هل مرض الذهان خطير

هل مرض الذهان خطير؟ وهل تنتج عنه الإصابة بأمراض أخرى؟ هذا المرض يعد من الأمراض ذات المصطلحات الشائعة، ولكن معظم الناس لا يعرفون طبيعته، فبالرغم من كثرة المواضيع التي تناولت مرض الذهان، إلا أننا سنعرض عبر موقع زيادة الإجابة الواضحة والمفصلة لسؤال هل مرض الذهان خطير أم لا.

هل مرض الذهان خطير

يمكن تعريف مرض الذهان على أنه آفة أو مرض عقلي يصيب العقل ويتسبب في معاناة الشخص المريض به من أنواع متفرقة من الهلاوس السمعية والبصرية وخلق بعض الأوهام التي تمثل لديهم حقائق مثبتة وملموسة وهي في الواقع لا أساس لها من الصحة.

كما يمكننا وصف مرض الذهان بأنه حالة ليست بالطبيعية، عندما تصيب العقل تفقده القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيال، بالإضافة إلى إصدار بعض السلوك الغير اعتيادي من الشخص المصاب كالهذيان والتصرفات التي لا تتماشى مع الموقف الاجتماعي.

إن الإجابة عن سؤال هل مرض الذهان خطير هي نعم بكل تأكيد، فهذا المرض تتعدى خطورته النطاق الجسماني والعقلي للشخص المصاب به، حتى تصل إلى محيطه الاجتماعي والبيئي وقد يتسبب في جعله يقدم على إنهاء حياته بنفسه.

يرجع السبب في إقبال المريض بالذهان على خطوة الانتحار إلى طبيعة المرض نفسه، ومدى الدرجة التي بلغها، فمرض الذهان أساسه إصابة الشخص بالهلاوس سمعية كانت أم بصرية، أو حتى عقلية ووجدانية في بعض الأحيان.

اقرأ أيضًا: علاج مرض الذهان بالاعشاب

أسباب الإصابة بمرض الذهان

لا يطرأ مرض الذهان على الشخص فجأة وإنما تسبقه بعض الأسباب التي تعتبر بمثابة العامل الأول والرئيسي في الإصابة به وقد تعددت الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمرض الذهان مثل:

  • الصدمات والحوادث النفسية خلال فترة الطفولة مثل وفاة أحد الأحباء أو التعرض لتعدٍ جنسي.
  • زيادة الضغوطات الكبيرة التي عادة ما تكون مصحوبة بتوتر وقلق وخوف متزايد.
  • البيئة الغير سليمة التي نشأ وعاش فيها المريض بالذهان.
  • وجود بعض الأمراض النفسية والعقلية الأخرى مثل الاضطراب الثنائي القطب والفصام والاكتئاب.
  • الإصابة بمرض الصرع.
  • الإصابة بأحد الأمراض الجسدية التي يؤدي تطورها إلى الإصابة بمرض الذهان.
  • تعاطي وإدمان المواد المخدرة والحشيش على وجه التحديد.
  • تعاطي بعض أنواع المخدرات مثل الكوكايين وحبوب الهلوسة والكبتاجون والكريستال ميث التي تسبب كل منها اضطرابات في عمل كيمياء المخ.
  • الجينات والعامل الوراثي.
  • تناول أنواع معينة من العقاقير الكيميائية والمنشطات.
  • توالي الصدمات العصبية.
  • الدوام على شرب الخمور والكحوليات.
  • استخدام الأمفيتامينات بصفة مستمرة.
  • تعاطي الإكستاسي الذي قد يتسبب في الإصابة بالذهان عقب تناول جرعة واحدة منه.
  • حدوث خلل ما في إنتاج الهرمون العصبي المسمى بالدوبامين الذي يعد مسئولًا عن نقل المعلومات ما بين الخلايا العصبية والمخ.
  • الإصابة بورم في المخ.
  • الإصابة بالزهايمر.
  • الإصابة بمرض الشلل الرعاشي.

أنواع الذهان

قبل طرح سؤال هل مرض الذهان خطير، يجب أن نعلم أن علماء النفس قاموا بتقسيم مرض الذهان إلى أربعة أقسام أو أربعة أنواع، وكل منها تشكل مرحلة مختلفة، وكل مرحلة تلي الأخرى تعتبر أكثر صعوبة وخطورة، وتلك المراحل تتلخص في:

النوع الأول الاضطراب ثنائي القطب

يحدث في تلك المرحلة نوعًا من التذبذب والتأرجح المزاجي لدى المريض بصورة قوية، من مرتفع جدًا إلى شديد الانحدار، وتتجلى أعراض الإصابة بمرض الذهان عندما تكون الحالة المزاجية للمريض في ارتفاع، فيبدأ بالإحساس بأنه ذو قوة خارقة.

