ما هي أركان الإيمان بالترتيب وكم عددها؟

ما هي أركان الإيمان بالترتيب وكم عددها ؟ فمن الضروري أن نعرف معًا أركان الإيمان وعددها ومفهوم الركن ومفهوم الإيمان، وشرحه شرحًا مفصلًا ومبسطًا وبالأدلة كما جاء في كتاب الله، ونعرف أيضًا ما اختلافها مع أركان الإسلام، حيث سنتناول من خلال هذا الموضوع عبر موقع زيادة كل ما يدور حول أركان الإيمان في السطور التالية.

ما هي أركان الإيمان بالترتيب وكم عددها ؟

ما هي أركان الإيمان بالترتيب وكم عددها ؟

أركان الإيمان 6 يجب على كل مسلم أن يتعرف عليها، وألا يتهاون فيها، وتختلف تلك الأركان عن أركان الإسلام الخمسة الأساسية، وذلك لأنها ليست من الأعمال الظاهرة، بل تكون مستقرةٌ داخل القلب، وفيما يلي سوف نعرضهم لكم:

  1. الإيمان بالله.
  2. الإيمان بالملائكة.
  3. الإيمان بالكتب السماوية.
  4. الإيمان بالرسل.
  5. الإيمان باليوم الآخر.
  6. الإيمان بالقدر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو الإيمان الحقيقي وأركانه وتفسير الشعراوي له

مفهوم الركن

هو العمود الذي يستند على الشيء وبدونه يميل كما جاء في القرآن الكريم: “قال لو أن لي قوة أو آوي إلى ركن شديد”.

مفهوم الايمان

الإيمان بالشيء هو التصديق به ويلزم أن يكون الأمر غيبي، وهناك طريقتين لتعريف الإيمان  لغة واصطلاحاً، ويعرف الإيمان لغة على أنه التصديق فقط، أما اصطلاحًا، فهو تصديق الإنسان لمجموعة من المعتقدات.

شرح أركان الإيمان

“امَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (البقرة 285).

يخبرنا الله -عز وجل- أنهم خمسة وزادهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ستة، وأن لكل ركن من أركان الإيمان أهمية خاصة، ولو أمعنا النظر فيها لوجدنا أنها مترابطة متآزرة، وأنّها تعمل معًا على إيصال الإنسان إلى الله تعالى.

الركن الأول: الإيمان بالله

عندما سأل موسى -عليه السلام- ربه أن يراه قال له أن رؤيته في الدنيا محالة كما ورد:

ولَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الأعراف 143).

كما أن الإيمان بالله هو الإيمان بوجوده وقدرته وعلوه وسلطانه وحكمته.

الركن الثاني: الإيمان بالملائكة

الملائكة غيب ولا نراهم إلا بإرشاد وتعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهم أركان الإيمان إيمان المؤمن بالملائكة وبما كلفهم الله -سبحانه وتعالى- به، والذي يتمثل في الاعتقاد القوي لوجودهم وبأنهم جميعًا مخلوقون لله -سبحانه وتعالى-.

الركن الثالث: الإيمان بالكتب السماوية

“وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ” (العنكبوت 47).

قال سبحانه: “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ” (سورة ص 29).

من الآية نعرف أن الله أرسل للبشر رسلًا ورسالة، فالرسالة هي الكتب السماوية، فيؤمن الإنسان بوجودها، وبأنها جميعًا من عند الله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لماذا كانت لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان وما هي مراتبها

الركن الرابع: الإيمان بالرسل

اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ”.

بدأ الأنبياء بآدم -عليه السلام- فكان نبيًا وهو أبو البشر وخُتموا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- صفوة خلق الله والرسول أخص من النبي، فالرسول يجمع النبوة والرسالة معًا، ولذا فعدد الرسل أقل من عدد الأنبياء، فعدد الرسل كما أخبر النبي الكريم أبا ذر -رضي الله عنه- عندما سأله وقال: “قلت يا رسول الله، كم المرسلون؟” قال: “ثلاثمائة وبضعة عشر‏‏، جمًا غفيرًا” (رواه الإمام أحمد).

أما عن عدد الأنبياء فأجاب النبي أبا ذر على سؤاله: “قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ‏ألف، وأربعة وعشرون ألفا” (رواه الإمام أحمد).

كما أرسل الله كل نبي ورسول إلى قومه خاصة، ولكن أرسل رسوله محمدًا إلى الناس كافة.

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر

اليوم الآخر هو يوم سيجمع الله فيه الأولين والآخرين، ليحاسبهم على أعمالهم، فيجزي الذين أحسنوا بالجنة ويجزي الذين أساءوا بالنار، إلا من عفا الله عنهم، والإيمان بوجود هذا اليوم هو سبيل الرحمة للمؤمنين لأنهم يتيقنون أن لكل شيء حساب.

الإيمان باليوم الآخر يبدأ من لحظة الموت فيؤمن بما بعد الموت والحياة في القبر المسماة بحياة البرزخ وبنعيم القبر وعذابه والحشر والنشور والميزان وتطاير الصحف والصراط وغيرها من مراحل القيامة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حديث عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره.

كل شيء مقدر عند الله سبحانه، فقال تعالى: “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” (الأنعام 59).

لهذا وضحه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال:

حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قالَ: إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ، فإنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ الجَنَّةِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، ويَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ النَّارِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ” (رواه البخاري ومسلم).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي الضروريات الخمس في الاسلام

الاختلاف بين أركان الإسلام وأركان الإيمان

 تختلف أركان الإسلام الخمسة عن أركان الإيمان بكونها ليست من الأعمال الظاهرة، فهي مستقرة داخل قلب المؤمن، لا يطلع عليها إلا الله -سبحانه وتعالى-، كما أن الإيمان دائرته اضيق من الإسلام لما ورد في كتاب الله تعالى: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم” (الحجرات:14).

فأي إنسان قد يسلم ولكن تصديق القلب وثقته الكاملة بالله تعالى هي مرتبة لا يصلها كل إنسان.

هكذا نكون قد عرضنا لكم أركان الإيمان وعددها ومفاهيم الركن والإيمان، وأوضحنا أيضًا الاختلاف بين أركان الإيمان وأركان الإسلام، لكي تكونوا ملمين بكافة المعلومات حول هذا الشأن، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا