متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي

متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي؟ وهل يمكن صلاة القيام بعد المغرب؟ فكلما أراد المسلم أن يتزود في دنياه بطاعة المولى عز وجل فإنه يريد التعرف على مثل تلك الأمور.

حيث إن كل طاعة نقوم بها نعرفها إما من القرآن، أو من السنة النبوية الشريفة، ومن خلال موقع زيادة سنجيبكم عن سؤال متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي بشيءٍ من التفصيل.

متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي؟

متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي

حتى نجيب على هذا السؤال يجب علينا أن نعلم أن لقيام الليل فضل كبير، فقد ورد في فضله أحاديث كثيرة صحيحة، كما أن في قيام الليل يستجيب ربنا عز وجل لدعاء عباده.

كما أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أوصانا بعد ترك صلاة قيام الليل لما لها من فضل عظيم يعود على الفرد الذي يلتزم بقيام الليل، ويداوم على صلاة قيام الليل.

فصلاة قيام الليل لا يشترط فيها عدد معين من الركعات، فيمكن للفرد أن يصلي ولو ركعتين في قيام ويداوم عليهم، “فأحب الأعمال أدومها وإن قل” فالركعتين ليستا بالعمل الشاق أو المُجهد، لكن المداومة على ذلك يأتي بكثير من النفع.

أما الإجابة على سؤال متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي، فإن قيام الليل يبدأ وقته من انتهاء صلاة العشاء، ويصل إلى وقت أذان الفجر.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها

هل يمكن صلاة القيام بعد المغرب؟

لتكن الإجابة واضحة، فإن صلاة قيام الليل يجب أن تكون بعدما ينتهي ويفرغ من أداء صلاة العشاء، وكما يقال إن لكل قاعدة شواذ؛ فيكون للمسافر الذي قام بجمع صلاتي المغرب والعشاء، أن يصلي بعد الفراغ من صلاته أن يصلي قيام الليل، وهذا هو الاستثناء الوحيد.

فيجب أن ننتبه أن صلاة قيام الليل وإن تم استثناء الوقت بسبب السفر، لم يتم استثناء أنها يجب أن تكون بعد صلاة العشاء؛ ففي كل الأحوال يجب أن تكون صلاة قيام الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء.

فمثلًا عند مرور شخص بجماعة يصلون قيام الليل، ولم يكن قد صلى العشاء، فليدخل في صلاة الجماعة بنية صلاة العشاء ويكمل صلاته، حتى ينال ثواب الجماعة، ثم يدخل معهم في الصلاة بنية قيام الليل.

حديث فضل قيام الليل

من خلال إجابتنا عن سؤال متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي، سنعرض لكم بعض الأحاديث التي تحث على صلاة قيام الليل، وقد روى الأحاديث زوجات الرسول، وصحابته، والأحاديث المذكورة هي ما يلي:

“قالت عائشةُ: لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا”

الحديث السابق روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح، أخرجه أبو داود في صحيحه، فهذا الحديث توصينا السيدة عائشة رضي الله عنها بقيام الليل، حيث إن الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم كان لا يترك صلاة قيام الليل لأي سبب من الأسباب.

حتى وإن أصيب بمرض فهو لم يترك قيام الليل، كما أنه إذا شعر بالكسل فهو لا يترك صلاة قيام الليل، فهو إن لم يقدر على الصلاة واقفًا صلاها في وضع الجلوس، وهذا يدل على أهمية صلاة قيام الليل، وعدم تركها تحت أي ظرف.

حديث الحث على قيام الليل

“قالَ لي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ؛ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ

هذا الحديث رواه عبد الله بن عمرو، وهو حديث صحيح في صحيح البخاري، وفيه تذكير من الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بألا يترك صلاة قيام، فالطاعات أيًا كانت صغيرة أو كبيرة تحتاج إلى مثابرة، ومجاهدة للنفس على الطاعة.

فالشيطان يدخل للإنسان من هذه الأبواب ويحاول أن يثنيه عن أن يسلك طريق الطاعة؛ فهو لا يأمره مباشرة بترك الطاعة لكن يجعله يكسل عن النوافل حتى يصل به إلى إهمال الفرائض.

كما أن الرسول في هذا الحديث يأمرنا بمجاهدة النفس لكن عدم الاشتداد عليها، فكما قلنا إن الأعمال القليلة الدائمة، أفضل بكثير من أعمال كثيرة منقطعة، ففلان الذي ذكره الرسول مع أنه كان يقوم الليل كله إلا أنه بانقطاعه عن صلاة قيام الليل صار مثالًا مذمومًا.

كما يجب أن نعلم، أن من ذاق حلاوة القرب من الله تكون حسرته في البعد أكبر ممن لم يذق حلاوة القرب والطاعة.

فطاعة المولى عز وجل لها حلاوة لا يسلاها الشخص، وكلما زادت طاعته، زاد عشقه لجلال الله، حتى يصير حبًا خالصَا للمولى عز وجل لا يريد شيئًا سوى رضاه.

اقرأ أيضًا: تجاربكم مع قيام الليل

فضل قيام الثلث الأخير من الليل

مما سبق نرى أن صلاة قيام الليل أولاها الرسول صلى الله عليه وسلم اهتمامًا كبيرًا؛ فكل مسلم قادر على أن يقوم الليل ولو بركعتين ولم يفعل، فقد فاته خير كثير، خاصة وأن وقتها من بعد صلاة العشاء وممدود إلى وقت الفجر.

فهذا بالنسبة إلى قيام الليل بشكل عام، لكن في الليل وقت أفضل من غيره، وهذا الوقت هو الثلث الأخير من الليل، ولكثرة فضل هذا الوقت، ولمعرفة النبي بفضل هذا الجزء من الليل ذكر في حديث له أنه لولا أن يشق علينا، لأمرنا بتأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأخير من الليل، وهذا نص الحديث.

“لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتِي لأمرتُهُمْ بالسِّوَاكِ عندَ كلِّ صلاةٍ، ولأَخَّرْتُ صلاةَ العشاءِ إلى ثُلثِ الليلِ“.. هذا الحديث رواه زيد بن خالد الجهني، وهو حديث حسن صحيح بسنن الترمذي.

فرسولنا الكريم رحيم بنا ويشفق علينا من المشقة، لأنه يعلم بأن كل فعل له هو قدوة لنا، وسنة نأخذها عنه صلى الله عليه وسلم؛ لذلك قال أنه في حال ما أمرنا بالسواك عند كل صلاة لكان في هذا مشقة كبيرة على كثير منا.

فالسواك كشف العلم أن له فوائد كثيرة جدًا تعود على من يستخدمه؛ فكذلك لعلم الرسول لما في الثلث الأخير من الفضل قال إنه لولا خوفه من أن يُجهد أمته لأمر بتأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأخير من الليل.

اقرأ أيضًا: فضل دعاء قيام الليل لقضاء الحاجة

حديث أبو هريرة في فضل ثلث الليل الأخير

يروي لنا أبو هريرة في حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه:

“يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟”.

فسبحان الله يذكر لنا نبينا أن الله عز وجل ينزل إلى سمائنا الدنيا عندما يأتي وقت الثلث الأخير من الليل لشملنا بكل ما يمكن أن يسأل عبد به ريه، فمن منا لا يطلب من الله في دعائه أن يدفع عنه بلاء، أو ضرر ويريد أن يستجيب الله لدعائه.

من منا لم يسأل الله أن يقضي له حاجته الدنيوية، سواء برزق، وأيًا كان هذا الرزق مال، أو ذرية، أو عمل، من منا لم يسأل الله البركة في المال والعمر، والولد.

ثم يسأل ربنا عز وجل من يريد أن يستغفره فيغفر له، فكم نحن بحاجة إلى أن يغفر لنا الله ذنوبنا الكثيرة التي منها ما بيننا وبينه، ومنها ما بيننا وبين عباده، فما أثقله من حمل يسألنا الله أن يزيحه عن كاهلنا، ولا يستجيب إلا القليل.

فسبحان الله فقد اختص وقت الثلث الأخير من الليل لأن فيه مجاهدة كبيرة للنفس على طاعة الله وتربية لها، حيث إن هذا الوقت هو أكثر وقت في الليل يشعر فيه الفرد بلذة الراحة والنوم.

فترك هذه الراحة والملذة شاق على النفس، لكن له أجره الكبير، لأن مجاهدة النفس يأتي معها إخلاص النية لله تعالى، فتكون مكافئة صاحب هذه المجاهدة غفران لمن استغفر، واستجابة مؤكدة لمن دعا، وعطاء بلا حساب لمن سأل.

متى يبدأ الثلث الأخير من الليل؟

بعد إجابتنا عن سؤال متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي، يتبادر إلى أذهاننا سؤال آخر، وهو بعد ذكر كل هذه الفضائل للثلث الأخير من الليل متى يبدأ وقت الثلث الأخير من الليل.

فتكون إجابتنا أن الثلث الأخير من الليل يبدأ وقته من الساعة الواحدة تقريبًا، ويستمر إلى أذان الفجر في وقتنا الحالي، حيث إنه يختلف باختلاف الوقت بين المغرب والفجر حسب طول الليل أو قِصَره.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ وينتهي الثلث الأخير من الليل

بهذا نكون قد أجبناكم عن سؤال متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي، كما بينا فضل قيام الليل، وذكرنا أحاديث تبين هذا الفضل، وانتقلنا إلى فضل الثلث الأخير من الليل، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا