آيات قرآنية عن الأم

آيات قرآنية عن الأم يتضمنها القرآن الكريم لتثبيت حقها ومكانتها لدى أبنائها وسائر المحيطين بها، حيث تشتمل على عدة توصيات وتوجيهات لِطرق مُعاملتها بالشكل الأمثل بدايةً من علاقتها بزوجها بطريقة تضمن حصولها على حياة كريمة وصولًا إلى الأولاد وكيفية رفع شأنها بينهم وعدم التسبب في غضبها والبر بها في حال الكبر أو المرض، وفيما يلي توضيح لذلك مع شرح مفصل عبر موقع زيادة.

آيات قرآنية عن الأم

تم ذكر الأم في العديد من المواضع بالقرآن الكريم مما يدل على أهمية دورها داخل الأسرة وداخل المجتمع، فهي الأساس الذي يعتمد عليه أفراد الأسرة الواحدة ليكونوا نواة صالحة تخدم المجتمع بشكل جيد، ومن أبرز ما تم ذكره من آيات قرآنية عن الأم ما يلي:

  • جاء في سورة مريم الآية رقم اثنين وثلاثين قول الله سبحانه وتعالى”وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا”، وفيها عرض لمدى بر سيدنا عيسى عليه السلام بِأمه السيدة مريم التي تحملت كافة المصاعب في حمله وولادته ثم مواجهة أهل الشرك بهذه المعجزة الإلهية. 
  • وصى الله سبحانه وتعالى الإنسان بوجه عام على الأم من خلال تذكيره بما تعانيه من مشاق الحمل والرضاعة في الفترة التي لا يقوى الإنسان فيها على شئ ويكون اعتماده الكلي على أمه، وكان ذلك في الآية الكريمة رقم أربعة عشر من سورة لقمان”وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، فبين هنا طول الفترة التي تتحملها الأم في حمل طفلها ثم السهر على راحته، وتلي ذلك قول الله سبحانه وتعالى في الآية رقم خمسة عشر من نفس السورة” وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا”، حيث أفاد بأن طريقة التعامل مع الوالدين تكون بالحسنى حتى لو كانوا مشركين وحتى لو أصروا على أن يشّركوك معهم. 
  • هنا في هذه الآية رقم خمسة عشر من سورة الأحقاف بيان توكيدي بما تتحمله الأم من ألم ومشقة خلال فترة الحمل والرضاعة” وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا”. 

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة مريم

آيات قرآنية عن الإحسان للأم والأب

من الواضح الأهمية التي تحظى بها الأم داخل الدين الإسلامي سواء من خلال وجود آيات قرآنية عن الأم أو أحاديث نبوية شريفة تحث على طاعتها وبرها، ولكن لا نستطيع أن نغفل عن دور الأب الهام في إنشاء وتربية الأولاد، لذلك جمعهم الله سبحانه وتعالى في العديد من الآيات منها التالي:

  •  قول الله سبحانه وتعالى”وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” ضمن الآية الكريمة رقم ثلاثة وثمانين من سورة البقرة، والتي تحث على إظهار الإحسان للوالدين بشكل عام لما قدموا من تضحيات تجاه أولادهم. 
  • جاء ذكر ذلك أيضًا في الآية رقم ستة وثلاثين من سورة النساء في قول الله تعالى: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
  • كما جعل الله سبحانه وتعالى البر والإحسان إلى الوالدين أمر مباشر وقام بِتحريم العقوق والمجافاة لهم في الآية رقم مائة وواحد وخمسين من سورة الأنعام “قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”. 
  • نهى الله سبحانه وتعالى حتى التلفظ بما يجرح مشاعر الأم أو الأب وصور ذلك في أقل كلمة من الممكن أن تقال وهي أف، كما في قوله تعالى في الآية رقم ثلاثة وعشرين من سورة الإسراء” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، وأعقبها قوله في الآية رقم أربعة وعشرون من نفس السورة” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، حيث أمر بالدعاء لهما في الحياة وبعد الممات كما أمر بإظهار الرحمة لهم في جميع الأوقات. 

اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي بها سجدتان

آيات قرآنية عن ضرورة طاعة الأبناء للأم والأب

بعد المرور على آيات قرآنية عن الأم وحتى لا ينسى البعض ضرورة وجوب الطاعة الكاملة للأم والأب وليس فقط الرحمة بهم والدعاء لهم، فيما يلي بعض الآيات التى تحث على ذلك:

  • تمتلئ قصة سيدنا إبراهيم بحبه الشديد لوالده وتم توضيح ذلك من خلال بضع آيات في سورة مريم بداية من الآية رقم واحد وأربعين وحتى الآية رقم خمسة وأربعين”وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا* إِذْ قَالَ لأَِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا، يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا”. 
  • جاء كذلك ضرورة الإحسان وطاعة الوالدين في سورة العنكبوت الآية رقم خمسة عشر قول الله سبحانه وتعالى:” وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”. 
  • لابد من التطرق لقصة سيدنا إسماعيل عندما رأى سيدنا إبراهيم أنه يَذبحه، حيث يمثل سيدنا إسماعيل في هذا الموقف أعلى درجات الطاعة للوالدين وامْتثاله للْأوامر مهما كان الغرض منها أو النتائج المترتبة عليها، وذلك في الآية رقم مائة واثنين من سورة الصافات” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”. 
  • ضرورة الدعاء لهما كما في قوله سبحانه وتعالى في الآية رقم ثمانية وعشرين من سورة نوح” رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا”. 

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة النور

عقوبة عقوق الأم والأب

نجد أنه بعد ورود آيات قرآنية عن الأم من الصعب أن يقوم أحد الأبناء بإظهار أي نوع من أنواع العقوق تجاه الأم أو الأب، ولكن في حالة حدوث ذلك حثت الشريعة الإسلامية على ضرورة وجود عقوبة رادعة، وهذه بعض الأمثلة والأدلة على ذلك:

  • بداية نزول لعنة الله سبحانه وتعالى على العاق لوالديه، وذلك اعتمادًا على الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن مسعود عن النبي-صل الله عليه وسلم-أنه قال “مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ”، وجاء في رواية أخرى لابن حبان”وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْه”.
  • كما يجب أن يعلم العاق لوالديه بأن الله سوف يعجل له العقوبة في الدنيا قبل عقوبة الآخرة، وذلك لناءً على حديث أَبِي بَكْرَة رضي الله عنه أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال “اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ”. 
  • عقوق الوالدين أحد أهم الأسباب التي تؤدي بصاحبها إلى النار وعذابها، وذلك وفقًا لحديث النبي- صل الله عليه وسلم- “لا يدخل الجنة عاقٌّ”، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- أنه قال حين صعد المنبر وأتاه جبريل فقال”وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ”. 
  • كما يتوجب عقوق الوالدين استجابة دعوتهما على الولد، والدليل على ذلك قول أبي هريرة عن النبي-صل الله عليه وسلم “ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ”.
  • يحرم العاق لوالديه من البركة بكل صورها في المال والولد والعمر، ودائمًا ما يصاب بضيق الرزق وجعل أبنائه عاقبن له، بالإضافة إلى عدم استجابة الله سبحانه وتعالى لدعائه وعدم تقبل أعماله. 
  • يضاف إلى عقوبة عقوق الوالدين أن العاق يفتح له بسبب ذلك بابين على جهنم، حيث جاء حديث ابن عباس رضى الله عنه عن النبي-صل الله عليه وسلم مؤكدًا على ذلك حين قال “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ رَاضِيَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ، إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ”.

أهمية الحصول على رضا الأم والأب 

تأتي أهمية تحصيل رضا الأم والأب بعد التلميح الوارد في آيات قرآنية عن الأم بضرورة الطاعة لهم، حيث يتضح وجود نتائج وجزاء خير على كل من يقوم بذلك ومن أهمها التالي:

  • حصول البركة في كل شئ للأبْناء البارين، ويتمثل ذلك في سعة الرزق وحسن استغلال الوقت في العبادة. 
  • تلقى الدعوات بالخير من كلا الوالدين والتي من المؤكد الاستجابة لها من الله سبحانه وتعالى.
  • يعد البر بالوالدين من حسن كمال إسلام المؤمن، بجانب أنه أحد أهم الأسباب التي تدخل الجنة وتقي من عذاب النار. 
  • يرفع بر الوالدين من ذكر الفرد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، بالإضافة إلى كونه سبب في فك الكروب وإزالة الهموم والتخلص من الابتلاءات. 

آيات قرآنية عن الأم تتعدد داخل القرآن الكريم لتوضيح الدور الواجب من الأبناء نحوها بصفة خاصة ونحو الأب بصفة عامة،، مع بيان لجزاء ذلك ومردوده بالخير عليهم في الدنيا والآخرة. 

قد يعجبك أيضًا