الحروف المطموسة في خط النسخ

الحروف المطموسة في خط النسخ يتميز من خلالها شكل الخط عن سائر الخطوط الأخرى، حيث إن خط النسخ من الخطوط جميلة التركيب وسهلة الكتابة والقراءة، كل ذلك مع شدة مراعاتها للغة العربية.

لذا نتعرف من خلال موقع زيادة على الحروف المطموسة في خط النسخ وكيفية كتابتها ومدى قيمة الخط النسخي وتاريخه.

الحروف المطموسة في خط النسخ

الخط المدور أو خط البديع أو الخط المقور أو الخط النسخي، فكلها أسماء لمسمى واحد هو الخط الذي تم تأسيسه في القرن التاسع الميلاد على يد الخطاط التركي ابن مقلة شيرازي ليبدأ العرب العمل به في عهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فأصبح خط منفرد له قواعده وأحكامه؛ ليتميز بين جميع كتاب اللغة العربية لسهولة كتابته وقراءته ومناسبته لجميع الأعمال الكتابية، ولزيادة المعرفة به سوف نتعرف على الحروف المطموسة في خط النسخ وهي:

  • حرف الغين “غ”.
  • حرف العين “ع”.
  • حرف الميم “م”.
  • حرف الفاء “ف”.
  • حرف القاف “ق”.

لتوضيح معنى الطمس في الأساس فهو في التعريف اللغوي “محو الشيء أو إزالة أثره أو الحرص على إخفائه” فعندما يقترن المعنى بخط النسخ يكون المعنى المقصود هو طمس الحرف بتحجيمه إلى حجم أقل حتى يناسب شكل الخط وقواعده ويتماشى مع قواعد اللغة العربية.

على سبيل المثال حرف العين يكون في شكله المعتاد كما في الصورة التالية:

الحروف المطموسة في خط النسخ

نجدها عندما تكون في بدء الكلمة أو وسطها يطمس تدويرها لتصبح كذلك:

الحروف المطموسة في خط النسخ

تلك القواعد اللغوية هي التي تميز نوعية خط عن آخر من حيث أساليبه الكتابية وتعطيها الشكل الخاص، فخط النسخ بالذات يعد من أسهل الخطوط العربية وأكثرها يسرًا في القراءات المختلفة، ويتميز بسلاسة الاستخدام.

مع كل تلك المميزات من حيث السهولة والتيسير فهو يعد من أكثر الخطوط مراعاة لقواعد اللغة العربية، فيما يلي سوف نعدد ونفصل ميزات الخط النسخي.

اقرأ أيضًا: من الحروف التي تطمس في خط النسخ

ميزات الكتابة بالخط النسخي

إن الخط النسخي قد انفرد منذ ظهوره وبداية العمل به بفضل ما تحتويه تركيبات حروفه من ميزات عدة، فهو يجمع بين الجودة والسلاسة، فقد تميز بالآتي:

  • وضوح الكلمات: انفرد الخط النسخي عن الخطوط الأخرى بمدى وضوح كلماته الناتجة عن وضوح كل حرف من حروفه في وضعه التركيبي.
  • جمال التركيب: كما ذكرنا في المَزِيَّة السابق تميز الخط النسخي بالوضوح، فبالرغم من مدى وضوحه لم يؤثر ذلك على عنصره الجمالي من حيث الشكل الفني لتركيب الحروف.
  • التناسق الحجمي: يتميز الخط النسخي بالتساوي الحجمي بين الحروف في الكلمات مما يعمل على التناسق بين الجمل ووضوح بيانها.
  • مراعاة القواعد اللغوية: يتميز خط البديع بمدى تشكله المناسب لقواعد اللغة العربية، فيقبل تشكيلها وحركاتها ويناسب قوة قواعدها.
  • استدامته: يتميز الخط المقور بمدى مرونته التطبيقية ليناسب التنمية المستدامة المتعلقة بالحوسبة الحديثة والتحول الرقمي، فلا يعد لغة تراثية كتابية فقط.

