كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء واحدة من المشكلات التي تواجه الكثير من الأمهات والمربين، فقد يجهل بعضهم بطرق التعامل السوي والتربوي مع هذا النوع من المشكلات، والجهل بالحل يأتي غالبًا من الجهل بالمشكلة نفسها، واليوم على زيادة نتعرف على أسباب المشكلة من جذورها وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.

كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء

يمكن مواجهة عصبية الطفل بالعديد من الطرق، وينبغي عند التعامل معه الفهم الجيد لفكرة تقويمه وليس الدخول معه في معركة، ومن هذه الطرق:

1- قدم له الدعم النفسي والعاطفي

غالبًا ما يكون منشأ مشكلة العصبية شعور الطفل بالخوف وأنه وحده في مواجهة العالم، فبعض الأهل يظنون أن اعتماد الطفل على نفسه وتعلمه تحمل المسئولية يعني تركه يتعامل في سنواته الأولى مع العالم بمفرده، وهو خطأ شائع لابد من تداركه والتعامل السليم معه.

وبالحديث عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، لابد أن نقر بأهمية احتواء الوالدين للطفل في جميع مراحله، وقد يظن البعض ظنًا خاطئًا بأن الطفل غير مدرك لأهمية اللمس والتواصل الحسي مع من يحبهم، فلا يمسكون بيديه ولا يضموه إليهم رغم أنها من أهم الحاجات العاطفية للطفل.

كما أنه لا بد من أن نخص بالذكر الأهل للأطفال الذكور، الذين يرون أهمية عدم تعويد الطفل على التعبير عن مشاعره أو إعطائه حاجته العاطفية على هذه الصورة ظنًا أن هذا قد يفسده ويجعله غير متحمل للمسئولية، وأن عليه دومًا أن يشعر بقسوة العالم وأن الحنان والمشاعر ضعف.

كنتيجة لما سبق ينشأ طفل جاف يدعي القسوة ويعامل الجميع بعصبية وشدة، والأصح هنا أن نترك للأطفال على اختلاف أجناسهم حرية التعبير عن مشاعرهم بل ونقوم الطريقة التي يفعلون بها ذلك، ونعطهم كفايتهم التي تلبي احتياجاتهم العاطفية حتى لا يتخذون العصبية وعدم الاتزان مذهبًا لهم.

اقرأ أيضًا: سبب صراخ الطفل المستمر

2- لعب الرياضة

بشكل كبير قد تكون العصبية ناشئة عن طاقة كبيرة لدى الطفل لم يتسنَّ له أن يقوم بتفريغها بشكل صحيح، فالأطفال بطبيعتهم كثيرو الحركة وبحاجة لوجود مساحة يخرجوا فيها الطاقة التي يمتلكوها، لذا من الأفكار الرائعة لعلاج العصبية أن يشترك الطفل في إحدى الرياضات ومن الأفضل أن تكون جماعية.

مما ذكر في فضل الرياضة، أنها تهذب النفس والروح، تجعل الإنسان أكثر صحة ليس فقط فيما يتعلق بالصحة الجسدية بل بالصحة العقلية والنفسية أيضًا، فهي كفيلة بتعليم الطفل تحمل المسئوليات والاعتماد على النفس وحل مشكلاته بحكمة ورزانة، وتعتبر كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء الأكثر فاعلية في طريق علاج.

كما أن الرياضات الجماعية تنمي عند الطفل روح الجماعة وتعلم تقبل مشاعر الآخرين والتعامل معها بحرص، وتجعله يستوعب بشكل أسرع أن الحياة لا تستقيم ولا سبيل للنجاح سوى بالاندماج مع الآخرين، الأمر الذي تحول العصبية دون تحققه، لذا وجوده بين جماعة من الناس قد يفيده كثيرًا في هذا الأمر.

أيضًا من الضروري أن يراعى اختيار الرياضة المناسبة للطفل، وينصح بعدم اللجوء للرياضات العنيفة لأنها قد تزيد من حدة العصبية لديه، بل يفضل الرياضات البدنية أو مثل السباحة وركوب الخيل أو كرة القدم واليد.

3- خصص له وقتًا

بعض الأطفال لا يفهم ماهية العصبية من الأصل، ويرجع ذلك لعدم خلق مساحة للحديث بينه وبين والديه، لذا يفضل تخصيص وقت للطفل للحديث معه وتعريفه بما يصح وبما لا يصح فعله، وأنه لا حاجة للعصبية.

كما يفيد كثيرًا توعية الطفل بإمكانية تعبيره عن مشاعره بطريقة أفضل في كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، فقد يجهل الطفل كيف يمكنه أن يعبر عن نفسه ومشاعره، ومن المفيد أن يقوم الوالدين بالجلوس معه والاستماع له ومساعدته في إخراج مشاعره بشكل صحيح وأكثر تهذيبًا.

4- كن نعم القدوة

كثير من الأطفال العصبيين أو كثيري البكاء يكونون انعكاس لما يرونه من أهلهم، فرؤية الطفل للأب في حالة غضب دائم أو سماع صراخ الأم بشكل مستمر لا يمكن أن يثمر عن طفل سوي، نحوا خلافاتكم جانبًا حين يكون أطفالكم بالجوار، ساعدوهم على مواجهة العصبية بألا تكونوا قدوة سيئة لهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ذاكرة الطفل أقوى بكثير مما نتخيل، فهي تسجل الوقائع الأولى التي يتعرف بها على العالم، وكل موقف يراه يقوم بتسجيله بأدق التفاصيل ويخزن لديه فيتصرف من منطلقه، فالطفل مغرم بالمحاكاة فاحرص أن يحاكي واقعًا جيدًا يساهم في نشأته بشكل سليم.

