قصص من عجائب الصدقة

يتوفر الكثير من القصص من عجائب الصدقة توضح فضائلها على حياة الإنسان، وما تقوم به من تغيير جذري في مسارات حياته المختلفة، حيث سخر الله لنا العديد من العبادات التي من شأنها أن تدفع الكرب والبلاء عن العبد بالإضافة إلى الأجر العظيم من ورائها وإخراج الصدقات على رأس هذه العبادات، لذا من خلال موقع زيادة سنتعرف على قصص معبرة من عجائب الصدقة.

قصص من عجائب الصدقة

تعد الصدقة هي ما يخرجه العبد من أموال للحصول على الثواب من الله عز وجل، حيث تعد البركة من الأمور الاختيارية التي لا تُفرض على العبد بخلاف الزكاة الواجبة على العبد، فمن خلال إخراج الصدقات يعوض الله العبد ما نقص من ماله ويرد عنه الأذى ويجنبه شرور الدنيا.

فتوجد العديد من قصص من عجائب الصدقة توضح أن لها فضل كبير في اتساع رزق المتصدق وذلك ما أكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة، كما وعد كل عبد يقوم بإخراج الصدقات أنه يستظل بها يوم القيامة وأن تحميه من أهوال يوم القيامة.

كما تعد الصدقات تكفير للذنوب فمن خلالها يتم التقرب إلى الله وغفران الذنب ومحو المعصية والبعد عن ارتكاب الفواحش، حيث أكد نبي الله أن الصدقات تعمل على إطفاء الأخطاء والذنوب كما تعمل الماء على إطفاء النار، وجاءت القصص الواردة عن فضلها على النحو التالي:

1- تأثير الصدقة على الصحة العامة

هي من أفضل ما يمكن روايته في قصص من عجائب الصدقة لأنها توضح تأثير الصدقة على حياة العبد وما يمكنها أن تنجيه من العديد من الكروب، فكان يوجد رجلًا يعاني من مشكلة جلدية منذ سنوات تظهر له قرحة شديدة في ركبته منذ سبع سنوات وجرب معها جميع أنواع العلاج.

حيث كانت كلما تهدأ قليلًا وتختفي أعراضها تعود وتشتد عليه مرة أخرى، لذا ذهب لعبد الله بن المبارك وقال له عما يعاني منه، فقال له عبد الله بن المبارك اذهب إلى مكان يحتاج فيه الناس إلى الماء ولا يوجد لديهم بئر فيصعب عليهم الحصول على الماء واحفر فيه بئر.

فعل الرجل ما طلبه منه عبد الله بن المبارك بدون تفكير فكل ما يريده هو أن يُشفى من مرضه وإذا بالقرحة التي يعاني منها تُشفى فور الانتهاء من حفر البئر وكل ذلك لأن الصدقة التي قام بإخراجها في صورة حفر بئر للمحتاجين أزاحت عنه الأذى وباعدت بينه وبين المرض وذلك ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة عن الصدقة

2- الصدقة طريق الوصول إلى الجنة

عندما ذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وجد متغيرات كثيرة في الحياة، فأهل المدينة لا يحصلون على الماء بسهولة فلا توجد العديد من الآبار مثلما توجد في مكة، لكن رأى أنه هناك رجل يهودي يمتلك بئر واحد يسمى بئر رومة وذلك هو مصدر الماء الوحيد فكان أهل المدينة يشترون منه الماء يوميًا.

فقال -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين أن من يشتري بئر رومة يجعله للمسلمين وذلك يعد صدقة جارية تساعده للوصول إلى الجنة، فذهب عثمان بن عفان وساوم اليهودي لشراء البئر لكنه لم يقبل أبدًا، وبعد إلحاح سيدنا عثمان بن عفان قبل اليهودي أن يشتري نصفه باثني عشرة ألف درهم.

ثم ذهب إلى رسول الله وأبلغه أن نصف البئر له يوم واليهودي له يوم وأمر المسلمين أن يأخذون حاجتهم من الماء لتكفيهم ليومين حتى لا يضطرون إلى شراء الماء، فأصبح المسلمين يأخذون ما يكفيهم من الماء وفي اليوم الخاص باليهودي لا يشتري منه أحد.

ظل كذلك حتى ذهب إلى عثمان بن عفان وباع له نصف البئر الآخر بثمانية آلاف درهم فقط وذلك لتأكده أن المسلمين لن يشتروا منه الماء مرة أخرى بفضل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث جعل البئر كله للمسلمين، وذلك من أفضل القصص من عجائب الصدقة.

اقرأ أيضًا: دعاء عن الصدقة قصير جدا

3- إخراج الصدقة للمساكين

من قصص من عجائب الصدقة وتعبر عما حدث من شعور المسلمين بالجوع والجفاف والتقشف في ولاية أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد ذهبوا إليه وطلبوا منه المدد فالسماء لا تمطر والأرض لا تنبت، فقال لهم أن ينصرفوا ويتحلوا بالصبر وفي المساء سوف يأتي الفرج من عند الله.

كان أبو بكر الصديق لا يعرف كيف يتصرف لكن كان لديه يقين بفضل الله ونعمته وأن الله لم يخذله أبدًا، وفي المساء ظهرت قافلة تأتي تابعة إلى سيدنا عثمان بن عفان محملة بالأنواع المختلفة من الزيوت والدقيق والحبوب المختلفة.

فذهب إليه التجار وطلبوا منه أن يشتروا البضائع ومقابل كل درهم سوف يعطونه درهمين نظرًا لحاجة الناس إلى الأطعمة والمواد الغذائية بالإضافة إلى عدم وجود مصادر يحصلون منها على المواد الغذائية، فقال سيدنا عثمان بن عفان وماذا أربح من البيع.

فأكد التجار أنهم يعطونه درهمين عن كل درهم فقال إنه ربح أكثر من ذلك فقالوا التجار أنهم يعطونه 4 دراهم مقابل كل درهم فقال -رضي الله عنه- أن ما ربحه أكثر من ذلك بكثير، فقال التجار سوف نعطيك 5 دراهم مقابل كل درهم فأصر أنهم كسب من غيرهم أكثر من ذلك.

تعجب التجار من ذلك وكانوا يتساءلون ما الذي أعطاك غيرنا لتكسب منه كل ذلك فلا يوجد تجار في المدينة المنورة بأكملها غيرنا ولم يأتي أحد إلى القافلة سوانا، فقال له سيدنا عثمان بن عفان أن من أعطاه بكل درهم عشرة والحسنة بعشرة أمثالها فهل يمكنك أن تعطوني ذلك؟ فأجابوا لا.

هنا أكد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه جعل كل ما في القافلة من موارد غذائية وأطعمة وحبوب يكون صدقة للمحتاجين والمساكين والفقراء من المسلمين وأنه ينوي توزيع الأطعمة عليهم بدون أي مقابل، فالمقابل هو من عند الله عز وجل الذي لا يساوي ما يأخذه من أحد.

4- فضل الصدقة في الآخرة أكبر من الدنيا

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال:

(رَجُلٌ لأتَصدقَنَّ بِصَدقَةِ، فَخَرجَ بِصَدقَته، فَوَضَعَهَا في يَدِ سَارِقٍ، فَأصْبحُوا يتَحدَّثُونَ: تَصَدِّقَ الليلة علَى سارِقٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لأتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدقَتِهِ، فَوَضَعَهَا في يدِ زانيةٍ، فَأصْبَحُوا يتَحدَّثُونَ تُصُدِّق اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زانِيَةٍ؟، لأتَصَدَّقَنَّ بِصدقة، فَخَرَجَ بِصَدقَتِهِ، فَوَضَعهَا في يَدِ غَنِي، فأصْبَحُوا يتَحدَّثونَ: تُصُدِّقَ علَى غَنِيٍّ، فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ علَى سارِقٍ، وعَلَى زَانِيةٍ، وعلَى غَنِي، فَأتِي فَقِيل لَهُ: أمَّا صدَقَتُكَ علَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتِعفَّ عنْ سرِقَتِهِ، وأمَّا الزَّانِيةُ فَلَعلَّهَا تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وأمَّا الْغنِيُّ فَلَعلَّهُ أنْ يعْتَبِر، فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ).

فذلك الحديث يوضح أن العبد ينفع نفسه بالصدقة أكثر من نفع المسكين حتى إن كانت لمن لا يستحق، حيث خرجت الصدقة من قِبل رجل صالح لرجل معروفه بالسرقة، فتحدث الناس جميعًا أن الصدقة خرجت للسارق.

ثم مرة أخرى خرجت الصدقة في يد زانية فتحدث الناس على أن الصدقة خرجت لزانية، ثم في اليوم الثالث خرجت الصدقة فوقعت في يد غني فتحدث الناس عن ذلك وأن الصدقات تذهب في غير موضعها، فرأى في منامه رؤية صالحة أن صدقته على السارق يمكنها أن تساعده على الإعراض عن السرقة والاستعفاف بما تصدق عليه.

أما صدقته على الزانية يمكنها أن ترجعها عما تقوم به فيمكن أن تكون شديدة الفقر لذا تتجه للزنا وعند وصول الصدقة إليها تكف عن القيام به، أما الغني فيمكن أن يأخذ ما تفعله قدوة ويخرج صدقاته ويساعدك الفقراء والمحتاجين وتكون من خلال تلك الصدقة التي أخرجتها ساعدته على إخراج الصدقات.

فذلك الرجل يخرج صدقاته ابتغاء لوجه الله تعالى ولا يبحث عما تذهب إليه الصدقة فإن وقعت في يد من لا يستحق فهو يؤجر عليها وعلى ما كان في نيته.

اقرأ أيضًا: عجائب قراءة سورة البقرة كل يوم

5- التصدق على الأرحام له فضل كبير

هي من قصص من عجائب الصدقة حيث يظهر فيها صلى الله عليه وسلم وهو يحفز المسلمين على الصدقة فخرج أحد الفقراء فقال: أنا معي دينار فأمره الرسول أن يتصدق به عن نفسه، فرد قائلًا: إن معه آخر فقال صلى الله عليه وسلم: أن يتصدق به على زوجته، فرد قائلًا: إن معه آخر فقال له أن يتصدق به على ولده.

فرد الرجل قائلًا إن معه آخر فقال صلى الله عليه أنت أبصر وذلك يوضح فضل الصدقة التي يمكن أن تخرج للأقارب والأرحام وفي ذلك فضل مضاعف وهو فضل الصدقة وفضل صلة الرحم، ومن خلال ذلك يوضح صلى الله عليه وسلم فضائل الصدقة العجينة التي يمكنها أن تقلب حال المسلم وتنقذه من شرور الدنيا، لذا عليه بإخراج الصدقات.

أنعم الله عز وجل على العبد بالصدقة التي من شأنها أن تطفأ غضب المولى عز وجل وأن تغفر الذنوب وأن تعمل على الحصول على رزق واسع والتحصين من الشرور وأذى الدنيا.

قد يعجبك أيضًا