ما هو الإيمان الحقيقي وأركانه

ما هو الإيمان الحقيقي يُعد هذا السؤال من أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها على نفسه كل مسلم، إذ أن مفهوم الإيمان يختلف تمامًا عن الإسلام، وهو بمثابة حالة روحانية يجب أن يسعى كل مسلم للوصول إليها لينال خير الدنيا والآخرة، هذا ما نتناوله في مقالنا عبر موقع زيادة.

أقرأ أيضا : ما هي أركان الإيمان وكيف يكون الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان

ما هو الإيمان الحقيقي

  • هو مفهوم واسع، وهى مرتبة عليا لا يمكن لأي أحد أن يصل إليها بسهولة، إذ أن الوصول إليها يتطلب أكثر من قول الشهادتين، وتأدية أركان الإسلام الخمسة التي لا غنى عنها.
  • يتم تعريف لفظ الإيمان في اللغة على أنه “التصديق”، أما في الشرع فهو تصديق القلب وإذعان كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن التصديق محله القلب ويعتبر أمرًا غير ملموس بل هو حالة روحانية بين الإنسان وربه.

الإيمان في الشرع

  • جاءت أركان الإيمان في الحديث المشهور الذي يتناول الفرق بين الإسلام والإحسان الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب، عندما جاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ يذكر له الفرق بين الإسلام والإحسان والإيمان.
  • قال سيدنا جبريل رضي الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “أخبرني عن الإيمان”، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم “الله ورسوله أعلم”، فقال جبريل “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره”.
  • أجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم جبريل قائلًا:”صدقت”، وعندما انتهى جبريل وذهب تعجب الصحابة من الأمر كيف يسأله ثم يُصدق على حديثه، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:”هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”.

ومن هنا سنتعرف على: تعريف القدر وما مراتب الإيمان بالقدر وما هو حكمه؟

أركان الإيمان

  • أركان الإيمان مختلفة عن أركان الإسلام كما ذكر الحديث الشريف، وتبدأ أركان بالإيمان بالله، وهي عملية عقلية بحتة إذ يجب الشهادة والإذعان بأن الله واحد لا شريك له.
  • الركن الثاني هو الإيمان بوجود الملائكة، التي خلقها الله لأمور عديدة، فمنهم من هو مختص بعبادة الله ليلًا، ومنهم من يقبض الروح بأمر الله مثل “عزرائيل” ومنهم من ينزل بالوحي بأمر من الله أيضًا مثل “جبريل”.
  • الإيمان بالكتب هو الركن الثالث، إذ أن الاعتراف بالقرآن فقط لا يكفي، بل يجب الاعتراف أن الله تعالى أنزل التوراة والإنجيل بالحق على أنبيائه لعبادته وحده لا شريك له.
  • الركن الرابع هو الإيمان بالرسل، إذ يجب الاعتراف بأن الله أرسل العديد من الرسل مثل عيسى وأيوب وإبراهيم ويوسف وموسى ويعقوب وغيرهم من الرسل، فلا يتم إيمان الفرد إلا بذلك.
  • واتباع سيدنا محمد والإيمان بأنه آخر المرسلين هو إيمان بوجود الرسل والكتب السماوية، لأن الرسل جميعهم رضي الله عنهم بشروا أقوامهم بنبي آخر الزمان كما تحدثت عن صفاته وأسمائه التوراة والإنجيل أيضًا.
  • الركن الخامس هو الإيمان باليوم الآخر، إذ يجب على المسلم أن يؤمن بوجود يوم الحساب، وبأن هناك بعث بعد الموت، إلى جانب وجود العقاب والثواب.
  • الركن السادس والأخير يتعلق بالإيمان بالقدر، إذ يجب أن يسلم الإنسان أموره وأقداره لله وحده لا شريك له، لأنه لا يوجد شيء في ملكوت الله يسير دون حكمته ومشيئته سبحانه وتعالى.

ما هو الإيمان الحقيقي

  • إذ نظرنا إلى أركان الايمان وقمنا بمقارنة نظرية بينها وبين أركان الإسلام نجد أن الأولى ليس فيها ركنًا ملموسًا مثل الزكاة أو الحج، ولا عبادة يمكن القيام بها في أوقات معينة مثل صوم رمضان أو الصلاة.
  • بل جميعها أركان ترتبط مباشرة بالقلب، فالإيمان كما ذكرنا لا يصدر سوى من القلب.
  • الإيمان الحقيقي هو ما يُعرف بحلاوة الايمان التي يشعر بها المرء في قلبه عندما يكون مؤمنًا حقًا.
  • الإيمان الحقيقي له شروط معينة، ذكرها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عندما قال:”ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله”.
  • متابعًا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حديثه الشريف قائلًا:”وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”.
  • في الحديث الشريف أمورًا ثلاث وضح الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أي مسلم يجدها في نفسه فقد وجد حلاوة الايمان الحقيقية، أولًا أن يكون حب الله ورسوله فقط في قلب الإنسان.
  • وحب الله الحقيقي يأتي من خلال التعرف على أسمائه وصفاته والتفكر في خلقه، وحب الرسول من حب الله، لأنه سبحانه وتعالى هو الذي بعثه لعباده برسالته إليهم ليخرجهم من الظلام إلى النور.
  • الأمر الثاني يتمثل في الحب في الله، فالمؤمن الحق يحب من حوله لله فقط، لا من أجل منفعة دنيوية، لا يريد منهم جزاءًا ولا شكورا.
  • الأمر الثالث والأخير هو كره الإنسان أن يعود إلى الكفر مرة أخرى بعد إسلامه، مثل كرهه أن يُلقى به إلى النار، إذ يمكن أن يتحمل قلبه النار ولكن لا يحتمل الفسوق بعد معرفته للإيمان الحقيقي.
  • إذ أن المؤمن هو إنسان مذعن بكامل حواسه ووجدانه لله، دون شك يتخلل قلبه، أو أسئلة تراود عقله، أو وسوسة ترن في أذنه، بل هو مصدق تمامًا بالله وبالرسل وبالكتب ومؤمن بقدر الله أيًا ما كان.

أقرأ أيضا : كيف نستدل بمعجزات الأنبياء والرسل على وجود الله تعالى؟ وما هي المعجزة؟

ما هو الإيمان الحقيقي للشعراوي

  • لنتعرف أيضًا على ما هو الإيمان الحقيقي نذكر بعضًا من خواطر الإمام الشعراوي الذي تناول خلالها مفهوم ذلك المفهوم، وذلك من خلال طرحه لبعض الأسئلة مثل هل لاحظت يومًا أن الطفل يأكل ويشرب دون تعلم.
  • يعلم الأباء أبنائهم أسماء الأشياء مثل هذا تلفاز وتلك دجاجة وهذا ماء، ولكن كيف تعلم أن الطعام يؤكل بتلك الطريقة، وكيف علم أن عملية الشرب تتم على ذلك المنوال، أليس هذا يدعو للدهشة.
  • إذن يمكن الإجابة عن سؤال عن الايمان الحقيقي بأنه الايمان بقوة عظيمة، وهي قوة الله التي تتمثل في المخلوقات من حولنا، بل تتمثل في الإنسان نفسه.

نتائج الوصول إلى الايمان الحقيقي

  • عندما يمر الإنسان بتلك الرحلة الشاقة الجميلة نحو الايمان بالله سوف يجد في نفسه أشياء كثيرة تتغير، كما أنه سوف يلاحظ ذلك التغير أيضًا في نظرته لكافة المخلوقات من حوله.
  • إذ أن أول ما يجنيه المرء من عناء تلك الرحلة هو انصياع قلبه بشكل تام إلى كافة أوامر الله، فقد آمن حقًا بوجوده وتصريفه لشئون الكون فكيف له أن يعصيه إذن، وهذا ما يجعل العبد آمنًا في الدنيا ومن الناجين في الآخرة.
  • محو مشاعر الخوف من قلب الإنسان نهائيًا، فلماذا يخاف وهو مؤمن بأن الأقدار جميعها شرها وخيرها بيد الله الواحد الأحد، إذ أن استقرار هذا الأمر في قلب المرء يجعله متحررًا تمامًا من جميع مخاوفه الدنيوية.
  • يصل بالإنسان إلى التواضع مع خلق الله، حيث أن تصديق الإنسان بقوة الله يجعله يرى نفسه صغيرًا فلا يتكبر على أيًا من خلقه، بل يرى فيهم تلك القوة الإلهية متجلية أمامه في عملية الخلق وإبداع الصورة والمضمون.

أقرأ أيضا : معنى اسم الله الملك ما هو؟ وهل كل ما هو موجود يحتاج الله الملك؟

ما هو الإيمان الحقيقي سؤال يردده الكثيرون، وأجاب عليه الكثير من العلماء، ولكن الأهم من قراءة الإجابات وتفكرها بالعقل هو تمريرها على القلب أولًا، إذ أن الايمان عملية قلبية إن تمت يذعن لها العقل بل باقي الجوارح أيضًا.

قد يعجبك أيضًا