رأي الشيخ كشك في فوائد البنوك

رأي الشيخ كشك في فوائد البنوك يعبر عنه في قوله في إحدى تسجيلاته الصوتية   ” يا حي يا مرسل أبث ما تدري من الحسرات، شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق سُبات ” إذ أخذ موضوع فوائد البنوك مكانة جدلية بالنسبة للشريعة الإسلامية حول كونها حلال أم حرام خاصةً في وقتنا الراهن والذي يعتبر عصر الرقمية، يمكننا التعرف على هذه المسألة من خلال موقع زيادة.

رأي الشيخ كشك في فوائد البنوك

” اثنان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة … العلماء والأمراء، ونحن نطالع مهزلة تولى نشرها بعض الصحف” هذا في حديث الشيخ كشك يتناول المسألة الجدلية في فوائد البنوك التي طالما عملت على وقوف المسلمين حَيرى.

ذهب الشيخ كشك إلى الطريق المؤيد لـ أن كل نسبة ربح ثابتة فهي ربا، وفي الإسلام ما يغني عن هذا كله، فلو أردنا أن نسير مع الإسلام يمكننا إيجاد نظام اقتصادي متكامل يمكنك الاعتماد عليه دون شك أو ريبة.

وقد تحدث الشيخ كشك في هذا الصدد حتى لا يزداد الضلال ضلالاً؛ لأنه من وقت تحدثه حتى الآن تتضارب الآراء وتتجلى الأهواء، وقد أطلق فضيلته على ما نحن بصدده الآن اسم ” النظام المالي في الإسلام ” وقد وصف من يُحلل ما حرمه الله بالذي يحقر ما عظمه الله.

مؤكدًا فضيلته على أن الاشتراكية والرأسمالية وغيرها من المصطلحات هي معلومة عند الله فالله هو الله علم ما كان وعلم ما يكون وعلم ما لا يكون لو كان كيف كان يكون.

اقرأ أيضًا: حكم فوائد البنوك ابن عثيمين

حكم الدين في فوائد البنوك

بالرغم من اختلاف العلماء في العصر الحديث في مسألة فوائد البنوك فهي من المسائل التي أثارت الجدل، حيث أن البنوك والمؤسسات المصرفية والمالية وحتى شركات التأمين كلها والتي تعتبر المحرك الرئيسي للاقتصاد الحديث هذا جنبًا إلى جنب مع سوق البورصة، تعتمد بشكلٍ ما على الفوائد المالية، بيد أن هذا كله لا يمنع ما حرمه الله – عزوجل.

فهناك العديد من الأدلة التي تؤكد رأي الشيخ كشك فرأيه قائم على آيات القرآن الكريم في قول الله – عز وجل – ” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ “.

كان علماء الدين في بداية ظهور البنوك والمصارف بشكلها الحديث يعتمدون على الآية القرآنية السابقة كدليل على تحريم الفوائد البنكية ولكن شيئًا فشيئًا تم تبسيط الحكم الديني على فوائد البنوك.

لكن ظل رأي الشيخ كشك في فوائد البنوك قائمًا وهو مثل رأي السواد الأعظم من علماء الدين الإسلامي الذي يقضي بتحريم الفوائد البنكية إلا أن بعض العلماء قد أحلوا التعامل بها في حالة كونها ضرورة اقتصادية، ولكن هذا لا يتفق بأي شكل من الأشكال مع رأي الشيخ كشك في فوائد البنوك.

اقرأ أيضًا: هل فوائد البنوك حلال أم حرام (حسب دار الإفتاء)

دلائل قرآنية ذكرها الشيخ كشك

يرى الشيخ كشك أن نسبة الربح إذا ثبتت فهي ربا بلا شك، الآخذ والمعطي فيها سواء ولماذا النقاش في الربا إذًا الآن؛ فالربا كغيره من المحرمات التي لا شك فيها ولا ريبة كالخمر / الميسر / السرقة؛ فالحرام بين والحلال بين، ومهما أعطت الدنيا فهي آخذه.

على هذا فإن فوائد البنوك ربا وإن سماها الناس فوائد، إذ قال الله تعالي في كتابه الكريم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا

هذا يعبر عن أن الباطل يمكن الحصول عليه من عدة طرق منها السرقة / الربا / الغصب، إذ لا يليق بكم بل لا يحل لكم أن يأكل بعضكم مال غيره بالطرق الباطلة، لكن يُباح أن يتم تبادل المنافع بينكم وذلك من خلال معاملات التراضي التي لا تحل حرامًا ولا تحرم حلالاً.

إذ أن التعامل مع البنوك الربوية أو حتى تسهيل أخذ القروض من خلالها فهو محرم لأنع تعامل صريحًا بالربا، كما نجد في ذلك تحذيرًا من الله واضحًا في قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ

على هذا فقد نجد أن الشيخ كشك مثل كثير من الأئمة الذين أقروا بتحريم فوائد البنوك وأعتمد في رأيه أن الربح ثابت مهما كانت المخاطر ومهما كانت حالة السوق وإن هذا ينافي مبدأ الربح والخسارة.

قد يعجبك أيضًا