متى يجب على المرأة الاغتسال من الجنابة

متى يجب على المرأة الاغتسال من الجنابة حيث حث الدين الإسلامي الحنيف على الالتزام بالطهارة وجعلها شرطاً لقضاء بعض العبادات ومنها، الطواف حول الكعبة ولمس المصحف الشريف والدخول في الصلاة، لذا تابعوا معنا موضوع اليوم عبر موقع زيادة .

متى يجب على المرأة الاغتسال من الجنابة

  • الجماع، يكون سبب في الجنابة التي توجب الاغتسال، حتى ولو تتحقق معه الشهوة، ولو لم ينتج عنه خروج السائل، أي أن مجرد التقاء الختانين يوجب الاغتسال دَليلُ ذَلك حَديثُ السيِّدة عائشة رضيَ اللهُ عنها: (إذا جلسَ بينَ شُعَبِها الأربعِ ومسَّ الختانُ الختانَ، فقد وجبَ الغُسلُ).
  • الاستمناء، وهو استثارة الفرج بأي طريقة تسبب الشهوة وينتج عن هذه الشهوة نزول المني بلذة.
  • الاحتلام ونزول المني أثناء النوم، وذلك لِما ورد في صحيح البخاريّ: (جاءت أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيي مِن الحقِّ، فهل على المرأةِ من غُسلٍ إذا احتَلمَتْ؟ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا رأتِ الماءَ. فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ -تعني وجهها- وقالتْ: يا رسولَ اللهِ، وتَحْتَلِمُ المرأةُ؟ قال: نعم، تَرِبَتْ يمينُكِ، فبِمَ يُشبِهُها ولدُها؟).

كيفية غسل المرأة من الجنابة

  • شرط الطهارة من الجنابة هو الاغتسال، والغُسل بضم حرف الغين يعني في اللغة يطلق على الفعل الوجوبي اللازم.
  • الغُسل في الشرع يقصد به تعميم كامل الجسم بالماء بشرط توافر نية الطهارة لأداء كافة الفروض، وإقامة شعائر الدين التي تشترط الطهارة لأدائها، وفي الإسلام الغسل واجب على المسلم العاقل البالغ.
  • الاغتسال من الجنابة يحمل صفتين عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت في وصف غُسل النبيّ صل الله عليه وسلم (كان رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إذا اغتسلَ مِن الجَنَابَةِ، يبدأُ فيَغسلُ يدَيْه، ثم يُفْرِغُ بيمينه على شِمَالِه، فيَغسلُ فرجَه، ثم يَتوضأُ وضوئَه للصلاةِ، ثم يأخذُ الماءَ، فيُدخِلُ أصابَعَه في أصولِ الشَّعرِ، حتى إذا رأى أَنْ قد استبرأَ، حَفَنَ على رأسِه ثلاثَ حَفَنَاتٍ، ثمّ أفاضَ على سائرِ جسدِه، ثم غسلَ رجليه).

فيتضح من الحديث الشريف أن الغسل نوعان

  • الغسل المجزئ ويكون عن طريق رفع الحدث، واجمع علماء الدين على أن هذا النوع من الغسل يجزي صاحبه.
  • يتحقق الغسل المجزئ بحالتين هما، توافر نية الغُسل اولا ، ثمّ تعميم كامل البدن بالماء الطهور.
  • الغسل الكامل وهو المستحب، ويعني إكمال الغُسل.

وصفة الغسل الكامل

  • غسل اليدين اولا نبدأ باليد اليمنى ثم اليسرى، غسل الفرج جيدا، ثم الوضوء، غسل شعر الرأس، بشرط التأكد من وصول الماء و تغلغله إلى كل الشعر وجلد الراس.
  • غسل الشق الأيمن من البدن كاملاً، ثم غسل الشق الأيسر من كامل البدن كاملا.
  • أما فيما يخص شرط توافر النية قبل الاغتسال من الجنابة.
  • فلم يشترطها أبي حنيفة، إلا أن جمهور العلماء اشترطوا توافر النيّة في الغسل، ونادوا بأن الغسل عبادةٌ، وأن كل العبادات إلا بتوافر النية.
  • أكد جمهور العلماء على الرأي بالحديث الشريف الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنّ رسول الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم قال: (إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى).
  • الترتيب: اختلف العلماء في ترتيب الرأس والجسد في غسل الجنابة، فمنهم من نادى بوجوب غسل الرأس أولا، ومنهم من نادى بعدم اشتراط الترتيب في الغسل، وهو ما أجمعوا عليه.
  • المضمضة والاستنشاق: نادى أبو حنيفة بوجوب كلا من المضمضة والاستنشاق، ولم يوجبهما غيره.
  • تدليك البدن: تدليك البدن باليد عند الغسل نادى به الإمام مالك وان كان ذاك لا يوجد عليه اي دليل.

 غسل شعر المرأة بعد الجنابة

  • الغسل الصحيح لشعر المرأة بعد الجنابة يتحقق بغمر كامل الشعر جلد الرأس بالماء، أي بأن يعم الماء كامل الرأس، ولا يشترط في الغسل نقض الضفائر، ولكن يلزم التأكد من تخلل الماء فيها.
  • الحكمة من هذا هو التخفيف على المرأة لأن الاغتسال من الجنابة يتكرر، عكس الاغتسال من الحيض الذي يشترط فيه فك الشعر عند الاغتسال، لأنه يكون مرة واحدة فقط في الشهر.
  • ذلك استشهاداً بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم: (عن عائشةَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لها وكانت حائضاً: انقُضي شعرَكِ، واغتسِلي)، وهذا ما يفرق بين غسل الجنابة وغسل الحيض عند المرأة.
  • أجمع العلماء على عدم اجازة مسح المرأة على أي حائل علي الشعر فى الاغتسال من الجنابة، حيث أن المسح لا يتوافر فيه غمر كامل الرأس الماء، وهو شرط الاغتسال الصحيح.
  • واجتازوا الاغتسال وغمر الرأس والشعر بالماء مع وجود الحائل من خمار أو غيره، بشرط تغلغل الماء لكامل الرأس من تحت الحائل.
  • استثنى الفقهاء من ضرورة غمر كامل الرأس بالماء في الاغتسال من الجنابة، المرأة التي لديها سبب مرضي يمنعها من غسل الرأس بالماء، وان يلحق الماء بها ضرر، هنا يجوز المسح.
  • يشترط في هذه الحالة ان يقر الطبيب بضرر الماء على المرأة.

 الحكمة الشرعية من غسل الجنابة

  • ذهب رأي العلماء إلى أن اشتراط الغسل من الجنابة في الإسلام، يرجع إلى البدن بعد الاغتسال يستعيد كامل نشاطه وحيويته وقوته، فأثبت العلم أن الاغتسال يعمل على تعويض الجهد الجسدي المبذول أثناء إخراج المني.
  • وقال ابن القيم رحمه الله بشأن الاغتسال من الجنابة: (الاغتسال من خروج المني من أنفع الأشياء للبدن والقلب والروح، بل جميع الأرواح القائمة بالبدن؛ فإنّها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف عليه ما تحلّل منه بخروج المني، وهذا أمرٌ يعرف بالحسّ)
  • أما الباحثين المعاصرين أثبتوا ما للجنابة من آثار سيئة على الجسم، وهذه الآثار يمكن التخلص منها بالاغتسال، حيث تنتشر بالجسم وحدات اخراجية، تسهم في إخراج السموم من الجسم وان ابقاء هذه السموم ينتج عنها  مشكلات صحية كثيرة.

التيمم من الجنابة

  • يرى علماء الدين إن التيمم من الجنابة جائز في حال ان عجز الشخص الجنب عن الاغتسال من الجنابة، فيكون حكم التيمم هنا صحيح حتى وإن كان هذا الشخص قادرا على القيام للوضوء.
  • أما في حال التيمم لعدم وجود الماء فإن التيمم صحيح طيلة عدم وجود الماء وهو يقوم مقام الغسل، فتتحقق به الطهارة المؤقتة.
  • و التيمم له مبطلاته، فكل ما يبطل الوضوء يبطل التيمم، ويبطل التيمم وجود الماء بعد انعدامه، اي بتوفير الماء يلزم التطهر به، وبعودة الماء تعود الجنابة ويلزم الاغتسال منها.
  • كما ان شفاء المريض من عجزه أو مرضه يكون أيضا سببا في زوال سبب الجنابة وبالتالي يلزم التطهر بالاغتسال، ففي جميع الأحوال التيمم هو طهارة مؤقتة لحين زوال السبب.

طريقة التيمم

يتحقق التيمم عن طريق التراب على اعتبار أن التراب طاهر، وعليه فإنه يلزم عند التيمم  توصيل التراب الطاهر إلى اليدين والوجه.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْنا على الناس بثلاث: جُعِلت صُفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلُّها مسجداً، وجُعِلت تُربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء).
  • وردت صفة التيمم في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِن كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}.
  • وبذلك يتضح أن طريقة التيمم الصحيحة تكون بضرب الكفين في التراب، ثم يتم مسح كلا من الوجه والكفين.

