متى ليلة الاسراء والمعراج

متى ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة مميزة عند المسلمين جميعا، وفي هذه الليلة المميزة أسرى الله بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يفرج عنه حزنه، وحرص المسلمون دائما على تذكر هذه الليلة وهذا بسبب مكانتها العظيمة، كما حرص المسلمين من المؤرخون والباحثون على معرفة أسباب ليلة الإسراء والمعراج، وذلك بسبب حرصهم على معرفة كل ما يخص نبينا محمد.

تاريخ ليلة الاسراء والمعراج

حيث أنه من المهم معرفته بداية أن تحديد تاريخ ليلة الاسراء والمعراج لا يترتب عليه حكم فقهي، حيث أن المهم هو الإيمان والتصديق بأن الله تعالى أسرى بعبده ونبيه محمد من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، ثم عرج به إلى السماء يقظا لا نائما بروحه وجسده معا، ولكن انتشر بشكل كبير بين الناس أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من رجب، ولكن هذا غير صحيح، وذلك لأنه لم يرد في أحاديص نبيوة صحيحة، أو حتى ورد عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم، حتى أن المؤرخون قد اختلفوا في تحديد تاريخ ليلة الاسراء والمعراج إلى ثلاثة من الجوانب.

يمكن التعرف على معلومات عن قصة الاسراء والمعراج مكتوبة مختصرة ووقتها وموقف المشركين من حادثة الإسراء والمعراج أضغط هنا: قصة الاسراء والمعراج مكتوبة مختصرة ووقتها وموقف المشركين من حادثة الإسراء والمعراج

الإختلاف في السنة التي حدثت فيها

حيث أن العلماء والمؤرخون قد اختلفوا على تحديد السنة التي حصلت فيها ليلة الإسراء والمعراج إلى عدة أقوال منها.

  • القول الأول: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت قبل شهر واحد من الهجرة.
  • القول الثاني: أن معجزة الإسراء والمعراج حدثت قبل الهجرة بخمس سنوات.
  • القول الثالث: أن معجزة ليلة الإسراء والمعراج، قد حدثت قبل الهجرة بسنة واحدة، وهو أحسن الأقوال إسنادا.
  • وقيل أنها وقعت قبل الهجرة بست عشرة شهرا، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل قبلها بست سنوات، ولكن قد اتفق العلماء وأئمة النقل أنها وقعت مرة واحدة بمكة المكرمة بعد البعثة النبوية وقبل الهجرة النبوية.

الإختلاف في الشهر التي حدثت فيه

حيث أن العلماء قد اختلفوا في تحديد الشهر الذي حدثت فيه معجزة الإسراء والمعراج، وهناك عدة أقوال منها.

  • القول الأول: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في شهر رجب.
  • القول الثاني: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في شهر ربيع الأول.
  • القول الثالث: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في شهر ذي القعدة.
  • وقيل أنها وقعت في شهر رمضان، وقيل في شوال، ولكن بعض السلف منهن ابن الأثير والنووي-رحمهما الله- أنها قد وقعت في شهر ربيع الأول، وحددوا أنها وقعت في السابع والعشرين من ربيع الأول، وقد ذكر ابن كثير-رحمه الله- أن الحافظ المقدس قد أورد حديث سنده غير صحيح، حيث قال فيه أنها قد وقعت في السابع والعشرين من رجب، وهو ضعيف.

يمكن التعرف على معلومات عن قصة الاسراء والمعراج كاملة والدروس المستفادة منها أضغط هنا: قصة الاسراء والمعراج كاملة والدروس المستفادة منها

الإختلاف في اليوم الذي حدثت فيه

حيث أن كتاب السير والمؤرخون قد اختلفوا على تحديد اليوم الذي حدثت فيه معجزة الإسراء والمعراج، حيث هناك اقوال مختلفة.

  • القول الأول: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في ليلة الجمعة، وذلك بسبب فضل ليلة الجمعة
  • القول الثاني: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في يوم السبت.
  • القول الثالث: أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت في يوم الإثنين، وقال ابن دحية، وذلك يوافق مولد النبي-صلى الله عليه وسلم- وبعثته وهجرته ووفاته.

حكم الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج

  • عدم احتفال النبي-صلى الله عليه وسلم- والصحابة بها، حيث أنه قد تبين فيما سبق أن العلماء قد اتفقوا على أن معجزة الإسراء والمعراج قد حدثت بعد البعثة النبوية والهجرة النبوية، حيث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل مطلقا بليلة الإسراء والمعراج من قبل الهجرة النبوية إلى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، ولم يأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- الصحابة أن يحتفلوا من بعده، ولم يحتفل الخلفاء الراشدون ومن بعدهم بليلة الإسراء والمعراج، وهم خير القرون على الإطلاق، فقد قال الله-سبحانه وتعالى- في حقهم:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}.
  • عدم تحديد ليلة الإسراء والمعراج: حيث أن العلماء قد اختلفوا في تحديد اللية التي قد حصلت فيها معجزة الإسراء والمعراج، كما اختلفوا في تحديد اليوم أو الشهر، وذلك لعدم ورود أحاديث صحيحة، فمتى يحتفلوا، وحتى لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج بليلة معينة، لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا بها بأن يخصوا لها عبادة معينة، وذلك لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابة-رضوان الله عليهم- لم يحتفلوا بها، ولو كان الاحتفال بها أمر مشروع، لكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بينه للأمة إما بقول أو فعل أو تقرير.
  • الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدثة: حيث أنه لو كان تعظيم ليلة الاسراء والمعراج  والاحتفال بها من دين الله تعالى لفعله النبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يكتمه، ولم يفعل، وتبين أن الاحتفال بها دعه محدثة منكرة لم يأتي بها الله، وما أنزل بها من سلطان، وقد بين الله تعالى أن الدين كامل في قوله:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، فمن شرع للمسلمين بزيادة في دينهم، أو سن لهم سنة سيئة مثل أن  يتعبدوا بهذه الليلة بعبادات مخالفة وجديدة، فهو آثم وعليه وزر هذه البدعة إلى يوم القيامة، ويحمل من خطايا الناس الذين أضلهم إلى هذه الخرافات والضلالات الوهمية التي لا يقرها الدين، فقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

لا يفوتكم التعرف على معلومات عن قصة الإسراء والمعراج كما وردت في القرآن الكريم والدروس المستفادة منها أضغط هنا: قصة الإسراء والمعراج كما وردت في القرآن الكريم والدروس المستفادة منها

دروس مستفادة من رحلة الإسراء والمعراج

أراد الله تعالى إيصال العديد من الدروس والعبر من رحلة الإسراء والمعراج ومنها.

  • الاطلاع على قدرة الله عز وجل، وبديع خلقه في قطع المسافة بين القدس ومكة في ليلة واحدة، والمعراج إلى السماوات ثم العودة، دلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى، ولذلك فقد أثار ذلك الكثير من الجدل مع الكفار، وأثار لديهم تساؤلات كثيرة، وكذلك فإن مما يدركه المسلم حيث يعرف تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج، حكمة الله تعالى يطمئن بها المسلم أيضا بأن ربه تعالى لن يكله إلا لخير وصلاح أمره في الدنيا والآخرة إذا اتصل فيه وأطاعه.
  • مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين: حيث أنه قد توثقت علاقة المسجد الأقصى بالإسلام، وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج، حيث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان إماما بالأنبياء في المسجد الأقصى، حيث كان المسجد الأقصى قبلة الأنبياء قبل مجئ النبي صلى الله عليه وسلم، والقبلة التي صلى إليها النبي-صلى الله عليه وسلم-، وذلك قبل أن يتم تغيرها إلى مكة، حيث أن المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال كما ذكر النبي-صلى الله عليه وسلم-.
  • التأكيد على أن الرسالات كلها من عند الله وتوحيده، حيث قال تعالى{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل مكانا في السماوات العلا، لم يصله بشر من قبل وهو سدرة المنتهى، وذلك تشريف ورفعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • الإسلام دين فطرة: حيث أنه في تخيير جبريل للنبي-عليهما السلام- بين الخمر واللبن، اختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن، وذلك دلالة على أن الدين يتماشى مع فطرة الإنسان، كما يوازن بين الصالح والفاسد، وبين الروح والجسد، وبين الدنيا والآخرة، وذلك من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار دين الإسلام بشكل سريع وكبير.

الخاتمة: في هذا المقال تم ذكر أقوال العلماء في تحديد تاريخ ليلة الاسراء والمعراج، وحكم الاحتفال بها، إلى جانب بعض الدروس المستفادة منها.

قد يعجبك أيضًا