من صلى البردين دخل الجنة

من صلى البردين دخل الجنة هو وعد وعدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إياه، رسولنا الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ذلك للفضل العظيم الذي تناله تلك الصلاة، فما هي صلاة البردين؟ وما صحة الحديث الوارد في فضلهم؟ ذلك ما سنتناوله في هذا الموضوع على موقع زيادة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من صلى الفجر في جماعة

من صلى البردين دخل الجنة

الحديث المقصود بجملة “من صلى البردين دخل الجنة” هو الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه، وقد ورد الحديث في صحيح البخاري برقم 574.

في هذا الحديث الشريف يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم فضل بعض العبادات عن أختها ذلك لحكمة يعلمها الله وحده، وقد يستشفها بعد من عباده العلماء، فقد ميز الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث صلاة البردين، اللتان هما صلاة الفجر وصلاة العصر.

سمهما بذلك الاسم لأنهما يقعا في وقت البرد وتلطفه؛ فصلاة الفجر تكون عند برود الجو وهواء البح البارد، بينما صلاة العصر تكون عند انكسار الشمس وحرارتها وبداية تلطف الجو، وقد يكون من باب التغليب كما تم تسمية التَّمر والماء بالأسودين فالتمر أسود والماء دون لون لكنه أخذ الحكم، أو قول البصرتان على البصرة والكوفة أو العمران على أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، أو قول الراعي النميري:

“إذا ما الغانيات برزن يوما *** وزججن الحواجب والعيونا”

فالعيون لا تزجج لكنها غُلبت، كذلك الفجر في البرد والعصر عند الاعتدال فأخذ حكم البردين، والله أعلى وأعلم.

يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من حافظ على هاتان الصلاتين بحقهما يدخل الجنة برحمة الله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي صلاة البردين

الحكمة من تخصيص الفجر والعصر

قال الفقهاء في تفسير هذا الحديث الشريف أن الحكمة من وراء تخصيص صلاتي الفجر والعصر أن:

  • صلاة الفجر تكون حين نوم الإنسان وصلاة العصر تكون حين انشغاله بأعماله؛ فمن واظب على هاتان الصلاتين فمن باب أولى أنه يكون قد حافظ على أداء باقي الصلوات.
  • أنها في موعد اجتماع الملائكة الكرام (ملائكة الليل وملائكة النهار) وتعاقب الملائكة على عباد الرحمن في تلك الساعة وصعودهم بالأعمال إلى السماء، وذلك بالجمع مع الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ” (صحيح البخاري 555).

فالأولى أن يجتمع العباد على ذكر الله في ذلك الحين، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل:

“فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (ق 39).

فضل صلاتي الفجر والعصر

كما أنه قد ورد العديد من الآيات والأحاديث الشريفة في فضل صلاتي العصر والفجر نحو:

  • ورد في فضل صلاة العصر بالتحديد آية كريمة قال الله تعالى:

    “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (البقرة 238)

    فجاء تخصيص الصلاة الوسطى بعد إجماله في “الصَّلَوَاتِ”
    وفي تفسير الطبري لتك الآية ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.

  • عن جرير بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “إنَّكم سترَوْنَ رَبَّكم كما ترَوْنَ هذا، لا تُضامُون في رُؤيتِهِ، فإنِ استطَعْتُم ألَّا تُغلَبوا على صلاةٍ قبْلَ طلوعِ الشَّمْسِ وقبْلَ غروبِها فافعَلوا، ثمَّ قرَأ هذه الآيةَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130]” (سنن أبي داود 4729).

    فصلاة قبل طلوع الشمس هي صلاة الفجر، والصلاة قبل الغروب هي صلاة العصر، بذلك قالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:

    “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ” (صحيح البخاري 552)

    وتر أهله ماله أي خسرهم؛ وذلك للدلالة على فضل صلاة العصر العظيم.

  • عن جندب بن عبد الله أن النبي صلى لله عليه وسلم قال:

    “مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ فيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ” (صحيح مسلم 657)

    ذمة الله أي أمانته وضمانه، وقوله

    “فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ فيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ”

    قد فسره الفقهاء على قولين:

  • أن المسلم الذي يصلي الفجر يكون في أمان الله تعالى فلا ينبغي لأح أن يظلمه أو يضره، ومن فعل ذلك فإن الله تعالى هو حَسب عبده.
  • ألا يجب على المسلم أن يترك صلاة الصبح فيكون بذلك قد نقض العهد الذي بينه وبين ربه.

هذا بجانب عدد كبير من الشواهد على فضل صلاتي العصر والفجر لكن يضيق المقام عن ذكرهما.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي صلاة الغداة

قد يعجبك أيضًا