تعريف الفقاعة الاقتصادية

يعتبر تعريف الفقاعة الاقتصادية من أكثر التعريفات الاقتصادية التي يجب على المستثمرين وبالأخص الجدد في مجال الاستثمار فهمها، وذلك لأنه سوف يساهم في زيادة الوعي لديهم، وبالتالي يستطيعون تجنب حدوث أي فقاعة اقتصادية.

حتى لو حدثت الفقاعة يستطيعون أيضًا تجنب أضرارها بشكل أو بآخر، لذلك ومن خلال موقع زيادة سوف نتعرف على تعريف الفقاعة الاقتصادية.

تعريف الفقاعة الاقتصادية

يعد تعريف الفقاعة الاقتصادية من أهم المعلومات التي يجب على المستثمر التعرف عليها وذلك لأنها تساعده كثيرًا في الاستثمار والحصول على عوائد ربحية كبيرة دون وجود أي عواقب تتبع ذلك.

حيث تعتبر الفقاعة الاقتصادية في البنية التحتية للتضخم الاقتصادي، وذلك لأنها تقوم بعمل حالة من التضارب على العديد من السلع، وذلك يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار هذه السلع، ثم يحدث تضارب مرة أخرى يؤدي إلى ارتفاع ضخم آخر، والذي يؤدي إلى الانفجار.

بعد ذلك يقل سعر هذه السلعة بشكل مبالغ فيه جدًا، وبالتالي في خلال هذه الفترة تسوء الحالة الاقتصادية الخاصة بالأسواق التي توجد بها الفقاعة الاقتصادية أكثر فأكثر، ومن ضمن الخسائر الاقتصادية هي خلق فجوة كبيرة بين العاملين في هذا السوق.

ذلك بسبب زيادة الأرباح التي يحصل عليها التاجر فقط، بدلًا من تعزيز القوة الشرائية في السوق، وحتى هذه الأرباح التي يحصل عليها التاجر هي أرباح مؤقتة لأن أسعار السلع المترتبة على هذه السلعة سوف يزيد سعرها أيضًا، وبالتالي سوف يحدث خلل كبير.

توجد الفقاعة الاقتصادية في العديد من الأسواق المتخصصة في العقارات أو الأملاك بشكل عام، وذلك لأن الأسعار فيها ترتفع بشكل مبالغ فيه وتنخفض أيضًا بنفس هذا الشكل، وبالتالي فهذه الأسواق عي الأكثر عرضة دائمًا لحدوث فقاعة اقتصادية فيها.

اقرأ أيضًا: بحث عن المشكلة الاقتصادية

أمثلة عن الفقاعات الاقتصادية

يوجد العديد من الأمثلة عن الدول التي حدث فيها فقاعة اقتصادية والتي نتج عنها الكثير من الخسائر المادية الكبيرة بالإضافة إلى العديد من الخسائر المعنوية أيضًا، وسوف نتعرف على هذه الأمثلة من خلال النقاط التالية:

  • البدايات كانت في القرن الرابع عشر تحديدًا في فرنسا، وذلك بعد الانتهاء من العديد من الحروب التي خاضتها الدولة، حيث قام شخص يسمى جون لو بإنشاء بنك يمكن من خلاله شراء الصكوك او ما يسمى بـ البنكنوت، عن طريق استبدالها بالذهب.

منذ ذلك الوقت قام الكثير من الأشخاص بشراء الصك، وبالتالي أصبح هناك أزمة كبيرة في الذهب لأنه غير متوفر، فقاموا بإنشاء شركة الميسيبي للبحث عن الذهب لتسديد قيمة الصكوك في حدثت فقاعة اقتصادية كبيرة.

  • في هولندا وبالتحديد في القرن السابع عشر حيث كان يسمى هذا العصر بالعصر الذهبي لهولندا، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن الفقاعة الاقتصادية ضربتها بكل قوة وسُميت هذه الأزمة بـ TulipMania أو ما يعرف بـ House Tulip.

حدثت هذه الأزمة بعد أن ارتفعت أسعار الأسهم بشكل كبير على جميع الأصعدة والمستويات، وزادت عمليات البيع والشراء، إلى أن توقفت هذه العمليات وبالتالي انخفض سعر السهم الواحد حتى أصبح لا يساوي شيئًا.

  • في عام 2008 م حدث أعظم انهيار في التاريخ وذلك بسبب انفجار الفقاعة الاقتصادية، حيث أعلنت العديد من الشركات إفلاسها، ومن ضمنها شركة الإخوان ليمان، بالإضافة إلى فريدي ماك وفاني ماي والعديد من الشركات الأخرى.

تم تسجيل خسائر في نفس الشهر تقدر ب 9.3 تريليون في جميع أسواق الأسهم العالمية بنسبة وصلت إلى 22% من قيمة السوق بشكل عام في العالم.

