لماذا حرم الله الزنا؟ هناك العديد الذنوب التي يغفرها الله ولمن إذا اجتنبت الكبائر فإذا ارتكب الإنسان كبيرة من الكبائر احتاج إلى توبة نصوحة من أجل أن يغفر الله له ومن بين تلك الكبائر سوف نتحدث عن كبيرة الزنا فهي من أعظم الذنوب وأكبرها عند الله.
ما هي كبيرة الزنا؟
- إن الزنا هو التقاء كل من الرجل والمرأة ممارسة علاقة غير شرعية وتعد من أكبر الفواحش التي أقرها الله سبحانه وتعالي منذ بداية الخليقة.
- واعتبر الله تلك الجريمة من الأمور التي يعظم على الإنسان الاقتراب منها فهي حد من حدود الله.
- كما أن الزنا يعتبر انتهاك أعراض وحرمات الناس بوجه عام.
- في الزنا أكبر الرذائل التي حث الإسلام الابتعاد عنها.
لماذا حرم الله الزنا؟
- حرم الله سبحانه وتعالى الزنا بشكل قطعي وأوجب على فاعله حدا وعقوبة يعلمها الجميع.
- لقد حرم الله الزنا من أجل أن تكون فطرة الناس التي خلقها الله تعالى عليهم دائما سوية.
- ولقد غرس الله في كل إنسان فطرة أن يغير على عرضه وأن يحرص دوما على صيانة عرضه وحفظه.
- فلقد خلق الله سبحانه وتعالى من الحيوانات من يغار على أعراض بعضهم لبعض.
- فالإنسان إذا قبل أن يتعرض أو يعتدي أحدا على أهل بيته من النساء بخلاف ما إن كانت أمه أو أخته أو زوجته أو أبنته فبذلك يجعلها متاع سلعة معروضة للجميع.
- فإذا رضي الإنسان بذلك وضع نفسه في مرتبة أقل وأدني من مرتبة الحيوانات فهو تقبل على نفسه ما لا يقبله الحيوان على عشيرته.
- ولقد حرم الله الزنا من أجل حفظ الأنساب من هلاك الاختلاط في الزنا جريمة شنعاء تجعل بعض من الأفراد من صلب إنسان ينتمون إليه وهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك.
- وعندما يصبحون جزءا من ذلك الإنسان يكونون بذلك أهل وعائلته وعشيرته وبهذا تكون لهم أحقية الميراث والمطالبة به ويصبحون أيضا بهذه الدرجة أرحام لذلك الإنسان مع أنهم ليسوا كذلك.
- كما جاء الإسلام قاطعا في تحريم الزنا من أجل الحفاظ على النظام الأسري والحفاظ على تواجد الحياة العائلية.
- فلو أن الرجل جاء بامرأة واتخذ منها عشيقة له دون زوجته ولو أن المرأة جاءت برجل واتخذته أيضا عشيقا لها دون زوجها فحال بذلك تدمير الأسرة وتشتيت شملها من أجل رغبات وقتية.
الزنا وتفشي الأمراض
من الأسباب الهامة التي ترجع إلى لماذا حرم الله الزنا؟ أنه:
- كما في تحريم الزنا وقاية من العديد من الأمراض فقد ظهرت وبشدة ظاهرة إتاحة الشعوب الإباحية وتسبب في ظهور الأمراض التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالزنا.
- ومن بين تلك الأمراض مرض الإيدز ومرض السيلان ومرض الزهري.
- فتلك الأمراض تنتقل من الرجل أو المرأة معا إلى الأبناء ومن الأبناء إلى الأجيال وتظل تلك الأمراض هكذا متوارثة حتى تكون سلالة مرضية بأخطار تلك الأمراض وينتج عنها وفاة الكثير الكثير سنويا.
- وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أن انتشار مثل تلك الأمراض لا تكون إلا في الأقوام التي ظهرت ودبت فيهم ومن بينهم فعل الفاحشة وتجبروا فيها.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين فضوا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وفي هذا إقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ظهور الأمراض الخطيرة وتفشيها وانتشارها بين الناس يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بفعل الفواحش فهو يورثهم الأوجاع والأمراض وإن لم تكن في سلالتهم القديمة.
- كما جاء في تحريم جريمة الزنا حفظا لكرام المرأة في الإسلام وصيانة لها فانتشار كبيرة الزنا بين الناس يسمح بأن تكون المرأة سلعة تباع وتشتري.
- كما أن جريمة الزنا تمتهن المرأة وحقوقها وتعمل على إذلالها وتجعلها متاعا لمن يريدها.
الإسلام يصون المرأة من الفواحش
- ولكن الدين الإسلامي جاء ليحقق ويقر كرامة الناس وقد اختص من بين هؤلاء الناس المرأة وقد كانت قديما في الجاهلية محلا للتحقير والإهانة بل وكانت تورث قديما تبعا لتركة الميت.
- وجاء الإسلام بتحريم جريمة الزنا من أجل الحد من شيوع وانتشار الجرائم والمجتمعات الإسلامية.
- الزنا جريمة تؤدي إلى شيوع القتل وطرق الإجرام بين الناس فقد يقتل الرجل في بعض الأحيان زوجته وعشيقها.
- وفي بعض الأحيان الأخرى تقوم المرأة بنفس الفعل وتقتل زوجها وعشيقته.
- وقد تقوم المرأة أحيانا بقتل من زنا بها إن كان قد أرغمها وأكرهها على ذلك.
العقوبة التي أقرها الله للزاني البكر
- أقر الله سبحانه وتعالى في تشريعاته القرآنية عقوبات شديدة تقع على الزاني أو الزانية ومن تلك العقوبات ما يقع عليها في الدنيا ومنها ما يقع عليها في الآخرة.
- وأما العقوبات التي تقع على مرتكبين ذلك الفعل في الدنيا هو الحد الذي أقره الله سبحانه وتعالى على كل من الزانية والزاني حين قال جل في علاه.
- “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين”.
- ويختلف الحكم فيما بين الزاني البكر والرجل المتزوج.
- فالزاني البكر الذي لم يسبق له أن يتزوج من قبل ذلك أو لم يتم له الدخول الصحيح على زوجته فقد أقر له الله سبحانه وتعالى عقوبة قدرها أن يجلد مائة جلدة إذا ثبت له الوقوع في جريمة الزنا.
- وتتساوى في ذلك المرأة فيجب جلدها مائة جلدة وإن كانت بين أهلها تنفي عام كامل.
- وكذلك الرجل إذا كان بين أهله ينفي من بين أهله عام كامل.
العقوبة التي أقرها الله للزاني المتزوج
- أما عقوبة الزاني المتزوج فهي غير ذلك فإن ثبت أن رجل متزوج وقع في جريمة الزنا وسبق له الدخول على زوجته فإن عقوبته الرجم بالحجارة حتى الموت.
- ويتساوى في ذلك العقاب الرجل والمرأة فإذا ثبت أيضا أن امرأة متزوجة وقعت في جريمة الزنا فيتم رجمها حتى الموت.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد “البكر بالبكر جلد مائة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وأما العقوبة المؤجلة لكل من الزاني والزانية فقد أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قص على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ما شاهده في أحد الليالي.
- فقد أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان وأنطلق النبي ذاهبا معهما ورأي عدد من المشاهد وكان من بين تلك المشاهد ما قال فيه النبي.
- “فأتينا على مثل التنور قال وأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا”.
- ثم بين الرسول للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ما شاهده في ذلك المشهد قائلا.
- ” وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني” وهذا دليل على عذاب كل من الزاني والزانية في البرزخ إلى قيام الساعة.
أحاديث في تحريم الزنا
جاءت الأحاديث الشريفة كدليل ثاني عن لماذا حرم الله الزنا؟، حيث:
- قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تحرم واقعة الزنا قطعا ومن بين تلك الأحاديث.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ويوضح الرسول في هذا الحديث أن الزنا لا يمت للإيمان أو الإسلام بصلة.
- ويبين الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا أن من يقدم على ذلك الفعل الشنيع فإنه خرج عن الإيمان ولغي تحذيرات الله سبحانه وتعالى ورسوله له.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه روي قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا زنى العبد خرج من الإيمان فإذا أقلع رجع إليه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم قطعا أن من يقوم بالزنا لا يكون مؤمنا فإنه يبتعد عن الإيمان طالما يقوم بذلك الأمر.
- أما إذا ابتعد ورجع إلي الله وأقلع عن هذا الذنب وتاب توبة نصوحة فقد يرجع بعدها إلى الإيمان.
- وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال “إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وهذا إقرار من النبي بأن من يستحل حرمات الله وخاصة الربا والزنا فقد يحل الله عليه عذابه في الدنيا والأخرة حتى وإن كانت قرية مليئة بعدد من الناس.
آيات قرآنية نزلت في تحريم الزنا
ورد في الدليل النقلي عن لماذا حرم الله الزنا؟ أنه:
- ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العديد من الآيات التي حرمت الزنا ومن بين تلك الآيات قوله تعالى.
- بسم الله الرحمن الرحيم ” قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن” صدق الله العظيم.
- ويبين الله لما في تلك الآية تحريم صريح من الله سبحانه وتعالى للإتيان بالفواحش ومما لا شك فيه أن أول الفواحش التي يعاقب الله عليها والتي لا ترضيه هي فاحشة الزنا.
- حيث أن الزنا يندرج تحت أول بند من بنود الفواحش التي يعاقب عليها الله في الدنيا والآخرة.
- وقد قال الله سبحانه وتعالى أيضا “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا”
- وفي تلك الآية يوضح الله للمسلمين نفي صريح بعدم الاقتراب من فاحشة الزنا ويحذر أيضا في الاقتراب من المواطن التي تشبه الوقوع ف1ي تلك الجريمة فمن يقترب منها توعده الله بسوء حياته والعذاب الشديد.
- وقد قال الله تعالى أيضا في كتابه العزيز “الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين”.
- ويوضح الله في هذه الآية الكريمة لمن تسول له نفسه أن يقوم بتلك الجريمة ويأتي في حسبانه أن سيتزوج من مؤمنة لا بل يتواعده الله بأنه سوف يرزقه بمن يشبهه وكذاك المرأة على حد سواء مع الرجل.
- فإن كانت المرأة تقوم بفاحشة الزنا فسوف تتزوج بزاني مثلها وهذا عدل الله.
الإسلام وحفظ والأعراض
من الأسباب التي جاء فيها لماذا حرم الله الزنا؟، هي حرص الإسلام على الأعراض، حيث:
- أجمع علماء المسلمين كلهم على أن مذاهب الشريعة الإسلامية جميعها هدفت إلى حفظ خمس من الضروريات وهم النفس والعرض والعقل والدين والمال.
- وأقر الدين الإسلامي أن العرض إحدى ضروريات الحياة الخمسة التي حرص الإسلام على الاهتمام به وحفظه وحمايته وصيانته.
- فقد أقرت كل التشريعات الإسلامية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وردت أن الله سبحانه وتعالى أعطى للعرض حقا كحرمة الإشراك به وقد جاء ذلك صريحا في القرآن الكريم.
- لذلك أمر الله تعالى المرأة بالستر والحياء في كل من الملبس والحديث.
- وأقر للرجل غض البصر عما هو محرم عليه.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية الحديث عن لماذا حرم الله الزنا، وفاحشة الزنى وما يقرب منها والعقوبة التي أقرها الله في الدين الإسلامي لكل من المرأة والرجل على حد سواء في ذلك الأمر لذلك يجب علينا أن نبتعد عن ذلك ونصون أنفسنا وأولادنا من ذلك الأمر.