هل تقبل صلاة المرأة الناشز

هل تقبل صلاة المرأة الناشز؟ وما هي مبطلات الصلاة؟ عند إصدار أي حكم شرعي في الإسلام، يجب الرجوع إلى القرآن كمصدر أساسي للأحكام الشرعية، ثم السنة النبوية، وغيرها من الأدلة الشرعية المتفق عليها، ولمعرفة هل تقبل صلاة المرأة الناشز أم لا، نُبين ذلك عبر موقع زيادة.

هل تقبل صلاة المرأة الناشز؟

أجر الصلاة عند الله معلوم، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ومن أقام الصلاة فلح كما قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون: آية1-2)، ومن حفظها حفظته، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع.

بيد أن المرأة الناشز التي لا تطيع زوجها أو تعرض عنه لأي سبب كان هل تقبل صلاتها أم لا؟

  • ليس هناك ما يثبت أن الله لا يتقبل الصلاة عن المرأة الناشز، لا في القرآن الكريم، أو السنة النبوية الشريفة.
  • أما الاستدلال بحديث (ثلاثةٌ لا تُرفعُ صلاتُهم فوق رؤوسِهم شبرًا رجلٌ أمَّ قومًا وهم له كارهون وامرأةٌ باتت وزوجُها عليها ساخطٌ وأخوانِ مُتصارِمان) هو حديث ضعيف لا أصل له، ولم يرد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • هناك بعض الأقاويل بأن إسناد الحديث صحيح، وهذا يرجع إلى إسناد أبي أمامة عند الترمذي.
  • على الرغم من أن إسناد الحديث ضعيف، إلا أنه يجب على المرأة طاعة زوجها، وتلبية أوامره، ما دمت في غير معصية لله.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة الناشز

هل تقبل صلاة الزوجة وزوجها غضبان؟

في ضوء الإجابة عن تساؤل هل تقبل صلاة المرأة الناشز نوافيكم بحكم صلاة المرأة وزوجها عليها غاضب.

لا يوجد ما يثبت أن المرأة التي يغضب عليها زوجها لا يتقبل الله منها صلاتها، حيث إنه لم يرد نصًا في القرآن الكريم أو السنة النبوية عن ذلك، وكل الأحاديث التي وردت عن هذا الأمر هي أحاديث على الضعف.

لا يعني هذا الاستهانة بغضب الزوج، بل إن الزوج على زوجته يؤدي إلى سخط الله، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ).

الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3237 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لذلك يجب على الزوجة طاعة الزوج فيما يُعينها على طاعة الله، وليس فيما يعود عليها بضرر أو غضب من الله.

اقرأ أيضًا: شروط الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها وحكمها

ما هي مبطلات الصلاة؟

هناك الكثير من الحالات التي لا تقبل فيها الصلاة للمسلم، وواجب على كل مسلم أن يعرفها، تبين بشكل أوضح الإجابة عن تساؤل هل تقبل صلاة المرأة الناشز أم لا.

1- كثرة الحركة داخل الصلاة

يجب على المرء أن يتأكد من أنه لا يقوم بالحركات الكثيرة التي تبطل صلاته، وتجعلها غير مقبولة، والمقصود بالحركة، هي التي لا تجعل الإنسان مطمئنًا وهو يصلي.

حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: ما لي أرَاكُمْ رَافِعِي أيْدِيكُمْ كَأنَّهَا أذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ اسْكُنُوا في الصَّلَاةِ قالَ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حَلَقًا فَقالَ: مَالِي أرَاكُمْ عِزِينَ قالَ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقالَ: ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ)

الراوي: جابر بن سمرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 430 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

هذا أمر صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة لا تصح ولا تتم إلا بالسكون، فهو من أركان الصلاة.

قد أمر الله جل وعلا الصلاة في خشوع كما قال تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:2).

2- خروج أي شيء من الجسم يبطل الصلاة

من أهم الأمور التي لا يجب على المصلي أن يغفل عنها، هو الطهارة وصحتها، فإذا تأكدت أن هناك ما أبطل وضوئك، وجب عليك أن تتوضأ مرة أخرى، وتتم صلاتك.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ – أوْ لا يَنْصَرِفْ – حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا).

الراوي: عبد الله بن زيد | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 137 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

3- خروج الدم من الجسم بغزارة

الشرط هنا أن يكون الدم قد خرج من الجسم بغزارة، بحيث لا تستطيع إيقافه، وإن كان قليل فلا حرج فيه، لأن الأصل في الدم أنه نجس.

فإن كان هناك مقدرة على قطع الصلاة وتنظيف الدماء، فيمكنك أن تتعامل مع هذه الحالة، وكأنك قد أحدثت، فتتوضأ ثانية، وترجع إلى صلاتك وتصليها.