أمثلة أخرى عن الفقاعات الاقتصادية

سوف نتعرف من خلال هذه الفقرة على العديد من الأمثلة الأخرى التي توضح مدى خطورة الفقاعة الاقتصادية، وتأثيرها على الدولة التي حدثت فيها وذلك من خلال النقاط التالية:

  • بسبب الفقاعة الاقتصادية التي حدثت في عام 2002 م اختفت العديد من الشركات المتخصصة في مجال الإنترنت، وذلك بعد تقديم نفسها إلى العالم من ضمن الشركات التي سوف يكون لها شأن كبير في العالم على مدار السنين القادمة.
  • في عام 1989 م وبالتحديد في دولة اليابان حدث هناك فقاعة اقتصادية في مجال العقارات، وترتب عليه وصول سعر شراء المتر الواحد في أرض من الأراضي الموجودة في طوكيو إلى 139 ألف دولار أمريكي، هذا يعادل ما لا يقل عن 350 ضعف القيمة الحقيقية للمتر.
  • ضربت الفقاعة الاقتصادية في عام 2000 م سوق الإنترنت بشكل قوي جدًا، القيمة الكلية للمخزون الخاص ببورصة ناسداك أو نازداك أكبر بمراحل وأضعاف الـ GDP الخاص بالكثير من الدول المحيطة، وبذلك نكون قد تعرفنا على تعريف الفقاعة الاقتصادية.

مراحل تطور الفقاعة الاقتصادية

بعد أن تعرفنا على تعريف الفقاعة الاقتصادية سوف نتعرف الآن على مراحل الفقاعة، حيث يجب أن تمر الفقاعة الاقتصادية بخمس مراحل حتى تنتهي، وهذه المراحل هم الإزاحة، تكوين الفقاعة، الانتشاء، جني الأرباح، الصدمة.

سوف نتعرف أكثر على هذه المراحل من خلال الفقرات التالية.

المرحلة الأولى من الفقاعة الاقتصادية

المرحلة الأولى تعتبر أساس تكوين الفقاعة وهي الإزاحة، والتي تحدث من خلال انجذاب العديد من المستثمرين إلى النماذج الاقتصادية جديدة الظهور والقيام بشراء كميات كبيرة منها، وذلك لأنهم يتنبؤون لها بمستقبل اقتصادي رائع.

بالتالي تقل الكمية الموجودة في الأسواق بدرجة كبيرة وتصبح موجودة عند عدد معين من المستثمرين وبالتالي يزداد السعر الخاص بها.

المرحلة الثانية من الفقاعة الاقتصادية

تبدأ في هذه المرحلة تكوين الفقاعة الاقتصادية وذلك لأن الأسعار الخاصة بالسلع التي تم شرائها في المرحلة الأولى سوف تبدأ بالارتفاع بشكل بطيء بعض الشيء حتى ينجذب لها العديد من المستثمرين الآخرين عندما يلاحظون هذا الارتفاع.

ثم فجأة يحدث ارتفاع كبير في أسعار هذه السلع، وهذا يجعل المزيد من المستثمرين الدخول في السوق الخاص بهذه السلع، وذلك لأن في اعتقادهم انها فرصة العمر بالنسبة لهم ويجب استغلالها.

اقرأ أيضًا: النظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط في الاقتصاد

المرحلة الثالثة من الفقاعة الاقتصادية

مع زيادة الأسعار التي وصلت إليها هذه السلع يتشجع العديد من المستثمرين الآخرين أيضًا لشراء هذه السلع أيضًا والاستفادة من ارتفاع الأسعار الخاصة بها لجني الأرباح، وذلك لأنهم يروا أنها أسهل الطرق للوصول إلى العديد من الأموال.

المرحلة الرابعة من الفقاعة الاقتصادية

في هذه المرحلة يقوم المستثمرين من خلال المضاربة في هذه السلع بجني الكثير من الأرباح، ولكن يوجد العديد من المستثمرين الذين لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال وقد تعرفوا على تعريف الفقاعة الاقتصادية.

البدء في أخذ الاحتياطات لأنهم أدركوا أن الفقاعة على وشك الانفجار في أي لحظة، لذلك يقوموا بجني أكبر قدر من الأرباح سواء من خلال بيع الأصول، وبذلك يستطيعون المرور من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.

لكن بالنسبة إلى المستثمرين الأقل من حيث الخبرة لا يلاحظون ذلك ويعتقدون ان هذه الأسعار سوف تزيد أكثر وبالتالي سيكون هناك عواقب وخيمة.

