أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم نوضحها محاولين أن نتنسم عبير تلك الروضة النبوية الفواحة، وأن نتعرف أكثر على شريكات حياته الفضيلات صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن أجمعين، نعرض لكم من خلال هذا الموضوع أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا عن طريق موقع زيادة.
أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
كما اصطفى الله لنبيه من البشر أصحابه، وقد كانوا رضي الله عنهم جميعًا من خير خلق الله، حملوا الإسلام على أكتافهم ليصل إلينا بلا تعب منا، كذلك فإن الله اصطفى لنبيه من النساء خيارهن ليكونوا زوجاته صلى الله عليه وسلم.
قد ذكرهم الله في كتابه الكريم بلقب أمهات المؤمنين حيث قال تعالى في سورة الأحزاب “النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ“ فهو لقب قرآني، نوضح لكم في الفقرات التالية زوجات النبي (ص) بشيءٍ من التفصيل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحث عن هجرة الرسول وأسبابها والنتائج المترتبة عليها مع العناصر
السيدة خديجة بنت خويلد
من أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تعرف في الجاهلية بالطاهرة، وقد تزوجت مرتين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المرة الأولى تزوجت من عتيق بن عابد، وفي الثانية تزوجت من أبي هالة مالك بن بناش، وكانت امرأة شريفة غنية تطلعت إليها عيون أشراف مكة أملًا وطمعًا في الزواج منها.
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم
كانت خديجة رضي الله عنها ترسل الرجال بتجارتها إلى الشام، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين عامًا –وكان صلى الله عليه وسلم يلقب في مكة بالأمين– أرسلت إليه ليخرج بتجارتها إلى الشام على أن تعطيه ضعف ما يعطي إليه قومه، فوافق صلى الله عليه وسلم وعاد وقد ربحت تجارتها ضعف ما تربح في المعتاد.
بعد أن أُخبرت خديجة رضي الله عنها بصدقه وأمانته وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم، أرسلت تعرض عليه أن يتزوجها فوافق صلى الله عليه وسلم وتزوجها ولها من العمر أربعين سنة وله خمس وعشرين سنة، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من غيرها حتى ماتت.
ولدت السيدة خديجة لنبي الله مُحمد أبنائه جميعًا ما عدا إبراهيم، وكان أولاده منها من البنات: السيدة زينب، السيدة رقية، السيدة أم كلثوم، والسيدة فاطمة، وولدت له من الذكور: القاسم (وبه يكنى صلى الله عليه وسلم)، وعبد الله، وقد مات كلاهما في سنٍ صغيرة.
إسلام السيدة خديجة
تجمع المصادر التاريخية بأن السيدة خديجة هي أول من أسلم من النساء، وتروي لنا المصادر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذه الروع من مرأى جبريل عليه السلام يسد الأفق بجناحيه، فسارع بالنزول من غار حراء حيث يتعبد، ودخل على خديجة مرتجفًا قائلًا: (زملوني زملوني).
فقد ظن أن جبريل شيطان تمثل له، فهدأت السيدة خديجة من روعه وقالت كلمات حفظتها لنا كتب السيرة والمصادر…
عن عائشة رضي الله عنها أن روت: “… فَرَجَعَ بهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ”. (حكم الحديث: صحيح البُخاري).
وفاة السيدة خديجة
توفيت خديجة رضي الله عنها في العام العاشر من البعثة النبوية، وقد حزن رسول الله لفراقها وفقد بموتها سندًا وركنًا يلجأ إليه في أزماته، فعن عائشة رضي الله عنها: “كانَ إذا ذَكرَ خديجةَ أثنى عليها فأحسنَ الثَّناءَ قالت عائشةُ فَغِرتُ يومًا فقلتُ ما أكثرَ ما تذْكرُ حمراءَ الشِّدقِ قد أبدَلكَ اللَّهُ خيرًا منها قالَ ما أبدلني اللَّهُ خيرًا منها قد آمنَتْ بي إذ كفرَ بيَ النَّاسُ وصدَّقتني إذ كذَّبَنيَ النَّاسُ وواسَتْني بمالِها إذ حرمَنيَ النَّاسُ ورزقنيَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ولدَها إذ حرَمني أولادَ النِّساءِ”. (حكم الحديث: ضعيف).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حديث الرسول عن اليمن وماذا قال؟
السيدة سودة بنت زمعة
هي ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وقبل أن يعقد على عائشة، تزوجت قبل النبي من السكران بن عمرو وأسلما وهاجرا إلى الحبشة.
بعد العودة مات عنها زوجها وخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه وظلت الزوجة الوحيدة له طوال ثلاث سنوات، إلى أن دخل بعائشة رضي الله عنها.