اقرأ أيضًا: دور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته

5- التربية الدينية

من الطرق الفعالة والتي تعد كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء بشكل ناجح، كون الطفل مدرك لما يراه الدين بهذا الصدد، ومعرفته أن الله والرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على عدم الغضب وكظم الغيظ، وأن الغضب نار تأكل صاحبه، ولا يمكن أن تؤتي نتائج جيدة.

معرفة الطفل بالفقه والدين وأصوله تزيد من تهذيبه وبنائه لشخصيته، وتجعله يحرص على الهدوء ومعالجة عصبيته باستمرار وإصلاح ذاته، تربية الطفل على مبدأ الإصلاح المستمر في الأساس هي إحدى الغايات الرئيسية لعملية التربية ككل.

يمكننا الجزم بأنه لا يوجد شخص سوي سواء مطلق، ولكن ما خلقنا لأجله هو تصحيح أخطائنا ومساراتنا في الحياة، فلو تم تنشئة الطفل من هذا المذهب سيكون على استعداد دائم لمواجهة عيوبه ومحاولة تصحيحها بدلًا من أن يتجه بها نحو العند والمكابرة.

6- لا تصدر أحكامًا سريعة

في كثير من الأحيان يكون سبب عصبية الطفل أنه دائمًا ما يتعرض للنقد وإصدار الأحكام عليه، بدون فهم واستيعاب لدوافعه، فيصدر العصبية كرد فعل على ظلمه، لذلك فمن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء أن نتروى في إصدار الأحكام بصدده وألا نشعره أنه في موضع محاكمة بشكل مستمر.

7- طبق مبدأ الثواب والعقاب

إن من أفضل ما تقدمه لطفلك أن تشعره دائمًا أنك بانتظار أن يفعل أشياء جيدة لتقوم بمكافأته، فإحدى أسباب العصبية لدى الأطفال شعورهم بأنهم غالبًا ما يتعرضون للعقاب والمعاملة السيئة والتربص بهم، لذا سيكون من الجيد أن تحاول تنمية المشاعر الإيجابية لدى طفلك.

لا تنتظر منه أفعالًا عظيمة لتقوم بمكافئته أو تشجيعه، بل في بعض الأحيان يتعين عليك مكافأته على اللاشيء، من باب التشجيع والتعبير عن مدى حبك وامتنانك لكونه ابنك وكونه على ما هو عليه.

8- كطفل أحيانًا، كراشد حينًا آخر

طريقة توجيهك تلعب دورًا كبيرًا في كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، الطفل يحب أن يشعر أنه طفلًا مسموح له ما لا يسمح لغيره في بعض الأحيان، ويحب كذلك أن يشعر أنك تعامله كشخص ناضج تقدره وتستمع لكلامه الغير مفهوم، احرص على إيجاد هذه الحالة من الاتزان لطفلك ليتخلص من عصبيته.

استكمالًا لذلك يراعى اختيار الأوقات التي تستلزم معاملة الطفل بطبيعته الطفولية والأوقات التي يتعين عليك مخاطبته كعاقل راشد يدرك تمامًا ما تعنيه ويتناقش معك فيه بحكمة كافية لتصلا لنتيجة معقولة ومرضية.

علامات العصبية لدى الأطفال

نتابع في حديثنا عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء، ونختص في هذا الجُزء بمعرفة العلامات التي تنم عن وجود هذه المشكلة في الطفل، وتتمثل هذه العلامات في الآتي:

  • إيذاء نفسه عند الغضب بكثرة البكاء وضرب رأسه في الجدار أو أي جسم صلب.
  • الصراخ المستمر دون توقف لوقت طويل.
  • الكلام الغير لائق والتهديد والتعبير عن غضبه بشكل مؤذي لمن حوله.
  • محاولة التعرض لشخص آخر بالإيذاء كإخوته أو والديه.
  • قضم الأظافر والكلام بشكل سريع وعشوائي عند الغضب.
  • تكسير وتخريب لكل ما حوله عن شعوره بالغضب.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات

أسباب العصبية لدى الأطفال

كما وجب عند الكلام عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء أن نذكر الأسباب التي تؤدي لحدوث هذه المشكلة وأبرزها:

  • التفرقة في المعاملة بينه وبين أخوته وشعوره بأنه مضطهد بينهم ولا يحظى بالامتيازات التي يحظون بها.
  • التدليل الزائد عن الحد قد يكون عاملًا أيضًا في تفاقم مشكلة العصبية، فتلبية رغباته في كل وقت ينمي لديه روح العدائية والغضب.
  • كثرة مشاهدة الطفل لأفلام الكرتون أو المشاهد العنيفة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تجعل الطفل أشد عرضة للعصبية وشعوره بأنها شيئًا طبيعيًا.
  • قد يكون السبب وراء عصبية الطفل كونه يعاني من إحدى الأمراض العصبية مثل الصرع أو حتى أمراض أخرى كالتهاب الجيوب الأنفية واللوز أو مُشكلات في الادراك كالتخاطب وفرط الحركة.

العصبية لدى الأطفال لديها من الأسباب والدوافع ما يكفي لنلتمس لهم العذر ونساعدهم في هذه الفترة، لا أن نوجه النقد واللوم بشكل دائم وخاصة لاحتمالية كوننا جزء أصيل من المشكلة، لذا علينا التعامل مع الأمر بمزيد من الوعي والفهم.

قد يعجبك أيضًا