شرح قصيدة جادك الغيث كاملة

شرح قصيدة جادك الغيث كاملة للشاعر لسان الدين بن الخطيب بأسلوب يسير ومبسط ليتمكن القارئ من فهمها، هو محمد بن عبد الله بن سعد السلماني اللوشي الأصل، ولد في غرناطة بالأندلس، كان من أحد أعلام الأندلس حيث كان شاعرًا وفقيهًا ومؤرخًا وفيلسوفًا، ومن أشهر قصائده قصيدة جادك الغيث، ومن خلال موقع زيادة سنتعرف على شرح قصيدة جادك الغيث كاملة للسان الدين بن الخطيب.

شرح قصيدة جادك الغيث كاملة

قصيدة جادك الغيث تعد من فن الموشحات، وهو فن أندلسي يخلد ذكرى المسلمين في الأندلس وعاشوا فيها لقرون، وسمي الموشح بذلك الاسم لما فيه من ترصيع وهو تشبيه لوشاح المرأة المرصع بالجواهر، ويتميز هذا الفن بتنوع القوافي.

تدور قصيدة جادك الغيث حول وصف الشاعر حبه لزمانه الذي عاش فيه وقد أحسن الشاعر في استخدام العبارات التي تلامس القلوب لا العقول، وتحدث الشاعر عن الذكريات الماضية التي عاشها في الأندلس وعن جمال الطبيعة الخلابة، وسوف نعرض لكم فيما يلي شرح قصيدة جادك الغيث كاملة للشاعر لسان الدين بن الخطيب.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة المساء لخليل مطران

نص قصيدة جادك الغيث

سنعرض في بداية موضوع شرح قصيدة جادك الغيث كاملة، نص القصيدة كاملًا ثم سنقوم بشرح بعض الأبيات المهمة حتى نتمكن من فهم القصيدة.

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى * * يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما * * في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى * * تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى * * مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا * * فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما * * كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما * * يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى * * بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى * * مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى * * أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى * * هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما * * أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا * * فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا * * أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى * * وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما * * يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما * * يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا * * وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا * * لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى * * تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما * * يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما * * أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ * * بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ * * بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ * * في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى * * جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى * * ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ * * وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ * * ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ * * في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما * * لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما * * ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا * * عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا * * قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا * * فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما * * فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذَما * * كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا * * واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى * * بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ

واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى * * فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ

الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى * * أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ

ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما * * ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ

مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى * * الغَنيُّ باللّهِ عنْ كُلِّ أحَدِ

مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى * * وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ

مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى * * حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ

حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى * * وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ

والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما * * والنّدَى هبّ إلى المُغْتَرَسِ

هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى * * والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ

عادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا * * تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ

عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا * * قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ

هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى * * قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ

فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما * * ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ

شرح أبيات قصيدة جادك الغيث

سوف نعرض لكم شرحًا مفصلًا لبعض أبيات قصيدة جادك الغيث وذلك في إطار موضوع شرح قصيدة جادك الغيث كاملة.

جادك الغيث إذا الغيث همى * * يا زمان الوصل بالأندلس

في شرح قصيدة جادك الغيث كاملة بدأ الشاعر بوصف الذكريات السعيدة التي قضاها مع الأحبة في غرناطة وبدأ في أول القصيدة بالدعاء للأيام السعيدة التي عاشها في غرناطة مع أحبته أن تسقى بالمطر وهذا ما كان يفعله القدماء حينما كانوا يدعون للأرض التي يوجد بها المحبة.

(جادك الغيث إذا الغيث همى) في البيت استعارة مكنية حيث صور الشاعر زمان الوصل بالأرض التي تسقى بالماء وصرح الشاعر بالمشبه وقام بحذف المشبه به.

(يا زمان الوصل بالأندلس) شبه الشاعر زمان الوصل بالإنسان الذي ينادي عليه ويسمع النداء وهذه استعارة مكنية حيث قام بحذف المشبه به وهو الإنسان وصرح بالمشبه.

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما * * في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

أضفى الشاعر لسان الدين بن الخطيب صورة رائعة في البيت في شرح قصيدة جادك الغيث كاملة حيث قال إن لقاء الأحبة مر سريعًا كما تمر الأحلام السعيدة أو اللذات المختلسة.

(لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما ** أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ) وظف الشاعر في الأبيات تشبيهين حيث شبه الوصال وهو لقاء الأحبة في لذته كالحلم السعيد الذي ينقضي سريعًا، واقتصر الشاعر الزمن كالخلسة القصيرة.