كانت رضي الله عنها خفيفة النفس والروح تدخل السرور على قلب رسول الله، وعرف عنها الجود والإكثار من التصدق، عاشت رضي الله عنها حتى زمن معاوية وقد توفيت في العام 54 للهجرة.
السيدة عائشة بنت أبي بكر
من أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي عائشة رضي الله عنها بنت أبي بكر الصديق صاحب النبي، قبل زواجه منها صلى الله عليه وسلم جائه جبريل في المنام يحمل صورتها ويقول له هذه زوجتك في الدنيا والآخرة، استأثرت عائشة رضي الله عنها دون باقي زوجات النبي بأنها كانت البكر الوحيدة التي تزوجها النبي.
كان رسول الله يحبها حبًا شديدًا، بل كانت أحب نسائه إليه، ويروى عن عمرو بن العاص: “… فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ…”، وكانت رضي الله عنها شديدة الحب للنبي شديدة الغيرة عليه، وما تزوج النبي امرأة قط إلا نظرتها عائشة عن كثب لتعلم هل ستنافسها أم لا.
كانت رضي الله عنها صوامة قوامة، عابدة ناسكة، روت عن رسول الله الكثير من الأحاديث، فعن أبو موسى الأشعري: “ما أشكَل علينا – أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا”، وتوفيت رضي الله عنها في العام 55 للهجرة ودفنت بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.
السيدة حفصة بنت عمر
هي ابنة الفاروق رضي الله عنه صاحب رسول الله، تزوجت من خنيس بن حذافة وهاجرت معه إلى المدينة وظلت معه حتى مات شهيدًا يوم بدر (ويقال يوم أحد) ولم يكن له ولد منها، فعرض عمر على أبي بكر أن يزوجه إياها فسكت أبو بكر ولم يرد فغضب عمر لذلك.
ثم عرضها على عثمان لما ماتت زوجه رقية -بنت رسول الله- فلم يرض عثمان، فراح عمر يشكوه لرسول الله ورضي بها صلى الله عليه وسلم، فخطبها رسول الله من أبيها ثم تزوجها رسول الله في السنة الثالثة للهجرة، ولما جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق عهِد إلى السيدة حفصة رضي الله عنها بالنسخة الوحيدة من المصحف المجموع، وقد توفيت رضي الله عنها في زمن معاوية بن أبي سفيان في العام 45 للهجرة عن اثنين وستين عامًا.
قد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كانَت [حَفصَةُ بنتُ عُمرَ بنِ الخطَّابِ] قبلَ أن يتزوَّجَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ عند حِصنِ بنِ حُذافَةَ، وكان مِمَّن شهِدَ بدرًا وماتَ بالمدينةِ فانقضت عدَّتُها فعرَضها عمرُ على أبي بكرٍ فسكتَ، فعرضَها على عثمانَ حين ماتَتْ رقيَّةُ بنتُ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ فقال : ما أريدُ أن أتزوَّجَ اليومَ، فذكر ذلك عمَرُ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ فقالَ : يتزوَّجُ حفصةُ من هو خيرٌ من عثمانَ، ويتزوَّجُ عثمانُ من هو خيرٌ من حفصَةَ، فلقِيَ أبو بكرٍ عمرَ فقال : لا تجِدْ عليَّ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ذكَر حفصَةُ، فلم أكُنْ أفشِي سرَّ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ، ولو تركها لتزوَّجتُها، وتزوَّجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم حفصَةَ بعدَ عائشَةَ”.
السيدة زينب بنت خزيمة
كانت السيدة زينت من أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تُلقب بأم المساكين، فكانت شديدة الرفق بالأيتام والأرامل، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة للهجرة وكانت قبله قد تزوجت مرتين، الأولى من الطفيل بن الحارث بن المطلب فلما مات تزوجت للمرة الثانية من عبيدة بن الحارث فمات شهيدًا يوم بدر، ولم تمكث في بيت النبي إلا ثمانية أشهر ثم توفيت رضي الله عنها ودفنت بالبقيع.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من هي أكبر بنات الرسول ﷺ
السيدة أم سلمة
هي هند بنت أبي امية كانت زوجة لأبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد ثم توفي عنها، فتقدم أبو بكر لخطبتها فردته، وتقدم عمر فردته، ثم تقدم رسول الله فأرسلت إليه تقول: “يا رسول الله إن مثلي لا يصلح للزواج، فأنا امرأة مسنة، وأنا أم أيتام، وانا شديدة الغيرة”، فأرسل لها رسول الله: “أما انا فأسن منك، وأما الأيتام فإلى الله ورسوله، وأما الغيرة فيذهبها الله”، وتزوجها رسول الله في السنة الرابعة للهجرة.
