ما هو النكاح حيث أن النكاح كان مشروع ومتعارف عليه منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام، وكانت تختلف تفاصيل النكاح في كل عهد وكل عصر من العصور، حيث أن التناسل والتكاثر الناشئ عن طريق النكاح الشرعي هو السبيل الوحيد المعتبر شرعا لحفظ النسل البشري، وجعله الله سبحانه وتعالى سكينة ورحمة ومودة بين الزوجين.
ما هو النكاح
- النكاح: مصدر نكح، والنكاح: هو كناية عن الجماع، فيقالك نكح ينكح نكحا ونكاحا، وفي الاصطلاح: هو عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح أو تزويج أو بترجمته.
- القرآن الكريم استخدم لفظ النكاح للدلالة على الزواج، فكل زواج يحدث بين رجل وامرأة فهو عبارة عن نكاح، والزواج من الممكن ألا يشير إلى النكاح، ومن الممكن أن يشير إلى الاقتران فقط، ولفظ النكاح استخدم في القرآن الكريم ليدل على الزواج في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى(ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله)، وكذلك في قوله تعالى(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)، حيث أن القرآن الكريم استخدم كلمة النكاح وليس الزواج، لأن كل نكاح زواج وليس كل زواج نكاح، والزواج سوف يستلزم أن يكون الزوج والزوجة متماثلين وزواجهم مثالي.
يرشح لك موقع زيادة الإطلاع على المزيد من المعلومات حول دعاء لتيسير الزواج من شخص معين وتسريع الزواج وتعجيله للبنات من خلال الرابط التالي: دعاء لتيسير الزواج من شخص معين وتسريع الزواج وتعجيله للبنات
أركان عقد النكاح
جعلت الشريعة الإسلامية لكل عقد من العقود المالية أو عقود التوثيقات كالزواج، مجموعة من الشروط والأركان، فالعقد يكون باطلا لا أثر له ولم يبني على شيء من الأحكام الشرعية، ومنها ما يجعل العقد فاسداً، ويجب إتمام هذا الركن حتى يصبح صحيحاً، وإليكم أركان عقد الزواج:
- صيغة العقد: حيث أن هذا الركن من أركان عقد الزواج أتفق عليه الفقهاء الأربعة، أبو حنيفة، والشافعي، ومالك، وأحمد بن حنبل، وهذا هو الركن الوحيد عند الحنفية، وصيغة العقد تتكون من الإيجاب والقبول، الإيجاب: هو ما يصدر من العاقد أولاً، والقبول: هو ما يصدر من العاقد ثانياً، وفي عقد النكاح يتحقق الإيجاب والقبول بلفظ معين، حيث أن الصيغة هي الكلام الذي يعبر العاقد فيه عن رغبته ومراده من إجراء العقد، قال الحنابلة والشافعية: عقد الزواج يشترط لصحته استعمال لفظين فقط هما: لفظ زوج أو نكح وما يشتق منهما، وفي القرآن الكريم لم يرد إلا هذين اللفظين فقط وهما(النكاح والتزويج).
- الصداق (المهر): حيث أن الصداق ركن من أركان النكاح عند الجمهور، واستدلوا عليه من الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن)، ومن السنة قول الرسول(صلى الله عليه وسلم): (لا نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل)، والإجماع انعقد على ذلك، ولا يجوز التراضي بين العاقدين على إسقاط المهر.
- العاقدان: وهما الزوج والزوجة، والزواج لا ينعقد بأحد دون الآخر، كما أنه يشترط في الزوجة خلوها من موانع النكاح، بأن تكون متزوجة من غيره، أو مطلقة منه بالثلاثة ما لم تحلل، أو معتدة من غيره، أو وثنية، أو مجوسية، أو أمه أو محرما له، أو زوجة خامسة، أو محرمة بحج أو عمرة، أو يكون متزوجا بأختها وغيرها ممن لا يجمع بينه وبينها.
- الشهود: حيث أن عقد الزواج لا ينعقد إلا بحضور شاهدين مسلمين بالغين عاقلين حرين عدلين بصيرين سميعين عارفين، وقيل: أنه يصح بالأعميين.
- الولي: حيث أن عقد النكاح لا يصح إلا بولي، لقوله الله تعالى(فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن)، في هذه الآية الكريمة نزلت في معقل بن يسار حين حلف ألا يزوج أخته من مطلقها، وعن عائشة رضى الله عنها أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ثلاثاً)، فالمرأة لا تصح عبارتها في النكاح إيجابا وقبولاً، فالمرأة لا تزوج نفسها بإذن الولي ولا بغير إذنه ولا غيرها لا بولاية ولا بوكالة.
يمكنك الحصول على المزيد من المعلومات حول ما هو الزنا الغير كامل وما هي أنواعه؟ عن طريق الرابط المعلن: ما هو الزنا الغير كامل وما هي أنواعه؟
حكم النكاح
- واجب: فالنكاح يقتضي الوجوب لمن يخشي على نفسه الوقوع في الزنا، ويمتلك القدرة على الزواج.
- مندوب: يكون النكاح مندوب إذا كان يقصد به التناسل، أي زيادة النسل.
- مباح: يكون النكاح مباحاً لما لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا.
- الحرمة: يكون النكاح محرم إذا كان الزواج يلحق ضرراً ثابتا بزوجته، كالمصاب بالإيدز مثلا.
- الكراهة: يكون النكاح مكروهاً في حالة لمن يخشى أن يلحق ضرراً ثابتاً بزوجته، ولا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا، كصاحب المزاج الصعب، أو الذي يتوقع أن يضرب زوجته.
للمزيد من المعلومات حول بحث عن النكاح كامل وشروطه وأنواع النكاح المحرم وكيف كان الزواج قبل الإسلام؟ يمكنك النقر على الرابط المرفق: بحث عن النكاح كامل وشروطه وأنواع النكاح المحرم وكيف كان الزواج قبل الإسلام؟
واجبات الزوجة تجاه زوجها
- وجوب الطاعة من الزوجة: الله سبحانه وتعالى جعل القوامة للرجل على المرأة بالتوجيه والرعاية والإرشاد والإنفاق وتولي المسئولية المالية والإدارية، وأختص الله تعالى الرجال على النساء من خصائص جسمية وعقلية وفطرية، حيث أوجب عليه الإنفاق وألزمه بها، قال الله تعالى(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
- يجب على الزوجة أن تمكن زوجها من الاستمتاع بها: وذلك بالضوابط الشرعية، فعقد الزواج مبني على تمكين الزوجة لزوجها من الاستمتاع بها، فمن حق الزوج على زوجته أن تمكنه نفسها، ويجوز لها الامتناع في حالة إذا كان لها عذر شرعي أو مرض يمنعها من ذلك، وذلك لما روى عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).
- أن لا تخرج من بيت الزوجية بدون إذنه: فعلى الزوجة أن لا تخرج من بيت الزوجية حتى تعلمه بخروجها حتى يأذن لها، وإن لم يأذن لها بالخروج فلم يجز لها الخروج.
يرشح لك موقع زيادة الإطلاع على المزيد من المعلومات حول كم عدد جلسات فسخ النكاح ومتى يحق للقاضي فسخ النكاح ؟ من خلال الرابط التالي: كم عدد جلسات فسخ النكاح ومتى يحق للقاضي فسخ النكاح ؟
واجبات الزوج على زوجته
- المهر: فالمهر حق مالي يجب على الزوج أن يوفيه للزوجة وعلى حسب ما تم الاتفاق عليه، وتقبضه الزوجة عند العقد أو بعده بفترة وجيزة، لقول الله تعالى(وآتوا النساء صدقاتهن نحلة).
- حق النفقة واللباس والمسكن: فيجب على الزوج أن يوفر للزوجة كل ما تحتاجه ويكفيها من النفقة، بكل ما يختص من المأكل والملبس والمسكن والتطيب ونفقاتها الخاصة، وذلك لقوله تعالى(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، ولقوله تعالى(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
- أن يحسن معاشرتها: لقوله الله تعالى(وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، فحسن المعاشرة يؤدى إلى تأليف ذات بينهما.
فوائد النكاح
- امتثال لأمر النبي(صلى الله عليه وسلم)، فأمر الشباب القادرين على تحمل أعباء الزواج وتكاليفه من نفقة وجماع أن يسارعوا في الزواج، فقال (صلى الله عليه وسلم): ( من لم يستطع منكم الباءة فليتزوج).
- عفة النفس والبعد بها عن إغراءات الشيطان.
- تحقق المودة والرحمة والترابط الأسرى بين الزوجين.
- استمرار الذرية الحسنة والحفاظ على بقاء النسل، ونيل الأجر بسبب الولد الصالح، وورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له).
- تحقيق الثواب والأجر لكل من الزوجين بفضل الإنفاق، والإعانة، والكلمة الطيبة، والابتعاد عن الأذى.
- تحقق الثواب نتيجة إنجاب الأبناء، وتربيتهم تربية صالحة، والصبر عليهم، وجعلهم من دعاة الدين وأعوانا له.
- النكاح سبب من أسباب تحقق الرزق والبركة، فقد ذكر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أن الله في عون ثلاثة، من بينهم الراغب في الزواج طالباً للعفة.
- حصول الزوجة على أجر مماثل لأجر الرجل المجاهد إذا ما أحسنت لزوجها وقامت على أسرتها.
- تحقق الأجر على الصبر عند فقد الأبناء، ومن يربي بنتين تربية صالحة يكون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.
- تحقق هدوء النفس والسكينة: فالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا.
لقد قمنا في هذا المقال بالتعرف على ما هو النكاح، وأركان عقد النكاح، وحكم النكاح، وواجبات الزوجة تجاه زوجها، وواجبات الزوج على زوجته، وفوائد النكاح.