إذا طلبك زوجك للفراش

إذا طلبك زوجك للفراش فما تفعلينه يجب ألا يحيد عمّا أمركِ الله به، نعلمُ أن حق الزوج على زوجته عظيم تمامًا مثل حقها عليه الذي أمره الله إيّاه، فهي مأمورة بطاعته وفقًا للمعروف والإحسان.. ومن خلال موقع زيادة نعرض للمرأة تلك الحالات عن كثب.

إذا طلبك زوجك للفراش

نعلمُ أن الله -سبحانه وتعالى- أحلّ المُعاشرة بين الزوجين ليصل كل منهما إلى العفة.. وهذا من قُبيل المودة والرحمة بينهما، وتُعزز العلاقة الجنسية بذاتها العلاقة الزوجية وتكتب لها ركنًا من الاستمرار يكون من القوة ما يُمكنه من تجاوز أي عوائق أخرى.

قال الله تعالى في مُحكم التنزيل: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ” الآية 187 سورة البقرة، إشارة إلى معاني الستر والدفء والحنان في العلاقة الزوجين.

كما أقرّ الإسلام ذلك الجانب مُعترفًا بفطرية الدوافع الجنسية، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي” (صحيح البخاري).

بهذا قرّر كذلك حق كل من الزوجين الاستجابة للدافع الجنسي، مع اعتبار أن الزوج على إثر فطرته هو المُطالب في العادة لهذه الناحية من أُنثاه.. فالمرأة هي المطلوبة، أما الرجل فهو الأشد شوقًا والأقل صبرًا والأكثر شهوةً.

ثمّة أحكام على المرأة عليها أن تعلم بها عند التعامل مع زوجها، كما يجب أن يُراعي المودة في معاملتها ويتقي الله فيها، عليها أيضًا أن تسعى لإرضائه حتى تتمكن من إعفافه.

إذا طلبك زوجك للفراش عليكِ أن تُجيبيه، فلا يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إلا في حالات العذر الشرعي -والتي سنتناولها فيما بعد- إلا أن ما ثبت في السنن أنه على خلاف تلك الحالات لا يجوز للمرأة أن تمتنع عن مُعاشرة زوجها إن طلبها.

فالأصل في الشرع يقول إنّ للزوج له كامل الحق في الاستمتاع بزوجته في كل وقت، على أي صفة كانت هي.. طالما ذلك لا يشغلها عن أداء الفرائض والعبادات، وطالما كان بمنأى عن إلحاق الإضرار أو الأذى بها، أو دون رضاها.

اقرأ أيضًا: حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل

ماذا لو امتنعت الزوجة عن الفراش؟

إذا طلبك زوجك للفراش ولم تُلبِ رغبته عن قصد منك دونما عذر شرعي، عليكِ أن تطلبي العفو منه حتى يصفح عنكِ، وتستغفري الله لذنبك لأن هذا الامتناع يجعلكِ آثمة.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا الرَّجلُ دعا زوجتَهُ لحاجتِهِ فلتأتِهِ، وإن كانت علَى التَّنُّورِ” (صحيح).. وكان الحديث الشريف لغرض حفظ الفروج من الوقوع في الحرام.

فقد حذر الإسلام المرأة أن ترفض طلب زوجها للفراش دون عذر منها، فيبيت ليلته وهو ساخط عليها، لاسيما إن كان مُفرطًا في شهوته، مما يستتبع سلوكه المنحرف خارج الإطار الشرعي.

هكذا أوضح رسولنا الكريم في حديث قال: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” (صحيح البخاري)، ففي الحديث كناية عن عظم حق الزوج على زوجته، علاوة على نهيها عن عصيانه.

فتظل الملائكة لاعنة لها حتى تصبح، أي حتى تزول عن تلك المعصية فتتوب عن امتناعها عن زوجها غير المبرر بمرض أو عذر شرعيّ.

هذا ويُذكر في هذا الصدد أنه ليس عليها أن تتطوع في صيام دون إذن منه، طالما كان صيامًا تطوعًا ليس فيه فرض كصيام رمضان.. لأن حق الزوج عليها أقوى في ثوابه من صيام النوافل.

أعذار شرعية لامتناع الزوجة عن زوجها

إذا طلبك زوجك للفراش وامتعنتِ على إثر وجود أي من الأعذار الشرعية التي أتاحها لكِ الدين فلا جُناح عليكِ، ولا تُصبحين بذلك آثمة.

قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)”.

فالحيض من الأعذار التي بيّنتها الشريعة تُحلل للزوجة أن تمتنع عن العلاقة، كما هو الحال في أوقات صيام رمضان وهذا للزوجين.. فضلًا عن المرأة النفساء، التي لا يجوز لزوجها أن يُجامعها.