النوع الثاني الاضطراب الوهمي

تتطور حالة المريض في هذه المرحلة حتى يصبح متوهمًا لكثير من الأشياء الغير موجودة من الأساس.

النوع الثالث الاكتئاب الذهاني

في هذا النوع من أنواع مرض الذهان يمر المريض بحالة قوية من الاكتئاب، الذي تصحبه علامات وأعراض أخرى لمرض الذهان.

النوع الرابع الفصام

يعد هذا الضرب من ضروب مرض الذهان هو الأكثر شدة وخطورة على الإطلاق، ففيه يصاب المريض بالفصام وهو أمر مزمن لا يمكن علاجه أبدًا، ويصاحب المريض على طول حياته، ويكون في الغالب مصحوبًا بأعراض مختلفة من مرض الذهان.

أعراض الإصابة بالذهان

قبل التشخيص أو الكشف عن إصابة الشخص بمرض الذهان أو حتى سؤال هل مرض الذهان خطير يجب أن نكون محيطين بكل الأعراض التي تدل على إصابة الشخص به وتتعدد وتختلف الأعراض الخاصة بمرض الذهان من شخص لآخر ولكن أشهرها:

  • التشتت الذهني وصعوبة التركيز.
  • الانطواء والعزلة عن الأشخاص المحيطين.
  • حالة من التوتر والقلق المتلازمة.
  • إهمال النظافة الشخصية.
  • التهيؤات والهلوسة السمعية والبصرية.
  • التفكير العشوائي والغير منظم.
  • التوقف عن أداء المهام والواجبات اليومية المعتادة.
  • غياب التعابير الوجهية في المواقف المختلفة.
  • النوم لفترات كبيرة خلال اليوم.
  • التفكير بطريقة مختلفة وغير طبيعية.

عوامل تدهور مرض الذهان

هناك بعض العوامل والأسباب التي تؤدي إلى تدهور حالة مريض الذهان، وتجعلها تتقدم من سيء لأسوأ، وتجعل من الإجابة عن سؤال هل مرض الذهان خطير صعبة جدًا ومنها:

  • إهمال تغير السلوك الذي يطرأ على المريض.
  • المشاكل الأسرية والمنزلية.
  • زيادة الضغوطات ومسببات القلب والاكتئاب.
  • الإصابة بمرض مناعي مفاجئ.
  • التأخر في الكشف عن الإصابة بمرض الذهان من بدايته.

اقرأ أيضًا: ما هو مرض بارانويا

الكشف عن مرض الذهان وتشخيصه

بعد معرفة الإجابة عن سؤال هل مرض الذهان خطير، يجب أن نعرف كيف يتم اكتشاف وتشخيص هذا المرض، وهذا يتم عن طريق بعض الأسئلة المعينة التي يطرحها الطبيب النفسي على المريض، والتي ستبين إجاباته عليها وردود أفعاله ما إن كان مريضًا بالذهان أم لا.

بجانب الأسئلة التي يطرحها المعالج أو الطبيب النفسي هناك بعض الفحوصات والتحاليل والأشعة، التي يتم إجراؤها على جسم المريض لمعرفة وضعه الجسماني، مثل إجراء تصوير بالأشعة السينية والأشعة المقطعية، والأشعة بالموجات فوق الصوتية وفحوصات الدم.

علاج مرض الذهان

لا يسعنا الحديث عن إجابة سؤال هام مثل هل مرض الذهان خطير، من دون أن نوضح أن هناك طرقًا وخطوات تتبع من أجل علاج هذا المرض والشفاء منه، وبالرغم من خطورة وحساسية هذا المرض العقلي، إلا أنه من المشاكل العقلية التي يمكن علاجها.

في النهاية تبقى احتمالية وطريقة نجاح العلاج متوقفة على المدى الزمني والتطور التي وصلت إليه الحالة، وكذلك نوع الذهان الذي يعاني منه المريض، فعلى سبيل المثال المراحل المبكرة من مرض الذهان تصل احتمالية شفائها إلى ثمانون بالمئة، أما المتأخرة فتصل إلى عشرون بالمئة فقط.

