متى تكون الكدمات خطيرة ومتى تستدعي الكدمة الذهاب إلى طبيب مُختص؟ وما هي أسباب الكدمات؟ وكيف تظهر الكدمات بأنواعها على سطح الجلد؟
أسئلة كثيرة من اللازم الإجابة عنها بشكلٍ علميٍّ حتى ينتشر الوعي بين الناس كي لا يُصاب أحدنا بما لا يُحمد عقباه.
متى تكون الكدمات خطيرة ومتى تكون الكدمات عادية؟
إجمالًا فإن الكدمات تكون خطيرةً إذا كانت مصحوبةً بتغيرٍ ملحوظٍ أو فيه مبالغةٌ على سطح الجلد أو يصاحبها ألم، وهنا يجب الانتباه لمدى الأم الذي يشعر به الشخص المصاب، وإننا سوف نستعرض أسبابها فيما بعد تفصيلًا، ولكن قبل أن نخوض غمار الحديث عن الحالات التي تكون فيها الكدمات خطرةً وتستوجب الذهاب إلى الطبيب حتى لا تتفاقم العلة فعلينا أن نتعرف على الكدمات أولًا.
إقرأ أيضًا: ظهور كدمات في الجسم ما اسبابها
تعريف الكدمات
الكدمات هي عبارة عن بقعٍ مختلفةٍ في اللون والحجم تظهر على سطح الجلد نتيجة حدوث شيءٍ من الكسر في الأوعية الدموية ويطلق عليها الشعيرات الدموية، ويحدث التكسر في شعيرات الدم في جسم الإنسان بسبب تعرضه إلى ضربةٍ قويةٍ من شأنها إحداث مثل هذا التكسر.
ولعل لون الكدمات يعتبر عاملًا أساسيًا في تشخيص حالة الكدمة، إذ أنها تظهر بألوانٍ مختلفةٍ مرتبطةٍ بلون الجلد؛ حيث تظهر الكدمات باللون الداكن الأسود أو البني أو الأزرق، كما أنها قد تأخذ اللون الوردي أو الأحمر في حالاتٍ أخرى.
كما أن لون الكدمة يتغير من وقتٍ إلى آخر تبعًا إلى مدى تأثير الضربة على الشخص المصاب والطريقة التي يتم علاج الكدمة بها.
والسبب في ذاك التغير يرجع إلى أن الشعيرات الدموية عند انفجارها وتكسرها فينسل منها الدم حتى يصعد تدريجيًا إلى الأنسجة الرقيقة الرخوة الموجودة تحت الجلد مباشرة، مما يؤدي إلى التورم في بعض الأحيان والتغير الملحوظ في شكل الجلد وفي مظهره.
إقرأ أيضًا: نقص الصفائح الدموية وسرطان الدم وأسبابها وعوامل انخفاضها وطرق علاجها
أسباب الكدمات
إن الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الكدمات على سطح الجلد متعددةٌ، وهي تختلف باختلاف الشخص الذي تظهر عليه الكدمة، وعادةً ما تكون من أسباب ظهورها التعرض المباشر إلى ضربةٍ عنيفةٍ أدت إلى حدوث ضررٍ في الأوعية الدموية، إلا أن الكدمات تظهر بشكل أكبر عند الأشخاص الذين بلغوا من العمر مبلغًا، وتقل عند الأشخاص الأقل عمرًا، ولعل عامل رقة الجلد سببًا رئيسيًا في ذلك.
وأما عن طبيعة الأسباب التي تؤدي إلى الكدمات فإن أبرزها ما يلي:
- التعرض المباشر إلى ضربةٍ عنيفةٍ/ فإن ذلك من شأنه إحداث الضرر في الأوعية الدموية وتكسرها فتظهر الكدمة.
- ممارسة التمارين الرياضية/ إذ أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف وعنيف قد يؤدي إلى تمزقٍ مجهري في الشعيرات الدموية وخصوصًا الرياضيين الذين يمارسون رياضاتٍ صعبةً وتحتاج إلى مجهودٍ فوق المعتاد مثل ممارسة رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال، كذلك فإن ممارسة بعض الألعاب القتالية قد يتسبب في ظهور الكدمات نتيجة تلقي بعض الضربات العنيفة من المدرب أو الخصم مثل رياضة الجودو أو الملاكمة أو المصارعة بأنواعها وكذلك رياضات الكونغ فو والتايكوندو والكاراتيه.
- نزيف الأنف أو نزيف اللثة/ قد يكون السبب وراء ظهور الكدمات في بعض مناطق الجلد عاملًا داخليًا أي ليس بسبب ضربة عنيفة كالمعتاد، حيث أن تكرر ظهور الكدمات بشكل سريع على سطح الجلد ولا مبررَ له، قد يكون مؤشرًا بيّنًا على إصابة الشخص ببعض الاضطرابات في الجسم والتي تستلزم الذهاب إلى الطبيب حتى يتم عمل الفحوصات اللازمة وعلاج ما يلزم علاجه، وغالبًا ما يصاحب تلك الكدمات نزيف في الأنف أو نزيف في اللثة.
- تناول الأدوية/ إن بعض الأدوية التي يتم تناولها من شأنه أن يؤدي إلى حدوث الكدمات وظهورها، ويرجع ذلك إلى أن تلك الأدوية قد تكون عاملًا أساسيًا في تخثر الدماء وبالتالي تظهر الكدمات، وبناءً على هذا فمن الواجب الانتباه دائمًا إلى إرشادات الطبيب، ويجب عدم تناول الأدوية إلا بعد موافقة الطبيب المسؤول.
ومن بين الأدوية التي تؤدي إلى حدوث تخثر الدم: ” إيبو بروفين – وهو مضادٌ للالتهابات، الاسبرين – والذي يتناوله الناس دون الحاجة إلى استشارة الطبيب، الوارفين – والذي يعالج في الأصل تخثر الدماء كما يصرفه بعض الأطباء إلى بعض المصابين بجلطات”.
خطورة الكدمات
قد أشرنا من قبل عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الكدمات، ولكن هناك بعض الحالات الطارئة التي يجب الذهاب مباشرة إلى الطبيب حتى لا تتفاقم الأزمة، ولعل من أكبر الأعراض التي إن ظهرت فعليك التوجه إلى الطبيب المعالج ما يلي:
- التورم والألم الشديد/ حيث ظهور الكدمات مصاحبة التورم والشعور بالألم الشديد يعد أمرًا خطيرًا ويستدعي الذهاب إلى الطبيب.
- حدوث ألم تحت الأظافر/ إذا حدث وكانت الكدمة موجودة تحت الأظافر فيجب الذهاب إلى الطبيب.
- الاشتباه بكسر/ عند التعرض إلى ضربةٍ عنيفةٍ تسببت في ظهور الكدمة في الحال وكانت مصطحبةً بالألم الشديد وشك المريض بحدوث بعض الكسر الداخلية فإن ذلك يستدعي الذهاب مباشرةً إلى الطبيب.
- النسيان وعدم التذكر/ إذا حصل وتعرض الشخص إلى ضربةٍ شديدة القوة في الرأس ونتج عنها نسيان الحدث أو عدم تذكرٍ كاملٍ لتفاصيل الحدث فلا بدَ من الذهاب فورًا إلى المشفى.
- كدمات العين/ وتعتبر كدمات العين والرأس من أخطر المناطق الي تظهر فيها الكدمات، وقد تستدعي كدمة العين الذهاب إلى الطبيب إذا اتخذت الكدمة ورمًا وتغيرًا ملحوظًا في اللون كأن تكون سوداء، وغالبًا ما تكون هناك صعوبةٌ في الرؤية، وأما إذا كان بمقدور الشخص المصاب تحريك عينيه في جميع الاتجاهات فإن ذلك مؤشرًا على سلامة العينين بإذن الله، ولكن يُفضل الذهاب إلى الطبيب.
- طول مدة الكدمة/ إذا استمرت الكدمة قائمةً وظاهرةً مدةً طويلةً دون تداوٍ أو شفاءٍ فيجب الذهاب إلى الطبيب حتى لا تتفاقم العلة.
إقرأ أيضًا: سقوط الطفل على رأسه والاستفراغ وخطورة وقوع الطفل على رأسه
علاج الكدمات
كما ذكرنا أنه هناك بعض الكدمات التي يجب علاجها تحت إشراف الطبيب، ولكن هناك أنواعًا بسيطةً من الكدمات يمكن للشخص المصاب أن يعالجها بنفسه دون الحاجة إلى مشفى أو طبيب، وهي طرقٌ تقليديةٌ لعلاج تلك الكدمات وذلك من خلال وضع مكعباتٍ من الثلج في منشفةٍ ومن ثم وضعها مباشرةً على المنطقة المصابة، وإن ذلك من شأنه أن يعمل على تسريع عملية الشفاء، ويجب وضع مكعب الثلج على المنطقة المصابة لمدةٍ تتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقةً من أجل الحصول على النتيجة المرجوة، وللحد من التورم الناتج عن الكدمة.
وإذا كانت الكدمة قد اتخذت مساحةً كبيرةً من الجسم فيجب إبقائها فترةً مناسبةً دون إجهادٍ حتى تحصل على الوقت الكافي الذي يساهم في تسريع عملية الشفاء والتقليل من حدة الألم.
وأما إذا كان الألم شديدًا فمن الممكن اللجوء إلى استخدام بعض الأدوية التي تساعد في تسكين الألم، ولكن في هذه الحالة يُنصح باستشارة الصيدلي أو الطبيب كلما أمكن.
وفي نهاية الحديث عن الكدمات وبعد الإجابة على سؤال متى تكون الكدمات خطيرة وعرفنا أسباب حدوثها وطرق علاجها نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ينزل علينا وعليكم رحماته في الدنيا والآخرة وأن يقينا وإياكم من كل مكروهٍ، ونتمنى أن نكون أفدناكم.