كيف تم تقسيم أرض فلسطين؟ وما هي خطة تقسيم أرض فلسطين؟ وما القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية كرد فعل للموافقة على قرار التقسيم؟ كل هذه التساؤلات سوف نعرض إجابتها في موضوعنا من خلال موقع زيادة مع عرض الخلفية التاريخية لأحداث قرار للتقسيم وتصويت الدول مع أو ضد هذا القرار.
تقسيم فلسطين
في تقرير لجنة بيل عام 1937 تم اقتراح فكرة تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين دولة عربية والأخرى يهودية، وصدر هذا التقرير عن لجنة تم تعيينها على يد حكومة بريطانيا وللبحث في قضية فلسطين بعد انتهاء الثورة الفلسطينية الكبرى التي استمرت ثلاث سنوات من عام 1933 إلى 1936 م.
عند انتهاء الحرب العالمية الثانية وإقامة هيئة الأمم المتحدة، طالبت الهيئة بإعادة النظر في صكوك الانتداب التي قدمتها عصبة الأمم إلى الإمبراطوريات الأوروبية وقد اعتبرت الانتداب البريطاني الواقع على فلسطين من أهم القضايا وأكثرها تعقيدًا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى أم الصغرى
كيف تم تقسيم أرض فلسطين
خطة تقسيم فلسطين هو قرار قد اتخذته الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة وهو القرار رقم 181 الذي تم إصداره في 29 من نوفمبر عام 1947 م، تمت خطة تقسيم فلسطين لإنهاء الاحتلال البريطاني على فلسطين.
إنشاء خطة التقسيم
استكمالًا للإجابة عن سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين سنعرض لكم كيت تم إنشاء خطة التقسيم، فقد حاولت الأمم المتحدة إيجاد حل للنزاع اليهودي القائم على فلسطين، كذلك قامت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تتألف من دول متعددة مع استثناء الدول دائمة العضوية من أجل ضمان الحياد في محاولة إيجاد حل للنزاع.
فقامت اللجنة بتقديم مشروعين لحل النزاع اليهودي، المشروع الأول يتمثل في إقامة دولتين مستقلتين ويتم إدارة مدينة القدس بإدارة دولية، والمشروع الثاني يتمثل في تأسيس هيئة فيدرالية تشمل الدولتين العربية واليهودية.
قبلت هيئة الأمم المتحدة بمشروع اللجنة بعد أن اتجه معظم أفراد هذه اللجنة إلى اختيار المشروع الأول وهو تأسيس دولتين بإطار اقتصادي واحد، لكن تم وضع بعض التعديلات على الحدود التي تشترك بين الدولتين.
منح قرار التقسيم 55% من أراضي فلسطين للدولة اليهودية، وقد ضمت مساحة اليهود من فلسطين على شريط البحر من مدينة إسدود إلى حيفا ما عدا يافا، وكذلك مساحة من صحراء النقب ولم تكن الصحراء صالحة للزراعة في هذا الوقت ولا للتطويرات المدنية.
قد استندت مشروع تقسيم فلسطين على الأماكن التي توجد بها تكتلات يهودية من أجل بقا هذا التكتلات داخل حدود الدولة اليهودية.
قرار الجمعية العمومية
في عام 1947 قد بلغ عدد أعضاء هيئة الأمم المتحدة 57 دولة فقط، فما زالت باقي الدول مهزومة في الحرب العالمية الثانية وكانت بعض الدول خاضعة للسلطات التي تحتلها أو ممنوعة من المشاركة في المنظمة الدولية وأغلبية دول قارة أفريقيا وآسيا الجنوبية كانت خاضعة للسلطات المستعمرة وليست مستقلة.
قد شاركت 56 دولة فقط في التصويت أي جميع الدول الأعضاء ما عدا دولة تايلاند فقد غابت عن التصويت، وكان زعماء الحركة الصهيونية يبذلون أقصى جهودهم لإقناع الدول المترددة في التصويت لصالح الخطة وقد استعانوا بالدبلوماسيين الذين يدعمون الخطة، وقد أقنعوا بعض الدول فعليًا.