المرحلة الخامسة من الفقاعة الاقتصادية

هذه المرحلة هي المرحلة التي تسيطر عليها حالة من الذعر والخوف والقلق على الجميع، وذلك لأن الأسعار الخاصة بهذه السلع تبدأ في الانخفاض بشكل كبير لدرجة لا يستطيع فيها المستثمر تحديد الخسائر التي حدثت له.

التي تكون حجمها بحجم الاستثمارات الموجودة في المراحل السابقة، حيث كلما زاد الإنفاق زادت الخسائر، وبذلك نكون قد تعرفنا على تعريف الفقاعة الاقتصادية ومراحل تطورها.

تأثير الكورونا على الفقاعة الاقتصادية

تعتبر مرحلة الكورونا مرحلة مختلفة على العالم كله حيث لم يسبق لهم المرور بمثل هذا الوباء، وذلك لأنه سبب الكثير من الأضرار سواء النفسية أو المادية، ولكن يوجد خسائر قادمة أخرى بسبب هذا الفيروس.

ذلك مع استمرار فترة العزل أصبح جميع الناس في المنازل وبالتالي أصبحت وسيلة الشراء الوحيدة هي الإنترنت، وبالتالي زادت المبيعات الخاصة بالشركات الإلكترونية أو الشركات التي لها قنوات خاصة بها على الإنترنت، بالإضافة إلى فروعها.

أما الشركات التي لم تكن تعمل من خلال الإنترنت حتى لو بجزء بسيط لحق بها ضرر كبير، وذلك لأن الطريقة التي كانت تقدم بها المنتجات الخاصة بها لا تتناسب مع هذه المرحلة، وبالتالي لحق بها ضرر كبير.

لكن على الرغم من ارتفاع الأسهم الخاصة بالشركات الإلكترونية وعلى رأسهم شركة أمازون التي زاد معدل التوظيف فيها إلى الضعف في وقت قصير إلا أن الفقاعة الاقتصادية سوف تأتي في وقت قريب على كل الشركات الموجودة في المجال الإلكتروني.

كما يتوقع الخبراء أن المرحلة الخامسة من الفقاعة وهي مرحلة الذعر سوف تأتي بعد انتهاء الكورونا، ولكنها سوف تكون عنيفة جدًا على القطاعات التي تأثرت بشكل كبير بسبب الكورونا، كما يتوقعون أيضًا أن التعافي من هذه الفقاعة سوف يسير ببطء.

اقرأ أيضًا: يساهم في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وفهم خصائص المجتمع

أضرار الفقاعة الاقتصادية

يوجد العديد من الأضرار التي يكون السبب فيها الفقاعة الاقتصادية، وسوف نتعرف على هذه الأضرار من خلال اتباع النقاط التالية:

  • انخفاض مستوى الاستثمار.
  • سوف تخسر العديد من الشركات وبالتحديد الصغيرة والمتوسطة منها خسائر كبيرة جدًا من الممكن أن تؤدي إلى إفلاسها.
  • انخفاض في المعدل الخاص بالإنتاج، وذلك لقلة الموارد وقلة العمالة، التي تم الاستغناء عن العديد منهم لتقليل الخسائر التي حدثت.
  • سوف يجني العديد من المستثمرين المخضرمين الكثير من الأموال، وذلك لأنهم تصرفوا بشكل جيد، ولكن لن يتم استخدام هذه الأموال بسبب المشكلة الاقتصادية الموجودة.
  • يمكن أن يتم إنشاء فقاعة اقتصادية وذلك نتيجة التوجه إلى مجال آخر للاستثمار فيه بنفس الطريقة المستخدمة.
  • سوء الأحوال الاقتصادية.
  • سوف يحدث نمو بشكل كبير في المعدلات الخاصة بالبطالة، حيث يوجد العديد من الأشخاص العاملين في الشركات المؤسسات تم تسريحهم من أجل توفير أجورهم لتقليل الخسائر.
  • بالنسبة للشركات والمؤسسات الكبرى سوف تقل معدلات الأرباح الخاصة بالعديد منها بشكل كبير.
  • العديد من المشروعات الصغيرة التي تم تأسيسها حديثًا سوف تعلن إفلاسها، وذلك لقلة المخزون الاحتياطي لها من المال والذي يجعلها تصمد أمام هذه الأزمة.
  • بسبب ضخ العديد من المستثمرين مبالغ مالية في المراحل السابقة من الفقاعة الاقتصادية لن يستطيعوا الآن في المرحلة الأخيرة ضخ الأموال في السوق، وبالتالي سوف يحدث خلل كبير في السلع الموجودة في السوق.

من خلال تعريف الفقاعة الاقتصادية يمكن أن نتوصل إلى أساس هذه المشكلة وهو الطمع الذي جعل المستثمرين يقومون بشراء السلع وتكوين الفقاعة.

قد يعجبك أيضًا