أقوال العلماء في سن الأضحية

ما هي أقوال العلماء في سن الأضحية؟ وما هي شروطها وأحكامها؟ حيث إنه مع اقتراب موعد عيد الأضحى المُبارك، يرغب العديد من المسلمين في معرفة سن الأضحية بالطريقة الصحيحة والتي حددها الله تعالى، ويُريدون التطلع إلى الأحكام الخاصة بالصيام والذبح والحج أيضًا؛ لذلك سنعرض أبرز الأقوال الواردة في سن الأضحية من قِبل العلماء من خلال سطور موقع زيادة.

أقوال العلماء في سن الأضحية

تُعد الأضحية والذبح سنة عن نبي الله الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم –، وهذا يعنى أنها ليست فرض على جميع المسلمين، فتكون لمن يقتدر على فعل ذلك فليذبح ويُضحى وينال الثواب والأجر، ومن لا يستطيع فليس عليه أي حرج أو ذنب.

حيث إن الأضحية من العبادات التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، فقال: (فصل لربك وانحر) [الكوثر: 2]؛ لذلك وضع لها الشرع الإسلامي مجموعة من الشروط حتى يتم قبولها كأضحية، وأجمع العلماء أنها حتى تُقبل من المهم أن تبلغ السن المطلوب.

كما أن علماء الفقه اتفقوا على ألا يجوز التضحية بأقل من الثني في حال كانت الأضحية من الإبل، أو الماعز أو البقر، فقد ورد عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:

لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ” [المصدر: صحيح مسلم].

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى

أقوال الفقهاء في سن الجذع

من ضمن أقوال العلماء في سن الأضحية، قولهم المتعدد حول سن الجذع من الضأن، وانقسموا إلى 3 أقوال، ونذكرهم فيما يلي:

  • القول الأول: اتجه الحنابلة والحنفية وعدة فقهاء من المالكية نحو أن الجذع من الضأن يكون ما بلغ من العُمر 6 شهور، ودخل في السابع أيضًا، ووضع الحنفية شرط أن يكون الضأن سمينًا، وهذا ما يُحدد عُمره عند النظر إليه من بعيد.
  • القول الثاني: اتجه الزعفراني من الحنفية نحو أن الجذع من الضأن هو ما بلغ من العُمر 7 شهور، ودخل في الشهر الـ 8، ففي تلك الحالة تتم التضحية به تجزئ، وهذا قول من ضمن أقوال العلماء في سن الأضحية.
  • القول الثالث: اتجه الشافعية والمالكية نحو أن الجذع من الضأن ما بلغ من العُمر العام الأول له، ودخل في الثاني، فإن التضحية به تجزئ.

أقوال الفقهاء في سن الثني

يقودنا الحديث حول أقوال العلماء في سن الأضحية إلى توضيح أقوالهم في سن الثني أيضًا، حيث إنهم انقسموا إلى قولين اثنين، ونوضحهما فيما يلي:

  • القول الأول: اتجه الحنفية والحنابلة والشافعية إلى أن الثني من الماعز ما بلغ من العُمر عام وبدأ في الثاني، والثني من الإبل ما بلغ من العُمر 5 أعوام ودخل في الـ 6، والثني من البقر ما بلغ من العُمر العامين وبدأ في الثالث دخل فيه.
  • القول الثاني: اتجه المالكية إلى أن الثني الخاص بكلٍ من الماعز والضأن ما بلغ من العُمر العامين ودخل في الثالث له، والثني من الإبل ما بلغ من العُمر 5 أعوان ودخل في الـ 6، والثني من البقر ما بلغ من العُمر الـ 3 أعوام ودخل في الـ 4.

شروط الأضحية

من الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الشروط التي لا بد من توافرها في حال الرغبة في الأضحية خلال عيد الأضحى، واتفق علماء الفقه عليها، وبعد الاطلاع على أقوال العلماء في سن الأضحية، وسنوضح تلك الشروط عبر النقاط التالية:

  • من الضروري أن تكون الأضحية من الأنعام، أي من: (الغنم – البقر – الإبل)، وهذا ما اتفق عليه أصحاب المذاهب الأربعة وأهل العلم.
  • أن تبلغ الأضحية لسن المناسب للتضحية، وهذا ما اتفق عليه الفقهاء.
  • أن تكون الأضحية سليمة ولا يوجد بها أدنى عيب من ضمن عيون المناعة من صحة الأضحية؛ لأنه يجب أن تكون طيبة وسمينة ولا تحتوي على أي عيوب تنقص من شحمها ولحمها.
  • من أهم شروط الأضحية هو أن تكون قربة خالصة للمولى – عز وجل –، والأضحية في حال كانت من الغنم فتجزئ عن أهل المنزل الواحد، ولا يجوز أبدًا أن يشترك فيها أكثر من فرد، بينما الإبل والبقر فيجوز فيها الاشتراك مع 7 أفراد، والشاة لا تجزئ ألا عن الفرد الواحد، ويكون جائز الاشتراك مع غيره في ثوابها.

اقرأ أيضًا: اضحية الإبل عن كم شخص

أحاديث نبوية شريفة عن الأضحية

لقد اتفق العلماء على عدم جواز ذبح الأضحية في حال كانت أقل من عُمرها المُحدد للسن من الماعز والبقر والإبل، وذلك تبعًا لما جاء في الشريعة الإسلامية، ونذكر أهم الأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن ذلك عبر ما يلي:

  • ورد عن البراء بن عازب أنه قال: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خطبَ يومَ النَّحرِ فقال إنَّ أوَّلَ ما نبدأُ بهِ في يومِنا هذا أن نصلِّيَ ثمَّ نرجعَ فننحرَ فمن فعلَ ذلِك فقد أصابَ سنَّتَنا ومن ذبحَ قبلَ الصَّلاةِ فإنَّما هوَ لحمٌ قدَّمَه لأَهلِه ليسَ منَ النُّسُك في شيءٍ فقامَ خالي أبو بردةَ بنُ نيَّارٍ – وَكانَ قد ذَبحَ قبلَ الصَّلاةِ – فقال يا رسولَ اللَّهِ عندي جذَعةٌ أحبُّ إليَّ من مُسنَّةٍ فقال ضحِّ بهِ ولن توفىَ – أو تجزِيَ – عن أحدٍ بعدَك” [المصدر: حلية الأولياء].
  • روى هانئ بن نيار أبو بردة وقال: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ قال في الجذعةِ من المعزِ ولن تجزئَ عن أحدٍ بعدَك” [المحدث: ابن القيم].

اقرأ أيضًا: هل الأضحية واجب

حكم الأضحية

عند التحدث حول أقوال العلماء في سن الأضحية، فمن الجدير بالذكر أن نوضح أقوال الفقهاء التي وردت عن حكم الأضحية، حيث إنهم تعددوا واستقروا على ما يلي:

  • الحكم الأول: قال عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق ومعظم العلماء إن الأضحية سنة مؤكدة على كل مسلم قادر ومُيسر.
  • الحكم الثاني: اجمع بعض أهل العلم أن الأضحية واجبة على كل مسلم، حيث إنه من رأى الليث بن سعد وربيعة الرأي والأوزاعي ومالك، أن الأضحية واجبة على كل مسلم مُقيم ومسافر المُيسر إلا الحاج بمنى، فلا تجب عليه إنما الذي يشرع في حقه الهدي.

قال الإمام أبو حنيفة – رحمه الله تعالى – إن الأضحية واجبة في حق المُقيم المُيسر، وهذا عكس المعسر، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – القول بوجوب الأضحية.

الأضحية عبادة من ضمن عبادات المولى – عز وجل – الكثيرة، وقد وردت في كتابه العزيز وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – ويُفضل التضحية إذا كان المسلم قادر على فعل ذلك.

قد يعجبك أيضًا