كما أن تأجيل نتيجة التصويت منحهم فرصة لإقناع هايتي وليبريا الفيليبين بالتصويت تأييدًا للخطة، وتأكيد دعم ثلثين من الدول الأعضاء وهي النسبة التي تلزم لتنفيذ خطة تقسيم فلسطين.
حاولت الدول العربية منع التأجيل وتنازل مندوبيها الخطب من أجل توفير الوقت، لكن قامت البعثة الأمريكية التي تؤيد الخطة بالإصرار على التأجيل إلى بعد عيد الشكر الأمريكي الذي كان هذا العام في 27 من نوفمبر.
بالرغم من أن الدول الأمريكية قررت عدم الضغط على الدول الأخرى لزيادة الدعم إلا أن هناك بعض رجال الأعمال والسياسيين الأمريكان الذين مارسوا الضغوط على الدول المترددة التي يتعلق اقتصادها بالولايات المتحدة.
يمكنك أيضًاغ الاضطلاع على: خريطة فلسطين بين الماضي والحاضر
التصويت النهائي لتقسيم فلسطين
في استكمال الإجابة عن سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين سنعرض نتيجة التصويت لتقسيم أرض فلسطين، ففي عام 1947 في اليوم 29 من نوفمبر قامت الجمعية العامة الخاصة بالأمم المتحدة بالتصويت بنسبة 33 إلى 13 دولة، وقد امتنعت 10 دول عن التصويت نهائيًا فكان التصويت النهائي كالآتي:
قد صوتت 33 دولة لصالح خطة تقسيم أرض فلسطين أي بنسبة 72% من الأصوات وهذه البلدان: أمريكا اللاتينية والكاريبي: نيكاراغوا، بوليفيا، كوستاريكا، البرازيل، جواتيمالا، جمهورية الدومينيكان، باراغواي، الإكوادور، هايتي، بنما، بيرو، أوروغواي، فنزويلا.
أوروبا الغربية: بلجيكا، الولايات المتحدة، الدنمارك، أستراليا، فرنسا، أيسلندا، لوكسمبورج، النرويج هولندا، نيوزيلندا، السويد، كندا.
أوروبا الشرقية: بلاروس الاشتراكية السوفيتية، جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، تشيكوسلوفاكيا، الاتحاد السوفيتي، بولندا، آسيا-الهادي: الفلبين، أفريقيا: ليبيريا، جنوب أفريقيا.
قامت 13 بلد بالتصويت ضد الخطة أي عدم الموافقة على التقسيم وكانت التصويت ضد الخطة بنسبة 28% من الأصوات، وهذه البلدان هي: آسيا: الهند، أفغانستان، إيران، لبنان، العراق، باكستان، سوريا، السعودية، اليمن، أوروبا الغربية: تركيا، اليونان، أمريكا اللاتينية والكاريبي: كوبا، أفريقيا: مصر.
بعض البلاد امنتعت عن التصويت ولم تُصوت لصالح الخطة أم ضدها، وتبلغ هذه البدان 10، وهم: أمريكا اللاتينية: تشيلي، الأرجنتين، كولومبيا، المكسيك، السلفادور، هندوراس.
كذلك آسيا: تايوان، أوروبا الشرقية: يوغسلافي، أفريقيا: إثيوبيا، أوروبا الغربية: المملكة المتحدة، وتغيبت بلد واحدة وهي تايلاند من آسيا.
عندما تم إعلان النتيجة قام المندوبون العرب بالانسحاب من الاجتماع وأعلنوا رفضهم لهذه الخطة واستنكارهم لها، وقد علق جيمس فورستر وزير الدفاع الأمريكي قائلًا: إن الطرق التي تُستخدم للضغط ولإجبار الأمم الأخرى في نطاق الأمم المتحدة تعتبر فضيحة.
نتائج الموافقة على قرار تقسيم فلسطين
استكمالًا للإجابة عن سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين سنوضح ردود الفعل على قبول قرار التقسيم، فقد تكاثرت الضغوط السياسية على الأمم المتحدة نتيجة قبول خطة التقسيم واستحسنت الوكالة اليهودية ومعظم اليهود ومشروع قرار تقسيم أراضي فلسطين إلا أن هناك بعض المتشددين من اليهود قد رفضوا هذا القرار.
قد أشارت سجلات الأمم المتحدة إلى فرحة الفلسطينيين اليهود على قرار التقسيم وخاصة الذين حضروا جلسة التقسيم لهيئة الأمم المتحدة، وإلى يومنا هذا تشيد كتب التاريخ للإسرائيليين بأهمية يوم 29 من نوفمبر عام 1947.
قام الزعماء العرب برفض فكرة التقسيم مع استثناء الزعماء في الأحزاب الشيوعية، ووصفها بالمجحفة في حق العرب الذين يمثلون 67% مقابل 33% من اليهود، فقد منح هذا القرار 56.5% من أرض فلسطين إلى اليهود الذين كانوا لا يملكون سوى 7% من التراب الفلسطيني.
هناك سبب آخر لرفض زعماء العرب لخطة التقسيم وهو خوفهم من المستقبل فقد خشي العرب أن تكون فكرة التقسيم بداية لليهود في الاستيلاء على المزيد من أراضي العرب.
كانت مخاوف العرب في محلها ففي يونيو عام 1938 م قد أعلن بن غوريون في حديثه أمام القيادة اليهودية عن تقسيم فلسطين على نيته في إزالة التقسيم والاستيلاء على كل أراضي فلسطين بعد تقوية جيش اليهود وأفراده لتأسيس وطن خاص بهم.
كذلك صرح مناحيم بيغن أحد زعماء المعارضة في حركة اليهود، في 30 من نوفمبر عام 1947 عن بطلان التقسيم وشرعيته وأن كل فلسطين ستصبح ملك لليهود وستظل كذلك إلى الأبد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أرقام التبرع لفلسطين
موقف وقرارات جامعة الدول عربية من القضية الفلسطينية
استكمالًا للإجابة عن سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين سنوضح موقف الجامعة العربية، فقد اجتمع مجلس الجامعة التي نشأت بعد قرار تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين دولة يهودية وأخرى عربية، وقد اتخذت بعض الإجراءات والقرارات المهمة والتي تتمثل في:
- المنتجات اليهودية المصنوعة في فلسطين غير مرغوب فيها ولا يسمح بدخولها إلى البلاد العربية؛ لمقاومة الصناعات اليهودية بأي وسيلة متاحة.
- يدعو مجلس الجامعة العربية كل شعوب العرب الغير متمثلة في الجامعة إلى التضامن والتعاون في هذا القرار.
- تأليف لجنة من الدول الممثلة في الجامعة للإشراف والتنسيق على هذا القرار.
- قاموا إيقاف الهجرة الصهيونية تمامًا.
- حاولوا منع الاستيلاء على الأراضي العربية من قبل الكيان الصهيوني بشكل تام.
- عملوا على تحقيق الاستقلال لفلسطين وتشكيل حكومة تعمل على توفير حقوق جميع السكان الشرعيين بدون تفريق بينهم.
- قررت الجامعة سنة 1948 أن تتدخل بجيوش العرب لإنقاذ فلسطين وحمايتها، وكذلك وضع خطة عسكرية لتحركات جميع الجيوش العربية، وتكوين هيئة عامة للقيادة واختيار قائد للجيش.
- قرر مجلس الجامعة أنه لا يجوز لأي دول من الدول الممثلة في الجامعة العربية أن تتفاوض مع إسرائيل في عقد صلح أو أي أتفاق سواء عسكري أو سياسي أو اقتصادي، والدولة التي تقوم بذلك تعتبر منفصلة عن الجامعة العربية على الفور.
- يتم قطع كافة العلاقات مع الدولة التي تخالف قرارات الجامعة، وإغلاق أي حدود تشترك معها، وإيقاف العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية معها، وكذلك منع جميع الاتصالات المالية أو التعاملات التجارية معها مباشرةً أو حتى عن طريق راعي.
- تتعاون كل الدول الممثلة لجامعة الدول العربية على تقديم معونة متبادلة ليتم تطبيق الإجراءات والقرارات المشار إليها.
- كان الهدف من الجامعة في المجال العسكري هدف قومي هو تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، والهدف العاجل هو تعزيز الدفاع العربي لتأمين الدول التي يجري فيها نهر الأردن.
- من أهداف الجامعة استكمال تنفيذ مقررات أول دورة لمجلس رؤساء العرب تنفيذ تام في كافة الميادين العسكرية والفنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية.
- تحرير مدينة القدس واستعادة حقوق شعب فلسطين الوطنية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لماذا احتلت إسرائيل فلسطين
بعد التصويت على التقسيم
في استكمال الإجابة عن سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين سنوضح ما حدث بعد التصويت تم تقسيم فلسطين إلى دولتين بموجب قرار 181 بين العرب واليهود، حيث إن اليهود كانوا يهاجرون إلى فلسطين بطرق منظمة ورسمية ولكن سرية إلى أن أصبحوا كيان ثابت وكانت نسبة التقسيم هي 55% للعرب وما تبقى لليهود.
ظلت القدس منطقة دولية ليست تابعة لجهة معينة، ووافقت إسرائيل على القرار بكل تأكيد وأعلنت قيام دولة خاصة بها أما العرب فقد رفضوا ذلك وأعدوا جيوش لمنع تنفيذ القرار بالقوة وتحرك الجيش المصري مع قوات من بعض الدول الأخرى.
تحرك جيش الأردن أيضًا لكن الجيش اللبناني والسوري حارب قليلًا وتوقف عند الحدود كما فعل الجيش المصري فبعد أن وصل لحدود القدس أعلن وقف إطلاق النار.
اتبع الجيش الأردني خطة مثالية جمعت بين رئيس الوزراء الأردني ورئيسة الوزراء الإسرائيلية ووزير الخارجية ببريطانيا، تقدم الجيش الأردني حتى حدود القدس تبعًا للخطة المتفق عليها فبذلك تعتبر الدول العربية ساهمت في تنفيذ القرار لكن بطريقة ملتفة.
بعد توصية التقسيم التابعة للقرار 181 تعاقبت الأحداث وتوسعت دولة إسرائيل على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، وحتى عام 2004 كانت إسرائيل تستولي على 50% من أرض فلسطين وتسيطر بشكل تام على الجزء الآخر من الأرض.
تنص المادة 19 من الميثاق الذي أقرته منظمة التحرير الفلسطينية على أن تقسيم أرض فلسطين الذي جرى في عام 1947 وقيام دولة إسرائيل كان باطل من أساسه مهما مر عليه الزمن لاستيلائه على أرض الشعب الفلسطيني ونزع حقوقهم الوطنية في وطنهم.
أما الوثيقة التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر عام 1988 وهي وثيقة إعلان الاستقلال يوجد بها اعتراف أن مع الظلم الذي لحق بشعب فلسطين بحرمانه من حقوقه الطبيعية نتيجة قرار الجمعية العامة 181 في عام 1947 م.
أدى هذا القرار إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى دولتين يهودية وعربية فما زال هذا القرار يوفر شروط شرعية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والسيادة الوطنية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: متى تتحرر فلسطين في القرآن
بهذا نكون قد عرضنا إجابة سؤال كيف تم تقسيم أرض فلسطين وتعرفنا على خطة تقسيم أراضي فلسطين، قد قدمنا لكم كيف تم اتخاذ القرار من قبل هيئة الأمم المتحدة والأخذ بتصويت الدول المشاركة في الهيئة لصالح القرار أو ضده، كذلك قدمنا النتائج التي ترتبت على هذا القرار والقرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية، ونتمنى أن نكون قد أدفناكم.