كان لها ظهور مميز في صلح الحديبية، حيث إن بعض المسلمين اعتبروا في هذا الصلح انتقاصًا من قدر المسلمين وذلًا للإسلام، فرفضوا أن يحلقوا وينحروا الهدى كما أمرهم النبي، فأشارت عليه أن يخرج إليهم لا يكلم أحدًا منهم، فيحلق وينحر، فلما فعل ما أشارت به تبعه المسلمون وفعلوا كما فعل وانتهت الأزمة الطارئة، عمرت رضي الله عنها حتى عمر الرابعة والثمانين وتوفيت في زمن يزيد بن معاوية حوالي العام 60 للهجرة.
السيدة زينب بنت جحش
من أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي السيدة زينب وهي أبنة السيدة أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله، ولدت قبل البعثة بعشرين عام فلما جاء الإسلام كانت من أوائل من أسلمن، وزوجها رسول الله لزيد بن حارثة كراهة منها.
كان رسول الله قد تبنى زيدًا فصار يدعى زيد بن محمد، إلى أن نزل القرآن محرمًا التبني “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ“ (سورة الأحزاب)، ويقول الله في آية أخرى من نفس السورة “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ“، فعاد كما كان زيد بن حارثة، وتفاقمت المشاكل بين الزوجين وأراد زيد تطليقها فنهاه النبي عن ذلك، وأصر زيد ليقع الطلاق في النهاية.
هنا تتدخل الإرادة الإلهية لتغير واقعًا سيئًا أقره المجتمع العربي آنذاك، فقد كان محرمًا على الرجل أن يتزوج من مطلقة ابنه بالتبني، فجاء الإسلام ليهدم ذلك المعتقد، وجاء الأمر بزواج النبي من السيدة زينب ويقول الله تعالى في سورة الأحزاب “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً”.
هكذا زوجها الله لنبيه فكانت تفخر بذلك على سائر أمهات المؤمنين، وكانت رضي الله عنها عابدة ناسكة، صوامة قوامة، جوادة كثيرة التصدق، توفيت في العام 20 للهجرة فكانت أول أزواج النبي لحاقًا به ليصدق قوله صلى الله عليه وسلم لأزواجه “أسرعُكُنَّ لِحاقًا بِي أطْولُكُنَّ يدًا“، فكانت هي رضوان الله عليها الأطول يدًا والأكثر إحسانًا.
السيدة ام حبيبة
هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب سيد قريش، ولدت قبل الإسلام وتزوجت من عبيد الله بن جحش ابن عمة رسول الله وولدت له بنتها حبيبة التي تكنى بها، واسلما ولما اشتد الأذى بالمسلمين هاجرا إلى الحبشة، وهناك لم يلبث عبيد الله أن ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية ثم مات على ذلك.
لما علم رسول الله بذلك أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة يسأله أن يزوجه أم حبيبة، فتزوجها على صداق قدره أربعمائة درهم وكان وكيلها الصحابي خالد بن سعيد بن العاص، ثم قدمت السيدة أم حبيبة إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة ومكثت عند رسول الله حتى توفاه الله، قد روت عن رسول الله عددًا من الأحاديث، وقد توفيت رضي الله عنها في العام 44 للهجرة ولها من العمر 72 سنة ودفنت بالبقيع.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحث عن حياة الرسول شامل مع العناصر
السيدة جويرية بنت الحارث
من أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن مالك بن جزيمة، وجزيمة هو المصطلق فهي من بني المصطلق، كانت زوجة لابن عمٍ لها هو مسافع بن صفوان المصطلقي وقد قتل يوم المريسيع (غزوة بني المصطلق).
وقعت جويرية في الأسر وكانت من نصيب الصحابي ثابت بن قيس فكرهت ذلك وكاتبته على نفسها ثم ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه سلم تستعينه على ذلك، فعرض عليها أن يتزوجها ويقضي عنها كتابتها فوافقت.
سرى الخبر بين جند النبي فاستحيوا أن يأسروا أصهار نبيهم فخلوا ما معهم من أسرى، وأما الأسرى فخطف الفعل النبيل قلوبهم فأسلموا فكان لزواجها بالنبي الفضل في العفو عن قومها وإسلامهم، وقد توفيت رضي الله عنها في العام 50 للهجرة وقيل في العام 57 ولها من العمر خمس وستون سنة.
السيدة صفية بنت حيي
هي صفية بنت حيي بن أخطب، أبوها سيد يهود بني النضير، وكان النبي قد قدم إليهم يسألهم معاونته في دفع دية قتيلين فحاولوا قتله بإلقاء حجر على رأسه من فوق أحد الأسطح لولا أن أوحى إليه الله بما ينوون فغادر مجلسهم.
قدم النبي إلى منازلهم في نفرٍ من أصحابه فحاصرهم أيامًا حتى استسلموا فحكم عليهم النبي بالجلاء عن أرضهم، وهاجروا جميعًا إلى أذرعات بالشام إلا آل أبي الحقيق وآل حيي بن أخطب الذين التحقا بيهود بني قريظة.
بعد تلك الواقعة بحوالي عشرة أشهر وقعت غزوة الخندق وفيها ما حدث من خيانة يهود بني قريظة للمسلمين وتحالفهم مع قريش وغطفان وبني أسد وبإيعاز وتخطيط من حيي بن أخطب، وكان ما كان من أمر حفر الخندق واندحار الأحزاب.
ثم أن الله أمر نبيه بالمسير لقتال بني قريظة، وحاصرهم رسول الله خمسًا وعشرين ليلة حتى أدركهم الجهد والتعب فاستسلموا وحُكِم عليهم بقتل الرجال وسبي النساء، وكان ممن ضربت أعناقهم حيي بن أخطب سيد بني النضير وأبو السيدة صفية.
ثم كان أن فتحت خيبر في السنة السابعة للهجرة وجيء بالسبي وفيهم السيدة صفية وقد قتل زوجها كنانة بن أبي الحقيق في المعركة، فخيرها الرسول بين أن تسلم فيتزوجها أو أن تبقى على يهوديتها فيعتقها ويلحقها بمن بقى من قومها، فاختارت الإسلام ورسول الله.
عاشت السيدة صفية بعد رسول الله حتى سنة 50 للهجرة وقيل 52 وتوفيت في زمن معاوية بن أبي سفيان وكان لها دار تصدقت بها في حياتها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو لقب الرسول ولقبه ونسبه
السيدة ميمونة بنت الحارث
من أسماء زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هي السيدة ميمونة، وقد تزوجت مرتين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت زوجة لمسعود بن عمير الثقفي وقد فارقها في الجاهلية، ثم تزوجت أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس ومات عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام السابع للهجرة.
روت عن رسول الله عددًا من الأحاديث، وعُرفت بالورع والصلاح تقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: “…أمَا إنَّها كانتْ مِن أتقانا للهِ، وأوْصَلِنا للرَّحِمِ…”، اختلفت الروايات في توقيت وفاتها رضي الله عنها حيث يذكر بعض الرواة وفاتها في العام 61 للهجرة بينما يذكرها البعض الآخر في وفيات العام 66 للهجرة، رضي الله عنها وأرضاها.
السيدة ماريا القبطية (المصرية)
هي آخر أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي العام السابع للهجرة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في مراسلة ملوك وأمراء العالم داعيًا إياهم للإسلام، وإحدى هذه الرسائل كانت موجهة إلى مصر، وبالتحديد إلى المقوقس عظيم القبط، رد المقوقس على الرسالة بإرسال هدية إلى النبي صلى الله عليه وسلم كانت عبارة عن جاريتين أختين هما سيرين وماريا، ومعهما بغلة بيضاء، وجرتين من عسل بنها، ودعا رسول الله لبنها “اللهم بارك في بنها وفي عسلها”، وأما البغلة فصارت ركوبة للنبي في كثيرٍ من غزواته، وكان يركبها يوم حنين.
أما سيرين فوهبها لشاعره وصاحبه حسان بن ثابت رضي الله عنه، وأما ماريا فقد اتخذها الرسول ملكًا ليمينه، وأسكنها رسول الله في مكان بالمدينة يقال له العوالي ولم يجعل لها حجرة من المسجد كسائر زوجاته فهي ليست زوجة ولا أما للمؤمنين.
فولدت له ابنه إبراهيم، وقد أسلمت رضي الله عنها لما عرض عليها الإسلام ولم تتأخر، وتجمع الروايات أنها رضي الله عنها قد توفيت في عام 16 للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنت بالبقيع.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أحاديث الرسول عن آخر الزمان والفتن
بهذا نكون قد عرفنا من خلال هذا الموضوع أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، الطيبات المباركات اللائي يتسع المجال للحديث عنهن ليملأ صحافًا وصحاف، نرجو أن نكون قد وفقنا في عرض جزء يسير من سيرتهن الطيبة، كما نرجو أن يكون هذا الموضوع دافعًا لمن يقرأه لأن يبحث فيما صنف من كتب ومراجع تأتي على ذكر السيرة العطرة لأسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.