تعريف الطهارة

  • الطهارة في اللغة تأتي بمعنى النظافة والنقاء والبراءة، وبمعنى التخلص من أي ملوثات أو أقذار يستوي في ذلك أن تكون أقذار  مادية او معنوية.
  • الطهارة الماديّة يقصد بها نظافة كل ما يحيط بنا من جسد او ملبس او مكان، أما الطهارة المعنوية فيقصد بها استقامة القلب ونقاؤه، وحسن السلوك والأخلاق.
  • وقد ورد في الحديث الشريف قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: “الطهارة شطر الإيمان”.
  • وحدد لنا ديننا الحنيف موجبات الطهارة التي يلزم على المرأة الالتزام بها ومنها، الحيض والنفاس والجنابة.

تعريف الجنابة

في اللغة تعني الجنابة الاجتناب أو البعد، فالجنب تجتنب الناس حتى تغتسل، والابتعاد عن ملامسة المصحف أو الصلاة أو الطواف الابعد طهارة، انعقد إجماع علماء الدين على وجوب غسل المرأة من الجنابة كشرط لتوافر الطهارة في حالتين:

  • الأولى هي الجِماع، فعلى المرأة الاغتسال بعد الجماع حتى لو لم يحصل إنزالٌ، وذلك لصحيح قول رسول الله صل الله عليه وسلم (إذا جَلسَ بينَ شُعَبِها الأربعِ ثم جهَدَها فقَد وجبَ الغسلُ أنزلَ أو لم يُنزِلْ).
  • يقصد بالغسل في الحديث الشريف، غسل كلا من الرجل و المرأة.
  • الثانية هي إنزال المني، وهو يخرج عند الرجل بدفق في صورة ماءٌ أبيضٌ غليظٌ، وعند المرأة يكون أصفر دقيقٌ، يخرج عند المرأة بدون تدفق، ويكون مصاحب لخروجه لذةٌ.

موجبات الغسل

الاغتسال نوعان: اغتسال واجب يلزم أداؤه عند توافر أسبابه، واغتسال آخر مسنون، فيكون من المستحسن أداؤه، أوجب الإسلام الاغتسال في حالات معينة تم تحديدها وهي:

  • الجماع بين الزوجين حتى وإن لم ينتج عنه انزال.
  • نزول المني حتى وإن كان بدون جماع، كأن ينزل وقت النوم بالاحتلام.
  • الكافر عند دخوله في الإسلام، فقد روى أبو داود عن قيس بن عاصمٍ، قال: أتيت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أريد الإسلامَ، فأمرني أن أغتسل بماءٍ وسِدرٍ.
  • انتهاء فترة الحيض عند المرأة، لحديثِ عائشة أنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لفاطمة بنت أبي حبيش (إذا أقبلَت الحَيضةُ فَدَعي الصّلاة، وإذا أدبَرَت فاغتسِلي وصَلِّي).
  • بعد انتهاء فترة النفاس عند المرأة.
  • الموت سبب من موجبات الغسل، حيث ورد في ذلك أنَّ صل الله عليه وسلم، قد أمر مُغسِّلاتِ زينب بغسلِها ثلاثَ مرَّاتٍ أو خمساً أو سبعاً.
  • لِما وردَ في الحديث الشَّريف (تُوفِّيتْ إحدى بناتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فخرج فقال: اغْسِلْنَها ثلاثًا، أو خمساً، أو أكثرَ من ذلك إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسدرٍ، واجعلنَ في الآخرةِ كافوراً أو شيئًا من كافورٍ، فإذا فرغتُنَّ فآذِنَّنِي).

الاغتسال المسنون في بعض الحالات

  • عند تكرر عملية الاستحاضة عند كل صلاة.
  • بعد الإفاقة من حالات الإغماء.
  • عند كل جماع.
  • عند الاحرام للحج والعمرة.
  • عند دخول مكة.
  • الاغتسال استعدادً لاستقبال يوم عرفة.
  • الاغتسال استقبالا لعيد الاضحى وعيد الفطر.
  • الاغتسال بعد تغسيل الميت.

في ختام رحلتنا مع متى يجب على المرأة الاغتسال من الجنابة، فقد شرع الله تعالى الغُسل وجعله سبب في طهارة، ووضح لنا أسبابه، وشروط صحته، وتخفيفا على المرء بين الله تعالى لنا البدائل فالدين الإسلامي دين اليسر.

قد يعجبك أيضًا