمر على تلك التسمية ومن ثم تشاور الصحابة فيما بينهم واتفقوا على تغير الاسم من خليفة خليفة رسول الله إلى أمير المؤمنين وسنتناولها في هذا المقال بطريقة مبسطة، وبالتفصيل قصة اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونبدأ مقالنا بنسب عمر بن الخطاب.

قصة اسلام عمر بن الخطاب ومتى اسلم ومتي ولد 

  • الاسم الكامل لعمر بن الخطاب هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد اعزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤي، ويشترك في النسب مع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في كعب حيث أن اسم الرسول هو مُحمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرّة بن كعب، وأمه تنتمي لعائلة أبي جهل وتدعى حنتمه بنت هشام بن المغيرة المخزومية، وأخيه الحارس بن هشام، ولقب عمر رضي الله عنه بالفاروق لأنه كان شديد التفرقة بين الحق والباطل ولا يهاب أحدًا سوى الله عز وجل، ولقب أيضًا بأبي حفص.
  • عقب إيمان حمزة بن عبد المطلب آمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبإيمان هذا الرجل العظيم تغيرت الحياة بشكل كلي لدى المسلمين، وقد غير من حركة التاريخ، وبإيمانه تزلزل كيان الملوك في كل مكان.
  • آمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في سن السابع والعشرين، في السنة السادسة بعد النبوة، تحديدًا في شهر ذي الحجة المبارك، ويقال أن عمر قد آمن يوم الثلاثاء، وقيل في يوم الخميس، وفي رواية أخرى قيل يوم الجمعة، ويقال أن عمر قد آمن بعد صلاة المغرب، والله أعلم، وكان ترتيب عمر بن الخطاب الأربعين في ترتيب الرجال الذين دخلوا في الإسلام، وكم كان نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يتمنى ويرجو الله بـأن يقوي الإسلام بإيمان عمر بن الخطاب، فقد قال رسول الله: ” اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ”، وسمع الله لدعاء سيدنا محمد واستجاب له.

اقرأ أيضًا : قصة علي بن ابي طالب وقصة ولادته وطفولته ونسبه واعماله

مكانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كان عمر معروفًا جدًا في مكة المكرمة، وكان يتمتع بمكانه خاصة في قريش، ويعتبر عمر المسئول عنهم، وكانت له كلمته التي لا يجرؤ أحد على كسرها أو عدم الالتزام بها في مكة أو بين أهل قبيلته بني عدي، ولكن ماذا تكون قبيلة بني عدي أو حتى ماذا تكون مكة بالنسبة للقوى الضخمة والعظيمة المجاورة لها!؟، فماذا تكون مكة بالنسبة إلى مصر والروم والهند والصين وفارس!؟، هي بالنسبة لهم مجرد صحراء يقيم فيها مجموعة من الناس وبعض القبائل البدوية البسيطة، يعيشون على تربية الأغنام وبيع الأصنام والتجارة، لذلك كان عمر بن الخطاب مغمورًا تاريخيًا.

معاملة عمر بن الخطاب مع المسلمين قبل إيمانه

كان عمر رضي الله عنه قبل دخوله في الإسلام شديد الصعوبة والقسوة مع المسلمين، وغليظ الطباع، فقد آمنت جارية من جواريه، وعندما علم بإيمانها كان بقوم بتعذيبها من بزوغ الشمس حتى غروبها ومن ثم يتركها وهو يقول ” والله ما تركتك إلا ملالةً”

اقرأ أيضًا : اين مات بلال بن رباح وقصة إسلامه وملامح من شخصيته

قصة اسلام عمر بن الخطاب.

بعد دخول عمر الإسلام كان حريصًا أن تعرف قريش كلها عن إسلامه، مما تسبب في زيادة الحروب على المسلمين وإيذائهم من قبل قريش، فأقبل المسلمين على الهجرة خوفًا من أذى المشركين، وأراد عمر أن يتبعهم، ولكن قبل هجرته طاف بالبيت الحرام، ثم وجه كلمة للمشركين فقال لهم: “من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي”، وفي السطور التالية سنعرض لكم قصة إسلام عمر رضي الله عنه.

ذكر أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسلم قال- قال لنا عمر بن الخطاب: أتحبون أن أُعلِّمكم كيف كان بَدء إسلامي؟،

قلنا: نعم.

قال: كنت من أشد الناس على رسول الله. فبينما أنا يومًا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش.

فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب؟ أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك الأمر في بيتك.

قلت: وما ذاك؟

قال: أختك قد صبأت.

فرجعت مغضبًا وقد كان رسول الله يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه ويصيبان من طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين. فجئت حتى قرعت الباب.

فقيل: من هذا؟

قلت: ابن الخطاب وكان القوم جلوسًا يقرؤون القرآن في صحيفة معهم. فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم، فقامت المرأة ففتحت لي.

فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت! فأرفع شيئًا في يدي فأضربها به، فسال الدم فلما رأت المرأة الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمت، فدخلت وأنا مغضب، فجلست على السرير، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت.

فقلت: ما هذا الكتاب؟ أعطيني.

فقالت: لا أعطيك لَسْتَ من أهله، أنت لا تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُوْنَ} [الواقعة: 79]، فلم أزل بها حتى أعطيتني إياه فإذا فيه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فلما مررت بـ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي، ثم رجعت إلى نفسي فإذا فيها: {سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيْزِ الحَكِيْمُ} [الحديد: 1]، فكلما مررت باسم من أسماء اللّه عزَّ وجلَّ، ذعرت، ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِيْنَ فِيْهِ} [الحديد: 7] حتى بلغت إلى قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ} [الحديد: 8].

فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً رسول اللّه، فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشارًا بما سمعوه مني وحمدوا اللَّه عزَّ وجلَّ. ثم قالوا: يا ابن الخطاب، أبشر فإن رسول الله دعا يوم الاثنين فقال: “اللّهم أعز الإسلام بأحد الرجلين إما عمرو بن هشام وإما عمر بن الخطاب”. وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك فأبشر، فلما عرفوا مني الصدق.

قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله.

فقالوا: هو في بيت أسفل الصفا وصفوه، فخرجت حتى قرعت الباب.

قيل: من هذا؟

قلت: ابن الخطاب، فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب.

فقال رسول الله: “افتحوا فإنه إن يرد اللّه به خيرًا يهده”، ففتحوا لي وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبيَّ

فقال: “أرسلوه”، فأرسلوني فجلست بين يديه فأخذ بمجمع قميصي فجذبني إليه ثم قال: “أسلم يا ابن الخطاب اللَّهُمَّ اهده”

قلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه، فكبَّر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة.

وقد كان استخفى فكنت لا أشاء أن أرى من قد أسلم يضرب إلا رأيته، فلما رأيت ذلك قلت: لا أحب إلا أن يصيبني ما يصيب المسلمين، فذهبت إلى خالي وكان شريفًا فيهم فقرعت الباب عليه.

فقال: من هذا؟

فقلت: ابن الخطاب، فخرج إليَّ فقلت له: أشعرت أني قد صبوت؟

فقال: فعلت؟

فقلت: نعم.

قال: لا تفعل.

فقلت: بلى، قد فعلت.

قال: لا تفعل، وأجاف الباب دوني وتركني.

قلت: ما هذا بشيء، فخرجت حتى جئت رجلاً من عظماء قريش فقرعت عليه الباب.

فقال: من هذا؟

فقلت: عمر بن الخطاب، فخرج إليَّ، فقلت له: أشعرت أني قد صبوت؟

قال: فعلت؟ قلت: نعم. قال: لا تفعل، ثم قام فدخل وأجاف الباب. فلما رأيت ذلك انصرفت. فقال لي رجل: تحب أن يعلم إسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلانًا، رجلاً لم يكن يكتم السر. فاُصغ إليه، وقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه. فأجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل، فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه.

فقلت: أعلمت أني صبوت؟

فقال: ألا إن عمر بن الخطاب قد صبا. فما زال الناس يضربونني وأضربهم.

فقال خالي: ما هذا؟

فقيل: ابن الخطاب، فقام على الحجر فأشار بكمه

فقال: ألا إني قد أجرت ابن أختي فانكشف الناس عني، وكنت لا أشاء أن أرى أحدًا من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب.

فقلت: ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين، فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي.

فقلت: اسمع.

فقال: ما أسمع؟

قلت: جوارك عليك رد.

فقال: لا تفعل يا ابن الخطاب.

قلت: بلى هو ذاك.

قال: ما شئت، فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز اللّه الإسلام.

اقرأ أيضًا : قصة وردت في أواخر سورة البقرة من خمسة حروف

وإلي هنا نكون قد عرضنا لكم قصة اسلام عمر بن الخطاب ومتى اسلم ومتي ولد، وعرضنا لكم نسبه وألقابه ومعاملة مع المسلمين قبل الدعوة ونرجو أن نكون قد افدناكم.

قد يعجبك أيضًا