لماذا كانت العشاء والفجر أثقل صلاة على المنافقين

لماذا كانت صلاة الفجر والعشاء أثقل صلاة على المنافقين؟ وما فضلهم؟ حيث أخبرنا القرآن الكريم أن هناك العديد من صفات المنافقين التي يجب الانتباه إليها من بينها التكاسل عن بعض الصلوات وليس جميعهم فما السر في ذلك، هذا ما سوف نوافيكم به عبر موقع زيادة.

لماذا كانت صلاة الفجر والعشاء أثقل صلاة على المنافقين

الصلاة عماد الدين، وهي أولى العبادات التي فرضت على المسلم، حيث إن الفقهاء أكدوا أنها الشيء الذي يفرق بين المسلم الحق وغيره، ويعود الأمر في ذلك إلى أن العبادات الأخرى تترك لمقدرة المسلم القيام بها أم لا، ولكن الصلاة لا يمكن أن تسقط عن المسلم العاقل.

قال صلى الله عليه وسلم “ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة وهو يقدر”.

قد يعود الأمر في ذلك إلى أن صلاة الظهر والعصر والمغرب في النهار، ويعتمد المسلم المنافق على أدائهم أمام الجميع؛ حتى يظهر للجميع أنه مؤمن على حق، ولكن صلاة العشاء والفجر دائمًا ما يكونوا في ظلمة اليوم، ويستطيع المنافق أن يتهرب منها أو يتكاسل عنها دون أن يراه أحد.

اقرأ أيضًا: لماذا شبه الله المنافقين بالخشب المسندة؟

فضل صلاتي العشاء والفجر

  • بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحصول على الثواب والأجر العظيم والنور يوم القيامة، عند الحفاظ على القيام بصلاتي الفجر والعشاء.
  • قال عليه الصلاة والسلام “من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَهُ”.
  • قال صلى الله عليه وسلم “مَن صلَى البردَينِ دخَل الجنةَ” والبردين في الحديث تأتي بمعنى صلاتي العصر والفجر، وبالتالي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الحفاظ عليهم سبب من أسباب الدخول إلى الجنة.
  • قال صلى الله عليه وسلم “مَنْ صَلَى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَهَ حَتَى تَطْلُعَ الشَمْسُ، ثُمَ صَلَى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ تَامَةٍ تَامَةٍ تَامَةٍ”.

ما هي صفات المسلم المنافق؟

  • مخالفة أوامر الله عز وجل، وعدم الاهتمام بالحدود التي يضعها الله في كتابه العزيز، وذلك لأنهم يرغبون في الحصول على طموحاتهم وعقائدهم الشخصية والتي تتعارض بطبيعة الحالة مع مبادئ الدين الإسلامي، ولهذا وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
  • الرياء، ويأتي هنا بمعنى وجود أكثر من رأي أحدهم في الخفاء والآخر في العلن، والقيام بالعبادات في السر وأخرى في العلن، وذلك وفقًا لما ذكره الله في القرآن الكريم (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
  • عدم الاهتمام بأحكام القرآن الكريم وما جاء فيه من مبادئ يجب أن يسير عليها المسلم، وذلك لأن المسلم المنافق لم يرى سوى الدنيا وزينتها ومتاعها، والحديث عن الآخرة يكون بلا أهمية بالنسبة بهم، كما قال الله في القرآن الكريم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ).
  • التربص بالمؤمنين بمعنى أنهم في حالة الهزيمة يقولون لم نكن معكم من البداية، وفي حالة الانتصار يقولون لقد كنا معكم، وذلك وفقًا لما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).
  • التذبذب والحيرة في أمور عديدة في الحياة، فقد ذكر الله عنهم في سورة النساء (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا).
  • الازدواجية في الرأي، فيقولون الكلام الجيد أمام الآخرين ولكنهم في باطنهم حقد وكراهية، فقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ).
  • إفساد العلاقات في العلاقات المختلفة ما بين الأخوة والأزواج والجيران (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
  • الحلفان بكثرة، حتى وإن كان لم يكذب في القول، فالمنافق دائمًا ما يشعر بأن الآخرين من حوله لا يصدقونه (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).
  • ما يظهره في الخارج مختلف تمامًا عما هو في الباطن له، (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
  • الضلال بعد الهداية واللجوء إلى الكفر بعد الإيمان فالمسلم المنافق دائمًا ما يشعر بالثقل لتنفيذ أحكام الدين، (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطُبعَ على قلوبهم فهم لا يفقهون).

علامات المنافق

  • الكذب.
  • خلف الوعود.
  • خيانة النفس والأمانة.
  • الفجور عند الخصام.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”.
  • كما يقول صلى الله عليه وسلم: “أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.
  • الفساد في الأرض يقول الحق سبحانه وتعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).
  • الكسل عند أداء الطاعات.
  • التظاهر بعكس ما يوجد في باطنهم.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة المنافقون

هل يوجد عقاب للمنافق؟

أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن مكان المنافق سوف يكون في الدرك الأسفل من النار ” فقال تعالى {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[١٣] صدق الله العظيم.

كما أن هناك العديد من الدلالات القرآنية ودلالات السنة التي تشير إلى مكانة المنافق في الدار الآخرة.

  • قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ “التوبة: 68”
  • قال تعالى: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا “الأحزاب: 73”
  • قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾.
  • قال تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”

ما هي أنواع النفاق؟

1- النفاق الشرعي

يعد من أكثر أنواع النفاق انتشارًا في المجتمع، فهو يشير إلى الشخص الذي يتحلى بالصفات الإيمانية أمام الناس، ويسير بينهم يذكرهم بأخطائهم، ولكنه في الخفاء يرتكب مثل هذه الأخطاء وأكثر، ولكنه يميل إلى التعظيم من خطايا الآخرين.

2- النفاق الليبرالي

يشير إلى الشخص المنافق الطبيعي الذي تجول بين الناس، ولا يتفلت إلى أخطائهم، ولكنه يرتدي قناع عند التعامل معهم طول الوقت، ويرتكب العديد من الأخطاء التي لا يعرف عنها أحد.

3- النفاق الطبيعي

هذا النوع من النفاق يتواجد داخل قلب الإنسان بالفطرة، حتى وإن كان مستقيم، وتًجدر الإشارة أن هذا النوع من النفاق لا يؤذي صاحبه ولا يؤذي من حوله، كما أنه لا يتسبب في المشكلات في المجتمع.

4- النفاق الرسمي

يتمثل هذا النوع في خداع الشخص لنفسه، فلن يقتصر النفاق على خداع الآخرين من حوله وحسب، بل أنه يخادع نفسه، وذلك ما يمثل خطرًا على الإنسان، قد يتسبب في الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض النفسية.

5- النفاق في الإسلام

من أخطر أنواع النفاق حيث إنه يعتبر جريمة كبرى، فهو يتمثل في المسلم الذي يتظاهر بالإيمان أمام الآخرين ولكنه يحمل الكفر بداخله، والنفاق في الإسلام عقوبته أشد من الكفر، وذلك لأن أضراره عديدة.

اقرأ أيضًا: صفات المنافقين في سورة المنافقون

كيفية التعامل مع المنافق

  • الحفاظ على هدوء الأعصاب، وذلك من خلال تصفية الذهن وممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل.
  • تجاهل الأفعال السيئة الصادرة منهم قدر الإمكان.
  • ترك استكمال المحادثات معهم في حالة التعرض إلى بعض المواقف السيئة المزعجة.
  • تجنب الخلافات مع المنافقين لأنهم يقولون ما ليس فيك.
  • المواجهة بطريقة لينة ومحترمة إذا كان الأسلوب غير مستحب على الإطلاق.
  • محاولة تجنب الحديث مع المنافقين قدر الإمكان.

المنافقين متواجدين حولنا، بأنواع النفاق المختلفة التي منها من يؤثر على النفس ومنها من يؤثر على المجتمع، وفي المجمل النفاق من الصفات السيئة التي يجب تجنبها قدر المُستطاع.

قد يعجبك أيضًا