كما أن تضرر المرأة من الجماع يحلّ لها الامتناع عن زوجها في الفراش، فإن كانت مريضة أو ما شابه لا يحق له التأفف من امتناعها، كما أن الأمر يختلف في حال رغبة الزوج الزائدة عن الحد والتي تُرهق زوجته وتتسبب لها بالضرر.. فمن الأحرى أن يتفقا مُسبقًا على عدد مرات مُعين للجماع يتقبلانه معًا.

لذا نشير إلى أن الضرر الحقيقي الواقع على المرأة لكثرة الجماع هو ما يبيح لها الامتناع.. لا مُجرد الحالة المزاجية أو ما شابه، وعلى أي حال يكون الأمر بينهما بالتراضي.. ولا يُحمل كل منهما الآخر ما ليس له طاقة به.

هل يجوز للمرأة الامتناع عن الفراش خوفًا من البرد؟

من غير الحكمة أن تتساءل امرأة في حكم فرعيّ وهي على علم بالأصل العام، فلمّا كان أصل الشرع ينص على أنه إذا طلبك زوجك للفراش لا عليك الامتناع عنه إلا بعذر شرعيّ.. فمن البديهيّ أن كل ما هو بخلاف العذر الشرعي لا يحل الامتناع.

بحلول الشتاء، تخشى بعض النساء من الاستحمام بكثرة.. ومن المعلوم أن الجماع يتطلب الاغتسال بعده، لتأدية العبادات، فإن امتنعت الزوجة عن زوجها لأنها تخشى الاغتسال في البرد فإن ذلك يجعلها آثمة.

هذا لأن الدين الإسلامي حثّ الزوجين على اللطف ببعضهما البعض، فقال الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” (228)، فبينما الزوج يصبر على زوجته عليها أن تكون حانية بتلبية احتياجاته وإشباعها، فطاعته أولى.

اقرأ أيضًا: واجبات الزوجة نحو زوجها في الفراش

ماذا يفعل الزوج عند امتناع زوجته عن الفراش؟

طالما كان امتناعها بعذر مقبول في الشرع فلا عليه إلا الصبر حتى ينتهي العذر، أما إن كان امتناعها دون سبب، فهي بذلك تُعتبر ناشزًا.

قال الله تعالى في سورة النساء: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)”.

فعلى الرجل أن يعظها بالحسنى أولًا في إطار من المحبة والألفة، ويتفند أسبابها إن كان لديها مبررًا تُخفيه عنه، كما يُذكّرها عقاب الله تعالى لها عن الامتناع، وإن لم تستجب عليه هجرها.. وإن لم تستجب فليضربها ضربًا غير مبرح، أما إن ثبُت له استحالة تقويمها عن النشوز له أن يُطلقها.

اقرأ أيضًا:حكم هجر الزوج لزوجته في الفراش 

لمن لا تحصل على كفايتها في الفراش

ثمَّة نساء لا يعرفن ما السبب من وراء عدم إشباع حاجتهنّ في الفراش، لاسيما من لا يُعطيها زوجها حقها كاملًا، إثر ضعفه الجنسي أو عدم رغبته الكافية.

يُذكر أنه من قُبيل المُعاشرة بالمعروف أن يقوم الزوج بما يُرضي زوجته، تمامًا كما تُعتبر هي حلال له حتى يستعفف، عليه أن يعمل على إعفافها.

كما يعمل على عدم التعجل حتى تصل إلى غاية الاستمتاع، والمضمون يتوافق مع مقاصد الشرع.. حيث المُراد أن يُمهلها حتى تقضي وطرها كما قضى وطره، وهذا من حُسن المُباشرة، واللطف والمودة.

أما من تُعاني من زوج لا يُطبق هذا، فعليها أن تتحدث معه، ولا تصمت عن عدم رضاها، بل تُعرب عنه بحب وود إن كانت ترى أن في الأمر مسألة ما، فمن الممكن أن يكون بحاجة إلى العلاج وتُساعده بلُطفها على ذلك.

حينما راعى الدين الإسلامي قوة الشهوة عند الرجل فإذا طلبك زوجك للفراش تُجيبينه دون امتناع، لم ينسَ حقك الفطري كامرأة في الإشباع.. وفي هذا نستند إلى قول الإمام الغزاليّ -رحمه الله-:

“ينبغي أن يأتيها في كل أربع ليال مرة، فهو أعدل، إذ عدد النساء أربع (أي الحد الأقصى الجائز) فجاز التأخير إلى هذا الحد.. نعم ينبغي أن يزيد أو ينقص بحسب حاجتها في التحصين.. فإن تحصينها واجب عليه“.

كما لفتت الشريعة الإسلامية السمحة أنظار الرجال إلى مراعاة أن تكون العلاقة بمنأى عن اللقاء الحيواني محض، فلا شك في ضرورة المداعبات والتمهيد للاتصال الجنسي، اهتمامًا من الرجال بأحاسيس النساء ورغباتهنّ.

حدد الدين الإسلامي الحنيف واجبات وحقوق الزوجين، لينتشر العفاف والصلاح بينهما، مكونين أسرة متماسكة يغمرها الحب والود.

قد يعجبك أيضًا