مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية

مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية يتعرض لها معظم الشباب، لكن تختلف استجابة الشباب وردود أفعالهم تجاه تلك المشكلات، وتعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي يمر بها الإنسان حساسية، حيث يتعرض فيها الشاب لكثير من التغيرات التي من شأنها أن ترسم ملامح شخصيته في مرحلة الرشد المبكر، وفيما يلي من خلال موقع زيادة نتعرف على المشكلات التي تواجه الشباب خلال مرحلة المراهقة.

مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية

تحول مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية بين المراهق وبين وصوله إلى الاستقرار النفسي، ويمكن أن يكون مصدر المشاكل التي يتعرض لها الشاب في مرحلة المراهقة داخلي أو خارجي، من هنا تنقسم المشاكل التي يتعرض لها الشباب في مرحلة المراهقة إلى نوعين مشاكل ذاتية ومشاكل خارجية، وفيما يلي نقوم بتوضيح كل منهما على حدا.

أولًا: مشاكل ذاتية

هي المشاكل التي تواجه المراهقين وتكون ذاتية المنشأ، وتتمثل هذه المشاكل فيما يلي:

1ـ مشاكل المظهر الخارجي

كثيرًا ما يراقب المراهق مظهره الخارجي ويقلق بشأنه، ويحاول الاهتمام به بشكل كبير، كما يلاحظ المراهقين التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لأجسادهم، ويهتمون لردة فعل الآخرين حولها، وهنا يبدأ صراع المراهق الداخلي مع النفس، ويمكن أن يتسبب هذا النوع من الصراعات في شعور المراهق بالثقة الزائدة أو النقص.

اقرأ أيضًا: أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية

2ـ الشعور بالنقص

يعاني المراهق من مجموعة من المخاوف التي غالبًا ما تجعل منه شخص شديد القلق ويفتقد الاستقرار في حياته، ويمكن أن يكون سبب هذا الخوف هو معلميه في المدرسة أو الوالدين في المنزل، أو يكون هذا الخوف نابعًا من خوف المراهق من الفشل أو من نظرة المجتمع له.

بوسعنا أن نضيف إلى شعور المراهق بالخوف مجموعة المشاعر السلبية التي يشعر بها نتيجة الرغبة الجنسية المكبوتة، وينتج عن كل هذه الصراعات والمخاوف التي تواجهه خلل التوافق وبالتالي لا يستطيع تكوين شخصيته السوية والوصول إلى أهدافه، فينتهي به الأمر إلى المزيد من المشاعر السلبية.

3ـ عدم التوافق النفسي

تعتبر أحد أخطر مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية، فهي تجعل المراهق متخبط بشكل دائم، وقد يدخل نتيجة هذه المشكلة في حالة من حالات الحزن والبكاء والشعور بالضيق المستمر، كما يعاني نتيجة مشكلة عدم التوافق النفسي من استجابات انفعالية مبالغ فيها وتذبذب في علاقته مع الآخرين.

كما أن خلل التوافق النفسي يؤثر بشكل سلبي على بعض أشكال التوافق الأخرى ومنها التوافق الاجتماعي والتوافق العضوي، وكلما كان المراهق أكثر قدرة على فهم ذاته وتقبلها زادت قدرته على مواجهة مشكلة عدم التوافق النفسي، بالإضافة إلى زيادة قدرته على التكيف مع البيئة المحيطة به.

ثانيًا: مشاكل خارجية

تختلف مرحلة المراهقة من شاب لآخر وفقًا للاختلافات الثقافية، والبيئة الجغرافية التي ترعرع داخلها، بالإضافة إلى المعتقدات الدينية وقيم المجتمع، فعلى سبيل المثال يختلف المراهق الذي ينشأ داخل البيئة الريفية عن الذي ينشأ في المدينة، ويمكن لجميع من حولهما ملاحظة هذا الاختلاف.

تعتبر المشكلات الخارجية أحد أخطر مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية، وتتمثل هذه المشكلات فيما يلي:

1ـ علاقات المراهق الأسرية

تتمثل في صراع الأجيال واختلاف وجهات النظر، وغالبًا ما تكون بداية الصراع بين المراهق وأسرته في مشكلات حول المذاكرة والذهاب إلى المدرسة أو الكلية وتنظيم الوقت، ويحتدم الصراع عند اصطدام الأسرة برغبة الشاب في إعلان استقلاليته التامة وتمرده على السلطة الأبوية.

2ـ علاقات المراهق الاجتماعية

يفترض أن تكون علاقات الفرد الاجتماعية قائمة على العطاء والاحترام المتبادل، بالإضافة إلى التفاهم والانفتاح على الخبرات والتجارب الجديدة، كما أن أي خلل يصيب علاقة المراهق بمجتمعه ينتج عنه اضطراب في توافق الشاب الاجتماعي.

هذا النوع من الاضطراب ينتج عنه اتجاه الشاب إلى الانعزال والانطواء، فتتولد عنده مشاعر سلبية تجاه الآخرين.

اقرأ أيضًا: أعراض المرض النفسي عند المراهقين

ثالثًا: مشكلات المراهقين ومواقع التواصل الاجتماعي

تزايد معدل استخدام المراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل يدعو إلى القلق في الآونة الأخيرة، فعلى الرغم من وجود مجموعة من المميزات التي توفرها لنا تلك المواقع، إلا أن لها تأثير بالغ الخطورة على الشباب خاصة المراهقين منهم.

فيما يلي من نقاط نقوم بتوضيح مخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين:

  • الإفراط في استخدام المراهق لمواقع التواصل الاجتماعي يتسبب له في نوع من أنواع الإدمان، وبالتالي يفقد القدرة على التواصل مع من حوله في المجتمع، وتقتصر قدرته على التواصل على ما يقوم به عبر شاشة الهاتف.
  • تشير الدراسات إلى أن أغلب الشباب الذين يفرطون في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من التوتر والعصبية، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى دخولهم في حالة اكتئاب.
  • كما أن هذه المواقع هي عبارة عن عالم افتراضي يختبئ فيه الأشخاص خلف الشاشات، لذلك يمكن أن يتعرض المراهقين للكثير من أنواع الأذى نتيجة كثرة استخدامهم لها.
  • من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع أي شخص الحصول على معلومات وصور تخص غيره، لذلك يتعرض الكثير من الشباب لعمليات ابتزاز عبر تلك المواقع، ولهذا يعتبرها البعض أحد أهم مسببات مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية.
  • تزيد مواقع التواصل الاجتماعي من فرص رؤية المراهق للمحتويات غير الأخلاقية، والتي من شأنها أن تلحق الضرر بنفسيته.

حقائق صادمة عن مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية

فيما يلي من نقاط نعرض لكم بالأرقام مجموعة من الحقائق التي لا يمكن تصديقها حول مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية، والتي ربما تثبت لك مدى أهمية الأمر والتعامل الجاد معه، وهي:

  • يعاني واحد من بين كل سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10-19 عام من اضطراب نفسي، وهذا يعني أن 13% ممن يعانون من الاضطرابات النفسية حول العالم ينتمون إلى هذه المرحلة العمرية.
  • يحتل الانتحار المركز الرابع في قائمة أسباب وفاة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-19 عام.
  • يعتبر الاكتئاب هو المسبب الرئيسي لأغلب الحالات المرضية والإعاقات التي تصيب بعض المراهقين.

اقرأ أيضًا: أعراض الاكتئاب عند المراهقين

أمثلة على مشاكل مرحلة المراهقة

يسعنا أن نطرح بعض الأمثلة على مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية.. فإن تم اكتشافها سرعان ما يتم اللجوء إلى الحلول الفعالة لمنع تفاقمها، ومنها:

  • محاولات المراهق المستمرة أن يتخلص من جميع القيود الأسرية المفروضة عليه، وزيادة رغبته في الحصول على استقلاله بشكل تام.
  • شعور المراهق بعدم الاحتياج إلى مشورة والديه فيما بعد، وأنه يستطيع اتخاذ جميع قرارته بنفسه دون الحاجة إلى مشاركة غيره.
  • وقوع المراهق ضحية لأصدقاء السوء وذلك لعدم تمكنه من اختيار أصدقائه بالشكل الصحيح، ويتأثر المراهقين بسلوكيات وعادات أصدقائهم المحيطين بهم ويؤثر ذلك على أخلاقياتهم ومستواهم الأكاديمي.
  • الميل إلى استخدام العنف في أغلب التعاملات، والمحاولات المستمرة من قبل المراهق أن يفرض سيطرته على جميع من حوله.
  • سوء استخدام المراهقين للإنترنت بوجه عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، مما يلحق الضرر بمستواهم الدراسي وقدرتهم على التواصل بشكل سليم مع من حولهم.
  • يتعرض الكثير من المراهقين لاضطرابات في الشهية بشكل كبير، فبعضهم لا يكون لديه القدرة على تناول الطعام، والبعض الآخر لا يستطيع التوقف عن تناوله.
  • تزيد رغبة المراهقين في الانعزال والانطواء والابتعاد عن الناس بشكل ملحوظ.
  • وقوع المراهق في فخ تعلم بعض العادات السيئة مثل: التدخين أو تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية، وغالبًا ما يعزو ذلك إلى مجالسة أصدقاء السوء.
  • يتسم العديد من المراهقين بالعصبية الزائدة، كما يرى المراهق نفسه محق في جميع الأمور ولا يرغب في الاستماع لغيره، ودائمًا ما يكون لدى المراهق حساسية شديدة تجاه تعرضه للنقد من الآخرين حتى لو كانت الانتقادات بناءة.
  • أثبتت بعض الدراسات أن الفجوة التي توجد بين الآباء والأبناء غالبًا ما تتكون عند نهاية مرحلة الطفولة، وبداية مرحلة المراهقة.

مراحل المراهقة

تنقسم مرحلة المراهقة بذاتها إلى مجموعة من المراحل، وفيما يلي في إطار تسليط الضوء على مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية نقوم بتوضيح هذه المراحل:

  • المرحلة الأولى: تكون بين 11-14 عام، وأكبر ما يميز هذه المرحلة هو التغيرات الفسيولوجية السريعة.
  • المرحلة الوسطى: وهي المرحلة التي تمتد بين 14-18 عام، وتكتمل فيها التغيرات البيولوجية التي بدأت في المرحلة التي تسبقها.
  • المرحلة المتأخرة: وتمتد هذه المرحلة بين 18-21، وتبدأ فيها تصرفات المراهق في أن تتصف بالرزانة والهدوء.

اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع مريض الوهم

نصائح للتعامل مع المراهقين

بعد أن قمنا بتوضيح مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية، نقوم بتقديم مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها عند التعامل مع المراهقين، وذلك بغرض تقليل فرص تعرضهم لمشكلات مرحلة المراهقة بأنواعها:

  • أن يجلس الوالدين للتحدث مع المراهق كما لو كانو أصدقاء، وتجنب تصنع المجاملة والتوبيخ عند التحدث إليهم.
  • على الوالدين ترك المساحة للمراهق أن يشق طريقه بنفسه، وذلك حتى لو أخطأ فكثيرًا ما يكون الخطأ بداية طريق تعلم الصواب.
  • يجب على الأهل الحرص على اختيار الوقت المناسب للتحدث مع المراهق، وتجنب الوقت الذي يكون مشغولًا فيه أو لديه التزامات معينة.
  • أن يستبدل الأهل الجدل والصراع بالحوار والتفاهم عند التعامل مع المراهق، وذلك لما يأتي به الجدل من نتائج عكسية.
  • على الأهل أن يحرصوا على السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره بحرية دون قيود، وذلك حتى يتجنب الطرفين خلق فجوة بينهما.
  • يجب عند التعامل مع المراهق التركيز على ما لديه من إيجابيات، وذلك حتى لا يتخلى عنها المراهق ويستبدلها بصفات أخرى قد تكون سلبية.

مشكلات المراهق النفسية والاجتماعية لابد أن يتعرض كل مراهق لبعض منها، وهنا يأتي دور الأسرة في احتواء المراهق وعبور هذه المرحلة معه حتى يصل إلى بر الأمان.

قد يعجبك أيضًا