بذلك نكون قد عرفنا بعضًا من ميزات الكتابة بالحروف النسخية، ولعل سبب وجود الحروف المطموسة في خط النسخي هو تشكله ليراعي كل ما ذكرناه سابقًا.

اقرأ أيضًا: الفرق بين حروف خط الرقعة والنسخ

القواعد الكتابية للخط النسخي

قد ذكرنا سلفًا في ثنايا جمل الفقرات السابقة الحروف المطموسة في خط النسخ وأسباب طمسها، وعددنا ميزات الخط النسخي وقوتها اللغوية وروعتها الجمالية وسلاستها الكتابية والقرائية.

فالخط النسخي يتشابه بروعة جماله مع خط الثلث إلى جانب اقترانه بسلاسة قواعده مع خط الرقعة، فحتى نتمكن من الاستخدام الرشيد له سوف نذكر قواعده، التي تتمثل في الآتي:

  • تطمس عدة حروف في الكلمة إذا جاءت في وسط الكلمة أو بدايتها، وقد ذكرنا تلك القاعدة تفصيلًا وهي العنوان الرئيسي للموضوع.
  • يشترط التشكيل وتوضيح الحركات على حروف الكلمات، وإن تم التغافل عن بعضها فلا ينبغي التجاوز عن الحركات القوية مثل (الكسرة، الضمة، الفتحة).
  • الحروف النسخية تقسم لقسمين: حروف تكتب على السطر ولا تنزل عنه مثلا (الباء، التاء، الثاء)، وحروف تنزل عن السطر مثل (الزاي، الراء).

فتكون تلك أهم القواعد الكتابية العامة للكتابة بخط البديع، وتعد واحدة من قواعدها الرئيسية هي الحروف المطموسة في خط النسخ، فوجب معرفة قواعدها العامة بإتقان.

اقرأ أيضًا: الحروف التي تنزل عن السطر في خط النسخ عند الكتابة

الفروق الرئيسية بين خط الرقعة والنسخ

كما ذكرنا فيما سبق مدى شمولية الخط النسخي لميزات عدة بخطوط أخرى، حيث إنه أخذ من كل خط من الخطوط العربية الخمسة:

  • خط الثلث.
  • الخط الديواني.
  • الخط الفارسي.
  • الخط الكوفي.
  • الخط الرقعة.

فكان هو الجامع بينهم، بالرُغم من ذلك فهو أقرب لخط الرقعة، فلا يفرقهم إلا الصفات الآتية:

  • جميع الحروف مطموسة في خط الرقعة فلا يخرج عن تلك القاعدة إلا هاء بداية الكلام وبعض حروف نهاية الكلام، بخلاف الخط النسخي الذي خرج عن تلك القاعدة فلم يطمس إلا بعض الحروف السابق ذكرها.
  • ازدهار كتابة الرقعة في العصر العثماني، حيث يمكن ملاحظة ذلك في التراث من الخطابات المكتوبة في تلك الحقبة الزمنية.
  • كبر حجم الخط النسخي عن خط الرقعة، فيحتل الخط النسخي المرتبة الثانية بين الخطوط من حيث صغر الحجم، هذا ما جعله يجمع بين سهولة الكتابة ووضوح البيان.
  • هندسية الخط النسخي، فهو من أكثر الخطوط مراعاة للقواعد الهندسية الكتابية والتشكيلية لبناء الكلمات على خلاف خط الرقعة الذي يعتبر خط للممارسة الحياتية ولا يهتم بالإطار الهندسي.
  • طمس أسنان حرفيِ السين والشين في لغة الرقعة فتكتب بشكل خط مستقيم على السطر مثلًا كلمة “الساعة” تكتب هكذا “الـــاعة”، كذلك الأمر بالنسبة لحرف الشين.

إن الخط النسخي ابتُكر ليراعي جميع العناصر اللغوية والكتابية، فهناك بعض الحروف منه مطموسة لكن الغالبية تخالف تلك القاعدة.

قد يعجبك أيضًا