الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب

الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب كان ضعيف الإيمان على الرغم من صحبته الدائمة للرسول، إلا أن انسياقُه لحيل الكاذبين هو ما أدى به إلى الهلاك، وتأتي قصته لعِظة المُسلمين من الانسياق وراء الكاذبين مُدعي النبوة.. نوافيكُم بالمزيد من خلال موقع زيادة.

الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب

ثمَّة عدد كبير من الذين آمنوا بلسانهِم ولم يومنوا بقلوبهم، على الرغم من اِتباعهم لله وسنة رسولِه، إلا أنهم وقعوا في فخ الكذِب، لضعف قلبهم بالإيمان، لاسيّما الصحابة.

لا نعني جمع الصحابة.. بل الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب، وهو الرجّال بن عنفوة، على الرغم من اشتهارِه بين الصحابة بالصوَّام القوّام للصلاة، وصاحب سُمعة طيبة ومقام رفيع بينهم.

لكن لم يكُن إيمانُه كافيًا للتصدي لأهواء الكاذبين، حتى وقع في فخ مُدعي النبوة مُسيلمة الكذاب، ليكون عِبرة للمُسلمين في عدم تصديق سوى كلام الله ورسولِه، والمحافظة دائمًا على عقائده وإيمانه؛ لتقوية قلبُه بالإيمان.

كان إحدى أسباب ارتداد الرّجال بن عنفوة عن الإسلام مع مُسيلمة الكذاب ما ادعاه من نبوة، ونشر الأسجاع مُحرفًا لِكلام الله تعالى، ولمحاولة ارتداد عدد كبير من قومِه عن الإسلام واِتباعُه.

اقرأ أيضًا: من هو مسيلمة الكذاب

من هو مسيلمة الكذاب

اختُلِف في اسمُه، فقيل إنه مُسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب، وقيل إنه مُسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب الحنفي.. ولد وترعرع في اليمامة، تحديدًا في قرية يُطلق عليها في يومنا هذا “الجبلية”.

كانت هيئة مُسيلمة غير مُحببة، فقد كان قصير، شديد الصفار، أخنس الأنف، وكان يكبُر الرسول في السِن، وقبل نزول الوحي على النبي، كان مُسيلمة يتكهن في اليمامة، ويقول إنه هو نبي الله.

فقد كان يتجول في الأسواق لتعلُم السِحر والجدل، وهو ما كان سببًا في اِتباع عدد كبير من أهل اليمامة له، واشتهر بقدرته على قص جناح الطائر ولصقُه مرة أخرى، وهو ما كان في نظر الناس مُعجزة، علاوةً على الكثير من الأكاذيب.

اقرأ أيضًا: كم عدد الصحابة واسمائهم

إدعاء مُسيلمة الكذاب النبوة

الصحابي الذي ارتد مع مسيلمة الكذاب فعل ذلك بعدما ادعى الأخير النبوة، وقال إن مُحمد أشركهُ في نبوته، فقيل في هذا إن مُسيلمة شهر نفسُه بأن مُحمد شاركه النبوة، وقيل إن الله تعالى هو من أشركه النبوة.

في السنة التاسعة من الهجرة، ذهب قوم من بني حنيفة إلى الرسول لإعلان إسلامهُم، وقيل إن مُسيلمة سأل النبي أن يعطيه النبوة من بعدِه ليُعلن هو أيضًا إسلامُه ويتبع دين الله، وقيل إنه طلب أن يُشركه النبوة.

لم يوافق رسول الله، وقيل إن الرسول أمسك عذقة النخلة وقال: لو سَأَلْتَنِي هذِه القِطْعَةَ ما أعْطَيْتُكَهَا، ولَنْ تَعْدُوَ أمْرَ اللَّهِ فِيكَ، ولَئِنْ أدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّه”.

عاد مُسيلمة الكذاب -لعنه الله- إلى قومه حينها وأعلن أن النبي أشركه في نبوته، وشهِد على ذلك الرّجال بن عنفوة -حشره الله في جهنم لظى- وحاول مرارًا إثبات الأمر بسحرِة وكهانته، وعلى هذا ارتد عدد كبير واِتبعه الهواة.. حتى نهايته!

اقرأ أيضًا: من هو سيد الشهداء؟

نهاية خداع مسيلمة الكذاب

لقد اشتد واستفحل عدد المُرتدين عن الإسلام، لاسيّما بعد زواجه من سجاح، وحينها اِتبعه أعوانها، حتى اتخذ أبو بكر الصديق قرار إقامة الحرب للحد من زيادة أعداد المُرتدين، والقضاء على أكاذيب وخِداع مُسيلمة للآخرين.

أرسل أبو بكر جيش بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وآخر بقيادة خالد بن الوليد، وعِندما علِم مُسيلمة أجمع أهل اليمامة ليلتقي الجيشان وتُقام معركة اليمامة.. دار قِتال حاد في حديقة الموت.

على إثر تلك المعركة استشهد عدد كبير من الصحابة، إلا أنها انتهت بهزيمة المُرتدين عن الإسلام ونهاية مُسيلمة، فقد قتله وحشيّ بن حرب، وأقبل سماك بن خرشة لقطع رأس مُسيلمة لرفع راية الإسلام بعد وفاة نبي الله.

الإنسان مُعرض دومًا للفِتن، ولكن عليه بالصبر والثبات على دينِه، كما كان يفعل رسولنا الحبيب على الرغم مما حدث معه، وتكذيب الآخرين من مُدعي النبوة.. فقد ظل صامدًا مُعززًا لإيمان قومه.

قد يعجبك أيضًا