اليوم أكملت لكم دينكم تفسير الآية

اليوم أكملت لكم دينكم، توجد هذه الآية القرآنية في سورة المائدة والرقم الخاص بها هو ثلاثة، حيث نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقعه تسمى الغدير وقام العلماء بالاختلاف في اليوم الخاص بنزول هذه الآية فالبعض قال إن هذا اليوم كان يوم عرفة والبعض الآخر قال إن هذه الآية نزلت في يوم 18 من ذي الحجة، ولكن هناك إجماع على أن نزول هذه الآية كانت بخصوص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اقرا هذا الموضوع: سبب نزول سورة الفتح وتفسير بعض الايات في سورة الفتح

اليوم أكملت لكم دينكم

  • بالنسبة للسياق ذكر هذه الآية القرآنية يقول الله عز وجل في كتابه الكريم “حُرِّ‌مَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ‌ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ‌ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَ‌دِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَ‌ضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ‌ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ‌ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ”.
  • هذه الآية تدل على أن الله سبحانه وتعالى أكمل الدين وأتمه كاملا وجاء به على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو الرسول العام إلى الثقلين ولا نحتاج إلى نبي بعده وبالتالي فإن دينه هو الدين الذي نسأل عليه يوم القيامة وهو دين الإسلام وكل ما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو حق وليس كذب، حيث تقال الله سبحانه وتعالى “وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا” أي عدله في النواهي والأوامر أيضا وصدقا في الأخبار،  وبالتالي فعندما أكمل الله عز وجل الدين تمت عليهم النعمة وبالتالي فإن قول الله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” فهذا بمعنى أن الدين الذي أحبه الله سبحانه وتعالى وراضيه هو دين الإسلام وبعث من خلال هذا الدين أفضل الرسل الكرام وأنزل لهذا الدين أيضا أشرف الكتب،  وبالإضافة إلى ذلك فإن علي بن أبي طلحة قال عن ابن عباس في قوله “اليوم أكملت لكم دينكم” إنه الإسلام وبالتالي فإن الله سبحانه وتعالى أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أيضا أنه قد أكمل لهم الدين والإيمان وبالتالي فلا يحتاجون إلى أي زيادة أخرى لأنه قدمه بدون نقصان وقد رضيه الله سبحانه وتعالى وبالتالي لا يسخطه أبدا.
  • ويوجد معظم المصادر التي تدل على أن هذه الآية هي الآية الأخيرة التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقامت بعض كتب التفسير بقول هذا الأمر والعديد من الكتب مثل التبيان في تفسير القرآن بالإضافة إلى الغدير وأيضا الدر المنثور والمحلي.

اعرف اكثر: ايات من سورة الكهف

مكان وزمان الوحي في هذه الآية

  • بالنسبة لزمان ومكان نزول الوحي في هذه الآية فقد قال جميع الباحثين من السنة وكذلك الشيعة أنهم يعتقدون أن هذه الآية نزلت خلال حجة الوداع وبالرغم من ذلك لا يوجد إجماع على أن اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية كان يوم من أيام حجة الوداع وبالتالي يوجد ثلاثة آراء في هذا الأمر وهم ما يلي:
  • الرأي الاول: كان يقول أنها بركة غدير خم وبالتالي فإن معظم العلماء منهم على سبيل المثال الخطيب البغدادي وأيضا محمد بن جرير الطبري وأبو الفرج ابن الجوزي كانوا يعتقدون أن هذه الآية القرآنية قد نزلت من أجل بركة الغدير،  وبالإضافة إلى ذلك فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة من قبل الشيعة أن هذه الآية القرآنية نزلت في خم أو بعدها بقليل وبناء على معظم المصادر في السنة تقول أن هذه الآية قد نزلت في هذا اليوم، ولكن يعتقد العلماء أنها من الروايات الضعيفة التي لا يمكن  الوثوق فيها.
  • الرأي الثاني: يقول أن هذا اليوم كان يوم عرفة فقد روى عن الكليني أن هذه الآية نزلت في يوم عرفة وبالتالي فإنها تدل على إعلان الولاية لعلي بن أبي طالب عن أبي الجارود قال أنه سمع أبا جعفر يقول:  فرض الله سبحانه وتعالى على العباد خمسا أخذوا أربعا منها وتركوا واحدا فقال أبي الجارود:  أتسميهن لي جعلت فداك؟ ثم بعد ذلك قال له ثم نزل الحج فنزل جبريل فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وإذا كانت هم وصومهم، وبعد ذلك نزلت الولاية وقد كان ذلك في يوم الجمعة وهو يوم عرفة وبالتالي فقد أنزل الله سبحانه وتعالى الآية التي يوجد فيها ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى”  وبالتالي كان كمال الدين في هذا الأمر هو ولاية علي بن ابي طالب، وبالرغم من ذلك ذكر العلامة المجلسي أن هذه الرواية من الروايات ضعيفة السند،  وبالإضافة إلى ذلك فقد رواه العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه أنه قال:  سمعت جعفر الصادق يقول لما نزل رسول الله محمد عرفة يوم الجمعة أتاه جبريل فقال له يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك ” اليوم أكملت لكم دينكم”  وكان يقصد بذلك ولاية علي بن ابي طالب وبعدها ” أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وبالتالي فإن الوحي لم ينزل بعد هذا فقد أنزل الصلاة والزكاة والصوم والحج  وبالتالي فتكون هي الخامسة، وذكر الخوي أيضا أن هذه الروايه التي فيها جعفر بن محمد الخزاعي رواية مجهولة، وبالإضافة إلى ذلك فقد روى البخاري أن هذه الآية نزلت يوم عرفة ولذلك يقال عن طارق بن شهاب أن مجموعة من اليهود قالوا:  لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فسألهم عمر أي آية ؟ فقالوا الآية القرآنية “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”  فرد عليهم عمر:  إني لأعلم أي مكان أنزلت، إنها نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة،  وفي رواية أخرى أن عمر يقول قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والليلة التي أنزلت،  ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعرفة  ويعتبر هذا الرأي مناقش فيه ومردود عليه.
  • الرأي الثالث: يقول إن هذه الآية نزلت في  كلا اليومين فمعظم العلماء يرون أن هذه الآية قد نزلت مرتين المرة الأولى في يوم عرفة، أما المرة الثانية في يوم الغدير والله تعالى أعلى وأعلم.
  • أما بالنسبة لسبب نزول هذه الآية فبعض علماء الشيعة يقولون إن هذه الآية نزلت بسبب إعلان ولاية علي بن أبي طالب،  ومن ضمن هؤلاء العلماء محمد حسين الطباطبائي في تفسير القرآن قد قال بأن السبب الخاص بنزول هذه الآية هو ولاية علي بن أبي طالب.

يمكنك التعرف على سبب نزول ايات قرانية من خلال هذا الرابط: قل ابالله واياته كنتم تستهزئون سبب النزول وتفسير الآية

اليوم أكملت لكم دينكم، تعتبر هذه الآية من أكبر النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على أمة الإسلام فمن خلالها أقر الله سبحانه  تعالى دين الإسلام وبالتالي لا يحتاجون إلى أديان أخرى غير دين الإسلام ولا نبي آخر غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي فقد جعله الله عز وجل خاتم الأنبياء وبعثه إلى الجن والإنس أيضا، وبالتالي فإن الله عز وجل لم يبعث نبي آخر بعده لأنه هو الذي أكمل الدين.

قد يعجبك أيضًا