العلاج النفسي من مرض الذهان يعتمد بشكل كبير على العلاج النفسي الكلامي، والذي يعد أساسًا داعمًا لنجاح العلاج، وهناك عدة أنواع أخرى من العلاج النفسي لمرض الذهان نذكر منها:

العلاج السلوكي المعرفي

يساعد هذا النوع من العلاج المريض على التعرف إلى ما هي نوبات الذهان، مما يساعده على التفريق بين الحقيقة والخيال، وهذا العلاج يؤكد على مدى أهمية الالتزام بالعلاج الطبي الدوائي.

العلاج الدوائي

يقوم الطبيب المعالج في هذا النوع من العلاج، بمنح المريض مجموعة من الأدوية الكيمائية التي صنعت خصيصًا من أجل معالجة مرض الذهان، وهذا بجانب بعض الأدوية التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية للمريض.

العلاج النفسي

نظرًا لأن مرض الذهان هو مرض عقلي في المقام الأول، لهذا لا يمكن الاعتماد على العلاج الكيميائي الطبي من دون العلاج النفسي، كما يعمل العلاج النفسي على تعليم المريض كيف يتقبل مرضه ويتعايش معه، وكيف يتحكم فيه وكيف يفكر بنمط صحيح.

العلاج المعرفي المكثف

يعتمد هذا النوع من العلاج على تمارين كمبيوتر، بجانب جلسات جماعية تهدف إلى مساعدة المريض على التفكير والاستيعاب بصورة أفضل.

الرعاية المتخصصة المنسقة

يعد هذا العلاج ضربًا من ضروب العلاج الجماعي، يقوم بالجمع ما بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، هذا بجانب تقديم الخدمات الاجتماعية والعمل والتعليم.

العلاج النفسي العائلي

هذا النوع من العلاج يعد بالغ الأهمية، فهو يرتكز على عائلة المريض، ويعمل على تعزيز وتوثيق الصلة بين كل من المريض وأسرته.

العلاج بالصدمة الكهربائية

يلجأ الطبيب النفسي المعالج لمريض الذهان إلى استخدام هذا النوع من العلاج، بعد فشل المحاولات السابقة كلها في العلاج، وبالرغم من قسوة هذا العلاج إلا أنه أثبت فاعلية كبيرة في علاج مرض الذهان.

العلاج الطبيعي لمرض الذهان

صادف معظم من يبحث عن إجابة لسؤال هل الذهان مرض خطير أنواع مختلفة ومتباينة كل التباين من العلاجات التي تقدم لمرضى الذهان ومنها أيضًا العلاج بالأعشاب الطبية الطبيعية مثل:

  • أعشاب الجنسنغ.
  • الزعفران.
  • أعشاب سانت جون.
  • شاي البابونج.
  • أعشاب إكليل الجبل.
  • نبات العرن المثقوب.
  • أوراق البيلويا الطبيعية.
  • نبات الجنكة.

توجد أيضًا وسائل أخرى لعلاج مرض الذهان، وهي جلسات العلاج الطبيعي وأشهرها:

  • العلاج باستخدام الإبر الصينية.
  • علاج الاكتئاب الذهاني بممارسة تمارين اليوجا التأملية.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الاسترخاء والتنفس بعمق.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين المرض النفسي والعقلي؟

كيف نتعامل مع مريض الذهان

في إطار الإجابة عن سؤال هل مرض الذهان خطير، علينا ألا نغفل إجابة سؤال مهم مثل كيف يمكننا التعامل مع مريض الذهان، والإجابة ببساطة هي أن ننظر إليه بعين العطف، ونمد أيدينا إليه لمساعدته للتغلب على ما يمر به من أوضاع صعبة.

يتوجب على المحيطين بمريض الذهان أن يحفزوه ويمنحوه الدعم؛ ليكون متفهمًا للوضع الذي يمر به كما ينبغي عليهم مشاركته بشكل مستمر، والتفاعل معه في شتى المواقف التي يمر بها، وحظر توجيه أي انتقاد له أو إلقاء اللوم عليه، كذلك تجنب مجادلته في طبيعة مشاعره.

إن مرض الذهان مثله مثل أي مرض نفسي، فيجب الإشارة إلى أن مريض الذهان ليس بمجرم أو شخص سيء السلوك، إنما هو إنسان يمر بأزمة ويجب مساعدته.

قد يعجبك أيضًا