نية الصيام في غير رمضان

نية الصيام في غير رمضان نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن الصيام هو أحد أهم المبادئ التي فرضها الله على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة أيضاً، ومعنى الصيام في اللغة الإمساك، هو في الشريعة الإسلامية الصوم والإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب وخلافه وقد وضح ابن منظور المفرطات والمحرمات التي حرمها الله على عباده لكي يتم صيامه << الصوم هو ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام>>.

والمقصود بالكلام هنا اللغو الكثير الذي لا ينفع ولا يضر، لا تقتصر عبادة الصوم على الصوم في شهر رمضان الكريم فقط، بل تمتد ليشمل صوم الكفارة وصوم النوافل في الأيام البيض من الشهور الهجرية وصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، قال الله سبحانه وتعالى في عبادة الصوم؟

نية الصيام في غير رمضان

{ يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} وفُرض الصيام على المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثاني هجرياً ويتم الصيام من طلوع الشمس واذان الفجر إلى أن تغرب الشمس في أذان المغرب، قال الله سبحانه تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها}.

الفرق بين صيام شهر رمضان وصيام النافلة

يختلف حكم صيام الفريضة مثل شهر رمضان عن صيام النافلة والسنن، وقد يكون صيام السنن سنن معينة أو سنن مطلقة، حكم الدين أن صيام الفريضة مثل صيام شهر رمضان واجباً على المسلم البالغ العاقل القادر المُقيم، بينما في حالة صيام النافلة فإن عدم صيامه لا يُعاقِب اللهُ عليه، ويوجد أربعة فروق بين صيام شهر رمضان وصيام النافلة وهم الآتي:

  • أولاً أن تستأذن المرأة زوجها: في حالة صيام شهر رمضان لا يجب على الزوجة ن تستأذن زوجها لأنها أمر رباني ولا حكم لزوجها عليها فيه، بينما في حالة صيام النافلة فلا يجب على الزوج أن يستأذن زوجته، لكن على الزوجة أن تستأذن زوجها قبل الصيام مادام ليس مريض أو مُسافر.
  • ثانياً نية الصيام: في حالة صيام شهر رمضان يرى مذهب الإمام مالك أنه يجب على المسلم تبييت النية قبل الصيام، بينما في حالة صيام النافلة يرى مذهب الإمام حنيفة أنه يمكن أن ينوي المسلم وهو في النهار الذي سيصومه لأنه سنه ويجب ترغيب العامة في إتباع السنن.
  • ثالثاً سلطة الصائم على نفسه: وهذا الشرط يعني أن في حالة صوم شهر رمضان توجب على الصائم إتمام صومه ولا يفطر إلا في عذر وشرع الله فيه الإفطار مثل المرض أو السفر، بينما في حالة صوم النافلة يرى مذهب الإمام مالك أنه لا يجوز للصائم أن يفطر وعليه إتمام صومه، بينما في مذهب الحنابلة صائم النافلة يمكنه أن يفطر ولا حرج عليه.
  • رابعاً الأكل أو الشرب سهواً: يرى جمهور العلماء أن الأكل أو الشرب سهواً في رمضان لا يفسده وكذلك في حالة صوم النافلة.

وللتعرف على المزيد من المعلومات قم بقراءة: حكم الإفطار في رمضان عمدا وبدون عذر بالإجماع

ونرشح لك كذلك: كم مرة ذكر شهر رمضان في القران وذكر الصيام

كيفية تواجد نية الصيام

  • النية هي أصل صلاح كل عمل في الدين الإسلامي، والصوم عبادة وعمل عظيم أجمع العلماء والفقهاء أن نية الصيام يجب أن تكون حاضرة مثل نية أداء الصلاة ونحوه من العبادات.
  • قال الله سبحانه وتعالى { وما أٌمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } ومعنى كلمة مخلصين في هذه الآية الكريمة هي إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في أداء العبادة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إنما الأعمال بالنيات].
  • بناءاً على ذلك فإن رأي العلماء أن صيام رمضان بلا نية صيام فاسد إلا في رأي مذهب أبي حنيفة النعمان، بينما في صيام النافلة فإن نية الصيام ممتدة إلى زوال، تكون نية الصيام في صيام فريضة شهر رمضان في اليل، وبما أن النية لكل عمل في الإسلام قبل بدأ العمل فكذلك الصوم يجب تبييت نيته والصوم يبدأ من صلاة الفجر.
  • ولكن لإزالة المشقة عن المسلمين في صعوبة تحديد قب الفجر مباشرة جُ عل اليل في طوله متاحاً لكي ينوي المسلم صومه، وفي ذكر أهمية تبييت النية قبل الصيام قال الإمام الشافعي رحمه الله <<قال بعض أصحابنا لا يجزي صوم رمضان إلا بنية كما لا يجزي الصلاة إلا بنية.
  • وقد أخد الإمام الشافعي رحمه الله حجة لكلامه قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه<< لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر>>وأجمع معناها من بيّت نيته على الصوم قبل آذان الفجر.
  • بينما في نية النافلة فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً يُنادي يوم عاشوراء إن من أكل فليتم او فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل، ومن هنا أخذ العلماء حجتهم في إمداد صوم النافلة إلى نهار ذلك اليوم.

لمزيد من التفاصيل قم بالاطلاع على: حكم سماع الأغاني في رمضان وهل يبطل الصيام وما يبطل الصوم أثناء نهار رمضان ؟

فتاوي لتحديد نية الصيام

أشارت دار الإفتاء المصرية أن نية الصيام لها أهمية بالغة في الدين الإسلامي، لأن عن طريقها يحدد المسلم وجهته وقصده من الأعمال التي يقوم بها، وأضافت قول الرسول << إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهرجته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهرجته إلى ما هاجر إليه>> وأضافت أن نية المسلم لأعماله محبها القلب ولا يتوجب لفظها باللسان وأن نية صيام رمضان يجب تجديدها كل يوم قبل صلاة الفجر.

فضل صيام النوافل

يقول الله سبحانه وتعالى《 وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التب يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذتي لأُعيذنه》.

وقال أبي سعيد الخضري رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال [ لا يقوم عبد يوما في سبيل الله إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا] وسبعين خريفا كناية عن سبعين عاماً، وعن أبي امامة رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله مرني بعمل ينفعني الله به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالصوم فإنه لا عدل فيه، ولا عدل فيه تعني أن لا مثيل له في عظيم الجزاء الذي يجزيه الله للمسلم.

وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وعن أبيه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال [ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب قد منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب شفعني فيه فقد منعته النوم بالليل، فيشفعان له] وما أعظم أن يكون الصيام والقرآن شفيعان للمسلم يوم القيامة فيحجبان عنه النار ويحجزان له بحسن عمله مكاناً في الجنة، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة، وخُتم له أي مات وهو صائم.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم نية الصيام في غير رمضان وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا