حكم صلاة العيد في الإسلام

حكم صلاة العيد نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه يمكن تعريف العيد على أنه الموسم، وكافة الأيام التي يجتمع فيها المسلمون، فهو مصطلح يقصد به التجمع عمومًا بصورة منتظمة، سواء كان هذا التجمع يحدث كل عام أو كل شهر أو كل أسبوع، وما شبه ذلك.

حكم صلاة العيد

وقد شرع الله للمسلمين عيدين، الأول هو عيد الفطر الذي نبدأ به شهر شوال، والثاني هو عيد الأضحى الذي يأتي في عاشر يوم من شهر ذي الحجة، ولا يوجد أي عيد آخر معترف به في الإسلام بعد هذين العيدين، غير يوم الجمعة، حيث يجتمع المسلمون في صلاة الجمعة من كل أسبوع.

وقد روى أنس عليه رضوان الله، أن رسول الله عليه صلوات الله وسلامه، حين استقر في المدينة المنورة، وقد لأهل المدينة يومان للمرح واللهو، ذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله عز وجل قد شرع لهم ما هو أفضل من هذين اليومين، وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى.

وهذا هو القول الذي اتفق عليه الجمهور، وقد بينه ابن حزم.

وفي هذا المقال سوف نعرض حكم صلاة العيد بشيء من التفصيل، كما سنتناول القصد من تشريعها.

أولًا: ما هو حكم صلاة العيد في الإسلام؟

لا خلاف على كون صلاة العيد من الأمور التي شرعها الله عز وجل في الإسلام، غير أن الخلاف حول حكم صلاة العيد، حيث توجد ثلاثة آراء في هذه المسألة:

  • الرأي الأول: يقول بأن صلاة العيد فرض على الأعيان، ويقر هذا الرأي كل من: المذهب الحنفي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم، والإمام ابن باز، وابن عثيمين.

ويعتمد أصحاب هذا الرأي على قول الله عز وجل في سورة الكوثر: “فصل لربك وانحر”، وصل: فعل أمر، ومن ثم فصلاة العيد الفرض.

كما يعتمدون على قول أم عطية عليها رضوان الله، من أن رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، كان يأمر النساء بالذهاب إلى العيد، والذهاب إلى العيد يحمل معنى أداء صلاة العيد، وتوجيه الأمر للنساء في هذا الشأن يفيد عمومه على الرجال كذلك.

كما يرون أن صلاة العيد واحدة من أهم المظاهر التي شرعت في الإسلام، ويقوم الناس فيها بتكبير الله عز وجل، ويحرصون عليها أكثر من حرصهم على يوم الجمعة، ولو أن صلاة العيد لم تكن واجبة، فقد يتكاسل المسلمون عنها ولا يجتمعون لها، ومن ثم لا يقيمون هذا المظهر الإسلامي، ومن هنا فكان كان حكم صلاة العيد أنها فرض في الإسلام في سبيل الحفاظ على إقامة هذه الشعيرة الهامة، كما أنه لما كان لصلاة العيد خطبة، كصلاة الجمعة، فهي فرض على المسلمين، شأنها في ذلك شأن صلاة الجمعة.

  • الرأي الثاني: يرى أن صلاة العيد من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقر هذا الرأي كل من: الإمام الشافعي والإمام مالك، ويرجحه داود الظاهري، وكثير من السلف والخلف.

ويعتمدون في رأيهم على رواية طلحة بن عبيد الله عليه رضوان الله، من أن النبي صلى الله عليه وسلم، حينما سئل عن الصلوات المفروضة، ذكر الخمس صلوات الواجبة في كل يوم وليلة، وأن ما سواهما نوافل.

وكذلك ما ذكره عبد الله بن عباس عليهما رضوان الله من أن الرسول عليه صلوات الله وسلامه، حين أرسل معاذ عليه رضوان الله لدعوة أهل اليمن، لم يذكر سوى الصلوات الخمس كفروض.

وكذلك لكونها صلاة غير دائمة وليس لها إقامة، مثلها في ذلك مثل صلوات الخسوف والكسوف، ونحوها.

كما أن لو كانت من الفروض، لكانت خطبتها فرض، ولكان فرضًا على المسلمين حضورها، مثل خطبة صلاة الجمعة.

  • الرأي الثالث: أن حكم صلاة العيد فرض يمكن لجمع من المسلمين القيام به نيابة عن البقية، ويقر هذا الرأي الإمام أحمد بن حنبل، واللجنة الدائمة.

ويعتمد هذا الرأي على الآية الكريمة من سورة الكوثر: “فصل لربك، وانحر”، باعتبار أنه فرض من الله عز وجل، وأنها لم لو تكن مفروضة لما فرض محاربة من لا يؤديها، مثل بقية النوافل، كما أن القيام بها فيه بيان لعظمة ومقام وجلال الدين الإسلامي.

وكذلك يعتمدون على قول رسول الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، إن الصلوات المفروضة هي الخمس صلوات وهم: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأي زيادة عليهما نفل وتطوع، كما أنها صلاة بدون آذان، فهي غير مفروضة على الأعيان، ولو كان مفروضة لكانت خطبتها مفروضة، كما في خطبة صلاة الجمعة، كما أن المسلمون يكبرون الله فيها أكثر من مرة وهم قائمون، ومن ثم فحكم صلاة العيد هو حكم صلاة الجنازة، أنها فرض كفاية لا فرض عين.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن العيد وصلاته من خلال: حكم صلاة العيد في البيت وتوقيتها وكيفيتها ورأي دار الإفتاء في إقامتها في المنزل

ثالثًا: ما هو المقصد من تشريع صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى؟

إن من رحمة الله عز وجل ومن لطف هذا الدين الحكيم أن الله يحب للمسلمين أن يسعدوا ويفرحوا بعد اكتمال عطية ومنحة، فكما نرى أن عيد الفطر يكون بعد انتهاء شهر رمضان الذي فيه من الفضائل الكثير، فهو شهر رحمة ومغفرة وعتق من النيران، وعندما يستكمل المسلمون صيام هذا الشهر، يفرحون بأن الله بلغهم هذه النعمة، ويحمدون الله على ذلك، وتكون صلاة العيد وصدقة الإفطار مظهر بديع على هذه الفرحة.

وكذلك الحال في عيد الأضحى، فبعد قيام المسلمون بفريضة الحج، وبلوغهم يوم عرفة الذي هو من أعظم أيام الله، ففيه تكفر الذنوب والخطايا، يحتفل المسلمون بهذه النعم في يوم العيد، كما يكملون فيه شعائر فريضة الحج، لمن استطاع إلى بيت الله سبيل.

ولعل من أهداف وحكمة فرض صلاة العيدين على الأمة الإسلامية، ما يلي:

  • تذكير بالشعائر الموجودة في الدين الإسلامي، وحرص عليها، فصلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى من المظاهر الجليلة المقدسة في الإسلام.
  • في اجتماع الأمة بيان لقوتهم وعددهم واتحادهم، ولعل هذا هو السبب في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، كل المسلمون للذهاب إلى صلاة العيد، حتى النساء والصبية، كما يسن سلوك طريق ما في الذهاب، وسلوك طريق غيره في العودة، حتى يعلم أصحاب الطرق قوة الأمة الإسلامية ويهابونها.
  • من وسائل شكر الخالق عز وجل على عطاياه ونعمه، فتلك نعمة كبيرة أن يأذن الله للمسلم أن يعيش رمضان ويعينه على صيامه وقيامه، وهو يشكر تلك النعمة في عيد الفطر، كما أنها عطية جليلة أن يأذن الله للمسلم أن يؤدي الطاعات المفروضة والمستحبة في أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وخيرهم هي فريضة الحج، والمسلم يشكر تلك النعمة في يوم عيد الأضحى.

ونرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد بساعات أو أيام ؟

كما نرشح لك أيضًا المزيد من المعلومات من خلال: صلاة العيدين حكمها وأحكامها وآدابها عند الأئمة الأربعة

رابعًا: ما حكم ذهاب النساء لصلاة العيدين؟

ذهب كل من الإمام مالك، والإمام الشافعي، إلى القول بأن ذهاب النساء لصلاة العيدين من السنن المستحبة، وهو القول الذي أقره الإمام ابن باز، وابن عثيمين، وهو سنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين في حديثه سبب ذهابهن، ولو كانت مفروضة ما بين السبب.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم حكم صلاة العيد وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا