نبي وهو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

نبي وهو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم أي البسملة التي افتتح بها الله عز وجل كتابه العظيم (القرآن الكريم)، وبها يُفتتح الكثير من العبادات نحو(الوضوء والتيمم…) والمباحات وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إنها سترة لعورة المؤمن من أعين الجن فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “سِتْرُ ما بين أُعْيُنِ الجِنِّ، وعَوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ” وفي هذا المقال المقدم لكم من موقع زيادة سنخبركم من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.

نبي وهو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

ورد في  كتاب الأوائل لصاحبه  أبو بكر بن أبي عاصم أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (توفى عام: 287هـ) أن أول  من كتب “بسم الله الرحمن الرحيم هو نبي الله سليمان -عليه السلام- وذلك نقلًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه ولعل عبد الله بن عباس يستند إلى قول الله تعالى في مصحفه الشريف على لسان سيدنا سليمان عليه السلام: ” إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (سورة النمل، آية 30).

إقرأ أيضًا: من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ومتى قالها

نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام

نبي الله سليمان هو ابن سيدنا داود عليهما السلام وجاء ذلك في قول الله تعالى في كتابة العزيز في سورة ص: “وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” أما عن اسم سيدنا سليمان بالكامل فهو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر إلى أن ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان من فضل الله عليه أن جعله ملكًا له صيته ووسع ملكه وعظم شأنه، وقد تم ذكر اسم سليمان في القرآن الكريم في 7 سور و16 آية وجاء في القرآن الكرين أن سليمان ورث أبوه في النبوة حيث قال الله جل جلاله: “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ” (سورة النمل، آية 16)، والمقصود هنا بـ (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ) أنه ورثة في النبوة والملك وليس في المال، ذلك ولأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الأنبياء لا يورثوا بعضهم في المال، بل يخرج مالهم صدقة بعد موتهم، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام:” نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ”

سليمان وبيت المقدس

قام سيدنا سليمان عليه السلام بترميم بيت المقدس وذلك لكي يكون قد قام بتنفيذ الوصية التي وصّاه بها والده داود، ولكي يقوم سيدنا سليمان بذلك على أكمل وجه قام بإنفاق الكثير في عمارة بيت المقدس، وأخيرًا وبعد مرور سبعة أعوام تم الانتهاء من البناء والترميم، وروى النسائي وابن ماجه وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لما بنى بيت المقدس سألَ ربَّه عز وجل خِلالًا ثلاثًا فأعطاه اثنين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة: سأله حُكمًا يُصادِف حُكمَه فأعطاه إياه، وسأله مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه إياه“.

سليمان ومشيئة الله سبحانه وتعالى

لم يكن في عهد سليمان تحديدًا لعدد الزوجات، وكان لسليمان عدد كبير من النساء، وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال سليمان بن داود: “لأطوفنَّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لرزق في سبيل الله فرسانًا أجمعون”) وفي هذه الرواية دليل على أن الأنبياء جميعًا يكثرون من عدد الزوجات لغرض ديني وإسلامي ونصرة لدين الله سبحانه وتعالى.

وكما ذكرنا في بداية المقال أن سيدنا سليمان عليه السلام هو أول من قال بسم الله الرحمن الرحيم وفي الأسطر التالية دعونا نعرض لكم بعض الأمور عن البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم).

إقرأ أيضًا: دعاء سيدنا سليمان لجلب الرزق إن شاء الله

فضل البسملة

إن (بسم الله الرحمن الرحيم) فضلها ومنزلتها عظيمين في الإسلام فيكفيها شرفًا أنه أول ما نزل من القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” (العلق 1)
ومن فضلها:

  • تستحب البسملة قبل الوضوء لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سعيد بن زيد أنه قال ” لا وُضوءَ لمن لم يَذْكُرِ اسمَ اللهِ عليهِ” (أحمد 16651) والمقصود –كما قال الفقهاء- نفي كمال الوضوء.
  • تستحب البسملة عند بداية المجالس وعند قراءة القرآن.
  • تستحب البسملة قبل الأكل لحديث عمر بن أبي سلمة: “كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ” (صحيح البخاري 5379)
  • تستحب عند جماع الرجل زوجته لقول عبد الله بن عباس –رضي الله عنه– قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ إذا أرادَ أنْ يَأْتِيَ أهْلَهُ، فقالَ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطانَ وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، فإنَّه إنْ يُقَدَّرْ بيْنَهُما ولَدٌ في ذلكَ لَمْ يَضُرُّهُ شيطانٌ أبَدًا” (صحيح البخاري 7396)

فالبسملة شُرعت للمسلم لذكر الله تعالى في كل حين قيامًا وقعودًا وقبل العبادات، تبركًا بها وللاستعانة بها على إتمام العمل، فينبغي على المسلم الاستعانة بها في كل وقت وحين، فلا تزيده إلا كل الخير والبركة والحفظ من رب العباد سبحانه وتعالى.

