هل يعاقب الله الزاني في أهله

هل يعاقب الله الزاني في أهله؟ وما هي عقوبة الزاني؟ حيث إن الزنا من كبائر الذنوب التي تشير إلى أن الشخص الذي يقوم بذلك لا توجد علاقة جيدة معه ومع الله عز وجل.

إن الشيطان أصبح المتحكم في جميع أفعاله ويفضل أن يتوب حتى لا ينتهي به الأمر إلى الهلاك، ومن خلال موقع زيادة سوف نجيب عن سؤال هل يعاقب الله الزاني في أهله.

هل يعاقب الله الزاني في أهله؟

الزنا من المعاصي الكبرى التي حذرنا الله عز وجل منها في كتابه الكريم والسنة النبوية الشريفة، والذي يقوم بذلك المعصية يؤكد أن علاقته بالله بعيدة تمامًا وهذا من عمل الشيطان، حيث أصبح الزنا منتشر في وقتنا الحالي والقليل منهم يتوبون ويرغبون في أن يتم قبول توبتهم من الله سبحانه وتعالى.

بالتالي يتم طرح السؤال هل يعاقب الله الزاني في أهله خوفًا من أن يعاقبه الله في الأم أو الزوجة أو الابنة أو الأخت، فلكل شخص محارم يخاف عليهم من أن يصيبهم أي أذى، وتعتبر الإجابة عن ذلك السؤال بالطبع لا، وهذا مثبت في عدة آيات في القرآن الكريم يتم التأكيد فيها أن كل شخص يتحمل ما فعل من ذنوب، وذلك يتمثل في الآتي:

  • (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [سورة فصلت: الآية 46].
  • (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [سورة الأنعام: الآية 164].
  • (يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا) [سورة مريم: الآية 28].
  • (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ (38) وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ (41) [سورة النجم].
  • جاء أيضًا في حديث عن عمرو بن الأحوص “سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ في حَجَّةِ الوداعِ ألا لا يجني جانٍ إلَّا على نفسِهِ. لا يجني والدٌ على ولدِهِ ولا مولودٌ على والدِهِ”.

اقرأ أيضًا: متى يكون الزنا كامل

عقوبة معصية الزنا

كما ذكرنا أن الزنا من كبائر الذنوب وعليك أن تتوب عنه حتى يكون لقائك بالله عز وجل جيد، وفي حالة كان لديك أحد الأقارب وغرضك من سؤال هل يعاقب الله الزاني في أهله هو الاطمئنان على أهل منزله، فإن لك دور في أن تساعده بالتوقف عن هذا الذنب والعودة إلى الله.

في هذا الوقت يجب أن تقوم بتوضيح عقوبة الزنا للشخص الزاني، حتى يدرك أن ما يفعله سوف يؤدي به إلى الهلاك، حيث جاء في كتاب الله الكريم (وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا (68) يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (70) [سورة الفرقان].

تلك الآيات الكريمة تشير إلى أن ذنب الزنا يعادل الشرك بالله وقتل النفس، ومن يموت عليه بدون أن يتوب سيخلد في العذاب بالآخرة، وكان قديمًا يتم عقاب الزاني الشاب الذي لم يسبق له الزواج بإقامة الحد عليه والجلد 100 جلدة وبعدها النفي من البلد المتواجد بها.

أما الزاني المتزوج الذي ترك زوجته الحلال وسار في طريق الحرام، فإنه يرمى بالحجارة حتى يموت، وهذا مثبت في حديث شريف عن عبادة بن الصامت قال عن النبي محمد البكرُ بالبكرِ جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ والثيبُ بالثيبِ جلدُ مائةٍ والرجمُ”.

اقرأ أيضًا: لماذا حرم الله الزنا؟

شروط التوبة عن ذنب الزنا

منذ بداية الخلق هناك صراع كبير بين الشيطان والإنسان، فإن الشيطان دوره أن يدفع البشر لتنفيذ المعاصي والذنوب ويبعدهم عن عبادة الله، ولكن للإنسان عقل يجب أن يستخدمه في التمييز بين الحلال والحرام، وعندما يفيق من الذنب يجب عليه أن يتوب.

قد جاء في حديث شريف عن أبو سعيد الأنصاري أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال “التائبُ من الذَّنبِ كمنْ لا ذنبَ له”، ولكن التوبة عن كبائر الذنوب يجب أن تكون بلا رجعه للذنب مرة أخرى، ولكي يتم قبول التوبة يجب أن يقوم الشخص بإتمام بعض الشروط وهي كالآتي:

  • (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [سورة العنكبوت: الآية 45]، هذا يشير إلى أن الصلاة تساعد العاصي أن يستشعر قرب الله منه، فهي من أركان الإسلام التي يجب أن ينتبه لها التائب عن الذنب.
  • كثرة الاستغفار تساعد في التقرب من الله.
  • النية الصادقة في التوبة وعدم الرجوع إليه مرة أخرى، حيث إن صدق النية تكون ناتجة من الندم الشديد الذي يشعر العبد به لما فعله من ذنب.
  • الإكثار من العمل الصالح مثل إخراج الصدقات ومساعدة الآخرين.
  • غض البصر عن أي شيء تنجذب له العين بدون تفكير.
  • من المهم أن تقوم بقطع العلاقات التي كانت تربطك بأصدقاء السوء، حتى لا تقع في المعصية مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: هل تقبل صلاة الزاني؟

الخوف من الله أمر واجب على كل عبد مسلم، فإن اتباع أهواء الشيطان تجعل العاصي يتساءل هل يعاقب الله الزاني في أهله، بعد أن قام بإدراك حجم المعصية.

قد يعجبك أيضًا