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى * * تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

يكمل الشاعر ذكرياته السعيدة فيقول كان الزمان يحقق ما يتمنى وكان هذا يحدث وفق خططه المدروسة والمرسومة التي لا تخطئ.

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى * * مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

يكمل الشاعر تحدثه عن الماضي وأمانيه فيقول إن هذه الأماني كانت تتحقق له في موعدها المحدد مثل موسم الحج حينما يأتي الحجاج في ميقات محدد.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة واحر قلباه للمتنبي

أبيات وصف طبيعة الأندلس

يتحدث الشاعر في الأبيات التالية عن طبيعة الأندلس الساحرة وعن جمال أرضها وأهلها وسوف نتعرف أكثر فيما يلي في إطار موضوع شرح قصيدة جادك الغيث كاملة.

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا * * فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

يتحدث الشاعر لسان الدين بن الخطيب عن جمال الطبيعة في الأندلس قديمًا فيقول إن الطبيعة كانت مبهجة وتشاركه وأصدقائه الفرح والسرور وتساعد في إسعادهم والمطر كان يغطي الأرض الخضراء فتصير مزهرة بالأزهار المتفتحة التي تبتسم.

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما * * كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

يبين الشاعر جمال شقائق النعمان ويخبرنا أنها وليدة السماء فيقول النعمان عن ماء السماء، ويوضح هذا التشبيه بقوله كما أنس عن مالك، أي أنس وليد مالك، وهذا ليدل على صلة الوصل بين شقائق النعمان والمطر.

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما * * يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

يوضح الشاعر أن شقائق النعمان أزهرت بسبب المطر وأنها وليدة هذه السماء تمتمًا مثل أنس بن مالك، وأدى هذا إلى أن أصبحت الأرض روضة تختال في ثوب جميل وتتعدد بها الألوان الحسان.

أي شيء لأمري قد خلصا * * فيكون الروض قد مكن فيه

في شرح قصيدة جادك الغيث كاملة يبدأ الشاعر في وصف الطبيعة الخلابة التي تؤثر في نفسه ويعطي الشاعر لسان الدين بن الخطيب حكمة في البيت فيقول إن الإنسان لا يبقى على حاله سعيدًا تمامًا مثل الأرض الخضراء التي تزهر وتصبح شديدة الجمال ثم تذبل هذه الزهور وتصبح أرضًا قاحلة.

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا * * أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

يشبه الشاعر في الأبيات الزهرة بالإنسان حيث إن الأزهار تنتهز فرص جمالها وتفتحها قبل أن تذبل فكذلك الإنسان ينتهز ويسعى لإسعاد أوقاته ونفسه خلال فترة حياته قبل أن توافيه المنية.

(تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا) في البيت استعارة مكنية حيث شبه الشاعر الأزهار بالإنسان الذي ينتهز الفرص المفتوحة أمامه وقام بحذف المشبه به وهو الإنسان وصرح بالمشبه.

أبيات اشتياق الشاعر للأندلس

في الأبيات التالية يوضح الشاعر مدى اشتياقه للعودة إلى الأندلس ويبين حنينه لوطنه وأهله وسنتعرف على شرح الأبيات فيما يلي.

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى * * وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما * * يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما * * يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

صور الشاعر في الأبيات صوت جريان الماء فوق الحصى بصوت مناجاة الحبيب حينما يفارق حبيبه، وحينما سمع الورد ورأى مناجاة الماء للحصى أحمر وجهه ولكن ليس خجلًا وإنما غيرة وحسدًا، أما الأس صاحب الأوراق الكبيرة والرائحة العطرة لم يكن يغار مثل أورد فراح يسترق السمع.

(الماءُ تَناجَى والحَصَى) صور الشاعر الماء والحصى بأشخاص تناجي وهي نوع من أنواع الصور البيانية وهي استعارة مكنية حيث قام بحذف المشبه به وصرح بالمشبه، (الورْدَ غَيوراً) شبه الشاعر الورد بإنسان يغار وهذه استعارة مكنية حيث قام الشاعر بحذف المشبه به وصرح بالمشبه.

(الآسَ لَبيباً) وظف الشاعر استعارة مكنية حيث شبه الأس بإنسان يسمع وقام بحذف المشبه به وهو الإنسان وصرح بالمشبه.

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا * * وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

من ضمن شرح قصيدة جادك الغيث كاملة يبدأ الشاعر في فكرة أخرى وهي مناجاة الأحبة ورغبته في تجديد اللقاء بعد الفراق فيدعوا وينادي الشاعر على أهل الحي الذي كان يعيش فيه فيقول يا أهل الحي بذلك الوادي الذي تحول إلى واد حزن وألم وشجن، أنا أناديكم لأنكم تحملون منزلة خاصة في قلبي، (وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ) شبه الشاعر القلب بالبيت الذي يسكن فيه الناس وهو تشبيه بليغ.

حزن الشاعر لفراقه لوطنه

يوضح الشاعر مدى حزنه على فراق الأندلس ويتمنى أن يعود به الزمن حتى يعيش مع من أحب مرة أخرى وهذا ما سنتعرف عليه في الأبيات التالية.

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا * * لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

يوضح الشاعر صعوبة شعوره وشدة حزنه بعد فراقه لأرضه ووطنه فيقول إن إحساسي قد ضاق في هذا الفضاء الواسع الكبير، فلم أصبح أهتم به ولا بأي شيء فيه، وضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ كناية ولا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ عن شدة الضيق والحزن الذي يمر به الشاعر.

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى * * تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

يتمنى الشاعر أن يعود إلى ذلك الزمن الذي كان يعيش فيه ويملأه الحب والمودة فإذا عاد هذا الزمن سيتحرر من قيوده وكربه، وكلمة (عبدكم) استعارة تصريحية حيث شبه الشاعر لسان الدين بن الخطيب نفسه وهو أسير في قيود الحب والفراق والبعد، بالعبد الذي أسره سيده ولا يمكنه أن يتحرر منه، وقام بحذف المشبه وصرح بالمشبه به.

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما * * يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

يطلب الشاعر من الأشخاص أن يدعوا له في كل ما يصيبه فهو إنسان عاشق ومغرم بالزمان الماضي وبهذه الحالة التي أصبح عليها فهو يتلاشى شيئا فشيئا.

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما * * أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

يؤكد الشاعر على شدة تعلقه بالزمان الماضي الذي عاشه فيقول إن قلبي قد احتفظ بحب وعشق عظيم لذلك الزمن ولا أظن أنكم ترضون بغير ذلك وهو أن يتحول ذلك الحب إلى بغض ولا مبالاة.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

معاني مفردات قصيدة جادك الغيث

سوف نعرض لكم فيما يلي شرحًا لبعض معاني قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب، حتى نستطيع أن نفهم النص بشكل أفضل وذلك في إطار موضوع شرح قصيدة جادك الغيث كاملة.

  • جادك الغيث: جملة دعائية يدعو فيها الشاعر بالسقيا و الخير لزمان الوصل.
  • الغيث: المطر.
  • زمان الوصل: المراد الزمن الذي اجتمع فيه شمل الأحبة
  • حلما: خيال وطيف.
  • الكرى: النوم.
  • الخلسة: الاختلاس والأخذ في الخفاء
  • يقود الدهر: يسوق والمراد يحقق.
  • أشتات المنى: الأماني المتفرقة.
  • جمع شتيت وجمع منية.
  • ننقل الخطو: تتجه على ما يرسم: كما يرسم لها الدهر.
  • زمراً: جمع زمرة.
  • الوفود: جمع وفد وهو الجماعة
  • الموسم: موسم الحج.
  • الحيا: المطر.
  • جلل الأرض سنا: كسا الرياض أزهارا متفتحة تلمع وتتلألأ.
  • ثغور: جمع ثغر.
  • روى النعمان عن ماء السماء: المراد هنا أن شقائق النعمان ذلك النوع من الإزهار الذي يعرف بشكله الأحمر ونقطة السوداء يدل على أثر المطر فيها وفضله عليها
  • النعمان بن ماء السماء: ملك الحيرة في الجاهلية وفي هذا التعبير تورية.
  • مالك بن أنس: فقيه صاحب مذهب معروف وأنس أبوه أو هو أنس ابن مالك خادم الرسول (ص) وعلى هذا لا تكون بينهم علاقة القرابة
  • معلما: ملونا.
  • يزدهي: يختال بأبهى ملبس بأجمل الأثواب
  • أهيل الحي: إيحاء بالمحبة.
  • وادي الغضا: وادي إمارة غضي وهي شجرة خشبها صلب.
  • أعيدوا: أعيدوا زمن الوصل.
  • تعتقوا: تحرروا.
  • كربه: حزنه.
  • وجدي: شعوري حزني.
  • رحب الفضا: الفضاء الواسع.
  • لا أبالي: لا أهتم.
  • يتلاشى: يختفي.
  • مغرم: عاشق.

يميل الشاعر لسان الدين بن الخطيب إلى استخدام الألفاظ الرقيقة والمحسنات البديعية وتحمل أبياته أفكارًا عميقة يقل التحليل والوصف فيها، ويبين لنا في القصيدة شدة حبه للأندلس فهي موطنه ومنشأه.

قد يعجبك أيضًا