4- الصلاة في غير وضوء

لا تصح الصلاة إلا على وضوء، فقد ذكر الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه: (هَلَكَتْ قِلَادَةٌ لأسْمَاءَ، فَبَعَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَلَبِهَا رِجَالًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ ولَيْسُوا علَى وُضُوءٍ، ولَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَصَلَّوْا وهُمْ علَى غيرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ زَادَ ابنُ نُمَيْرٍ، عن هِشَامٍ، عن أبِيهِ، عن عَائِشَةَ: اسْتَعَارَتْ مِن أسْمَاءَ).

الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5882 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

فإن لم يجد ماءً تيمم، حيث قال الله عز وجل:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ( المائدة: 6).

5- ترك ركن من أركان الصلاة

هناك العديد من أركان الصلاة التي لا يجب إغفالها، وأي سقوط أو عدم تأدية لركن منها متعمدًا، يبطل الصلاة، ويجب على المصلي أن يعيد الصلاة مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم

كيف أصلي صلاة صحيحة؟

حتى يطمئن العبد أن صلاته صحيحة ومقبولة من الله، وحتى تتأكد المرأة الناشز التي تتساءل هل تقبل صلاة المرأة الناشز أم لا من صحة صلاتها من عدمها، يجب العلم بضابط الصلاة الصحيحة.

لأداء الصلاة بطريقة صحيحة يجب أن يقوم الإنسان باتباع بعض الأمور التي تجعل الصلاة مقبولة عند الله تعالى، نوافيكم ببيانها استكمالًا للإجابة عن تساؤل هل تقبل صلاة الناشز أم لا.

1-أركان الصلاة الصحيحة

هناك 14 ركن من أركان الصلاة التي لا تصح أي صلاة إلا بتأديتها جميعًا، وأي خلل فيها، أو عدم تأديتها يجب على المصلي أن يعيد الصلاة:

  • القدرة على الصلاة.
  • تكبيرة الإحرام.
  • قراءة فاتحة الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم تعتبر آية).
  • الرجوع بحيث تلمس الركبتين بالكف، مع استواء الظهر.
  • الرفع من الركوع.
  • الوقوف.
  • السجود مع مراعاة أن تلمس سبع أجزاء من الجسم الأرض وهي: الجبهة، الأنف، الكفين، أطراف الأصابع المتجهة إلى القبلة، الركبتين.
  • الرفع من السجود.
  • الجلوس بين السجدتين.
  • الطمأنينة في الصلاة.
  • التشهد الأخير.
  • الجلوس للتشهد الأخير.
  • التسليمتين، وقول في كل تسليمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  • الترتيب بين الأركان وعدم القيام بركن قبل الآخر.

2- واجبات الصلاة

هناك ثمان واجبات الصلاة، ليست من الأركان، لكنها مهمة لإتمام الصلاة:

  • التكبير لغير الإحرام، مثل التكبير في السجود، والركوع.
  • قول سمع الله لمن حمده بعد القيام من الركوع.
  • قول ربنا ولك الحمد.
  • قول سبحان ربي العظيم في الركوع.
  • قول سبحان ربي الأعلى في السجود.
  • قول رب اغفر لي بين السجدتين.
  • التشهد الأول.
  • الجلوس للتشهد الأول.

3- سنن الصلاة القولية

  • القول بعد تكبيرة الإحرام دعاء الاستفتاح: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد).

أو دعاء (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ” ويسمى دعاء الاستفتاح).

  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
  • قراءة سورة بعد الفاتحة.
  • الجهر بالصلاة للإمام.
  • قول ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد.
  • أي تسبيحة في الركوع والسجود تزيد عن الواحدة.
  • ما زاد على المرة في قول رب اغفر لي بين السجدتين.
  • الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.

4- سنن الصلاة الفعلية

  • رفع اليدين مع تكبير الإحرام.
  • رفع اليدين عند الركوع.
  • رفع اليدين عند الرفع من الركوع.
  • حط اليدين عقب الرفع من الركوع.
  • وضع اليمين من اليد على شمالها.
  • النظر موضع السجود.
  • التفرقة بين القدمين في الوقوف.
  • قبض الركبتين، وإفراج الأصابع عليهما، ومد الظهر في الركوع.
  • تمكين أعضاء الجسم الواجب لمسها للأرض في السجود، إلا الركبتين.
  • الافتراش في الجلوس بين سجدتي التشهد الأول، والتورك في التشهد الأخير.
  • الالتفات يمينًا ويسارًا في التسليم.

يجب الانتباه إلى أن هناك بعض الاختلافات بين العلماء والمذاهب في أصول هذه الأمور، وبين ما هو واجب وجائز، وكلها مبسوطة وموضة في كتب الفقه.

اتباع شريعة الله التي أنزلها على عباده في محكم تنزيله، ومن بعدها أوضحها النبي في سنته الشريفة، هي أفضل ما قد يقوم به المسلم، فالحرص على القيام بما يحب الله، يقرب العبد من ربه، ويدخله الجنة.

قد يعجبك أيضًا