الجهر بالبسملة في الصلاة

كما نعلم أن الصلاة عبادة توقيفية فلا يمكننا إلا أن نصلي كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من قال في حديث مالك بن الحويرث: ” أَتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنَّا اشْتَقْنَا أهْلَنَا، وسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا في أهْلِنَا، فأخْبَرْنَاهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ.” (صحيح البخاري6008)
فعلمنا رسول الله سنن الصلاة وفرائضها وآدابها، ومن ثم نقل الصحابة الكرام كل شيء عنه بالتواتر.
أما في الجهر أو السر بالبسملة  فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه” كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَجهَرُ بِـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) . وفي روايةٍ جَهَرَ” (الخلاصة 371/1) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقرا بصوت عالي في قوله “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” وذلك في أول سورة الفاتحة أو في أول السورة في الآيات التي تُقرأ بعد الفاتحة في الصلاة، لكن الثابت عن الرسول أنه كان يسر البسملة  في أول الفاتحة في الصلاة، وربما الجهر هذا كان لتعليم الصحابة.
فاختلف الفقهاء إلى ثلاث فرق:

  • جمهور الحنفية والحنابلة: قالوا بأن البسملة تٌقرأ سرًا في الصلاة الجهرية والسرية سواء لحديث أنس ابن مالك –رضي الله عنه: ” صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، فَلَمْ أسْمَعْ أحَدًا منهمْ يَقْرَأُ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).” (صحيح مسلم 399)
  • يرى جمهور الشافعية أن السنة هو الجهر بها في الفاتحة وفي السورة التي تُقرا بعد الفاتحة، لحديث عبد الله بن عباس الذي ذكرناه سابقًا.
  • القول المشهور عن فقهاء المالكية كراهة البسملة في استفتاح القراءة في الصلاة مطلقًا، سواء كان في قراءة سورة الفاتحة أم في السورة التي تليها.
    وقال الإمام القرافي (أحد علماء المالكية) البسملة أن يأتي بها المصلي سرًا قبل الفاتحة خروجًا من الخلاف، ولا يجهر بها.

وعلى ذلك فالأمر فيه خلاف وكل الآراء صحيحة لما استندوا إليه من أدلة.

هل البسملة آية من الفاتحة

البسملة ليست من الفاتحة وهذا مذهب:

  • فقهاء الحنفية ( في كتاب تبين الحقائق للزيلعي 112/1، وكتاب مجمع الأنهار143/1)
  • فقهاء المالكية (في كتاب تفسير القرطبي 117/1 وكتاب شرح مختصر الخليل للخراشي رقم 289/1)
  • فقهاء الحنابلة (في كتاب كشف القناع للبهواتي 335/1، وكتاب الإنصاف للمرداوي 36/2)
  • الإجماع (قال البهواتي في كتابه كشف القناع برقم 335/1 : وليست” بسم الله الرحمن الرحيم “منها”؛ أي: من الفاتحَةِ؛ جَزَمَ به أكثرُ الأصحابِ، وصحَّحه ابن الجوزي، وابن تميم، وصاحب الفروع، وحكاه القاضي إجماعًا سابقًا).

إقرأ أيضًا: تفسير سورة الفاتحة السعدي بالتفصيل ومقاصد سورة الفاتحة

الأدلة على أن البسملة ليست آية من سورة الفاتحة

  • عن أبو هريرة رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ)، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: (مالِكِ يَومِ الدِّينِ)، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: (إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: (اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ) قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ” (صحيح مسلم 395)
    ومن هذا الحديث نستدل على أن البسملة ليست آية من سورة الفاتحة لأنه لو كانت آية لعدها وبدأ بها.
  • عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه قال: “صَلَّيْتُ خَلَفَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ)، لا يَذْكُرُونَ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في أوَّلِ قِرَاءَةٍ ولَا في آخِرِهَا.” (صحيح مسلم 399)
    ومن هنا نستبين أن البسملة ليست آية من سورة الفاتحة وإلا لما حدث التميز بينها وبين الفاتحة في الجهر والسر.
  • قال الإمام ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح رقم 112: لو جعلنا البسملة الآية الأولى من الفاتحة، لكانت الآية الأخيرة طويلة ولا تتناسب مع ما قبلها سوف تكون: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ” وهذه تساوي آيتين ولهذا فإن الآية السادسة هي قوله تعالى: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ”.

وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال نبي وهو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم كما نكون قد عرضنا لكم فضل البسملة في الإسلام وحكم الجهر بها في الصلاة وهل هي آية من سورة الفاتحة أم لا ونرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا